قرأنا في رفيقتنا (ترجمان) الغراء التي تطبع في القريم ما تعريبه: إن المسلمين ببلدة باطوم اتحدوا على جمع إعانة لتأسيس مدرسة، فتسدد لهم في مدة وجيزة الحصول على ألفين وخمسمائة روبل. ثم لما بلغ ذلك حضرة السري الوجيه نوري بك خاليف أحد أهالي تلك البلدة تبرع بأرض واسعة الأرجاء تحتوي على بستان فاخر وبها أماكن مبنية بالأحجار المتينة. بلغنا أن هيئة المالية البلجيكية قد راجعت الحكومة السنية في الحصول على امتياز يخولها إنشاء ترامواي في مدينة بيروت. حدث زلزال في ليلة الأربعاء الماضية بجزيرة ساقس بأربع هزات متوالية، فاستولت الدهشة على سكانها وراحوا يتسابقون إلى خارج البلد، حيث قضوا ليلتهم، أما الأضرار فقد أصابت بعض الجدران وسقطت بعض قطع القرميد من سطوح المنازل. ... ... ... ... ... ... ... (كوكب العثماني) *** (التعليم في الجامع الدسوقي) لما كان الجامع الدسوقي من أجل المواقع لتعليم العلم الشريف، وكان حوله وأمامه كثير من البلاد التي لا يقدر أهلوها على تعليم أولادهم العلم في الأزهر المنيف؛ لما يعوزهم من ضروريات الحياة، وكان هذا الجامع الدسوقي ملحقًا بإدارة الجامع الأزهر - اشتغل مجلس إدارته بوضع نظام لسير التعليم والامتحان عليه من دسوق، فجاء والحمد لله وافيًا بالمقصود منه. ثم رأى مجلس الإدارة أيضًا أن إصلاح التعليم في الجامع الدسوقي يتوقف على إرسال بعض من حضرات العلماء الأزهريين إليه زيادة عمن فيه من حضرات علمائه السابقين، فعين له ثلاثة من علماء الأزهر: اثنان مالكيان وهما حضرتا الشيخ يوسف فيوص والشيخ رفاعي عامر، وواحد شافعي وهو حضرة الشيخ مصطفى نفادي، وقد سافر حضراتهم من الأزهر إلى دسوق يوم الخميس الماضي، ويشتغلون بتدريس العلوم الشرعية ووسائلها في الجامع الدسوقي على حسب النظام الذي وضع للتدريس فيه، وعلى حسب قرارات مجلس الإدارة المبينة لآداب الطالب والأستاذ وللكتب التي تمنع قراءتها بالحواشي والتي يسوغ تدريسها معها بطريق التخيير، وغير ذلك من النظامات. ... ... ... ... ... ... ... ... ... (المؤيد) *** (نور اليقين في سيرة سيد المرسلين) ذكرنا في المقالة التي صدّرنا بها العدد الماضي أن التاريخ من العلوم التي ينبغي أن تعلم لجميع أفراد الأمة، ولا سيما تاريخ الأمة والملة والوطن، وأومأنا إلى الفائدة في ذلك، وعلى هذا تجري جميع الأمم المتمدنة في تربية أبنائها وبناتها. يسمي المسلمون التاريخ الذي يبحث عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم علم السيرة. ولدراسة هذا النوع من التاريخ فوائد كثيرة؛ لأنه تاريخ أمة ودين وبلاد ورجال عظام، فهو يسمو بقارئه إلى معرفة كيفية ظهور الدين الإسلامي، واشتراع شريعته، وتأسيسه أمة كانت أحقر الأمم وأبعدها عن التهذيب والمدنية، وارتقائه بها إلى أسمى مراقي التهذيب والسعادة. ولذلك يتنافس فيه الإفرنج، وقد ألفوا فيه كتبًا كثيرة، لهم فيها مذاهب كثيرة، ولا يزالون يدأبون في البحث عنه ويعنون بالتوسع فيه. وما أجدر أتباع هذا النبي وأصحاب هذا الدين بمثل ذلك. ولكن من الأسف أن نراهم معرضين عنه كل الإعراض، وكتبهم فيه قليلة وغير منقحة! وطالما كنت أفكر في حاجتنا إلى كتاب موجز في ذلك ليتدارسه من لا تسمو هممهم إلى قراءة المطولات، وليقرأ في المدارس الإسلامية فيكون عونًا لأبنائها على فهم الدين وتحبيبه إليهم، فإن قراءة السير لها من الشأن في تقوية الاعتقاد ما ليس لكتب العقائد. وقد أدركت الضالة ووافتني الرغيبة في كتاب: (نور اليقين في سيرة سيد المرسلين) فإن مؤلفه الأستاذ الفاضل الشيخ محمد الخضري قد اعتمد فيه على صحاح الأخبار، وأغضى عن الخرافات والغرائب التي ولع بها أكثر المؤلفين، فجاءوا بالغثّ والسمين، ومهد لكثير من الحوادث تمهيدات تشرف بالقارئ على سرها، وأرشد أهل العصر للاعتبار بها بإشارات لطيفة ومقارنات منبهة، وتعليل يشفي العليل مع أنه قليل، ولولا ضيق المقام لأوردنا من ذلك شيئًا، ولعلنا نوفق لذلك في عدد آخر. وعسى أن يزيد الأستاذ المؤلف تنقيحه في طبعة ثانية، ويعنى بنفسه في تصحيح الطبع، فيزيل بين ألفاظ الأحاديث النبوية وما أدرج معها وامتزج بها، بوضعها بين أقواس، وكذلك الآيات القرآنية، ولقد فعل ذلك بالطبعة الأولى ولكن لم يكن تامًّا. وأقترح على حضرته أيضًا عزو الأحاديث إلى مخرجيها والإشارة إلى صحتها أو ضعفها وبذلك تتم الفائدة. وبالجملة: إن هذا الكتاب لا يوجد مثله في هذا الفن، فهو على اختصاره أنفع من المطولات التي تثير على الدين بعض الشبهات بما جاءت به من الغرائب التي يتوهم أصحابها أنهم يقوون بها الدين، ويعظمون سيد المرسلين. فنشكر حضرة المؤلف ونثني عليه بلسان الإسلام أطيب الثناء، ونحث جميع المسلمين على مطالعة الكتاب وقراءته لنسائهم وأبنائهم، ونستلفت على الخصوص رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية وأعضاءها وجمعية العروة الوثقى إلى تقرير قراءته في مدارسهما، والله الموفق. *** (مرآة المرأة) أهدانا حضرة الفاضل الماس أفندي فوزي ناظر المدرسة العثمانية ومؤسسها نسخة من كتابه: (مرآة المرأة) وهو كتاب مصور يبحث في الشؤون العائلية، ويهدي أرباب البيوت إلى كيفية إدارتها على وجه السداد. *** (التعليم والتربية عند نساء الآستانة) وأهدانا حضرة الفاضل محمد أفندي ضيا مترجم العقيدة الإسلامية رسالة: (التعليم والتربية عند نساء الآستانة) وهو ترجمة خطاب في تربية المرأة في الإسلام خصوصًا والشرق عمومًا ألقته السنيورتيه السميرالده سرفانتس على مؤتمر النساء في معرض كولومبيا في يوليو سنة ١٨٩٣م. ولا يخفى أن موضوع الكتاب والرسالة من أشرف المواضيع التي نحن في أشد الحاجة إليها، فنشكر سعي الفاضلين ونحث على اقتناء الكتابين، ولم تسمح لنا الفرصة بمطالعتهما لنقرظهما وننتقدهما. *** دفعت حكومة مراكش ١٥٠ ألف فرنك لحكومة البرتغال و ٢٠٠ ألف فرنك لإيطاليا تعويضًا عن تعدي عصائب الريف على رعاياهما، فهكذا الجهل يدمر البلاد، وتقول بعض الجرائد الإسلامية: إننا هوَّلنا في شأن مراكش حين أنذرناها بالهلاك إذا لم تصلح شؤونها، وهؤلاء غاشُّون للمسلمين، وأولئك عارٌ على الإسلام.