أسئلة من الشيخ راغب القباني في بيروت لقب الإمام (س) تطلقون على المرحوم الشيخ محمد عبده لقب الأستاذ الإمام، ونرى بعض المعترضين عليكم يقولون: إن هذا اللقب لا يجوز إطلاقه إلا على المجتهدين أصحاب المذاهب المتبعة. (ج) إن هذا اللقب قد أطلقه الناس على كثير من العلماء في القرون الأخيرة حتى في هذا القرن وما قبله كما ترونه على الكتب المطبوعة في مصر من تأليف علماء الأزهر وغيرهم الذين لم يدَّعوا ولم يدَّعِ لهم أحد الاجتهاد ولا كانوا مظنة لدعواه، واشتهر إطلاقه على بعض العلماء في القرون الوسطى ممن لا يعدونهم من المجتهدين بل يذكرونهم في طبقات المقلدين كالفخر الرازي الأشعري الشافعي فهو الذي ينصرف إليه لقب الإمام إذا أطلق في كتب أصول الفقه والكلام والمنطق التي ألفت بعده، وكان تاج الدين السبكي يطلق على والده لقب الشيخ الإمام كما ترونه في كتبه كجمع الجوامع، وطبقات الشافعية، وسبقه الرازي إلى ذلك. * * * قول الشيخ محمد عبده في الربا (س) يزعم بعض الناس أن الشيخ محمد عبده فتح بابًا للقول بجواز الربا إذا كان غير أضعاف مضاعفة. (ج) نحن ما رأينا هذا الباب فدلونا عليه في كلامه، وبينوا لنا الباطل منه لننشره للناس لإزالة الالتباس، ونحن نعلم أن بعض أعداء الإصلاح يطعن في الرجل كذبًا وبهتانًا اتباعًا للهوى، فلا تغتروا بأقوال أمثال هؤلاء الطاعنين اللاعنين. * * * التصوير الحيواني (س) لم يقنع الناس بالاستدلال على جواز التصوير الحيواني بأن المعلول يدور مع العلة وجودًا وعدمًا، فإنهم يقولون: إن العلة لا تزال موجودةً، فنرغب إليكم بالتفصيل. (ج) ليس عندنا تفصيل نوافيكم به، ولسنا وكلاء على الناس فيما يرونه ويعتقدونه، ونحن نعلم أن من الناس مَن هو مقتنع بأن ما شائبة للدين فيه من أمر هذه الصور والتصوير لا يمس الدين، كالذي يفعله بعض جواسيس الحرب، وكصور المجرمين التي تستعين بها الحكومة على معرفتهم وكالصور التي يستعان بها على تعليم التشريح والتاريخ الطبيعي واللغة، فإن كثيرًا من الحيوانات التي نرى أسماءها في كتب اللغة لا نعرف مسمياتها إذا رأيناها ما لم نكن رأينا صورها، فإذا كان الناس الذين يعنيهم السائل يقولون: إن علة تحريم الصور متحققة في هذا الأمثلة جدلاً وعنادًا أو رأيًا واعتقادًا فهم لا يخاطَبون؛ لأنهم لا يفقهون.