للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


نظام الحب والبغض
تابع ويتبع
ما هو الخير والشر؟
هاتان الكلمتان (الخير والشر) وما رادفهما يرد ذكرهما كثيرًا في العلم
الباحث عن أحوال النفس ومعاملاتها، بل عليهما مدار هذا العلم في أوامره ونواهيه؛
لأن الإنسان في محبته طالب خير وفي بغضه هارب من شر. وهذا هو ديدن
الإنسان مدة حياته. وكل واحد يعتقد في الجهة التي يطلبها الخير لنفسه وفي الجهة
التي يهرب منها الشر (اللهم إلا مبغضي ذواتهم!) ، وكل واحد ينبسط للخير
وينقبض من الشر. ولكن هل كل واحد يعرف ما هو الخير وما هو الشر، وهل كل
من اعتقد في جهة من الجهات الخير أو الشر مصيب؟ لو كان كل واحد عارفًا بهما
لكان كل واحد مصيبًا في طلبه وهربه، ولو كان كل واحد مصيبًا لتضاءل الشر
وتبارك الخير.
هذه القضايا مسلمة، وبناءً عليها نسأل ويقال لنا: من ذا الذي يتولى للناس
تعريف هاتين الكلمتين؟ فنقول: هم الباحثون في أحوال النفس. فنسأل مرة أخرى
ويقال لنا: من هم أولئك الباحثون؟ هل هم إلا أناس أمثالنا؟ وفي هذا السؤال
رائحة الإباء والاستنكاف فيجب أن يكون في الجواب رائحة الرفق والأناة فنقول:
الباحثون في علم النفس أناس أمثال غيرهم من حيث الصور الجسدية، وكذلك
الباحثون في كل علم.
ولكن لكل امرئ في هذه الحياة عمل تتفق له فيه إجادة لا تتفق لغيره سيما إن
كان ذلك الغير ليس من أرباب ذلك العمل. مثاله الشاعر هو رجل وأنت يا أيها
الفلاح رجل فلِمَ أنت عاجز عما يعلمه ويعمله هو؟ أليس لأنك لم تعانِ الشعر؟
(بلى) وإني أبشرك بأنه هو عاجز أيضًا عما تعلمه وتعمله أنت؛ لأنه لم يعانِ ما
عانيته. كذلكم قولوا في الصائغ هو عاجز عما يعلمه ويعمله الخياط، والثاني عاجز
عما يعلمه الأول.
وكذلكم قولوا في أرباب العلوم والصنائع كلها. ويومئذ لا يصعب عليكم أن
تقولوا: إن الذي يعانيه علماء النفس من التفكر والتذكر واختبار الأحوال وتجربة
الأمور ربما لا يتفق لغيرهم أن يعانوه. فإذا كانوا أمثالهم من جهة صورة الجسد لا
يلزم أن يكونوا أمثالهم من جهة صورة الفكر. ولعمركم إن ابن خلدون والغزالي
لا يحصى مشابهوهما في الخلقة، ولكن مشابهوهما ومقاربوهما في صنعتيهما يعدون
على الأصابع، وربما لا يبلغون عدد أصابع الكفين.
فإذا علم السائل هذا وسهل عليه أن يعرّف له علماء النفس (في انفرادها
واجتماعها) الخير والشر، فليصغِ إلى ما اقتبسناه منهم بفكر خالص من الوهم
والتقليد، وليتأمله بعقله المستفاد لا بعقله المستعار.
(الخير هو استعمال الإنسان ما خلق الله له من القوى والاستعدادات فيما
خلقت لأجله استعمالاً مشروعًا (أي: تابعًا لشرع) يراعى فيه حق الغير) ، والشر
ضده أي: عدم الاستعمال مطلقًا أو الاستعمال في غير ما خلقت لأجله أو الاستعمال
الذي ليس بتابع لشيء.
هذا التعريف وافٍ جامع لكن التعاريف في الحقيقة لا يستغني بها الناس عن
الشروح والإيضاحات والأمثلة (اللهم إلا أذكى الأذكياء) ، فكأنها إنما تسطر لتكون
قاعدة وأصلاً للشروح، ولتحفظ عبارتها الجامعة بعد أن يحيط الناس خبرًا بالمسألة
من الإيضاحات والأمثلة.
إن الله جل ثناؤه قد خلق في الإنسان قوى واستعدادات بعضها نصيبها مباشرة
المحسوس، وبعضها نصيبها ملاحظة المعقولات فكل ما يستعمل فيه الإنسان قواه
ويناله يلتذ به، وكل ما يلتذ به الإنسان خير إلا لذة تؤدي إلى ألم، أو لذة يغصب فيها
حق الغير. وكل ما يمنع الإنسان عن استعمال القوى فهو شر.
(مثال أول) أنت إذا أكلت فمعناه:
(١) أنك تمكنت من أن تأكل وهو دليل عدم مرضك وعدم حرمانك من
حصول الطعم.
و (٢) أنك استعملت القوة المخلوقة لك لأجل الأكل لحكمة حياتك، وهو دليل
محبتك لذاتك؛ لأنك لو لم تستعملها لم تحي. ودليل أنك وافقت الفطرة التي فطرك
الله عليها.
و (٣) أنك تلذذت في أكلك وهو دليل سلامة حواسك، وكل هذه الأشياء في
كونها خيرًا. أما إذا أكلت فوق الشبع فإنك سوف تتألم إما عاجلاً وإما آجلاً. وقد
عطلت في هذا الأكل القوة التي تستطيع بها أن تأكل. وقللت لذلك فيما بعد.
وخالفت الأدب، وكل هذه شر، وكذلك إذا تعديت في أكلك على حق الغير كأن
غصبت الذي أكلته من غيرك فإن هذا يؤدي إلى أن يشاجرك عليه، وقد يقوى عليك
بقوته، أو القوة المؤلفة لحفظ الحقوق (قوة الحكومات) وإذا قوي عليك، فقد يغصب
منك ما تحتاج إليه، وقد يعمل فيك أعمالاً تمنعك عن الالتذاذ بالأكل، وكذلك إذا
استعملت القوة في غير ما خلقت لأجله كما إذا أكلت سمًّا أو ترابًا. أو لم تستعملها
ألبتة كبعض الذين يعملون ذلك، ويجوعون أيامًا عمدًا، فكل هذه المذكورات شر.
(مثال ثانٍ) وأنت إذا واقعت فمعناه: (١) أنك تمكنت من الوقاع ولم
يمنعك مانع، و (٢) أنك استعملت القوة المخلوقة فيك لأجل الوقاع لحكمة بقاء
النوع، و (٣) أنك وافقت الفطرة، و (٤) أنك أحببت غيرك , و (٥) أنك
تلذذت.
وكل هذه المذكورات دليل سلامة حواسك وسلامة فطرتك وسلامة عقلك ودليل
أمنك في الموانع الغيرية كالموانع الذاتية، وكلها خير إذا كان وقاعك تابعًا لنظام،
أما إذا أفرطت في الوقاع إفراطًا يعطل القوة، أو استعملت القوة في غير ما خُلقت
لأجله، كأن واقعت بهيمة أو دبرًا أو أهملت الوقاع المشروع من غير مانع، فإن
هذه الأشياء عين الشر.
(مثال ثالث) وأنت إذا اكتسيت فمعناه: (١) أنك حصلت ما تتقي به
الحر والبرد، و (٢) أنه أحبك الغير إذ عمل لك ما تلبس، وأحببت الغير إذ سترت
عن عينه ما ربما يكره أن يراه، و (٣) أنك أحببت ذاتك إذ وقيتها أو زينتها، وكل
هذه خير. أما إذا لبِست ما لا عدل فيه كلبس ما لا يلائم عملك كديباج وأنت تعمل
في الطين، أو قنب غليظ وأنت حاكم أو بزاز، وكلبس شيء يليق بالإناث دون
الرجال وكالتزين بشيء يحتاجه الناس للمبادلة أشد الاحتياج. أو أبغضت ذاتك فلم
تلبَس، أو لبِست ما يلائم عملك، أو لبست ما لا يلائم الزمان، كلبس أخف الثياب
في أشد الأيام بردًا وبالعكس. فكل هذه وما أشبهها من الأشياء التي لا عدل
فيها شر.
(مثال رابع) وأنت إذا أويت إلى مبيت وبت في أمان فمعناه: (١) أنك
نلت حاجة لا يعلو فيها عليك الملوك إلا بالزخرف. و (٢) أنك نلت من فوائد
اشتراكك مع الهيئة المجتمعة؛ لأنك ما وجدت هذا المبيت إلا بفضل اجتماعهم، ولا
وجدت هذا الأمان إلا بفضل التكافل المشروط طبعًا ووضعًا وشرعًا، ولولا ما ذكرنا
لما كان مبيتك أفضل من جحر الوحش، ولا كنت بآمن من حمام بين صقور. ولا
آنس من حي بين موتى القبور، فقدر هذا الخير بنظرك لتعلم فضل غيرك على
ذاتك، ولتعلم أن لذاتك فضلاً على غيرك به استوجبت فضله عليك. ولتعلم من هذا
أن الأمر تكافؤ وتكافل. لا تطول وتفضل. وأن الفضل كله لله وحده. وأن
الخيرات لا تعدونا طرفة عين، ولكننا غافلون نجلب الشر على أنفسنا بأنفسنا حنينًا
منا إلى جهالات سبقت، ونحن لها متوارثون إلى أن يأذن الله بتقشعها رويدًا رويدًا.
أما إذا استوحشت نفسك وتشبهت بالوحوش في مساكنها ومعايشها فمعناه أنك
أهملت الاستعداد الذي فيك وخالفت الفطرة، وأبغضت ذاتك فلا شك بأن هذه الحالة
من الشر.
(مثال خامس) وأنت إذا تفكرت في خواصّ المحسوسات وعجائب
المعقولات فأنت يومئذ الخَيِّر العظيم يوم يُنْتِجُ تفكرك علمًا، وعلمك عملاً، وعملك
نفعًا عميمًا وشرفًا للنوع عظيمًا. بربكم قولوا لنا: إذا استثنينا من هذا النوع أُولي
الألباب من الأنبياء، وذوي الأفكار من الحكماء والمخترعين والمعلمين فأية مزية
تبقى في الباقين وأي شرف لهم؟ أولئك هم مفاتح أبواب الخير ومصادر الشرف الأعلى لهذا النوع. أما من أساء استعمال التفكر كأن تفكر بالعدوان وأساليبه فهو
الشرير العظيم. ومثله أو قريب منه من أهمل الفكر؛ لأنه يصعب علينا أن نفرق بين
عامل بالشر، وحامل عليه؛ لأنه تفكر وبين واقع في الشر، ومحمول عليه؛
لأنه لم يتفكر.
نسأل الله السلامة لأفكارنا من أن نهملها، ومن أن نعملها في باطل، ومن أن
نعميها بالتقليد.
هذا ويرى القارئ أننا تساهلنا أو سهلنا العبارة، وتنازلنا بالتمثيل إلى أمور ليس
إدراكها بالصعب، فربما ظن أننا نكتب كتابًا لقراءة المبتدئين. وهذا الظن قد ينشأ
من أمرين: الأول الأسلوب الذي التزمناه لزيادة التوضيح وعدلنا به عن سرد الكلام،
والثاني استصغار هذه الأمور التي مثلنا بها. ولما كان الواقع يكبر هذه الأمور التي
سَبَكْنَا نضار حقائقها بقالب سهل المأخذ وجب أن نزيدها تبيانًا ونزيد الخير والشر
تعريفًا.
إن الإنسان هذا المخلوق العظيم، صاحب العقل المنير، صاحب الرأي
والتدبير، صاحب السلطان على مخلوقات الأرض، والإشراف على مصنوعات
السماء، صاحب التمدين والاجتماع، صاحب الإبداع والاختراع، صاحب المنطق
المفيد، والعزم الشديد. صاحب الصورة التامة، والروح العالية، صاحب المآثر
والآثار، كاشف الخواص والأسرار، هذا السائد بالفكر الممتاز به لم يخرج في كل
مزاياه التي عددناها وغيرها مما يعجز القلم عن تصويرها تصويرًا شعريًّا خياليًّا أو
حقيقيًّا عن كونه حيوانًا محتاجًا كالحيوانات إلى طعام وشراب ومأوى مسوقًا من
طبيعة خلقته إلى الوقاع ومعالجة ألم البأة. فهب أننا سميناه قطب هذا الوجود،
وصفوة السر من كل موجود، وهب أننا رفعنا علومه فوق الشمس مقامًا وضياءً.
وأحللنا فضائله فوق التصور درجة واستقصاءً، ونوهنا بمنزلته عند خالقه،
وعظمنا الاعتبار للطبيعي من خلائقه، أفنستطيع أن نقول: إنه مقدس عن المطعم
والمأوى والمنكح، بعدما اختبرناه دهورًا دهارير، وبلوناه فذًا وفي العير والنفير.
هل علمنا منه غير كونه هلوعًا، إذا مسه الخير مما يغذوه ويكسوه كان منوعًا،
وإذا مسه الشر من جوع وعري كان جزوعًا، هل عهدنا به إلا التقاتل من طمع
أفراده وحبهم الاستئثار؟
هذا هو الإنسان الذي يعرفون ماضيه وما أنتم عن حاضره بغافلين. هذا هو
المخلوق الذي فطره خالقه محتاجًا ويسّر له ما يحتاج إليه، وخلق فيه سائقًا يسوقه
نحوه وجاذبًا يجذبه ودافعًا يدفع ما يرى استغناءه عنه. أفتسمي هذا التركيب الذي
ركّبه الصانع شرًّا. أم عمل المخلوق بحسب التركيب. أم تيسر الحاجة التي لا بد
منها. أم اللذة الطبيعية في نيل هذه الحاجة؟ وإذا لم تكن هذه شرًّا فهل بقي إلا
الخير؟
سيقول قائلون: إن هذا الاحتياج لا يدفعه الإنسان عن نفسه بتحصيل الحاجة
إلا بكد ونصب، وقصارى الأمر في حصول الحاجة أنها تسكن ألمًا تقدم الحصول،
فهب أننا سمينا تلك الأمور خيرًا، أفليس الشر قبلها وبعدها؟
هذا كلام له وجه ظاهر ولكن ههنا اعتقادان في حياة الإنسان، أحدهما أن
الإنسان يستفيد منها، والآخر أنه لا يستفيد، فإن كان السائل ممن يعتقدون
استفادة الإنسان من الحياة فجوابنا له أن الألم السابق الذي يسكنه نيل الحاجة وتعقبه
بهذا النيل اللذة ليس شرًّا، بل هو لتعرف به اللذة ويشعر بها، ولو كانت دائمة لما
أحس بها المرء، وهذا كسبق العدم على الوجود، والجهل على العلم، والضعف في
الطفولية على القوة في الرجولية ونظائر ما ذكرنا.
على أنه إذا سمينا تلك الآلام وما يتبعها من لزوم الكد والنَّصَبِ والمجاهدة
شرورًا فلا ضير فيها إذا كانت الخيرات تدفعها وتهونها، ويدلنا على ذلك استعذاب
الحياة مع كل المرارات التي تصادف في سبيلها، وما ذلك إلا لأن الخيرات لا يطول
احتجابها، كالشمس إذا حجبها الدجى واستأنف النهار يشرق بضيائها. وإن كان
السائل ممن لا يقولون باستفادة الإنسان من الحياة فجوابنا له: إذا كانت الحياة من
أصلها حملاً ثقيلاً، والأحوال فيها متضادة ومتعاقبة يعقب الضِّدُّ فيها الضِّدُّ فمهما
صادفنا الضد الذي نرتاح به زمنًا من الأزمان كان جديرًا بنا أن نفضله على ضده
الذي يتعبنا. وهذا هو معنى الخير والشر اللذين هما ضدان. على أنك يا منكر
الاستفادة من الحياة يشم منك رائحة اتباع الخيالات الفاسدة، ويتفرس فيك أنك
مبغض أو ستبغض ذاتك، ويتوقع بك كل شر فدعني منك.
إن هذا الإنسان البديع خلقه لم يخلقه الخالق عبثًا وأنه خلق لأمر عظيم. وأنه
سائر إلى كمال بديع. وأنه شاء أو أبى يحيا في هذه الدار محبًّا للحياة. ويكد فيها
غير مالٍّ من الكَدِّ. وأن الصانع خلق له ما في الأرض جميعًا، وقسم بين أفراده
الأعمال. وخصَّ كل عامل بما يناسب عمله من طعام ولباس ومبيت. وأعان كل
عامل على عمله. وعلَّمه ما لم يعلم. وأتحفه بهذا الفكر العجيب. الذي به امتيازه
العالي. فانقسم الإنسان بحسب جسده وفكره بين جهتين تتعاور عليه فيهما الخيرات
والشرور التي جعلها الصانع ممتزجة ببعضها. وجعل للجسد من الخيرات لذات
المطاعم والمشارب والمناكح والمساكن. وللفكر من الخيرات لذات الإدراك للأمور
البعيدة والاختراعات العجيبة والتأثيرات المعنوية الغريبة. وجعل الخيرات متيسرة،
ولكن تجاوز الحدود هو الذي يوفر الشرور. وتجاوز الحدود أكثر ما ينشأ من قلة
التفكر وعدم العلم بنظام الحب والبغض أي: بأحوال النفوس في انفرادها واجتماعها.
ومن أحب ذاته حق المحبة هيهات أن يظلمها. ومن أراد أن يظلم نفسه فليحازب من
لا يظلمون غيرهم وليحارب من يظلمون. فلا جناح علينا أن نبيع الحياة وهي أغلى
شيء في جهاد الذين يظلمون غيرهم لعلنا نحيا لا نظلم ولا نُظلم. أو يحيا أبناؤنا
من بعدنا على هذه الشاكلة. لعلنا نحيا عالمين أن ذوات غيرنا كذاتنا فنأخذ ما لنا
وندع لهم ما لهم. لعلنا نحيا متعاونين، فنحن كلنا إخوة سواء بالحياة والممات سواء
بالحاجة للأكل والشرب والنكاح، سواء بالتكلم والتفكر اللذين يميزانِنَا عن العجماوات
سواء بالفرح والألم إذا فزنا أو خبنا، سواء بالخوف والرجاء في يومنا وغدنا.
ونحن سواء بالتفكر والعنا ... بتحصيل ما نحتاج في كل معمل
ترى أعجزنا إن نسالم بعضنا ... لنسلم من عدواننا والتقلقل
نرى أعجزنا أن نعاف رذائلا ... ونهجر أوهامًا رمتنا بأحبل
اللهم ألهمنا رشدنا وأعنا في استثمار الخيرات الموهوبة لأفكارنا، إنك مفيض
الخير، وأنت المستغني وحدَك عن الغير. ... ... ... ...
(ثمة بقية)
... ... ... ... ... ... ... ... ... (ع. ز.)
((يتبع بمقال تالٍ))