جاءنا من سنغافورة ما يأتي فنشرناه لما فيه من النصيحة للمسلمين. (هذه أبيات خاطب بها أعضاء ندوة العلماء بالهند سنة ١٣٢١ (مولانا السيد أبو بكر بن شهاب الدين أمتع الله به) كلم يقدمها المسيء الجاني ... لذوي المعارف لا ذوي التيجان نفثات مصدور إلى من هم بها ... أدرى وأحرى منه بالتبيان وجميل شكر للذين تصدروا ... في ندوة العلما وللأركان لله دَرُّهم سوابق حلبة ... فيها العقول فوارس الميدان شربوا رحيق العزم والجد الذي ... لم يخش مدمنه من الحرمان هبوا وأمر الكل شورى بينهم ... والرأي قبل شجاعة الشجعان نهضوا لنفع المسلمين بنشر ما ... عنهم يصد طوارق الحدثان ودعوا إلى نشر العلوم على اختلا ... ف فنونها والعلم ذو أفنان وإلى اجتماع قلوب من أيمانهم ... بمحمد المحمود ذو اطمئنان ولنعم ما عقدت خناصرهم على ... إبرازه من حيز الكتمان فالعلم أشرف مقتنى وأَجَلّه ... وبه تفاضل نوعنا الإنساني فذووه في عز ومجد باذخ ... ورفيع منزلة وسعد قران العلم يطلب كي يزجَ بحامليه ... إلى التربع في ذرى كيوان من حيث كان وكيف كان لعيشة ... الدنيا وللأبدان والأديان هذا رسول الله نبهنا على ... عدل المجوس وحكمة اليونان والاجتماع أجل حض رادع ... عبث الخصوم وسورة العدوان والمؤمنون كما أتانا في حديث ... الصادق المصدوق كالبنيان ومتى تخاذلنا وأهمل بعضنا ... بعضًا خلعنا خلعة الإيمان وأصابنا الفشل الذي يقفوه ... ذل واضطهاد ليس بالحسبان إن افتراق المسلمين أذاقهم ... ضيم الهضيمة بعد عظم الشان وهنت عزائمنا وأصبح هازئًا ... بخمولنا الوثني والنصراني فَعَلامَ فُرْقتنا التي ألقت بنا ... في هوة الإهمال والخذلان ولِمَ التنافر والتباغض بيننا ... والحقد وهي مدارك النقصان ها كل طائفة من الإسلام مُذْ ... عِنَة بوحدة فاطر الأكوان وبأن سيدنا الحبيب محمدًا ... عبد الإله رسوله العدناني وإمام كل منهم في دينه ... أخذًا وردًّا محكم القرآن فإلهنا ونبينا وكتابنا ... لم يتصف بالخلف فيها اثنان والكعبة البيت الحرام يؤمها ... قاصي الحجيج لنسكه والداني وصلاة كل شطرها وزكاته ... حتم وصوم الفرض من رمضان أَفَبَعْدَ هذا الاتفاق يصيبنا ... نزغ ليفتننا من الشيطان وإن اختلفنا في الفروع فذاك عن ... خير البرية رحمة المنان وحديث تفترق النصارى واليهود ... وأمتي فرقًا روى الطبراني لكن زيادة كلها في النار ... إلا فرقة لم تخل عن طعان بل كلهم في جنة وعدوا بها ... بالنص في آي من القرآن وكذا أحاديث الرسول تضافرت ... أن المُوَحِّد في حمى الرحمن وإذا أردت بيان ما أوردته ... فانظر فتاوى الحافظ الشوكاني فلقد أتى فيها بما يشفي العليل ... من الدليل وساطع البرهان وأفاد فيها ما يلاشي بيننا ... إحن النفوس وشأفة الشنآن إيهًا رجال الندوة اجْتَهِدُوا ولا ... تهنوا فرب الخيبة المتواني وامضوا على غلوائكم قدمًا ولا ... تخشوا معرة فاسدي الأذهان فالحق قائدكم وأنتم تعلمون ... موارد الأرباح والخسران أو ما رويتم حين أقبل جيش أهل ... الشام قولاً عن أبي اليقظان والله لو بلغوا بنا طردًا إلى ... هجر لما عدنا إلى الإذعان ولتسمعن أذًى كثيرا فاصبروا ... واكسوا المسيء مطارف الإحسان ماذا على الحكماء من أضدادهم ... قدح السفيه ومدحه سيان والله شاكر سعيكم ورسوله ... وأولو الفضائل من ذوي الإيمان وقد غيرنا الشطر الأخير من آخر بيت ليكون إشارة إلى قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: ١٠٥) .