للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


إزالة وهم
يرى كثير من أهل العلم والمعرفة أن من الصواب إقرار العوام على ما يعتقدون
من الخرافات والأوهام في الدين وكتمان ما قاله الأئمة من حفاظ الحديث من بيان
ضعف بعض الروايات في ذلك أو وضعه. ورأيت منهم من يحتج على ذلك بأن لا
حجة للعوام تثبِّت دينهم إلا هذه الخرافات؛ فإذا بطل اعتقادهم بها مرقوا من الدين.
وهي حجة داحضة، فكتمان العلم من الكبائر والباطل لا يؤيد الحق وإقرار الخرافات
ينفر العقلاء والمتعلمين من الدين، والعوام تبع لهم ولو بعد حين.
ولولا إقرار العلماء للخرافات لما ظن أكثر العقلاء أنها منه فصاروا يمرقون منه
فبيان الحق ينفع العوام والخواص ويحفظ الدين، وكتمانه يضيعه {وَاللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ
وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} (الأحزاب: ٤) .