الباب الثالث (أيادوكيا) بمعنى (أحمد) الكلمة الأصلية التي ترجمت عنها كلمة (أيادوكيا) نقول: إذا لم يكن الإنجيل الأصلي قد رفع من الميدان منذ زمن لوقا، أو نقول: لكي لا نعرض أنفسنا للتهمة بجرم الافتراء؛ إذ ربما كانت أنشودة الملائكة موجودة بنصها الأصلي؛ ثم أعدمت في عهد تصرفات مجمع نيقية التطهيرية: لماذا لا يوجد النص الأصلي لهذه الآية؟ لماذا يحاولون أن نقتنع ونخضع لدعوى القائل: إن (أيادوكيا) ترجمة مطابقة للكلمة التي كانت في المتن الأصلي، وبصورة موافقة للقاعدة اللسانية الحقيقية؟ فلو قام أحد البَابِيِّينَ فرضًا وترجم هذه الآية بقوله: (الحمد لله في الأعالي وعلى الأرض لوح. وللناس باب! !) فبأي حق وصلاحية يمكن أن يرد ويرفض؟ والمتن الأصلي غير موجود؛ ليكون للكنيسة حق الاعتراض والمؤاخذة! إلا أن البابي مجسم أو أنه يعتقد بإنسان قد تأله، وهو أيضًا يدعي الألوهية، وأنه يعطي ألواحًا وآيات كحضرة (يهوه) معبود اليهود. وها أنذا أسأل: ماذا كان أصل الكلمة المرادفة لكلمة (أيودوكيا) ؟ فعوضًا عن (بروباجندا فيده) التي للكاثوليك، وجمعية ترجمة الكتب المقدسة إلى كل اللغات التي للبروتستانت، أرجو أن يتلطفوا بالإجابة على هذه الأسئلة: - ماذا كان نص العبارة التي كان التهليل والترنيم بها، والمترجمة بكلمة (أيودوكيا) ؟ هيهات، لا شيء، عدم، كله ضاع وانمحى، وإن ما يضحكني بزيادة هو قولهم: (بما أن لوقا ملهم من قِبَل الروح القدس، قد حافظ على الترجمة من غير أن تَبْقَى حاجة إلى المتن) ولكن المترجمين في المخابرات الدولية دائمًا يذهبون بمتن اللغة الأصلية مع الترجمة إلى الرئيس ويعرضونهما عليه معًا، فأين متن اللغة السماوية؟ وسنبرهن في الفصل الثاني بصورة قطعية ومقنعة على أن لوقا لم يكتب موعظته بالوحي والإلهام ولا بإلقاء الروح القدس. فالمتن الأصلي مفقود، والترجمة مشكوك في صحتها! المعنى اللغوي المستعمل لكلمة (أيودوكيا) يجب أن تكون كلمة (أيودوكيا) ترجمة حرفية لكلمة سريانية مثل (إيرايتي) أو لكلمة عبرانية. ولكن كتاب لوقا لم يترجم عن لسان آخر، فإن قال قائل: (كان هناك مأخذ، وإن لوقا كتب كتابه مترجمًا عن ذلك المأخذ) فإن المعنى يزداد غموضًا؛ لأن ذلك المأخذ في اللسان الأصلي مفقود. ولا بد أن يرد على بال كل مسيحي وجود نسخة مكتوبة بالسريانية، وهي: بشيطتا سبرا طابا ولكن تلك أيضًا مترجمة عن اليونانية، فعلينا إذًا أن نفهم معنى (أيودوكيا) من اللغة اليونانية ومن قاموسها فقط، وذلك لا يكفي لحل المسألة، ولا بد أن تكون الملائكة قد استعملت كلمة عبرانية أو بابلية أو كلمة أخرى من إحدى اللغات السامية وإن لوقا ترجمها بـ (أيودوكيا) وههنا السر والظلمة. وفي النسخة المسماة (بشيطتا) التي برزت إلى الوجود بعد مجمع نيقية (أزنيك) مثل (الصبر جميل) بالعربية تمامًا. ولا شك أن الذين ترجموها بعبارة (سورا طاوا) قد كتبوها متخذين بنظر اعتبارهم أن (إنجيل) عبارة عن بشارة أمل. إن المقصود من الاشتغال بالألفاظ ليس إلا التمكن من إظهار حقيقة لم تزل مكتومة أو خافية على كل الموسوية والمسيحية والإسلامية حتى الآن، فأرجو أن يتعقبني القراء بصبرٍ وتأنٍّ. لا يمكن أن تكون (أمل صالح) ترجمة حرفية مطابقة لأصل كلمة (أيودوكيا) بل يجب أن تكون إحدى العبارتين مردودة، ولكن أيتهما؟ الآثوريون النسطوريون يقرءون الآية التي هي موضوع بحثنا عند شروعهم بالصلاة، ولهؤلاء كتاب عبادة يسمى (قود شاد شليحي) وهو أقدم من مجمع نيقيه بكثير. وبما أن ليس بين مندرجات هذا الكتاب المهم الآيات العائدة إلى (قربان القديس) الموجودة في أناجيل مَتَّى ومرقس ولوقا نستدل على أن الكتاب المذكور أقدم من الأناجيل الأربعة، ومهما يكن هذا الكتاب فهو أيضًا قد أصيب بالتغييرات والتحريفات على مرور الزمان لكنه قد تمكن من أن تبقى صحائفه مصونة عن إضافة الآيات المذكورة إليه المسماة (الكلمات الأصلية) وفي هذا الكتاب (سبرا طابا) أي (أمل صالح) أو (بشارة جيدة أو سنة) وذلك عوض عن (أيودوكيا) فلدينا وثيقتان فقط في أصل أنشودة الملائكة وهما كتاب (لوقا) وكتاب (قودشا) . ليت شعري أي واحدة من هاتين الوثيقتين المستقلة إحداهما عن الأخرى هي أكثر اعتبارًا وأحرى بالاعتماد عليها؟ لو كانت الملائكة في الحقيقة قد أنشدت (أمل صالح) لكان الواجب على لوقا أن يكتب عوضًا عن (أيودوكيا) (----) (أيوه لبيس) وعلى الأصح (----) (إيلبيدا آغسى) كما كتب بولس وبما أننا وقعنا بين وثيقتين متضادتين تناقض إحداهما الأخرى، لا يمكننا أن نرجح إحداهما بغير مرجح. لم يكن في الكنائس القديمة كتاب باسم إنجيل باللغة العبرانية، أما الكلمة (أيودوكيا) فهي بالعبرانية (----) راضون وهي تشمل على معان مثل (رضا، لطف، انبساط ميسرة، حظ، رغبة) وهي اسم لفعل (---- رضا) المشابهة لكلمة (رضا) العربية فتكون النتيجة أن (أيودوكيا) المترجمة مرة إلى اليونانية Volantas bona (حسن الرضا) قد تحولت وتأولت بعد ذلك إلى كافة الألسنة بالعبارات التي تفيد المعنى المذكور. أنا أدعي أولا أن تأويل (أيودوكيا) على هذا الطراز لا يؤدي المعنى الحقيقي، وثانيًا أنه من الجهل والمفتريات الكفرية بمكان. أولاً: لا يقال في اليونانية لحسن الرضا (أيودوكيا) بل يقال (---- ثليما) وكان يجب لمن يكتب (----) أو (----) المطابقة تمامًا لحسن الرضا. ففي هذا يكون تفسير أيودوكيا غلطًا وخطأً، ولعل الكنائس ولا سيما الأساتذة الذين يعرفون اليونانية من أهلها وغيرها يعارضوني في ذلك فأقول: إن هذه الكلمة مركبة من كلمتين (أيو) بمعنى (حسن، جيد، صالح، مرحى، حقيقي، حسن ملاحة) وأما كلمة (دوكيا) وحدها فلا أعرف لها استعمالاً في شيء من كتب اللغة، وإنما توجد كلمة (---- أو ---- دوكوثه) وهي بمعنى (الحمد، الاشتهاء، الشوق، الرغبة، بيان الفكر) وها هي ذي الصفات المشتقة من هذا الفعل (دوكسا) وهي حمد، محمود، ممدوح، نفيس، مشتهى، مرغوب، مجيد، والآن لننظر ماذا بين أنبياء بني إسرائيل من الأفكار والمعاني في الألفاظ ---- محمود [*] أنا لا أعلم بوجود رجل تاريخي يحمل اسم أحمد ومحمد قبل ظهور النبي (الأخير الأعظم) صلى الله عليه وسلم، وبناء على ذلك فإن اختصاص حضرة النبي الأكرم بهذا الاسم الجليل (محمد) لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة والاتفاق، ولو قال قائل: إن أبوي النبي سمياه محمدًا قصدًا لأنهما قرآ كتب الإنجيل، ومن هناك علما أنه سيأتي نبي باسم محمد، لكان من المحال أن يصغي لقوله أحد. وهنا أريد أن أفتش في كتب العهد القديم العبرانية المكتوبة قبل ظهور الإسلام بألفين أو ثلاثة آلاف سنة عن المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ العربية (حمد، أحمد، محمد) وعما تشتمل عليه كلمة (إسلام) في اللغة الرسمية السماوية من المعاني الواسعة، فإن كلمتي (أحمد، ومحمد) أيضًا تحتويان على ذلك المقدار من المعاني. ---- لا تحمد ---- لا تطمع في بيت جارك (خروج ١٧: ٢٠) إن ترجمتهم التركية تنهى عن النظر بالشهوة والحسد، وذلك غلط؛ لأن نص الآية ---- لا تشته زوجة جارك. ---- تحت ظله باشتياق جلست (نشيد الإنشاد ٢: ٣) حمدة (---- الحمد، الاشتهاء، الاشتياق، التعشق، التلذذ، الانشراح) . ---- الله اشتهى هذا الجيل أو الجبل الذي اشتهاه الله (مزامير ١٦: ٦٨) . ---- أحمد الإعجاب، الاشتهاء، الانبساط، الانشراح، الرضا، حمد، محمد، مليح، جميل المنظر، حميد المنظر (تكوين: ٩: ٢) . (حمد وشمن) مرغوب، ---- مشتهى، مرضي، مطلوب، مرغوب (أمثال ٢٠: ٢١) والحال أنهم قد ترجموا الكلمتين (هتاوا، هاوا) من هذا الباب نفسه بكلمة (أيبيشوميا) اليونانية التي هي أيضًا بمعنى الشهوة والاشتهاء. إذن فإن (الإصحاح السبعين) يترجم الكلمتين (حمد) و (أهوى) كلتيهما بالكلمة (أيبيثوميا) ---- (----) وباليونانية (أيبيثوميا) أحمد من الذهب أي أشهى من الذهب. ---- كل (محمدتنا) خربت. وفي اليونانية ---- (أشعيا ١١: ٦٤) نحب الدقة في أنهم يترجمون كلمة (محمد يتو) التي في الآية المذكورة أعلاه ب (أندوكساهيمون) . إذن فمحمد ---- بمعنى Fameux Illustre, Glorieux, الفرنسية. أي أن علماء اليهود الذين ترجموا كلمة (محمد) العبرانية مرة بمشتهى ومرة بمرغوب وأخرى براض ومرضي، يعبرون عنها الآن بلفظ (أيندكسوس) فالصفة (أيند وكسوس) المذكورة تحتوي على الصفات الجميلة كالاسم (محمد، أحمد، أمجد، ممدوح، محتشم، ذو الشوكة) ، والبروتستانت ترجموا هذه الصفة الجميلة بجملة (كل نفائسنا صارت خربًا) . إذن فإن الكلمات (----) أو (----) (المحمدة الأحمدية) أو (----) الحمدة التي ذكرها لوقا بمقابلة (أحمد، محمد) كلها الاسم المبارك الذي ترنمت به الملائكة إشارة وإخبارًا بنبي آخر الزمان. إن عبارة (حسن الرضا) لها كل المناسبة إلى (محمد وأحمد) فقط؛ لأنه إذ كان قد وجد في جماعة الأنبياء من ظهرت فيه هذه المعاني: طيب ومقدس حري بتوجه العالمين وجدير بحسن رضائهم وحائز على المحمدة، وكل الصفات الجميلة بحيث يفيدهم ويرضيهم ويسرهم بكل ما يشتاقون إليه، فهو محمد صلى الله عليه وسلم. فإن كان الذين لم يؤمنوا به ولم يطيعوه بحسن رضائهم، فمن ذا الذي يرضون من بعده، وأما الذين يذهبون إلى الفكرة السقيمة، إلى أن المقصود من (حسن الرضا) هو أن واجب الوجود كان سيئ النية، سيئ الرضا، حاملاً للبغض والعداوة والغضب على نوع الإنسان إلى حين ولادة المسيح، وأنه بعد ولادة المسيح غير هذه الصفات إلى ضدها وتصالح مع الناس، فليتفكروا جيدًا أن الجنود السماوية (ملائكة الله) يعلمون أن خالقهم مُنَزَّه وبرئ من سوء النية والجهل وأنهم يسبحونه ويقدسونه إلى أبد الآبدين. إن أملي الوحيد هو الكشف عن حقيقة الموضوع والغرض الذي يجب أن ترمي إليه هذه الكتب (العهد الجديد) أي أني أشعر بأن لا بد في هذه الكتب من حقيقة. وأدرك أن الحقيقة المذكورة سعادة وخير لكافة البشر، وأني قد شرعت في مطالعة الكتب المقدسة باللسان الأصلي التي كتبت بالدقة والإمعان لإظهار هذه الحقيقة بكل وضوح (----) مترجمة عن كلمة (----) راصون العبرانية. ليثق قرائي المحترمون؛ بأن الاختلاف المستحكم بين العيسوية والإسلامية سينحل، ويفصل فيه حالا عند انكشاف المعنى الحقيقي الذي تحتويه هذه الكلمات بعونه تعالى، فمن الضروري أن يتتبعوا المباحث في شأن الكلمات المذكورة بالصبر والدقة. يوجد في اللغتين العبرانية والبابلية القديمة فعل ثلاثي مجرد (---- رصه) (---- رضا) بمعنى (رضي) العربية. وهذا الفعل مستعمل كثيرًا في كتب التوراة وسنحقق هذه الكلمات الأجنبية المهمة في النسخة المسماة (سبتو اغتبتا) وهي الكتب العبرانية المقدسة التي ترجمها سبعون عالمًا يهوديًّا من اللسان الأصلي إلى اليونانية في مدة قرنين أو ثلاثة قبل الميلاد في إسكندرية مصر. ومن المعلوم لدى علماء اللغات أن الأسماء والصفات والأفعال على قسمين، أي أن كل اسم أو صفة إما مذكر وإما مؤنث على الإطلاق، مثلا محمد مذكر ومحمدة مؤنث، وبالعبرانية (----) محمد مذكر (----) مؤنث. وفي الأثورية (----) محمد مذكر، و (----) محمدة مؤنث. وأما اللغات الغربية القديمة، فلا تتبع هذه القاعدة، وهي تطلق على الكلمة التي لا تذكير ولا تأنيث فيها (غير جنسي) وفي اليونانية يستعملون التعبيرات (----) بمقابلة محمد، وللمؤنث (----) أيند وكسي، ولعديم الجنس (----) أيند وكسون. فاليونانيون يطلقون لفظ (أيندوكسون) على ما يصفه العبرانيون بالصفة (----) محمد لذلك جاء التعبير في (إشعيا ١١: ٦٤) (----) محمديتو، و (----) أيندو كساهيمون بمعنى أشياؤنا الحميدية النفسية (أندوكسا وهو جمع أيندوكسون (---- محمديهم محمديها) نفائسهم نفائسه (مراثي أرميا: ١: ٧: و١١) وقد ترجمت في النسخة السبعينية ----) بمشتهيات (---- كرم حمد) كرم الحمد الحديقة اللذيذة، مبتغى اللذة والشوق (إشيعا ٢: ٢٧ و ١٢: ٣٢) ---- من أجل الحقول المقبولة (---- أو يحمدوت) (---- دوكساسي) النفائس (دانيال ١١: ٣٨ و٤٣) (---- حمدة النسوان) شهوة النساء (دنيال ١١: ٢٧ و ٣٨ و ٤٣) . (---- هحمدوت ثياب فاخرة) ---- جميل، فاخر، مرغوب (تكوين ١٥: ٢٧) فالمعاني التي تحتوي عليها الكلمات (حمد، حميد، محمد) في اللغة العبرانية القديمة على الوجه الآتي: ١- فعل: النظر بعين الطمع والشهوة، الغبطة، الاشتياق، الاشتهاء صيرورة الشيء مرغوبًا ولذيذًا، الرغبة والإرادة، المدح والثناء، الحمد. ٢- صفة: مشتهى، شهي، معشوق، مقبول، فاخر، نفيس، ذو قيمة، حميد، جليل، ممدوح، حبيب، لطيف، لذيذ، مكيف (أو مطرب) راض، مسرور، مليح، جميل، شهير، ذو اسم (نامدار) ، صديق. ٣- اسم: أحمد، محمد، عشق، عال، علاء، محمدة، نفاسة، لذة ملاحة، حسن، جمال، كيف، غلاء، انبساط، شهرة، صداقة. ولكي لا أتعب القراء المحترمين أتيت على نماذج الألفاظ الأجنبية أعلاه على وجه الاختصار، وإن صحائف كتب التوراة مملوءة بالألفاظ المذكورة، وكل المعاني والتأويلات التي أعطيتها صحيحة حقيقية، وأنا مستعد كل وقت لإثباتها واحدة فواحدة. يقف المطالع مندهشًا عندما يحصي بحسن نية ما اشتملت عليه هاتان الكلمتان (----. ----. حمد) من المعاني الكثيرة بهذا المقدار. ويجد أن ألفاظ (حميد وأحمد ومحمد) تحتوي اسمًا وصفة، على معاني التفضيل: أحب، وألذ، وأقوم، وأعلى، وأغلى، وأطيب، وأجمل، وأرغب، وأقبل، وأشرف، وأحشم وأشهر شيء وشخص وجنس بعد الخالق تعالى. (----) عاد يرضى حتى يرضى (إلى أن يرضى) ---- أيودوكيص (أيوب ٦: ١٤) (---- أورصيتم) ---- إذا ترضيهم (أيام ثاني ٧: ١٠) (---- رصي) كن راضيًا (ارض) ----. أيودوكيصون. (---- أيودوكياص) رضا، راضون، عناية (مزامير ١٢: ٥) (---- رصون ----. تيليما) مرضاة رغبة (دانيال ٤: ٨) إن البروتستانت ترجموا (أيودكيا) ---- راصون طوب (رضاء طيب) لا نظن أن أحدًا يجترئ على إنكار القرابة والاقتران المعنوي وبين الكلمتين (رضا، رضوان) المذكورتين أعلاه الواردتين في كتب التوراة والاسمين (حمد، محمد) لأننا أوضحنا أن كلمة حمد العبرانية تشتمل على معان مثل (رضا، رغبة، شهوة، عشق، طلب، إرادة، شوق) . على أن في العبرانية كلمة أخرى (---- حفص) وفي العربية حفص بمعنى (ميل، اشتهاء، رغبة، طلب، اشتياق) وبما أن كلمة راحون التي ترجمت بها الأفعال والأسماء (حمد ومحمد) تستعمل أغلبيًّا في ترجمة وتفسير حفص ثبت أن مدلول (حمد ومحمد) أوسع وأشمل. وهنا أكرر قولي: إن (أيودكيا) لا يكون عبارة عن (حسن الرضا) الخيالي المبهم وعديم المعنى، بل إنها بمعنى plaisir bon consentement Bienvillance الفرنسية بمعنى (الرضا السرور وإرادة الخير) مثلا: أيودكيا في اليونانية (---- إنشاء الله، بتوفيق الله، بعناية الباري) وكل ما يرغب فيه الإنسان من مال وروح ونفس، وكل ما كان لديه محبوبًا ولذيذًا ومشهورًا ومحترمًا، فهو موجود في معنى الكلمتين أحمد ومحمد.