للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


إعلان الفسق في موسم العبادة

بلغ من استهانة قادة الفسق ودعاة الفحش بمسلمي مصر أن ينشروا لهم في
رمضان شهر الطاعة وموسم العبادة هذا (الإعلان) الذي ننشره بنصه الفاسد ما
عدا اسم المحل وأسماء الفواسق فيه وهو:
(نعلن حضرات العموم أنه قد حضر حديثًا لهذا الطرف حضرات الرقاصات
والمشخّصات الشهيرات اللتين حازا قصب السبق في ميادين هذا الفن وهن ... ،
وبالنسبة لشهر رمضان المعظم وإرضاءً لخاطر زبايننا الكرام قد اتفقنا معهن
بتعاطي صناعتهم التي تأخذ بمجامع القلوب في محلنا المذكور أعلاه ابتداءً من هذه
الليلة. فالأمل من العموم التشريف كي يشنّفوا أسماعهم من الأنغام الشجية النادرة
في الوجود ومَن تأخر ندم، حيث لا ينفعه الندم، وليس الخبر كالعيان والاعتماد
على الله) ! اهـ.

(المنار)
لو بقي لفساق مسلمي مصر بقية من الغيرة الملية أو الحياء الإسلامي أو
الشرف الإنساني لتجنبوا هذه المواضع النجسة المعدة لإعلان الفسق ولو في شهر
رمضان ونحوه من الأيام التي يعدونها مواسم دينية كليلة المولد النبوي، فإننا نتذكر
أننا في السنة التي قدِمنا فيها إلى مصر رأينا إعلانًا مثل هذا (الإعلان) ، فيه أن
فلانة قد استحضرت من الراقصات من استحضرت (لإحياء ليالي المولد النبوي
الشريف) ! وإنها لسخرية من أئمة الفسق بالإسلام والمسلمين، وما جرَّأهم عليها
إلا فساق المسلمين! وإن الإسلام ليتبرأ من هؤلاء الفاقدي النخوة والشرف ولو
أظهروا التبرؤ منه لكان اللوم أخف عليهم من انتسابهم إلى دين جعلوه هزؤًا ولعبًا.