(مجموع تسعة كتب ورسائل سلفية) طبع الشيخ فرج زكي الكردي هذا المجموع المؤلف من الكتب والرسائل الآتية على نفقة بعض محبي السلف، ومُروجي كتب أنصارهم، ومحي آثارهم، وهي: (١) (الرد الوافر، على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) تأليف حافظ الشام أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر (ابن ناصر الدين الشافعي) المتوفى سنة ٨٤٣، وقد أورد المؤلف في هذا الكتاب شهادة أئمة العلم وحفاظ الحديث لابن تيمية بالعلم والعرفان وتلقيبهم إياه بشيخ الإسلام، منهم الحافظ ابن سيد الناس الأشبيلي والحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عماد الدين، والحافظ الذهبي، والحافظ المقدسي الصالحي، وحافظ الشام في عصره أبو العباس أحمد ابن شيخ الشافعية علاء الدين حجي بن موسى السعدي، والحافظ أبو العباس أحمد بن مظفر النابلسي، والحافظ أبو الفضل سليمان بن يوسف المقدسي، والحافظ ابن رجب، والحافظ العراقي، وغيرهم من الحفاظ، ومنهم كثير من فقهاء المذاهب الأربعة وكبار القضاة والمفتين، حتى قاضي القضاة تقي الدين السبكي الذي اشتهر التغاير بينه وبين شيخ الإسلام، ونقل عنه كلام فيه، فكتب إليه الحافظ الذهبي يسأله عن ذلك فاعتذر وأثنى على شيخ الإسلام؛ بأنه نادرة الأعصار في علمه واجتهاده ودينه وورعه. وقد قرظ هذا الكتاب وأجازه كثير من حفاظ ذلك العصر وأكابر علمائه وفقهائه؛ منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، وقاضي قضاة الشافعية شيخ الإسلام البلقيني الشافعي، وقاضي قضاة الحنفية ومحدثهم العيني، وقاضي قضاة المالكية البسطامي، وقاضي قضاة الحنابلة نصر الله بن أحمد البغدادي، وكل هؤلاء كانوا في مصر. (٢) (القول الجلي في ترجمة ابن تيمية الحنبلي) للعلامة المحدث السيد صفي الدين الحنفي البخاري نزيل نابلس. (٣) (الكواكب الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية) للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي من علماء الحنابلة المشهورين، وفي هذا الكتاب بيان ثناء أئمة العلماء على ابن تيمية، وذكر تصانيفه، وسعة حفظه، وتمسكه بالكتاب والسنة، ونصره لمذهب السلف، ومحنته وسببها، ومن انتصر له من علماء المذاهب في الأقطار، وما رُثِي به بعد موته من كبار العلماء، وذكر قصيدة منها. (٤) (تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي) للشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي رد به على رجلين ردَّا على شيخ الإسلام، وهو كتاب مطول مفيد في تأييد عقيدة السلف. (٥) (رسالة الزيارة) للعلامة محيي الدين محمد البركوي صاحب الطريقة المحمدية، وقد طبعوها في هذا المجموع؛ لأنها تؤيد مذهب السلف في زيادة القبور، وترد بدع من خلف من بعدهم. (٦) عقيدة الإمام موفق الدين أبي عبد الله بن قدامة المقدسي صاحب المصنفات المفيدة، ومنها المغني الذي فضَّله العز بن عبد السلام مع المحلى لابن حزم على جميع كتب الإسلام في الفقه. (٧) (فائدة في الكبائر) للشيخ موسى الحجاوي وهي قصيدة دالية. (٨) (عقيدة أهل الأثر) للكلوذاني وهي قصيدة أيضًا. (٩) (كتاب ذم التأويل) للشيخ موفق الدين بن قدامة، وكان ينبغي أن لا يفصل بينه وبين عقيدته. صفحات هذا المجموع ٥٨٢، فنحث القراء على اقتنائه ومطالعته، ولا سيّما الذين يسمعون من الدجالين الذين لا خلاق لهم طعنًا في ابن تيمية لا حجة لهم عليه ولا بينة إلا ما يتوكأ عليه بعضهم من كلمات بذاء وسباب وجدت في فتاوى ابن حجر الهيتمي، ينبغي لمن يحترمه ويكرمه أن يقول: إنها مدسوسة عليه، وإلا فأين الهيتمي هذا من شيوخه وشيوخ شيوخه وغيرهم من أجلاء مذهبه وسائر المذاهب، الذين أثنوا على هذا الرجل بما لم يثنوا بمثله على أحد؛ كأحفظ الحفاظ ابن حجر العسقلاني، وأفقه الفقهاء والأصوليين ابن دقيق العيد من الشافعية وغيرهم. * * * (تحريم نقل الجنائز) فشت في طائفة الشيعة بدعة شنيعة، مرت القرون عليها ولم يرتفع صوت علمائهم في إنكارها بل أقروهم عليها، كما أقر غيرهم كثيرًا من البدع إرضاء لأهواء العامة، وناهيك بالبدع التي ينتفع بها بعض المعممين. تلك البدعة هي نقل الموتى من البلاد البعيدة والأقطار النائية إلى حيث مقابر أئمة آل بيت النبي - عليه وعليهم الصلاة والسلام -؛ لتدفن بجوار مشاهدهم، فيجيئون بهم، وقد تقطعت أوصالهم، وتمزقت أبدانهم، وأنتنت جثثهم. وفي هذه البدعة إماتة كثير من الفرائض والسنن، ولا شك في أن كثير من العلماء كان يتألم ويتأوه لانتشار هذه البدعة، ولكن لم يتجرأ أحد على الجهر بإنكارها والنهي عنها بمثل ما صدع به في هذا العام صديقنا السيد هبة الدين الشهرستاني من علماء النجف الأعلام، وصاحب مجلة العلم المفيدة التي يصدرها في النجف، فألَّف في ذلك رسالة بَيَّن فيها شناعة هذه البدعة، وما اشتملت عليه من المحرمات، ومن أجدر بالسبق إلى مثل هذا الإصلاح والاضطلاع بهذا الهدي والإرشاد من جحاجحة الهاشميين وصناديد العلويين، الذين يؤثرون رضوان ربهم، وخدمة شريعة جدهم، على إرضاء الخواص والعوام، والطمع في أموال الناس. وقد علمنا من أخبار العراق أن هذا السيد بعد أن صدع بكلمة الحق في هذه المسألة، وأيده فيها كثير من العلماء الكملة، تصدى له من خذله وأغرى العامة به، حتى قيل: إنه كان مهددًا بالقتل، ثم هدأت الفتنة، وخذلت البدعة، وسوف يستنير القوم يرجعون إلى هذه الفتوى، داعين لمن دعا إليها، ذاكرين بالسوء من صد عنها، والعاقبة للمتقين. ومن مآثر هذا السيد المصلح أنه كان قد سعى أشرف السعي وأفضله؛ للتأليف بين علماء أهل السنة والشيعة في العراق وجمع كلمتهم على التأليف بين المسلمين، وحثهم على مساعدة المجاهدين في طرابلس الغرب وغيرها، وقد نفع سعيه وإن صد عنه المتعصبون، وظهر أثر إصلاحه وإن كره المفسدون، فأهنئك أيها الصديق الكريم، والولي الحميم، وأبشرك بالفوز العظيم {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: ٣٥) . * * *