للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


كريت
تم جلاء الجنود العثمانية عن خانيا واحتلتها الدول الأربع ورفعت عليها
أعلامها مع العلم العثماني، وطلب الأميرالية من إسماعيل بك الإسراع بإخلاء
الحصون والقلاع كلها في الجزيرة من الجنود، فأجابهم أنه لابد من بقاء الألفين
والخمس مائة جندي لجمع الذخائر الحربية وإخراجها، وهي بنادق ومدافع حصار
ومدافع نحاسية ثمينة وبارود وتوربيد، وقدر ثمنها بمليوني ليرة عثمانية، وقد
أجابت الدول طلب القيصر الروسي أن يكون البرنس جورج ابن ملك اليونان حاكمًا
للجزيرة، ولكنهم الآن يسمونه مندوبًا للدول (ما زلنا نخضع للألفاظ والألقاب حتى
حكمت فينا شر حكم) وسواء سموه مندوبًا أو وكيلاً أم أجيرًا أم أميرًا فالمعنى
واحد يفهمه كل واحد ... وطلب الأميرالية من دولهم الإذن لكريت باقتراض
خمسة ملايين فرنك تعطى للأهلين مسلمين ومسيحيين لترميم بيوتهم. ولا يزال
الإنكليز يشنقون المسلمين بحجة أنهم هجموا على الجنود الإنكليزية! ! وقد أتمت
الدول وضع القواعد الأساسية لحكومة الجزيرة وسيجردن المسيحيين من السلاح،
وإننا نكتب هذه السطور والقلب يضطرب والأعضاء ترتجف والروح تناجي جبار
السموات والأرض بأن يهبنا حكمة وسدادًا وقوة واستعدادًا وصلاحًا وإصلاحًا تحول
بيننا وبين طمع الطامعين، وتمنعنا من كيد المحادِّين وما ذلك على الله بعزيز.