نفتتح باب الآثار الأدبية بقصيدة من غرر القصائد العصرية مزينة بمديح مولانا أمير المؤمنين وخليفة المسلمين السلطان الأعظم عبد الحميد خان أيد الله دولته , وأنفذ شوكته , نظم عقدها صديقنا الفاضل الشيخ محيي الدين أفندي الخياط البيروتي , وهي: إليك فما تغني القنا والقنابل ... إذا لم يقم بالأمر كاف وكافل وليس الظبي إلا مخاريق لاعب ... إذا سلها كف عن العدل عادل وليست قلاع الجو تدعى معاقلاً ... إذا لم يدر أمر المعاقل عاقل وما صولجان الملك يدفع أكرة ... إذا لعبت بالصولجان الأسافل وما يصنع البحار فوق سفينة ... إذا عُطِّلت بالسير منها المراجل وما تصنع الأجناد والجهل قائد ... وما تنفع القُوَّاد والجند خاذل دع البذخ ما هذي القصور مشيدة ... لتبني فخارًا والمشيد جاهل كذلك ما تبني الجبال شواهقًا ... تناطح هام الأفق وهي مجاهل إذا العلم لم تعهده منك معاهد ... غدت بلقعًا وهي الربوع الأواهل وما العلم إلا الدين مع عمل به ... وما الدين والأعمال إلا الفضائل وما الشعب والسلطان إلا وشائج ... وما الناس والأوطان إلا الفعائل أتتك أمير المؤمنين ووجهها ... ووجهك وضاح عليه دلائل تمد يمينًا ذات يمن ومعصم ... له الكون كف والأنام أنامل قرونًا ثلاثًا جاوزت بعد عشرة ... وتبقى إلى أن يسحل الكون ساحل وتحيا وفي الإسلام حي وميت ... وليس بقايا السيف إلا الثواكل تقطعها الأجيال وهي قواطع ... وترشقها الأقتال وهي قواتل توالت عليها الحادثات وكفها ... طليق وما للقيد إلا السلاسل تحملتها كهلاً، بلى كنتَ شيخها ... وما ونيت يا كهل منك الكواهل خليفة رب الكون تلك خلافة ... إذا أيمت لم يبق في الكون عاهل رعيت رعاك الله أي رعية ... تقاتل بالأرواح فهي الجحافل وما ينفع الجيش العرمرم في الوغا ... إذا لم يكن مستقتلاً من يقاتل تبوأتَ عرش الملك والجهل طالع ... بأفق الرزايا والخطوب نوازل على حين ما إن الخلافة أعوزت ... زعيمًا فلم تقبل سواك القبائل وأم العلا رامت خطيبًا لبكرها ... وليس لبيت المجد غيرك آهل يقولون: ما ساس الأمورَ كغيره ... فقلت: وكم قد قال في الناس قائل وما راكب البحر العباب تحوطه ... عواد كمن يؤويه بالبر ساحل وكم من طليق للسياسة يدّعي ... فلما تولى شكلته المشاكل يظنون تحرير الجرائد دولة ... وما هي إلا القول للبيع نازل ظنون وتخريص وأوهام زاجر ... يشوبهم بالطبع حق وباطل يديرون أمر الكون والكون دائر ... على سنن للناس فيها شواغل نعم إن منهم نافعًا لبلاده ... ولكن وايم الله هن قلائل فلا يتعدى أول العقد آخر ... ولا يتخطى مركز العقد واصل فدعهم بلج القول تفديك أمة ... بك اتصلت روحًا فلم يبق فاصل تعدك ظل الله إذ أنت عندها ... خليفته والسر في تلك حاصل لقد سُستَها بالعلم والحلم والندى ... وهذي المزايا كلها والفضائل مليك البرايا دأبك الجد لا تقف ... فأنت لنا عضو عن الجسم عامل كذاك دهاقين العلا ورجاله ... وليس امرأ إلا الهمام الحلاحل عداك الردى لو كنت في غير شرقنا ... لما نُصبت إلا إليك الهياكل ولو أن أهل الشرق مثلك لم نجد ... سوى الجد بل ما كان في الشرق خامل لقد شدت للتعليم أي مدارس ... بها علمتنا كيف تنشأ المعامل ولكننا اعتدنا الخمول وشرقنا ... أناخت عليه بالخمول كلاكل نؤمل أن يبقى لذي الأمر عالة ... يعول علينا الدهر والكل عائل فلا المال يرضينا ولا العلم نبتغي ... ولا للعلا نسعى وهذا التسافل ونعتقد الحكام هيكل قدرة ... له البدر صيد والنجوم حبائل إذا موسر أو عالم نبغا بنا ... يعرقل مسعاه سريٌّ وسافل ولستُ أزكي النفس بل أنا واحد ... بل كلنا المسئول والله سائل ودونكها ليس التبرج شأنها ... ولم تتبذل قط والغير باذل لقد صغتُها والشعر يشهد أنني ... هجرت قوافيه فهن قوافل وما تبتغي مني البلاغة إن أكن ... بليغًا بعصر فيه باقل قائل دعونى وشأني والتظاهر لا أرى ... فليس يعاب البدر والبدر آفل (المنار) لم نتصرف بشيء من أبيات القصيدة ولا من ألفاظها المفردة؛ لأنها جاءت مذيلة من حضرة ناظمها الفاضل بالتصحيح؛ وممضاة بإمضائه.