حضرة الأستاذ العلامة المفضال السيد محمد رشيد رضا المكرم أدام الله تعالى توفيقه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فقد اطلعت على كتاب (خلاصة السيرة المحمدية) , وتأملت فيه؛ فوجدته من أنفس الكتب التي ألفت لتهذيب نفوس أولاد المسلمين , وتعليمهم مكارم الأخلاق التي بعث بها نبينا صلى الله عليه وسلم. فيا له من كتاب علمنا كيف يكون الاقتداء بإمام المرسلين ورسول رب العالمين الذي شرف الإنسانية بفضائله وآدابه الصحيحة السامية! ، ولكن أكثر الذين تعلموا من أولادنا , وتربوا في مدارس الأغيار , وغيرها من المدارس الأهلية التي اقتفت أثر الغرب في التربية والتعليم لا يعرفون فضل ما جاء به هذا النبي الكريم حق المعرفة , فإذا ذكر اسمه الشريف لا يصلون عليه , ولا يسلمون لغفلتهم عما يجب عليهم من تعظيمه , وقلما نرى أحدًا منهم متدينًا حق التدين، وربما كان السبب في ذلك الآباء والمعلمون , فلأجل المحافظة على عقائدهم الدينية , وتنوير عقولهم بأنواره عليه الصلاة والسلام؛ أرى من الواجب على نظار المدارس الإسلامية أن لا يوسدوا أمر التربية والتعليم إلا إلى العالم المتدين الذي يهتم بأمر المسلمين , ويعرف طرق التربية الحقيقية , وأن يقرروا كتاب خلاصة السيرة المحمدية للتدريس في مدارسهم لأنه من أفضل كتب المطالعة التي لها في القلوب أجمل تأثير , وشأن عظيم في التربية الروحية والأدبية والاجتماعية، بل هو فريد في بابه، مفيد لطلابه، رواياته صحيحة، وعباراته فصيحة، والأخذ منه سهل على المعلم والمتعلم، وهو ذخيرة للناشئين، وتذكرة للمتعلمين، كما قلت أيها الأستاذ الناصر للسنة السنية الحريص على نفع الأمة. فلك منا على تأليفه الثناء الجميل , ونرجو الله تعالى أن يمنحك الأجر الجزيل؛ ... ... ... ... ... ... ... ... (الختم) مفتي بيروت