للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


نموذج من إنجيل برنابا

(الهوامش التي علاماتها حروف مأخوذة من النسخة الطليانية، يظهر أن
واضعها يزعم أنها لما وافق هذا الإنجيل فيه القرآن. والهوامش التي علاماتها أرقام
بين أقواس فهي لما وافق فيها العهد العتيق والعهد الجديد. وهي من النسخة
الإنكليزية) [أ١] .

الفصل السادس عشر [ب١]
التعاليم العجيبة التي علمها لتلاميذه بخصوص الارتداد عن الحياة الشريرة
وجمع يسوع ذات يوم (تلاميذه وصعد إلى الجبل [١] ٢ فلما جلس هناك دنا
منه التلاميذ، ففتح فاه وعلمهم قائلاً: ٣ عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله [ت١]
علينا، فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ٤ وكما أن الخمر الجديدة
توضع في أوعية جديدة [٢] هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالاً جددًا إذا أردتم أن
تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ٥ الحق أقول لكم، كما أنه لا يتأتى
للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معًا في وقت واحد، فكذلك يستحيل عليه
أن يحب الله والعالم [ث١] .
٦ لا يقدر رجل أبدًا أن يخدم سيدين [٣] أحدهما عدو للآخر [ج١] ؛ لأنه إذا
أحبك أحدهما أبغضك الآخر. (٧) فكذلك أقول لكم حقًّا: إنكم لا تقدرون أن
تخدموا الله والعالم؛ (٨) لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث [٤] ٩ لذلك
لا تجدون راحة في العالم، بل تجدون بدلاً منها اضطهادًا وخسارة ١٠، إذًا فاعبدوا
الله، واحتقروا العالم؛ ١١ إذ مني تجدون راحة لنفوسكم [٥] ١٢ أصيخوا السمع
لكلامي؛ لأني أكلمكم بالحق.
(١٣) طوبى للذين ينوحون على هذه الحياة؛ لأنهم يتعزون [٦] .
(١٤) طوبى للمساكين [٧] الذين يعرضون حقًّا عن ملاذ العالم؛ لأنهم
سيتنعمون بملاذ ملكوت الله.
(١٥) طوبى للذين يأكلون على مائدة الله [٨] ؛ لأن الملائكة ستقوم على
خدمتهم.
(١٦) أنتم مسافرون كسياح ١٧ أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورًا
وحقولاً، وغيرها من حطام العالم، ١٨ كلا ثم كلا، ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات
فائدة وجدوى في الطريق ١٩ فليكن هذا مثلاً لكم ٢٠، وإذا أحببتم مثلاً آخر فإني
أضربه لكم؛ لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم.
(٢١) لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية، قائلين: من يكسونا [٩] أو من
يطعمنا، ٢٢ بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله [أ٢]
ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان، ٢٣ والله [ب٢] الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته
هو قادر أن يغذيكم، ٢٤ الذي أنزل المن [١٠] من السماء [ت٢] على شعبه إسرائيل في
البرية أربعين سنة، وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى، [١١] ٢٥ أولئك الذين
كانوا ست مائة وأربعين ألف رجل [١٢] خلا النساء والأطفال ٢٦ الحق أقول لكم: إن
السماء والأرض تهنان [١٣] بيد أن رحمته لا تهن للذين يتقونه.
[أ٣] ٢٧ أغنياء العالم هم على رخائهم جياع وسيهلكون. [١٤] ٢٨ كان غني
ازدادت [١٥] ثروته، فقال: ماذا أفعل يا نفسي ٢٩ إني أهدم إهرائي؛ لأنها صغيرة
وأبني أخرى جديدة أكبر منها، فتظفرين بمناك يا نفسي) ٣٠ إنه لخاسر؛ لأنه في
تلك الليلة توفي. ٣١ ولقد كان يجب عليه العطف على المسكين، وأن يجعل
لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا العالم؛ لأنها تأتي بكنوز في عالم
السماء. ٣٢ وقولوا لي من فضلكم: إذا وضعتم دراهمكم في مصرف عشار،
فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفًا، أفلا تعطون رجلاً كهذا كل مالكم ٣٣.
ولكن الحق أقول لكم: إنكم مهما أعطيتم وتركتم لأجل محبة الله فستسر دونه
مائة ضعف مع الحياة الأبدية [١٦] [ب٣] ٣٤ فانظروا إذًا كم يجب عليكم أن تكونوا
مسرورين في خدمة الله.
الفصل السابع عشر [ت٣]
عدم إيمان التلاميذ ودين (المؤمن) الصحيح
١ ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس: إننا لراغبون في خدمة الله. ولكننا
نرغب أيضًا أن نعرف الله [١٧] لأن أشعيا النبي قال: (حقًّا إنك لإله [ث٣] محتجب.
[١٨] ٣ وقال الله لموسى عبده: (أنا الذي هو أنا) [١٩] .
٤ أجاب يسوع: يا فيلبس، إن الله صلاح بدونه لا صلاح ٥ إن الله موجود
بدونه لا وجود، ٦ إن الله حياة بدونها لا أحياء [أ٤] ٧ هو عظيم حتى إنه يملأ
الجميع وهو في كل مكان، ٨ هو وحده لا نِدَّ له، ٩ لا بداية ولا نهاية له [ب٤] .
ولكنه جعل لكل شيء بداية، وسيجعل لكل شيء نهاية [ت٤] ١٠ لا أب ولا أم له،
١١ لا أبناء ولا إخوة ولا عشراء [ث٤] له ١٢ ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل
ولا ينام، ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك. ١٣ ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه
[ج٤] بشري ١٤؛ لأنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط، [ح٤]
١٥ وهو جواد لا يحب إلا الجود، ١٦ وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا
مرد له. ١٧ وبالاختصار أقول لك يا فيلبس: إنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على
الأرض تمام المعرفة ١٨. ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد، حيث يكون قوام
سعادتنا ومجدنا ١٩، أجاب فيلبس: ماذا تقول يا سيد حقًّا لقد كتب في أشعيا أن الله
أبونا [٢٠] فكيف لا يكون له بنون؟
٢٠ أجاب يسوع: إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة، لا يجب أن تأخذها
بالحرف بل بالمعنى؛ ٢١ لأن كل الأنبياء البالغين مائة وأربعة وأربعين ألفًا الذين
أرسلهم [أ٥] الله إلى العالم، قد تكلموا بالمعميات بظلام ٢٢. ولكن سيأتي بعدي بهاء
[٢١] كل الأنبياء والأطهار [ب٥] ، فيشرق نورًا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء ٢٣؛
لأنه رسول الله [ت٥] ٢٤. ولما قال هذا تنهد يسوع وقال ٢٥: ارأف بإسرائيل أيها
الرب إلاله [ث٥] وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته؛ لكي يخدموك بإخلاص
قلب.
٢٦ فأجاب تلاميذه: ليكن كذلك أيها الرب الإله [ج٥] .
٢٧ وقال يسوع: الحق أقول لكم إن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة [٢٢] الله
بنبواتهم [ح٥] الكاذبة المخالفة لنبوات أنبياء الله [خ٥] الصادقين ٢٨؛ لذلك غضب الله
على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل القليل الإيمان ٢٩، فبكى تلاميذه لهذه الكلمات،
وقالوا: ارحمنا يا الله [٢٣] [د٥] ترأف على الهيكل والمدينة المقدسة، ولا تدفعها
إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا عهدك ٣٠. فأجاب يسوع: وليكن كذلك أيها
الرب إله آبائنا [ذ٥] .
* * *
الفصل الثامن عشر [أ٦]
يوضح هنا اضطهاد العالم لخدمة الله وأن حماية الله تقيهم
١وبعد أن قال يسوع هذا قال: لستم أنتم الذين اخترتموني [٢٤] ، بل أنا
اخترتكم؛ لتكونوا تلاميذي [٢٥] ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقًّا تلاميذي ٣ لأن
العالم كان دائمًا عدو عبيد خدمة الله، ٤ تذكروا الأنبياء الأطهار الذين قتلهم العالم
٥، كما حدث في أيام إيليا [ب٦] : إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف عشرة نبي، حتى
بالجهد نجا إيليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء [٢٦] الذين خبأهم رئيس
جيش أخاب ٦، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ٧ إذًا لا تخافوا أنتم [٢٧] ؛
لأن شعور رؤوسكم محصاة؛ كي لا تهلك ٨. انظروا العصفور الدروي والطيور
والأخرى التي لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ٩. أيعتني [ت٦] الله بالطيور أكثر
من اعتنائه بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء؟ ١٠ أيتفق وجود إنسان أشد اعتناء
بحذائه منه بابنه ١١؟ كلا ثم كلا ١٢ أفلا [ث٦] يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله
لا يهملكم وهو المعتني بالطيور ١٣. ولكن لماذا أتكلم عن الطيور , بل لا تسقط
ورقة شجرة بدون إرادة الله [ج٦] .
١٤ صدقوني؛ لأني أقول لكم الحق: إن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي
١٥؛ لأنه لو لم يخش فضيحة فجوره؛ لما أبغضكم. ولكنه يخشى فضيحته، ولذلك
يبغضكم ويضطهدكم [أ٧] ١٦. فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا، بل
تأملوا كيف أن الله - وهو أعظم منكم - قد استهان به أيضًا العالم حتى حسبت حكمته
جهالة ١٧، فإذا كان الله يحتمل [ب٧] العالم بصبر. فلماذا تحزنون أنتم يا تراب
وطين الأرض ١٨؟ فبصبركم تملكون أنفسكم [٢٨] ، ١٩ فإذا لطمكم أحد على خد ,
فحولوا له الآخر ليلطمه [٢٩] ٢٠ لا تجازوا شرًّا بشر [٣٠] ؛ لأن ذلك ما تفعله شر
الحيوانات كلها ٢١. ولكن جازوا الشر بالخير [ت٧] ، وصلوا لله؛ لأجل الذين
يبغضونكم [٣١] ٢٢، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. لذلك أقول لكم: لا تغلبوا الشر
بالشر بل بالخير [٣٢] ، ٢٣ انظروا الله [ث٧] الذي جعل شمسه تطلع على الصالحين
والطالحين [٣٣] , وكذلك المطر ٢٤. فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرًا مع الجميع؛
لأنه مكتوب في الناموس: كونوا قديسين؛ لأني أنا إلهكم قدوس [ج٧] [٣٤] كونو أنقياء؛
لأني أنا نقي، وكونوا كاملين؛ لأني أنا كامل [ح٧] [٣٥] ٢٥ الحق. أقول لكم: إن
الخادم يحاول إرضاء سيده , فلا يلبس ثوبًا ينفر منه سيده ٢٦. وأثوابكم هي
إرادتكم ومحبتكم ٢٧ , احذروا إذًا من أن تريدوا أو تحبوا شيئًا غير مُرْضٍ لله [خ٧]
ربنا ٢٨ أيقنوا أن الله يبغض بهرجة وشهوات العالم؛ لذلك ابغضوا أنتم العالم.
((يتبع بمقال تالٍ))