للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الأحاديث الموضوعة في الصيام ورمضان

حديث: (إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة وإذا غاب بعد الشفق فهو
لليلتين) ، قال ابن حِبَّان: لا أصل له.
حديث: (إذا كان أول ليلة من رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة،
فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: هيئ جنتي وزينها للصائمين من أمة أحمد ولا تغلقها
عنهم حتى ينقضي شهرهم. ثم ينادي جبريل: يا جبريل. فيقول: لبيك ربي
وسعديك. فيقول: انزل إلى الأرض فغل مردة الشياطين عن أمة أحمد لا يفسدوا
عليهم صيامهم. ولله في كل ليلة من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الإفطار
عتقاء يعتقهم من النار عبيد وإماء وله في كل سماء ملك ينادي.. إلخ) الحديث
بطوله لا يصح؛ لأن أصرم راويه كذَّاب.
حديث: (لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة
كلها) فقال رجل من خزاعة: حدثنا به. قال: (إن الجنة تزين لرمضان من
رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت
العرش فصفقت ورق الجنة فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا
من عبادك في هذا الشهر أزواجًا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا.. إلخ) . موضوع،
آفته جرير بن أيوب. قال الشوكاني بعد الإشارة إلى الحديث وما قبله في فوائده:
وسياقه (أي: الأخير) وسياق الذي قبله مما يشهد العقل بأنهما موضوعان فلا معنى
لاستدراك السيوطي لهما على ابن الجوزي بأنه قد رواهما غير مَن رواهما عنه ابن
الجوزي؛ فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعًا برواية الرواة.
حديث: (إن الله يعتق في كل ليلة رمضان ستمائة ألف عتيق من النار..
إلخ) موضوع، وله روايات بألفاظ أخرى ما زادته إلا نكارة وتوغلاً في الوضع
والبعد من العقل والدين. وقد كنا ذكرنا هذه الأحاديث وغيرها من موضوعات
رمضان في المجلد الرابع، وإنما أعدنا التذكير ببعضها الآن لكثرة تداولها وغرور
الناس بها.