للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


خلاصة تاريخ حرب اليابان وروسيا

في هذه الحرب عِبر كثيرة منها أن ما ظهر من ارتقاء اليابان العلمي
والصناعي والأدبي قد أبطل ما كانوا يزعمون من تفاوت استعداد أجناس البشر.
ككون الجنس الأصفر أضعف استعدادًا من الأبيض , فقد اعترف الأوربيون بأن
ارتقاء اليابانيين لا يعلوه ارتقاء في أوربا , وهذه الأمة الشرقية الصفراء قد ارتقت
في مدة ربع قرن , وأوربا لم ترتق إلا بعدة قرون وما كلها في الارتقاء سواء.
ومنها أنه لا يوثق بأحد في نقل جزئيات التاريخ , ولا يوثق منه إلا بالأمور
الكلية التي تستنبط من مجموع الحوادث بعد تمحيصها والاطلاع على اختلاف
الروابط فيها , فإن نقل التاريخ لم يكن في عصر من الأعصار أيسر وأقرب إلى
الضبط منه في هذا العصر؛ لأن كل واقعة من الوقائع العظيمة يشهدها عدد من
أصحاب الشركات البرقية وأصحاب الصحف ومندوبو الدول , وكلهم مؤرخون.
وإننا مع هذا نرى ما ينقلون من أخبار هذه الحرب تختلف جزئياته وتتناقض
ويكذب بعضها بعضًا.
ونرى مؤرخي العصر وهم أرباب الصحف يرجحون بأهوائهم. لذلك كان
الموثوق به حقيقة هو النتائج التي اتفق عليها جميع الناقلين , وهي أن اليابانيين هم
الظافرون في جميع المواقع البرية والبحرية , وأنهم أخف حركة وأعلم بالحرب
وأحسن نظامًا مع الشجاعة الكاملة , وهاك ذكر أهم الحوادث والوقائع بتاريخها
ملخصًا مما عربه بعض الرصفاء عن جريدة التيمس:
في ٥ فبراير أنذر المعتمد الياباني في بطرسبرج حكومة القيصر بقطع
العلاقات السياسية بين الدولتين بأمر حكومته. وفي ٧ منه نشر التلغراف الذي
أرسله الكونت لمسدروف إلى سفراء روسيا ووكلائها السياسيين في أنحاء السلطنة
الروسية. وفي ٨ منه وصل أسطول ياباني يخفر نقالات يابانية بقيادة الأميرال
أوريو إلى ميناء شملبو , وأطلقت البارجة كورينز الروسية القنبلة الأولى في هذه
الحرب. وفي ٨ منه أيضًا هاجم الأميرال توجو الأسطول الياباني الذي في بورت
آرثر في منتصف الليل , ونسف ثلاث بوارج منه , وهي الدارعتان زارويتش
ورتفيزان والطراد بوبيدا. وفي ٩ منه أعاد توجو الكَرة على الأسطول الروسي في
الصباح , فتعطلت الدارعة الروسية بولتافا وثلاثة طردات وهي نوفيك
وإسكولدوديانا. وفيه أيضًا وقعت معركة بحرية في شملبو فدمر اليابانيون الطراد
فارياج والمدفعية كوريتز. وفي ١٠ منه أعلنت اليابان الحرب رسميًّا , وأصدر
القيصر منشورًا إلى الشعب الروسي أعلنه به بنشوب الحرب , وقال: إنه سينتقم
من اليابان مائة ضعف ويقتل هذا الطفل قبل أن يشب. وفي ١١ منه مست البارجة
الروسية ينيسي لغمًا فنسفها في تاليان وان وأغرق أسطول فلاديفوستوك باخرة
يابانية وأنقذ ركابها. وفي ١٢ منه أعلنت الصين الحياد وخرج المسيو بافلوف
معتمد روسيا في كوريا من سيول. وفي ١٤ منه اغتنمت النسافات اليابانية حدوث
عاصفة فهاجمت أسطول بورت آرثر ونسفت الطراد بويارين. وفي ١٧ منه تعين
الأميرال مكاروف قائدًا لأسطول بورت آرثر محل الأميرال ستارك. وفي ٢١ منه
صدرت إرادة قيصرية بتعين الجنرال كوروبتكين ناظر الحربية قائدًا عامًّا للجنود
الروسية في منشوريا فسافر إلى منشوريا في ١٢ مارس. وفي ٢٣ منه عقد اتفاق
بين كوريا واليابان , ووقع في سيول. وفي ٢٤ منه أيضًا حاول اليابانيون أن
يسدوا مدخل بورت آرثر عند بزوغ الفجر. وفي ٢٥ منه تجدد القتال في بورت
آرثر بحرًا. وفي ٢٩ منه احتل اليابانيون جزيرة هي بون تو من جزر إليوت
شرقي بورت آرثر.
وفي ٢ مارس أنكرت اليابان التهم التي وجهتها روسيا إليها في البلاغات التي
نشرت في ١٨ و٢٠ الماضي. وفي ٦ منه أطلق الأميرال كميمورا المدافع على
فلادفستوك. وفي ٩ منه نشرت اليابان ردها على المنشور الذي أصدره الكونت
لمسدروف في ٢٢ الماضي. وفي ١٠ منه هاجمت النسافات اليابانية أسطول بورت
آرثر بعد منتصف الليل بقليل فغرقت نسافة روسية , وضرب الأسطول الياباني
بورت آرثر في الصباح , فدمر مباني سان شان تاو. وفي ١٧ منه وصل المركيز
إيتو إلى سيول موفدًا من عاهل اليابان إلى عاهل كوريا. وفي ٢١ و ٢٢ منه أطلق
الأسطول الياباني المدافع على بورت آرثر , وجعل الأسطول الروسي موقفه عند
مدخل الميناء. وفي ٦ منه احتل اليابانيون ويجو , وبدأ الروس يعبرون نهر يالو
متقهقرين. وفي ٨ و ٩ منه حدثت مناوشات على نهر يالو. وفي ١٢ منه استعانت
البارجة كوريو مارو اليابانية بالنسافات , ونصبت الألغام عند مدخل بورت آثر.
وفي ١٣ منه قطعت المدمرات اليابانية الطريق على مدمرة روسية في جوار بورت
آرثر , فأغرقتها , وفيه جرت الطرادات اليابانية أسطول الأميرال مكاروف خارج
الميناء , فأصابت البارجة بترباولسك لغمًا عند رجوعها فغرقت وغرق الأميرال
مكاروف. وفي ٢٣ منه عبرت طلائع اليابانيين نهر يالو. وفي ٢٥ منه نهض
أسطول فلادفستوك إلى جنسان فجأة , وأغرق فيها الباخرة اليابانية جويومارو.
وفي ٢٦ منه أغرقت نسافتان روسيتان النقالة اليابانية كنشين مارو. وفي ٢٧ منه
حاول اليابانيون سد مدخل بورت آرثر فلم يفلحوا , وفيه بدأ القتال على نهر يالو.
وفي ٢٩ و ٣٠ منه وأول مايو عبر الجنرال كوروكي نهر يالو بجوار ويجو وكسر
الروس وكانوا بقيادة الجنرال ساسولتش وغنم منهم ٣٨ مدفعًا , واستولى على
كيوليان شنج وهي المعركة المعروفة باسم معركة يالو.
في أول مايو حاول الأميرال توجو أن يسد مدخل بورت آرثر بتغريق
البواخر والأخشاب فيه. وفي ٣ منه سد اليابانيون المدخل على المدرعات
والطرادات فقط. وفي ٤ منه أبحر الجيش الياباني الثاني من شلمبو صباحًا.
ووصل الأميرال (هوسايا) ومعه أسطول من النقالات إلى (بتزي هو) شرقي
بورت آرثر في شبه جزيرة لياوتونج مساء. وفي ٥ منه أنزل الأميرال هوسايا
لواءً بحريًّا وفرقة من الجيش البري إلى بتزي هو. وفي ٦ منه احتل الجنرال
كوروكي فنج هوانج شنج. وفي ٨ منه قطع الجنرال أوكو خط السكة الحديدية عند
بولان تيان شمالي بورت آرثر. وفي ١٠ منه هاجم القوازق إنجو في كوريا على
غير جدوى. وفي ١٢ منه أطلق الأميرال كاتاوكا القابل على تاليان وان , ومست
نسافة يابانية لغمًا فغرقت في خليج كر. وفي ١٤منه غرقت نقالة يابانية في خليج
كر أيضًا , واحتل اليابانيون بولان تيان. وفي ١٥منه اصطدم الطرادان اليابانيان
يوشينو وكاسوجا فغرق الأول. وفيه مست الدراعة اليابانية هاتسوسي لغمًا بجوار
بورت آرثر. وفي ١٧ منه تعين الجنرال كيلر قائدًا للفرقة السيبيرية الثانية بدلاً من
الجنرال ساسوليتش. وفي ١٩ منه نزل الجيش الياباني الثالث إلى تاكوشان. وفي
٢٠ منه قذفت العاصفة بالطراد الورسي بوغاتير على الصخور فتحطم بجوار
فلاديفوستوك. وفي ٢٧ منه ألقى الأميرال توجو نطاق الحصار على شبه جزيرة
لياوتونج جنوبًا ,ى وفيه جرت معركة كنشاو , فأخذ اليابانيون تل تان شان عنوة
وغنموا ٧٨ مدفعًا من الروس. وفي ٣٠ منه احتل اليابانيون دلني , وبدأ الاحتكاك
بين اليابانيين وطلائع الجنرال ستكلبرج المنفذ لإنقاذ بورت آرثر في وافنج كاو.
وفي ٤ يونيو مست مدفعية روسية لغمًا فغرقت بجوار بورت آرثر. وفي ٧
منه أخذ اليابانيون يطلقون المدافع على بورت آرثر , واستمروا على ذلك في الأيام
التالية وفيه بدأ كوروكي بالزحف على جيش منشوريا. وفي ٨ منه احتل اليابانيون
سيوين وساي متسي. وفي ١١منه وضع اليابانيون الحصار على نيوشوانج. وفي
١٤ منه خرجت المدمرات الروسية من بورت آرثر فردها الأميرال توجو على
الأعقاب. وفي ١٤ و١٥ منه وقعت معركة وافنج كاو فخسر الروس فيها ٧٠٠٠
رجل و١٦ مدفعًا وارتدوا إلى كاي بنج , وكان الجنرال ستكلبرج يقودهم , وتعرف
هذه المعركة عند الإنكليز بمعركة تليسوه , وفي ١٥ منه أغرق أسطول فلاديفستوك
نقالتين بايانيتين , وهما هيتاشي مارو وسادو مارو. وفي ٢١ منه احتل الجنرال
أوكو هسيونج باوشنج على بعد ٣٠ ميلاً من تليسو شمالاً. وفي ٢٣ منه خرج
الأسطول الروسي في بورت آرثر , فرده الأميرال توجو إلى الميناء وفيه استلم
الجنرال كوروبتكين قيادة الجنود المقاتلة بنفسه. وفي ٢٦ منه تقابل
الفريقان في جوار كاي بنج , وكان الروس نازلين في كاي بنج وتاشي كياو
ولياوينج واليابانيون في جنوب كاي بنج وساي متسي وليان شان كوان. وفيه
ضرب اليابانيون بورت آرثر برًّا واستولوا على استحكامات في الجهة الشرقية.
وفي ٢٧ منه استولى اليابانوين على مضيق فن شوي لينج ومضيق تالج ومضيق
موتيان لنج وهذه المضايق تعد مفتاح وادي لياو. وفيه أغرق اليابانيون باخرتين في
مدخل بورت آرثر لسدها. وفي ٢٨ منه نزلت الفرقة السادسة اليابانية في خليج كر.
وفي ٣٠ منه أطلق أسطول فلادفستوك المدافع على ثغر جنسان.
وفي أول يوليو وصل أسطول فلادفستوك إلى بوغاز كوريا فنمي خبره إلى
الأميرال كميمورا فهب لمقاتلته ولكنه لم يدركه. وفي ٣و٤و٥ منه دار قتال شديد
في بورت آرثر برًّا وبحرًا , ومس الطراد كيمون الياباني لغمًا في تاليان وان فغرق.
وفي ٤ و٦ منه اجتازت النقالتان بطرس برج وسمو لنسك من الأسطول الروسي
المتطوع بوغاز الدردنيل رافعتين العلم التجاري. وفي ٦ منه غادر المارشال أوياما
توكيو قاصدًا ميدان القتال لاستلام القيادة العامة. وفيه استولى اليابانوين على
الحصن نمرة ١٦ في بورت آرثر. وفي ٩ منه احتل الجنرال أوكو (كاي بنج) .
وفي ١٩ منه نسف الروس الباخرة هبسانج في خليج بتشيلي. وفي ٢٠ منه اجتاز
أسطول فلادفستوك بوغاز تسوغارو فدخل الأوقيانوس الباسفيكي وفي أثره نسافات
يابانية. وفي ٢٤ منه نسف اليابانيون ثلاث مدمرات روسية خارج بورت آرثر.
وفي ٢٥ منه كسر الجنرال أوكو الروس في (تاشي كياو) بعد قتال شديد , وفيه
احتل اليابانيون (نيوشوانج) . وفي ٢٦ منه بدأ قتال شديد حول بورت أرثر ودام
حتى ٣٠ منه , فاستولى اليابانوين في أثنائه على (ولفشل) أي تل الذئب، وفي
٣١ منه زحف اليابانيوين زحفًا عموميًّا على الروس , فأجلوهم عن مواقعهم على
طول الخط إلى هاي شنج وبنشي لو وينج زولنج.
في ١ أغسطس استولى اليابانيون على شان تاي كاو وهو حصن مهم بجوار
بوت آرثر , وفي ٣ منه احتل الجنرال أوكو هاي شنج ونيوشوانج , وفيه رد
الروس إلى خط الدفاع الداخلي في بورت آرثر , وفيه خرج الأسطول الروسي من
بورت آرثر ولكنه ردّ إليها، وفي ١٠ منه خرج الأسطول الروسي من بورت آرثر
بقيادة الأميرال ويتهوفت بناءً على الأوامر التي وردت إليه فقابله الأميرال توجو ,
ودار القتال بين الأسطولين , فقتل الأميرال ويتهوفت وخلفه الأميرال أوخنمسكي
وانهزم الأسطول الروسي , فرجع قسم منه إلى بورت آرثر ولجأت بوارج أخرى
إلى المواني المحايدة في كياوشو وتسنج تاو وشنغاي. وفي ١١ منه جنحت مدمرة
روسية على بعد ٢٠ ميلاً من واي هاي واي. وفي ١٢ منه ولد الغراندوق إلكسيس
ولي العهد في روسيا , وفيه قبض اليابانيون على المدمرة الروسية ويسهتلني في
ميناء شيفو وأخذوها إلى اليابان. وفي ١٣ منه قلد الأميرال روجستفنسكي قيادة
أسطول البلطيق. وفي ١٤ منه قاتل الأميرال كميمورا أسطول فلاديفستوك على
بعد أربعين ميلاً من تسوشيما شمالاً بشرق فأغرق الطراد روريك وفيه أطلق
اليابانوين المدافع على بورت آرثر. وفي ١٦ حاول الأسطول الروسي الخروج من
بورت آرثر ثانية , وفيه أرسل اليابانيون مندوبًا إلى الروس رافعًا الراية البيضاء
يدعوهم إلى تسليم المدينة , وإخراج غير المقاتلين حقنًا للدماء فأبوا. وفي ١٨ منه
حمل اليابانيون حملة جديدة على بورت آرثر وفيه مست المدفعية الروسية أوتفاجني
لغمًا فغرقت بجوار رأس لياوتي شان. وفي ١٩ منه احتج اليابانيون على إقامة
الطرادين الروسيين اسكولد وجررذوفوي في ميناء شنغاي بعد انتهاء الأجل القانوني.
وفي ٢٠ منه جنح الطراد الروسي نوفيك إلى شاطئ كورسا كوفسك فراراً من
الطرادين اليابانيين كيتوزي وتسوشيما. وفي ٢٣ منه مست الدارعة الروسية
سفستبول لغمًا في بورت آرثر , فأصابها تلف , وفيه أيضًا بدأ كوروكي بالحركات
التي انتهت بمعركة لياوينج. وفي ٢٤ منه أمر القيصر الطرادين أسكولد
وجروزوفوي بنزع السلاح في ميناء شنغاي. وفي ٢٥ و٢٦ منه استولى كوروكي
على كونج شنج لنج عنوة , وحمل جيش اوكووندزو على آن شان شان. وفي ٢٧
منه طرد اليابانيون الروس عن ضفة نهر تونج هو اليمنى. وفي ٢٨ منه ارتد
الروس إلى لياونج بعدما خسروا كل مواقعهم الأمامية.
في أول سبتمبر انجلى الروس عن هسن لي تون وشوشان وارتدوا إلى النهر ,
وفيه استولى الجنرال كوروكي على سيكوانتون عنوة. وفي ٢ و٣ منه واصل
أوكو وندزو الهجوم على لياوينج. وفي ٣ منه رأى كوربتكين أن الجنرال
أورلوف أتى هفوة أفسدت خطته وكشفت ميسرته للعدو, وخشي الهلاك إذا تمكن
أوكو وندزو من كسر ميمنته فأمر جيشه بالتقهقر إلى يان تاي ومكدن. وفي ٤ منه
انجلت ساقة الروس عن لياوينج بعد أن قاومت اليابانيين مقاومة شديدة لتسهيل
التقهقر على كوربتكين. وفيه دخل اليابانيون لياوينج في الساعة الثالثة بعد الظهر.
(وكان الجيشان متقاربين في العدد , ويقال أن عدد الروس كان أكثر) .
وفي ٤و٥ منه تواصل القتال بين الروس المتقهقرين وجيش الجنرال كوروكي
وكان قد احتل مناجم يان تاي، وفي ٥ منه عين المسيو ستفنس مستشار الوكالة
السياسية اليابانية في واشنطن مستشارًا سياسيًّا في كوريا , وعين المسيو ميجاتا
مستشارًا ماليًّا بناءً على المعاهدة التي أبرمت مع كوريا في ٢٢ الجاري، وفيه
كانت ساقة الروس هدفاً لمدافع العدو فخسرت ١٠٠ رجل على طريق مكدن، وفي
٦ منه تعين الكبتن فيرن قائدًا لأسطول بورت آرثر خلفًا للأميرال أوختمسكي وكان
قبلاً قومندانًا للدارعة بايان، وفي ١١ منه استدعى القيصر الجيش الاحتياطي في
٢٢ مقاطعة وطبقة واحدة من ضباط الاحتياط في كل السلطنة، وفي ١٤ منه نشر
تقدير الجنرال كوروبتكين لخسارة الروس بين ٢٨ أغسطس و٥ سبتمبر فبلغ ٤
آلاف قتيل و١٢ ألف جريح , وفيه ضربت الولايات المتحدة ميعادًا تنزع النقالة لينا
الروسية التي لجأت إلى سان فرنسسكو سلاحها فيه أو تغادر الميناء , فأجاب الربان
أنه عازم على نزع السلاح، وفي ١٦ منه شرع اليابانيون بتضييق سكة حديد
منشوريا وفقًا لمقاس مركباتهم، وفي ١٨ منه هنأ القيصر الجنرال كوروبتكين
بحسن تقهقره كما هنأ الميكادو جيشه في ٧ منه بانتصاره، وفي ٢٠ منه حاول
اليابابيون اكتناف ميسرة كوروبتكين القصوى في مضيق دالنج فلم يفلحوا , وفيه
وصلت نجدات جديدة و١٧٠ مدفعًا إلى كوروبتكين، وفي ٢٤ منه استُدْعِي الجنرال
أورلوف بناءً على قرار الجنرال كوروبتكين ومحي اسمه من الجيش بلا محاكمة،
وفي ٢٥ منه قسمت الجنود في منشوريا قسمين؛ قسمًا بقي بقيادة كوروبتكين ,
وقسمًا سلمت قيادته إلى الجنرال جريبن برج، وفي ٢٦ منه احتفل بافتتاح السكة
الحديدية حول بحيرة بيكال، وفيه أقرت اليابان على عقد قرض داخلي قدره ٨
ملايين جنيه , وعزمت على تعديل لائحة القرعة العسكرية وجعل مدة الخدمة ١٧
سنة.