للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عالم فاضل


رأي واقتراح في مقالة التعصب
لعالم فاضل

إلى منار الإسلام والهادي إذا ضلت الإفهام، وطاشت الأحلام.
قرأت في المنار الرفيع المقالة المسهبة، بل الآية المعجبة التي تحت عنوان
(التعصب وأوربا والإسلام) بعدما استقصيت كل ما سبقها في موضوعها فوجدتها -
فضلاً عما اشتملت عليه من البراهين القاطعة والآيات الناصعة في تبرئة دين الله
الإسلام وأهله مما يكون منزع شقاق أو افتراق بين أهل الأرض مهما اختلفت نِحَلهم،
أو تباعدت حللهم، وأنه بعكس ذلك يدعو إلى الوئام العام، ولم تترك في القوس
منزعًا لرامٍ - قد بينت حقيقة الحال على وجهها بما لم يسقطه به ناطق أو محرر
وكشف النقاب عن حر المسألة التي تَخَبَّطَ فيها ذوو السياسة والكتاب؛ فألبسوا الأمر
غير لباسه، وبنوا البيت على غير أساسه.
فجاءت مظهرة رأي خواص المسلمين الذين يُعَوَّل عليهم، ويستند في مثل
تلك المواقف الحرجة إليهم، ويا حبذا لو ترجمت هذه المقالة ونشرت في جرائد
أوروبا تحت عنوان (رأي علماء المسلمين الآن) ليعلم أهلها عامة والإنجليز
خاصة ما عليه المسلمون في دينهم الخالص، وأن هناك من يقف على دخائل
الأغراض، وحقائق الأمراض وما لهم من مغارم إن كانوا قساة، أو مراحم إن كانوا
أساة، وبالاختصار أقول: إن المسلمين ليغبطون أنفسهم قبل غيرهم بمثل هذه
المقالة التي لا يسع كل منصف عدل من الفريقين إلا الإذعان لما جاء فيها إن لم
يكن ظاهرًا فباطنًا، وأنا أشهد الله أني من المعترفين بأنها هي طريق الحق التي لا
غبار عليها لغرض ذاتي أو عرضي؛ وأنها مرآة ما في قلوب المسلمين الخُلَّص
الذين لا يدينون إلا للحق وداعيه والعدل ومراعيه، فلتسلم مطبعة المنار ليقوم بها
الدليل ويعرف حكم التنزيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.