(المطبوعات التي باسم دار الكتب الخديوية [١] ) ١- صُبْح الأعشى في كتابة الإنشا هو تأليف الشيخ أبي العباس أحمد القلقشندي المصري، والمراد بكتابة الإنشاء الكتابة الرسمية للملوك والسلاطين، وما يحتاج إليه القائم بها من العلوم والفنون، فهذا الكتاب تاريخ للسياسة، والإدارة العامة، وجميع العلوم، والفنون، والآداب، ولا يمكن بيان كليات فوائده، والتعريف بمجامع مزاياه، إلا في مقال طويل لعل المنار يقوم به بعد إتمام طبع الكتاب، وهو يطبع في المطبعة الأميرية بحروفها الجديدة الجميلة على أجود ورق يوجد بمصر، وقد تم من طبعه أربعة أجزاء من القطع الكامل. صفحات الأول ٤٨١، والثاني ٤٧٧، والثالث ٥٣٢، والرابع ٤٨٧، وهو يباع في دار الكتب نفسها، وفي مكتبة المنار وغيرها، وثمن كل جزء منه ١٥ قرشًا. وهو لا يكاد يزيد عن نفقة الطبع إلا قليلاً، فنحث كل محب للعلم والأدب والتاريخ إلى المبادرة لاقتنائه ومطالعته، أو الإحاطة بما في كل باب، وكل فصل من المباحث النفيسة لأجل الرجوع إليها عند الحاجة لمن لا يتيسر له مطالعة الكتاب كله، أو مطالعة ما يرى نفسه أحوج إلى معرفته. ولما كان هذا الكتاب من قَبِيل الموسوعات التي يطلقون عليها اسم (دائرة المعارف) نقترح على دار الكتب أن تجعل له فهرسًا عامًّا مرتبًا على حروف المعجم. ***
٢- الإحكام في أصول الأحكام تأليف الشيخ العلامة سيف الدين أبي الحسن علي بن أبي علي الآمدي المتوفى سنة ٥٥١ للهجرة. طُبع في مطبعة المعارف طبعًا نظيفًا على ورق جيد، في أربعة أجزاء صفحات الجزء الأول ٤٠٧، والثاني ٤٩٥، والثالث ٤٣٧، والرابع ٣٩٢، وثمنه ٤٨ قرشًا لكل جزء ١٢ قرشًا. الآمدي - رحمه الله - من أعلام العلماء وأساطين الحكماء له اليد الطولى في الحديث، وعلم النظر، والخلاف، والفلسفة، قال ابن خلكان: ولم يكن في زمانه أحفظ منه لهذه العلوم، وكان العز بن عبد السلام يقول: ما سمعت أحدًا يلقي الدرس أحسن منه كأنه يخطب، وإنْ غَيَّرَ لفظًا من (الوسيط) - للغزالي وكان يحفظه - كان لفظه أمسَّ بالمعنى من لفظ صاحبه، وقال العز أيضًا: ما علمنا قواعد البحث إلا سيف الدين، وقال أيضًا: لو ورد على الإسلام متزندق يشكك ما تعين لمناظرته غير الآمدي، وله مؤلفات في غاية الإتقان والتنقيح منها كتابه هذا (الإحكام) في أصول الفقه، وهو من أبسطها عبارة، وأكثرها تقسيمًا، وأحسنها ترتيبًا، وأجمعها لمسائل الخلاف ودلائلها. وهو كالكتابين المذكورين بعده من الكتب التي طبعت بعناية أحمد حشمت باشا في عهد وزارته للمعارف، وتُطلب كلها من دار الكتب السلطانية ومن مكتبة المنار وغيرها. *** ٣- الطراز، المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الأعجاز تأليف (السيد الإمام، إمام الأئمة الكرام، أمير المؤمنين يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم العلوي اليمني) المتوفى سنة ٤٥٩ للهجرة طبع في مطبعة المقتطف بمصر طبعًا جيدًا على ورق أبيض جيد في ثلاثة أجزاء، صفحات الجزء الأول ٤٣٥، والثاني ص ٤٠٨، والثالث ٤٦٦، وثمنه ٣٦ قرشًا صحيحًا، لكل جزء ١٢ قرشًا. هذا الكتاب من كتب البلاغة الممتعة، التي ينفق مؤلفوها من سعة، ضم بين قطريه علوم البيان، وجمع بين دفتيه دلائل إعجاز القرآن، والمراد بعلوم البيان علوم البلاغة الثلاثة: المعاني، والبيان، والبديع، رتبه مؤلفه - رحمه الله - أحسن ترتيب، وجاء على مسائله بالشواهد والأمثلة، حتى سهل ما تناول من مسائل الفن من أقرب السبيل؛ ولذلك قال: إنه يرجو أن يكون متميزًا عن سائر الكتب بأمرين: أحدهما ترتيبه العجيب، وتنسيقه الذي يطلع قارئه من أول وهلة على مقاصد هذا الفن، وثانيهما ما فيه من التسهيل، والتيسير، والإيضاح للمباحث الدقيقة، فهو يجري في الإيضاح والبسط على نسق إمام الفن، وواضعه الشيخ عبد القاهر الجرجاني، وقد اعترف المصنف - رحمه الله تعالى - بأن عبد القاهر هو الواضع لهذا الفن، وأنه لم يطلع على كتابيه فيه، ولعله لو اطلع عليهما لكان أحسن بيانًا، وأغزر فوائد، قال: وأول من أسس من هذا العلم قواعده، وأوضح براهينه، وأظهر فوائده، ورتب أفانينه، الشيخ العالم النحرير عَلم المحققين عبد القاهر الجرجاني، فلقد فك قيد الغرائب بالتقييد، وهد من سور المشكلات بالتسوير المَشيد، وفتح أزهاره من أكمامه، وفتق أزراره بعد استغلاقها واستبهامها، فجزاه الله عن الإسلام، أفضل الجزاء، وجعل نصيبه من ثوابه أوفر النصيب والإجزاء، وله من المصنفات فيه كتابان، أحدهما لقَّبه (بدلائل الإعجاز) ، والآخر لقَّبه (بأسرار البلاغة) ، ولم أقف على شيء منهما مع شغفي بحبهما، وشدة إعجابي بهما، إلا ما نقله العلماء في تعاليقهم منهما. اهـ. ثم بين موضوع الكتاب وطريقته فيه فقال: ولما كان كل علم لا ينفك عن مبادئ، ومقدمات تكون فاتحة لأمره، ومقاصد تكون خلاصة لسره، وتكملات تكون نهاية لحاله، لا جرم اخترت في ترتيب هذا الكتاب أن يكون مرتبًا على فنون ثلاثة، ولعلها تكون وافية بالمطلوب محصلة للبغية بعون الله. فالفن الأول منها مرسوم المقدمات السابقة نذكر فيها تفسير علم البيان، ونشير فيها إلى بيان ماهيته، وموضوعه، ومنزلته من العلوم الأدبية، والطريق إلى الوصول إليه، وبيان ثمرته وما يتعلق بذلك، من بيان ماهية البلاغة، والفصاحة، والتفرقة بينهما، ونشير إلى معاني الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما، إلى غير ذلك مما يكون تمهيدًا، وقاعدة لما نريده من المقاصد. الفن الثاني منها مرسوم المقاصد اللائقة، نذكر منه ونشير فيه إلى ما يتعلق بالمباحث المتعلقة بالمعاني، وعلومها، ونردفه بالمباحث المتعلقة بعلوم البيان وأقاسهما، ونشرح فيه ما يتعلق به من المباحث بعلم البديع، ونذكر فيه خصائصه وأقسامه، وأحكامه اللائقة به بمعونة الله تعالى ولطفه. الفن الثالث نذكر فيه ما يكون جاريًا مجرى التتمة، والتكملة لهذه العلوم الثلاثة، نذكر فيه فصاحة القرآن العظيم؛ وأنه قد وصل الغاية التي لا غاية فوقها، وأن شيئًا من الكلام وإن عظم دخوله في البلاغة والفصاحة، فإنه لا يدانيه ولا يماثله، ونذكر كونه معجزًا للخلق لا يأتي أحد بمثله، ونذكر وجه إعجازه، ونذكر أقاويل العلماء في ذلك، ونظهر الوجه المختار فيه، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة، والنكت الغزيرة، التي نلحقها على جهة الردف والتكملة لما سبقها من المقاصد. فالفن الثالث للثاني على جهة الإكمال والتتميم، والفن الأول للثاني على جهة التمهيد، والتوطئة، والسر، واللباب، والمقصد لذوي الألباب، ما يكون مودعًا في الفن الثاني، وهو فن المقاصد، وأنا أسأل الله تعالى بجوده الذي هو غاية مطلب الطلاب، وكرمه الواسع الذي لا يحول دونه ستر، ولا حجاب، أن يجعله من العلوم النافعة في إصلاح الدين، ورجحانًا في ميزاني عند خفة الموازين، إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول) . *** ٤- الخصائص تأليف أبي الفتح عثمان بن جني طُبع الجزء الأول منه بمطبعة الهلال سنة ١٣٣٢ هـ، صفحاته ٥٦٩ ثمنه ١٥ قرشًا. ابن جني من أساطين أئمة اللغة، وفحولها، وقد قال فيه الباخرزي في دمية القصر: ليس لأحد من أئمة الأدب في فتح المقفلات، وشرح المشكلات، ما لأبي الفتح لا سيما في علم الإعراب، ومن قول المتنبي فيه أيضًا: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس، وقال الأستاذ الإمام من كتاب يُعَرِّض فيه بصاحب له وقع فيه عندما أخذ بتهمة المسألة العرابية: وأما فلان فقد أكننته كني، وأدنيته مني، وجعلته في مكان النحو من ابن جني، ثم هو يصرح بسبي ولا يكني. وكتابه هذا (الخصائص) علم، وأدب، وفقه لغة، وفلسفة، لأنه يعطي المُطالع علمًا باللغة العربية، وأساليبها، وآدابها، ويلهمه بلاغة بأسلوبه الذي هو في أعلا ذروة منها. ومن رأيه في (باب القول على أصل اللغة إلهام أم اصطلاح) ما نصه: (وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات، كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيح الحمار، ونعيق الغراب، وصهيل الفرس، ونزيب [٢] الظبي ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد، وهذا عندي وجه صالح، ومذهب متقبل. واعلم فيما بعد، أنني على تقادم الوقت، دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع، فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي، مختلفة جهات التغوّل على فكري، وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة، الكريمة اللطيفة؛ وجدت فيها من الحكمة والدقة، والإرهاف والرقة، ما يملك عليّ جانب الفكر، حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر، فمن ذلك ما نبه عليه أصحابنا رحمهم الله، ومنه ما حذوته على أمثلتهم، فعرفت بتتابعه وانقياده، وبُعْد مراميه وآماده، صحة ما وفقوا لتقديمه منه، ولطف ما أسعدوا به، وفرق لهم عنه، وانضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة، بأنها من عند الله جل وعز، فقَوِيَ في نفسي اعتقاد كونها توقيفًا من الله سبحانه، وأنها وحي. ثم أقول في هذا كما وقع لأصحابنا ولنا، وتنبهوا وتنبهنا، على تأمل هذه الحكمة الرائحة الباهرة. كذلك لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خَلَقَ مِنْ قبلنا، وإن بعد مداه عنا، من كان ألطف منا أذهانًا، وأسرع خواطر وأجرأ جنانًا، فأقف بين تين الخلتين حسيرًا، وأكاثرهما فأنكفئ مكثورًا، وإن خطر خاطر فيما بعد، يعلق الكف بإحدى الجهتين، ويكفها عن صاحبتها، قلنا به، وبالله التوفيق) اهـ. أما المذهب الذي تقبله أولاً فهو الذي يرجحه الباحثون في فلسفة الخلق ولغاتهم، وأما ما تعارض رأيه فيه بعد ذلك فهو موضوع آخر، وهو أن ارتقاء اللغة العربية في أبنية كلمها، وقوانين جملها وأساليبها، هل كان بمواضعة واصطلاح من أناس من الأولين بذُّوا مَن بعدهم في العلم والفلسفة والذوق؟ أم كان بوحي إلهامي من الله تعالى؟ ولكل رأي وجه، والمعقول أن الله تعالى ألهم تلك النفوس ذات الذكاء، والذوق أن تجري في كلامها على سنن ترتقي فيها بالتدريج إلى أن وصلت إلى تلك الدرجات العلى التي بين المصنف خصائصها في كتابه. *** ٥- الاعتصام كتاب الاعتصام للإمام أبي إسحاق إبراهيم اللخمي الشاطبي، ثم الغرناطي الأندلسي المتوفى سنة ٧٩٠. طبع طبعًا حسنًا على ورق جيد في مطبعة المنار في ثلاثة أجزاء، صفحات الأول منها ٣٨٨ ما عدا الفهرس، ومقالة التعريف بالكتاب، وترجمة مؤلفه، وصفحات الثاني ٣٥٦ ما عدا الفهرس، وصفحات الثالث ٢٨٠ ماعدا الفهرس، وخاتمة الطبع، وثمن كل جزء منها ١٠ قروش، ويُطلب من دار الكتب، ومن مكتبة المنار. قد سبق تقريظ هذا الكتاب، وبيان مزاياه في منار العام الماضي، ونقول الآن إننا لا نعلم أن أحدًا ألف مثله في بيان حقيقة البدع، وأقسامها، وأحكامها، فهو ركن من أركان الإصلاح الإسلامي لعله لا يقرؤه مسلم إلا ويكره البدع، وينفر منها، ويحب السنة، ويرغب في الاعتصام بها، على علم وبصيرة تنتفي بهما الشبهات التي راجت والتبست على كثير من المشتغلين بالفقه، لا على العوام وحدهم، فهذا الكتاب أعم مطبوعات دار الكتب نفعًا لا يستغني عنه عالم، ولا عامي من المسلمين. طبعت هذه الكتب للمرة الأولى فهي كنوز علم وأدب قد فُتِحَتْ للطالبين ورياضُ فضلٍ أُدنيت للناس أجمعين؛ ليجتنوا يانع ثمراتها فجزى الله الساعين بطبعها خير الجزاء، ونفع بها، آمين. *** (انتشار الخط العربي) تأليف عبد الفتاح أفندي عبادة صاحب كتاب (سفن الأسطول الإسلامي) مزينًا بالرسوم، والخرط طبع سنة ١٣٣٣ في مطبعة هندية ص ١٦٨، ويُطلب من مكتبة المنار، بمصر، وثمنه ١٢ قرشًا. لعبد الفتاح أفندي عبادة عناية بالمباحث التاريخية، والفنية المبتكرة التي لم تفرد في التأليف في لغتنا من قبل، وقد أتحف أبناء العربية بكتابه (سفن الأسطول الإسلامي) ، ثم أبرز لهم اليوم هذا المؤلف النفيس الذي أبان فيه منشأ الخط العربي، وتطوره بتطور المسلمين، وما تفرع منه، وأحصى عدد الذين يكتبون بالخط العربي من البشر، فإذا هم ٢٤٣ مليونًا، ولعلهم يزيدون فإن وثنيي الهند يكتبون بها كالمسلمين، فكتابه هذا كتاب أدب لا تاريخ. نعم إنه قد اعتمد في معظم مباحثه على ما كتبه علماء أوربة وغيرهم، وربما أخطأ بعض هؤلاء العلماء، أو ربما أخطأ هو في بعض النقل كتسمية الخط الديواني الجلبي [الخط الديواني الجلي] (انظر شكل ٧ و ٨) ؛ ولكنه خطأ يقع في مثله كثير من الناس، وقد نُشر في المنار نموذج من مباحث هذا الكتاب.