للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات الجديدة

(غاية الأماني، في الرد على النبهاني)
كتاب مؤلف من سفرين كبيرين لأحد علماء العراق الأعلام المكنى بأبي
المعالي الحسيني السلامي الشافعي. رد فيهما ما جاء به النبهاني من الجهالات،
والنقول الكاذبة، والآراء السخيفة، والدلائل المقلوبة في جواز الاستغاثة بغير الله
تعالى، وما تعدى به طوره من سب أئمة العلم وأنصار السنة؛ كشيخ الإسلام ابن
تيمية. بين المؤلف في كتابه هذا الحق في مسألة الاستغاثة وما يتعلق بها، وأطال
فيما لابد من الإطالة فيه من تكذيب ما عزى إلى ابن تيمية كذبًا وبهتانًا من الأقوال
الباطلة، وما عزى إليه مما ظن الناقلون لجهلهم أنه انفرد به، وهو لم ينفرد به،
وما زعموا أنه باطل لعدم الوقوف على دليله، وجاء بالنقول الصحيحة من كتبه
وكتب غيره من العلماء التي تفند أقوال المعترضين الكاذبين والجاهلين تفنيدًا،
وتقذف بالحق على الباطل فيدمغه فيكون زهوقًا.
وفي هذا الكتاب ما لا أحصيه من الفوائد العلمية في: التوحيد والحديث
والتفسير والفقه والتاريخ والآداب والتصوف، وما انفرد به بعض المشاهير فأنكره
العلماء عليه، كالإنكار على الغزالي وابن العربي الخاتمي وغيرهما.
فعلى هذا الكتاب نُحيل الذين يكتبون إلينا من الشرق والغرب، يسألوننا أن
نرد على النبهاني، وكذا من اغتروا بقوله ونقوله، وظنوا أن قولنا في الاعتذار عن
عدم قراءة كتبه والرد عليها (أنه لا يوثق بعلمه ولا بنقله) هو من قبيل السب.
وحاشا لله ما هو إلا ما نعتقده فيه وفي كتبه، بعد النظر في بعضها ورؤية ما فيها
من الأحاديث الموضوعة، والقول المكذوبة، والاستنباطات الباطلة، ممن جعل
نفسه بالاستنباط مجتهدًا، وهو ينكر الاجتهاد، ويعترف بأنه ليس أهلاً له.
وقد قرظ هذا الكتاب طائفة من العلماء تقاريظ حسنة، فكأنهم كلهم ردوا على
النبهاني ما جمعه كحاطب ليل , وقد طبع بحروف واضحة في مصر، ولكن جاء
فيه كثير من غلط الطبع، فجمع في جدول في آخره، فينبغي لمن يقرؤه أن يراجعه،
ويصحح الكتاب عليه قبل القراءة , وهو يطلب من الشيخ أحمد رزق بشارع
الفحامين بمصر، وثمنه خمسة وعشرون قرشًا.
***
(إعلام الموقعين. وحادي الأرواح)
سبق لنا التنويه بكتاب (إعلام الموقعين) والنقل عنه، فأكثر قراء المنار
يعرفون قيمته، يعلمون أنه لم يؤلف مثله أحد من المسلمين في حكمة التشريع،
ومسائل الاجتهاد والتقليد والفتوى، وما يتعلق بذلك؛ كبيان الرأى الصحيح والفاسد
والقياس الصحيح والفاسد، ومسائل الحيل، وغير ذلك من الفوائد التي لا يستغني
عن معرفتها عالم من علماء الإسلام.
وأما (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) فهو كتاب للإمام أبي عبد الله محمد
بن القيم صاحب إعلام الموقعين، جمع فيه ما ورد في الكتاب والسنة وآثار السلف
في الجنة، مع بيان معانيها وما يتعلق بها، بما عهد من قلم المصنف الجوال في
ميدان البيان، بما يعجز عن مثله فرسان هذا الشأن، وقد طبع الكتابان معًا بحرف
جميل في مطبعة النيل بمصر في ثلاثة مجلدات.
***
(الأجوبة المرضية)
(عما أورده كمال الدين بن الهمام على المستدلين بثبوت سنة المغرب القبلية)
كتاب صفحاته ٣٦، وإذا كان يعد صغيرًا في ورقاته فهو كبير في موضوعه
بل يقال بادي الرأي: إنه أكبر من المسألة التي وضع لبيانها؛ وهي سنية ركعتين
قبل فريضة المغرب، وربما يظن الذكي الذي لم يقرأه أنه ككثير من الكتب التي
وضعت لبيان شيء لا يتسع القول فيه، فَأَكْثَر واضعوها من الاستطرادات
والمباحث التي ليست من الموضوع في شيء؛ ليرضي أحدهم هواه، ويظهر فضله
بتأليف كتاب كبير في مسألة صغيرة.
وقد يظن من له حظ من علم الحديث أن هذا الكتاب لا حاجة إلى مثله؛ لأن
سنة المغرب القبلية ثابتة في الصحيحين، فلا ينبغي أن يكتب فيها أكثر من سطرين؛
حرصًا على الوقت أن ينفق إسرافًا فيما لا فائدة فيه. وأما المقلد فلا يبالى أصح
الحديث في المسألة أم لا؛ لأنه يتبع ما وجد عليه آباءه، وإن كانوا لا يعقلون شيئًا
ولا يهتدون.
وهذا الظن أيضًا لا يصح ولا يرتضيه صاحبه لنفسه، إذا هو اطلع على
كتاب الأجوبة المرضية، ولو كان الأمر كما يظن قبل قراءته لما أطلت في تقريظه
وتنبيه الأذهان إليه.
الكتاب صغير في حجمه كبير في معناه وفائدته، فهو كالمعول الصغير يهدم
به البناء الكبير. هو يهدم لك تلك الشبهة الباطلة التي كبرت واتسعت حتى أحاطت
بأذهان أكثر الناس، وهم الذين يقولون: إن علماءنا الذين سبقونا هم الذين أحاطوا
بعلوم ديننا، فيجب أن نأخذه منهم لا من كتبه المقدسة؛ لأننا لا يمكن أن نفهمها كما
فهموها.
هذا ما كان يقوله المقلدون في كل دين، حتى قاله المسلمون الذين امتاز
كتابهم المنزل بإبطال التقليد وذم فاعليه. يقول أتباع كل مذهب منهم: إن فقهاء
مذهبنا هم أعرف الناس بكلام ربنا وسنة نبينا، فإذا قلدناهم كنا متبعين للكتاب
والسنة من غير أن ننظر فيهما، ولا أن نفهم شيئًا منهما، بل يجوز لنا ذلك.
ويقول لهم أهل البصيرة: بل عليكم أن تصيبوا حظًّا من النظر فيهما، وأن يكون
أصل اهتدائكم بهما، وأن يكون كلام العلماء من المفسرين والمحدثين والفقهاء عونًا
لكم على ذلك فلا يسمعون (وما أضيع البرهان عند المقلد) وقد يزيد طالب العلم
منهم جمودًا وتعصبًا؛ ما يراه في بعض كتب مذهبه من الاستدلال والترجيح والرد
على المخالفين الذين لم يطلع على أدلتهم، فيظن أن ذلك هو التحقيق الذي ليس
وراءه غاية، فيتيه بذلك عجبًا، ولو رجع إلى أصول تلك الدلائل وكلام أهل الشأن
فيها لرأى ما لم يكن يرى، وتغير حكمه على كثير منها، وهذا كتاب الأجوبة
المرضية يمثل لقارئية نموذجًا من ذلك.
الكمال بن الهمام أعلم الحنفية في عصره، ولم يجئ بعده مثله، بل يقل
وجود مثله فيمن تقدمه منهم، حتى قيل: إنه وصل إلى رتبة الاجتهاد المطلق،
وكتابه الفتح القدير هو أمثل كتبهم المتداولة وأقواها استدلالاً وبحثًا في الحديث
وتخريجًا له، ولكنه لما كان بحثه واستدلاله لأجل تأييد المذهب، لا لأجل بيان الحق
في نفسه؛ سواء وافق مذهبهم أم وافق غيره من المذاهب كان كثير الغلط والخطأ
في الاستدلال، فإذا فحص العالم المستقل أدلته التي يرجح بها مذهبهم على مذهب
الشافعي وغيره، يرى الكثير منها خلابة وجدلاً، وكتاب الأجوبة المرضية يشرح
لك ذلك في مسألة سنة المغرب القبلية، فإن الكمال - عفا الله عنه - يعارض
الأحاديث المتفق عليها والمروية في أحد الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح
بأثر عند أبي داود، لم يرتق به إلى مرتبة الصحة، فيقول في ترجيحه أقوالاً
ينقضها ما هو مقرر في علوم الحديث والأصول حتى إنك لتعد من خطئه فيه
العشرات.
فكتاب الأجوبة المرضية على صغره، يبين لكل ذي بصيرة أن المسلمين لا
يستغنون بكتب فقهاء المذاهب، مهما جل مؤلفوها عن القرآن والسنة وكتب الحفاظ
في الحديث وعلومه، وأنهم لا يكونون مهتدين بكلام الله تعالى وسنة رسوله صلى
الله عليه وآله وسلم إلا إذا جعلوا العلم بهما مقصودًا لذاته في الاهتداء، لا لتأييد
مذهب على مذهب.
أما مؤلفه فهو الشيخ محمد جمال الدين القاسمي المنقطع في دمشق الشام
للتأليف وتصحيح الكتب المفيدة والتدريس، مع الاستقلال في الفهم والإخلاص في
العمل، والإعراض عن زينة الدنيا؛ وما يرغب فيها علماء السوء من المال والجاه
ومع هذا كله يتهمه الحشوية والمفسدون في الأرض بأنه مشتغل بتأسيس مملكة
عربية، ويغرون به الحكومة الدستورية، كما كانوا يغرون به الحكومة الحميدية فله
أن يقول:
أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود
***
(الحرية في الإسلام)
ألقى الشيخ محمد الخضر أحد علماء تونس المدرسين في جامع الزيتونة
الأعظم منذ ثلاث سنين وشهور مسامرة في نادي قدماء تلاميذ المدرسة الصادقية
بتونس، موضوعها الحرية والإسلام، شرح فيها معنى الحرية والشورى والمساواة،
وقسم الحرية إلى أقسام: حرية في الأموال، وحرية في الأعراض، وحرية في
الدماء، وحرية في الدين، وحرية في خطاب الأمراء، وختمها بالكلام في آثار
الاستبداد.
طبعت هذه المسامرة في هذا العام، فبلغت صفحاتها ٦٤ صفحة، وتفضل
صاحبها بإهدائنا نسخة منها منذ أشهر، وكتب عليه بخطه، وقد أرجانا تقريظها؛
راجين أن نجد وقتًا نطالعها فيه ولما نجده، فرأينا أن ننوه بها الآن تنويهًا إجماليًّا،
وسننقل في جزء آخر نموذجًا منها.
ومن وجوه العبرة في هذه المسامرة أن علماء تونس الرسميين، يخطبون في
الأندية حتى في المسائل السياسية وحكم الإسلام فيها، وبهذا يفضل علماء جامع
الزيتونة علماء جامع الأزهر؛ ومنها أن الشيخ محمد الخضر كان في الوقت الذي
ألقى فيه مسامرته قاضيًا لمدينة بنزرت، وهذا يدل على أن عمال الحكومة التونسية
يتمتعون بحرية أوسع من حرية عمال الحكومة المصرية الممنوعين من الكتابة
- بله الخطابة - في السياسة ولو من الوجهة الدينية، أو أن فرنسا أوسع صدرًا
من إنكلترا في ذلك.
***
(شرح المعلقات للزوزني)
المعلقات السبع لفحول شعراء العرب في الجاهلية مشهورة، وفائدتها لطلاب
ملكة الشعر وأدب هذا اللسان معروفة، وشرح الزوزني لما هو عمدة المتأدبين في
فهمها، وقد طبع أكثر من مرة، ولعل أحسن طبعاته هي الطبعة الأخيرة بمطبعة
دار الكتب العربية بمصر، فهي تفضل غيرها بمعارضة المعلقات فيها على النسخة
التي اعتمدها الشيخ محمد محمود الشنقيطي إمام اللغة والأدب في هذا العصر
(رحمه الله تعالى) ، وبإثبات الأبيات الزائدة على ما في شرح الزوزني كما وجد في
نسخة الشنقيطى، وبضبط الأبيات بالشكل وبضم معلقتين أخريين إليها إحداهما
للنابغة الذبياني والثانية لأعشى بكر وائل، وقصيدتي النابغة الدالتين الشهيرتين
اللتين يصف في إحداهما المتجردة زوج النعمان بن المنذر، ويعتذر في الأخرى له
عما بلغه من السعاية فيه. ويطلب الكتاب من دار الكتب العربية الكبرى للحاج
مصطفى الحلبي وإخوته بمصر.
***
(الوطن - أو - سلستره)
هي القصة التمثيلية الشهيرة لكاتب الترك وخطيبهم، وأحد زعماء الأحرار
السياسيين فيهم، وإمام النهضة الحديثة في ترقية اللغة العثمانية وتكوينها: نامق
كمال بك (رحمه الله) ، وهو يمثل في هذه القصة حب الوطن يغالب العشق فيغلبه،
ويصور فيها الوجدان والوجد والشعور المتغلغل في أعماق النفس، والهوى
المستتر في زوايا القلب، حتى تكاد تكون هذه المعاني الروحية أشباحًا مرثية،
ولكنه يسرف في ذلك أحيانًا، فلا يراعي فيه ما تعهد مثله الطباع، وتعرف طعمه
الأذواق، فينتبه الذهن إلى كونه خياليًّا لا حقيقيًّا، وقد اشتهرت هذه القصة في
أوروبا، حتى ترجمت باللغات الفرنسية والألمانية والروسية، ولكنها كانت محجورًا
عليها في عهد الحكومة الحميدية، كسائر آثار مؤلفها، وجميع ما ينبه الأذهان من
أمثالها، حتى إذا ما جاء الدستور، فأباح ما حرمه الاستبداد من الآداب والعلوم،
بادر الأحرار العثمانيون إلى تمثيل هذه القصة بالتركية ? ثم مثلت في بيروت بعد
ترجمتها بالعربية، ترجمها بالعربية الشيخ محي الدين الخياط وأجدر بمثله أن
يحسن ترجمة مثلها، ويجعل فرعها وارثًا لمحاسن أصلها، وقد أودعها بعض
الأناشيد والقصائد من نظمه، فزاد ذلك في معناها وحجمها، وطبعها سليم أفندى
هاشم وكمال أفندى بكداش وهي تطلب من المكتبة الأهلية ببيروت، ومكتبتي
هندية والمليجي بمصر.
***
المجلات والجرائد
(النبراس)
مجلة أنشأها في بيروت صديقنا الشيخ مصطفى الغلاييني وهي تبحث في
المسائل الأدبية والسياسية وغير ذلك، ومشربها دستوري إصلاحي ومنشئها من
تلاميذ الأستاذ الإمام، كان على عهده مجاورًا في الأزهر يواظب على دروسه،
وهو ممتلئ غيرة وإخلاصاً، وقد اشتهر اسمه في بيروت في أثناء إعلان الدستور؛
بما كان يلقيه من الخطب في المجامع.
وهو مؤلف كتاب (الإسلام روح المدنية) الذي رد فيه على لورد كرومر،
وقد كان من جرأته في الحق أن طبعه في بيروت قبيل إعلان الدستور، وفيه نقول
من كلام الأستاذ الإمام معزو إليه بعضها بالتصريح. ونقول أخرى عن المنار (كما
أشرنا إلى ذلك في تقريظه) .
ولولا أن جاء الدستور عقب طبعه لما سلم من الخطر والبلاء من
الحكومة الحميدية عدوة العلم والدين. فمجلة النبراس جديرة بتعضيد محبي
الإصلاح ومساعدة النابتة الصالحة التي يرجى بنجاحها نجاح البلاد. وقيمة الاشتراك
فيها ٢٥ قرشًا لأهل القطر المصرى، وثمانية فرنكات لغيره من الأقطار ما
عدا الولايات العثمانية، فالقيمة لأهلها ريال مجيدى وربع.
***
(المفيد)
جريدة يومية سياسية، أنشأها في بيروت صديقنا عبد الغني أفندي العريسي،
وهو من خيرة النابتة الحرة في بيروت مهذب الأخلاق ذكي الفؤاد، شديد الغيرة
على الدولة والملة، قوي الإخلاص لها، وحسبك أنه كان على حداثة سنه من أعضاء
جمعية الشورى العثمانية التي أسسناها في القاهرة؛ لمجاهدة استبداد
الحكومة الحميدية وطلب الدستور، فأنا لا أزكي عليه وعلى صاحب النبراس أحدًا
من نابتة الديار السورية في الحرية والإخلاص للدستور والرغبة في ترقية الأمة
بعد كهولنا المشهورين؛ كالسيد الزهراوي ورفيق بيك العظم.
وقد ظهرت مزايا جريدة المفيد لأهل الفهم في بيروت؛ بصدعها في انتقاد
الوالي قبلاً أدهم بك وغيره من رجال الحكومة، ومقارعتها لأصحاب النزعات
الجنسية من الترك الذين يهضمون حقوق الأمة العربية، وتنبيهها أهالي البلاد
العربية التي أنشئت بلسانهم إلى ما به حياتهم ورفعة شأنهم، من غير تقية ولا
مراعاة ولا مداراة، وهي شديدة الانتقاد، حتى كادت تكون غاية متطرفة فيه
كجريدة المقتبس، وإن الحرية التي لا تزال طفلة في مهد البلاد العثمانية لا تكاد
تستطيع حمل أثقال الغلو في انتقاد الحكام، فننصح لصديقنا ورفيقنا الجديد أن لا
يخرج عن محيط الاعتدال، وأن يوجه سهام نقده دائمًا إلى الأعمال لا إلى العمال.
ثم أذكره بأن يتقي في تنبيه الأمة العربية وإرشادها عصبية الجنس التي ينهى
عنها الإسلام، وتنافي مصلحة الدولة في هذه الأيام، وأن نبث بئرها بعض الأغرار
من الترك والأشرار من سائر الأقوام، بل يجب إحياء اللغة العربية لأنها لغة الدين
الإسلامى الذي لا يفهم حق الفهم إلا بها، واللغة المشتركة بين جميع المسلمين على
اختلاف أجناسهم، لا لغة العنصر العربي وحده. ولتكن دعوتنا إلى إحيائها ونقل
جميع العلوم العصرية إليها؛ كدعوة علماء الإسلام وأنصاره من الترك الذين نرى
من نفثات أقلامهم في جرائدهم ومجلاتهم؛ ما لم نر لجرائدنا ومجلاتنا خيرًا منه في
الحث على إحياء هذه اللغة الشريفة، فارجع إلى مجلة (صراط مستقيم) تجدها في
ذلك على هدى وعلى صراط مستقيم.
ولا أنهى صاحب (المفيد) عن الوقوف بالمرصاد لمن يزل عن هذا الصراط
من الترك وغيرهم فيعزز جنسيته، وهو جاهل بأنه يضر بذلك قومه ودولته، بل
عليه أن يتتبع عوارهم، ويقلم أظفارهم، ويترجم ما يكتبون في ذلك ويحذرهم من
مغبتة، وإغرائه كل عنصر بتعزيز عصبيته.
وقيمة الاشتراك فيها أربعة ريالات في بيروت وليرة عثمانية في
سائر الجهات.
***
(الرقيب)
جريدة تصدر في بغداد مرتين في كل أسبوع وتكتب بالعربية والتركية،
صاحبها ومديرها عبد اللطيف أفندي ثنيان (وكيل مجلة المنار) ويعجبنا منها أن
أكثر ما يكتب فيها هو في انتقاد ما ينتقد على حكومة بغداد وعلى أهلها،
ومطالبة الفريقين بما يجب على كل منهما من الإصلاح.
وفي يدنا الآن العدد ٥٠ منها الذي صدر في ٨ رمضان، وهو مفتتح
بترجمة ما كتبه النادي العسكري في بغداد للصدارة ونظارتَي الحربية والداخلية عن
الاختلاف واضمحلال الفيلق السادس وسننشره في باب الأخبار. ويليه نقل ما
روي عن طلعت بك ناظر الداخلية الجديد من اهتمامه بأمر الأمن وراحة الأهالى،
وكتابته إلى الولاة بذلك. والتعقيب على هذا الخبر بعدم ظهور أثر ولا ذكر له في
ولاية بغداد، والعدد كله على هذا المنهاج. قيمة الاشتراك فيها مدة سنة يصدر
فيها مائة عدد ٣٠ قرشاً لأهل بغداد، و٣٥ لسائر الولايات العثمانية، و٧ روبيات
لأهل خليج فارس والهند، و١١ فرنكًا لسائر الممالك.