في كتب العهد الجديد وعقائد النصرانية تابع ما قبله فائدة بعثة عيسى والفرق بين صورته في القرآن وصورته في الأناجيل
فإن قيل: إذا كانت هذه العقائد التي امتازت بها المسيحية عن الإسلام واليهودية باطلة؛ فما فائدة بعثة عيسى إذًا، ولِمَ فتن الله الناس به حتى اتخذوه إلهًا؟ قلت: لا شك أن عيسى كان نبيًّا كبيرًا ورسولاً عظيمًا جعله الله مثالاً حسنًا للناس ليهتدوا بهديه وليقتدوا به في أخلاقه وأعماله وأقواله وسيرته الطاهرة، وقد اشتهرت تعاليمه الداعية إلى السلم والرحمة والرأفة والزهد في الدنيا كما قال القرآن الشريف : {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ} (الحديد: ٢٧) وذاع إصلاحه في الأرض منذ وجوده للآن رغمًا عن كل ما طرأ على دينه من التحريف والتبديل مع كثرته. ومن فوائد بعثته أيضًا أن الله تعالى جعله دليلاً على قدرته على البعث والقيامة الأخروية، فإن الناس كانت قد ضعفت فيهم أو تلاشت من بينهم تقريبًا هذه العقيدة الكبرى لدرجة جعلت الصدوقين من اليهود وهم الأمة التي اشتهرت بكثرة الوحي فيها والأنبياء ينكرون البعث يوم القيامة (مت ٢٢: ٢٣ وأع ٢٣: ٨) وكان يوجد من النصارى أيضًا من تبعهم في ذلك كبعض أهل كورنثوس كما يفهم من رسالة بولس الأولى إليهم (١٥: ١٢) وتجد أسفار العهد القديم خالية من التصريح بهذه العقيدة اللهم إلا بعض إشارات طفيفة كما في سفر التثنية (٣٢: ١٩ - ٤٣) ولعل السبب في ذلك وجودهم بين المصريين مدة (٤٣٠) سنة (خر١٢: ٤٠) واقتباسهم منهم هذه العقيدة التي كانت عالقة كثيرًا بأذهان المصريين [١] فانتقلت منهم إلى بني إسرائيل وأصبحت عندهم من الأمور التي لا يترددون في قبولها فلذا لم يحتاجوا للتذكير بها كثيرًا فاكتفت كتبهم بالإشارة إليها أحيانًا، ولا تنس أن بني إسرائيل كانوا من أشد الأمم ميلاً للتقليد وخصوصًا للأمم الغالبة، فلذا انتقلت إليهم هذه العقيدة من المصريين وانتشرت بينهم، أو كان السبب في قلة ذكر كتبهم لها أن الناس كانوا في تلك الأزمنة قصيري الإدراك بلداء الشعور، وخصوصا اليهود ذوي الرقاب الصلبة (خر٣٢: ٩) فلذا ما كانوا يتأثرون ولا تنفعل نفوسهم بالمواعيد الآجلة انفعالها بالمواعيد العاجلة التي كثرت كتبهم من ذكرها لهم لغلظ قلوبهم وقساوتها فلما كَثُرَ بين الناس الشك في هذه العقيدة وارتقى إدراكهم ورق شعورهم عن ذي قبل جاء عيسى لتبيين هذه العقيدة العظمى، واشتهر بالتصريح بها أكثر من جميع من سبقه من أنبياء بني إسرائيل، وقد بين قدرة الله تعالى على البعث والنشور بمعجزاته العظيمة كإحياء الموتى وخلقه من الطين طيرا وبوجوده هو نفسه بدون أب خلافا لما اعتاده الناس فالله تعالى الذي أجرى على يديه كل هذه الآيات البينات (أع ٢: ٢٢) لا شك أنه قادر على إحياء الموتى يوم القيامة [٢] . فإصلاح الأخلاق وتذكير قومه بكلام الله القديم الذي كانوا هجروه وإرشادهم إلى حقيقة الشريعة وروحها والدعوة إلى الإيمان باليوم الآخر والزهد في الدنيا؛ لشدة انغماس الناس في زمنه في الماديات هي أهم ما جاء عيسى به، وهي أعظم ما عرف عنه بين جميع أتباعها، واشتهر به على اختلافهم في الآراء والمعتقدات ولو أنهم جعلوا نعيم الآخرة روحانيًّا فقط، مع اعترافهم بالبعث الجثماني بل والعذاب الجسداني أيضا [٣] بسبب تأثير أقوال بعض فلاسفة اليونانيين فيهم كأرسطو حتى أولوا أقوال المسيح نفسه الدالة على عكس ما ذهبوا إليه تقليدًا لهم كما في (متى ٢٦: ٢٩ ولوقا ٢٢: ٣٠) . ولكن من المجمع عليه أن أكثر تعاليم عيسى وشغله الشاغل كان في الدعوة إلى مكارم الأخلاق والسلم والتمسك بروح الدين [٤] وجوهره الإيمان باليوم الآخر والعمل على نشر ذلك كله بين العامة والخاصة من قومه، ولكنه قل أن تعرض للإلهيات لعدم حاجة اليهود إليها بل أحالهم فيها إلى ناموسهم؛ إذ فيه الكفاية منها، وبين أن التوحيد هو أول كل الوصايا (راجع مثلا مرقس ١٢: ٢٨ - ٣٤) كما كان معلومًا لديهم من قبل وقد استفاد العالم من تعاليمه كثيرًا منذ زمنه إلى الآن. وأما افتتان الناس به ودعواهم له الألوهية، وإن كان هو تبرأ من إطلاق لفظ الصالح عليه كما سبق (مت ١٩: ١٧) فذلك لا يطعن في انتفاعهم العظيم به عليه السلام، وفي أنه كان إمامًا ورحمة لهم وآية للعالمين كما أنه لا يطعن في فائدة نزول الغيث كونُه قد يصيب بعض البيوت مثلاً فيهدمها على أهلها، ولا يطعن في نفع النار وغيرها أنها كثيرًا ما تؤذي الإنسان وتهلكه، وهي أقوى ما يستعمله الإنسان للتدمير في الحروب وغيرها. فهذه سنة الله في خلقه؛ إذ يندر أن يوجد شيء في العالم خال من الضرر في جانب نفعه الكبير فكذلك بعثة عيسى وإن أفادت الناس كثيرًا إلا أنها لم تخل من الأضرار بضعاف العقول الذين ألَّهوه وعبدوه من دون الله، تعالى عما يشركون. فالاعتراض على بعثته بسبب ذلك كالاعتراض على جميع ما خلق الله مما لا يخلو من ضرر، ولذلك أيد الله تعالى - كما قال القرآن - أتباع عيسى مع ضعف إيمانهم وفساد بعض عقائدهم حتى نشروا دينه على علاته في الأرض، وأصبحوا فيها ظاهرين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (الصف: ١٤) أي: قل يا محمد كما قال عيسى لأصحابه ما ذكر، والحكمة في قول القرآن ذلك بدل أن يقول: كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار الله، أنهم لم يكونوا في دينهم على ما يرام كما يفهم من قوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ} (آل عمران: ٥٤) لأن يهوذا باعتراف النصارى كان منهم وكذلك بطرس الذي سماه المسيح شيطانًا، وغيرهما كان ضعيف الإيمان أو عديمه كما سبق بيانه (راجع صفحة ٥٢ و٨٨ و٩٢) وقال القرآن أيضا: {إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} (المائدة: ١١٢) الآية، وقال: {فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} (مريم: ٣٧) الآية. وإذا كان الله أيدهم مع ضعفهم هذا وفساد بعض عقائدهم بسبب أن في دينهم أشياء أخرى كثيرة صالحة للبشر، وهي أكثر مما ألحق به من المفاسد فمن باب أولى يؤيد الله المؤمنين الصادقين الخالي دينهم وعقائدهم من التحريف والتبديل؛ لذلك ضرب الله الحواريين مثلاً للمؤمنين؛ لبيان كرمه وحلمه وتفضله على عباده بالخير الكبير، ولو لم يستحقوه كله؛ ليعلموا أنهم إن نصروا الله، ولو قليلا، نصرهم هو كثيرًا كما فعل بأصحاب عيسى، ولم يضرب المثل بغيرهم من الأمم السابقة المؤمنة؛ لأنهم لم يبق لهم ملك في الأرض مشاهد كاليهود، أو أنهم انقرضوا كمؤمني قوم صالح وهود. هذا وقد بين القرآن الشريف تاريخ عيسى كما بيناه هنا فقال الله تعالى فيه: {إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} (الزخرف: ٥٩) [٥] ] وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ [٦] لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [٧] [ أي كاختلاف اليهود (الزخرف: ٦٠-٦٣) في القيامة لعدم صراحتها في كتبهم: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} (الزخرف: ٦٣-٦٥) لاحظ العطف هنا بالفاء {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (الزخرف: ٦٥-٦٦) والآيات في بيان فضائل المسيح ومزاياه وأعماله بالثناء عليه عديدة شهيرة [٨] فانظر إلى آداب القرآن العالية في المسيح فهو يصوره دائمًا بغير الصورة التي تفهم من الأناجيل وفيها كثير من المسائل تؤدي إلى الطعن الفظيع فيه كما أدت كثيرين إلى ذلك في أوروبة. فنحن وإن كنا نبرأ إلى الله من مطاعنهم هذه نشير هنا [٩] إلى بعضها ولا نتعرض للبحث فيها طويلا بمثل ما تعرضوا به من المبالغة في الطعن إجلالاً لمقامه السامي عندنا بسبب شهادة القرآن له ليس إلا، فمما عابوه به: (١) مسألة تردده وهو شاب عزب جميل على بيت مريم ومرثا أختها وهما عاهرتان (قارن لوقا ٧: ٣٦ - ٣٩ بيوحنا ١١: ١-٣ و١٢: ١-٨ وحبه لهما يو ١: ٥) والأكل في بيتهما والمبيت عندهما ودلك مريم قدميه ومسحه بشعرها ودهن رأسه بالطيب (لو ١٠: ٣٨ - ٤٢ ومت ٢١: ١٧ و٢٦: ٦ - ١٣) وكثرة اختلاط غيرهما من النساء به وبتلاميذه ومصاحبتهن لهم في كل مكان وخدمتهن له من أموالهن (لو ٨: ١-٣) إلى غير ذلك مما يحرم علينا الإسلام الخوض به وسوء الظن بالمسيح بسببه، فإن لم يفتتن هو أو تلاميذه بهن فكيف لا تفتتن مثل هؤلاء النساء بهم وأكثرهن عزبات؟ ومن أراد الاطلاع على بعض ما يقوله علماء الإفرنج في مثل هذه المسألة فليقرأ الفصل السابع من كتاب الحقيقة عن يسوع الناصرة، تأليف فيلب سدني Philip Sidney. (٢) وجود المسيح في عرس يشرب الناس فيه الخمر بحضرته ويسكرون (يو ٢: ١٠) وهو لا ينكر عليهم ذلك بل ساعدهم على المنكر وحول لهم الإناء خمرًا، فكأنه زاد الطين بلة (يو ٢: ١-١١) حتى رماه المعاصرون له من اليهود بأنه شريب خمر محب للخطاة والعشارين (لو ٧: ٣٣ و٣٤) ومن كلامه في لوقا (٥: ٣٧ -٣٩ ومتى ٩: ١٧) يفهم أنه كان له دراية بالخمر وأحوالها. (٣) اختصاصه أحد تلاميذه يوحنا بحبه، واتكاء هذا في حضنه والتدلل عليه، وكان يوحنا إذ ذاك فتى صغيرًا، وعدم تجاسر التلاميذ الآخرين على سؤاله إلا بواسطة هذا التلميذ المحبوب وحده (يو ١٣: ٢٣ - ٢٥) وتجرد عيسى عن ثيابه أمامهم بعد العشاء بدون مناسبة مما يوهم أنه سكر بكأس العشاء (يو ١٣: ٤ و٥ ومت ٢٦: ٢٩) . (٤) قولهم: إنه كذب مرة على إخوته وغشهم (٧: ٨ و١٠) راجع حاشية صفحة (١٢ و١٣) من هذه الرسالة في النسخة المطبوعة على حدتها. (٥) أمره تلاميذه بشراء السيوف وحملها للدفاع عنه فضرب أحدهم بالسيف عبد رئيس الكهنة ليقتله فأفلتت الضربة وأصابت أذنه فقطعتها (لو ٢٢: ٣٦ - ٣٨ و٥٠) مع أنه كان في أول الأمر يحض الناس على محبة الأعداء (مت ٥: ٤٤) وهو أمر مغاير للطباع البشرية حتى لم يقدر عليه هو نفسه فخالف بذلك وصيته، وكان أول من نقضها بعمله هذا [١٠] راجع أيضا رسالة الصلب ص (١٢٢ و١٢٣) . (٦) عدم احترامه لأمه مريم وإهانتها مرارًا أمام الناس (يو ٢: ٤ و١٩: ٢٦ ومت ١٢: ٤٦ -٥٠) ومخالفته بذلك قول الله (تث ٥: ١٦) : (أكرم أباك وأمك) ثم دعواه أنه ما جاء لينقض الناموس (مت ٥: ١٧) مع أنه نقضه في أعظم أركانه وأكبر دعائمه وهي الوصايا العشر [١١] . (٧) إيجاده التقاطع والتفريق بين الناس وحضهم على بغض أهليهم وأقاربهم حتى آبائهم وأمهاتهم وأولادهم وأخواتهم (لو ١٤: ٢٦ ومت ١٠: ٣٤ - ٣٧) وهو الداعي في أول أمره إلى السلم ومحبة الأعداء كما سبق. وقوله المشار إليه هنا وهو: (لا تظنوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته من أحب أبًا أو أمًّا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني) . وقوله (لو ١٢: ٤٩) : (جئت لألقي نارًا على الأرض ليتها قد اضطرمت أتظنون أني جئت لأعطي سلامًا على الأرض كلا أقول لكم بل انقسامًا) . كل ذلك ينطبق بأن إلقاء الحرب في الأرض وإيجاد التفريق والانقسام وعداوة الأهل والأبناء سيكون صادرًا من جانبه وجانب أتباعه لا من جانب خصومهم كما هو صريح هذه العبارات، وإن أَوَّلَهَا المبشرون تعسفًا بغير ما ذكرنا فلا نعبأ بتأويلهم لتكلفه وتعسفهم فيه، ولذلك قال (لو ١٤: ٢٦) : (إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا) . فكيف يقول المبشرون بعد ذلك: إن البغض والعداوة والحرب ستكون من جانب الناس لهم لا من جانبهم للناس والمسيح نفسه يقول: إنهم هم الذين يجب عليهم أن يحبوا أهلهم وأولادهم أكثر منه بل يبغضونهم، فهم البادئون بالتفريق وبالعداء لا المبدءون به كما يزعمون [١٢] . ... ... ... ... ... ... ... ... الدكتور ... ... ... ... ... ... ... ... محمد توفيق صدقي لها بقية ((يتبع بمقال تالٍ))