للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الهدايا والتقاريظ
(كتاب حاضر المصريين أو سرّ تأخرهم)
كتاب صنّفه أحد شبان المصريين النجباء المولعين بالبحث وهو أحمد أفندي
عمر أحد مستخدمي مصلحة البريد تكلم فيه عن حالة المصريين الاجتماعية في
معيشتهم وكسبهم وعاداتهم وأدبهم وعلمهم وقد جعله ثلاثة أقسام: قسمًا للأغنياء،
وقسمًا للمتوسطين، وقسمًا للفقراء. ولا شك أن المؤلف قد تعب في الوقوف على
عادات الطبقات الثلاث في المحبة والزواج والعشرة بين الزوجين وتربية الأولاد
وتعليمهم وعاداتهم في النفقة والبذل والأوهام، وفي معرفة أحوالهم في التجارة
والزراعة والطباعة والكتب والجرائد التي تنتشر فيهم، وبَحْثُه في جميع المسائل
بحث انتقاد صحيح ينبّه الأفكار المستعدة إلى السعي في إصلاح الخلل واتقاء الزلل.
ولا ينفع الناس شيء مثل علم ما هم فيه من نافع وضارّ لذلك نقول: إن هذا
الكتاب من أنفع ما كتب في العربية في هذا العصر.
الكاتب تحرّى الصواب وبيان الحقائق بقدر الاستطاعة مع الوقوف عند حدود
الأدب فإن قصر في بعض المسائل فعُذْره أنه لم يستمد من كتب مؤلفة ينقل عنها
بسهولة وإنما استمد من المشاهدة والاختبار، وأن ما تسنى من ذلك له كثير على من
كان مشغولاً بوظيفة صغيرة كوظيفة تستغرق معظم أوقاته في خدمتها وقد طالعنا
جملة صالحة من الكتاب فوافقناه في أبحاثه وقد انتقدنا عليه التقصير في تصحيح
عباقرة الكتاب وعدم بدئه بالبسملة الشريفة عملاً بالحديث الشريف واتباعًا لسنة
المسلمين سلفهم وخَلَفهم. وقد قرظ الكتاب القاضي الفاضل أحمد فتحي بك زغلول
رئيس محكمة مصر وأجازه وأثنى عليه وبدأ تقريظه بسنة البسملة على أن العادة لم
تَجْر بذلك وكأنه أراد مع اتباع السنة تنبيه المؤلف على تركها بالعمل دون القول.
أقول: إنني لا أوفي هذا الكتاب حقه في التقريظ إلا بنقل فوائده في أجزاء
أخرى على أنه هضم حق المنار عند كلامه على الجرائد الدينية فإنه لم يكتب عنه
إلا جملة وجيزة في الهامش اعترف فيها بعناية المجلة بالإصلاح الديني والتنفير عن
البدع، ولكنه عرَّض فيها بنا بأن للأمور الشخصية سبيلاً علينا وقد ظهر لنا منه أنه
رجع عن هذا الرأي والله أعلم بالسرائر وهو الموفِّق للصواب.
* * *
(كنز الجوهر في تاريخ الأزهر)
كتاب مختصر ألفه الفاضل الشيخ سليمان رصد الحنفي أحدُ المشغلين بالعلم
في الجامع الأزهر الشريف وأهل الأزهر أجدر الناس بمعرفة تاريخه والتأليف فيه.
الكتاب يشتمل على مقدمة ذكر فيها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واستطرد منها
إلى الفتح الإسلامي. الذي كان منه فتح مصر وفيها الكلام على جامع عمرو بن
العاص وجامع ابن طولون. ويلي المقدمة خمسة مقاصد أحدها في ابتداء تأسيس
الجامع وما عرض عليه بعد ذلك وتجدد فيه، وثانيها في أروقة الأزهر
والمؤسسين لها، وثالثها في شيوخ الأزهر وأشهر علمائه لهذا العهد، ورابعها في
الحوادث الشهيرة كحادثة رواق الشواء في أثناء الوباء، وخامسها في عادات أهل
الأزهر، ويتلو ذلك خاتمة في الإحصاء وفيه عدد المشتغلين بالعلم في القطر
المصري وبيان مواضعهم.
ومما ذكره من عادات أهل الأزهر أنه لا يمكن لأحدهم أن يعمل عملاً يكتسب به
لا في أثناء الاشتغال ولا بعده. قال: (بل إذا انْتَحَل شيئا ينتفع به يعدّ في أعين
أترابه كأنه اقترف ذنبًا عظيمًا) وذكر أن هذه علة فقرهم. وذكر أن غير
المصريين من المجاورين في الأزهر أحسن حالاً من المصريين في المعيشة
والنظافة وذكر من أسباب وساخة المصريين في أبدانهم وثيابهم وآنيتهم الانهماك في
الطلب، وما يقع بين المشتركين منهم في المعيشة من العناد والتواكل، وَفَاتَهُ أن
يبين أن الاشتراك هو الذي يساعد على النظافة لتوزيع الأعمال، وأن الوساخة
واختلال نظام المعيشة يشوش الذهن ويضعف العقل فلا يفيد مع الانهماك في الطلب
كثيرًا. قال: وأما عادتهم في الأكل وهو غالب أكل المجاورين فهو فول مدمس
ونابت وطعمية ومُخلّل وكراث وغير ذلك من الأشياء التافهة لفقرهم بلا فرق بين
مصري وغيره، وكذلك غالبهم يقوم بعمله بنفسه كغسل ثياب وطبخ وغير ذلك.
هذه عبارته بحروفها ويسوءنا جدًّا ما نراه في الكتاب مثلها من كثرة الغلط والخطأ.
ثم ذكر كيفية إلقاء الدروس والمطالعة قال: (واعتناؤهم فيها بفهم العبارات
وحلّ التراكيب والمناقشات بالاعتراضات والأجوبة عنها والإطلاق والتقييد والمفهوم
والمنطوق وغير ذلك من غير اعتناء بالحفظ فتجد كثيرًا منهم بحرًا للعلوم في الفهم
في الكراس وإذا سئل من خارج فقلّ أن يجيب لعدم استحضاره) اهـ بالحرف
أيضًا والكلام صحيح وصريح في أنه لا عناية عندهم بتحصيل مَلَكة العلم وتكيف
النفس بها بحيث تكون قادرة على الكلام في المسائل عند السؤال والمناسبة وإنما
العلم الذي يكونون فيه بحارًا زاخرة هو المناقشة في عبارات الكتب التي يقرؤونها
وإعادة ما كتبه الشراح وأصحاب الحواشي على المتون قراءة.
وبالجملة إن في الكتاب فوائد لا توجد في غيره من المصنفات في تاريخ
الأزهر التي هي أوسع منه تحريرًا وصفحات الكتاب تزيد على ٢٠٠ وثمنه خمسة
قروش ويطلب من جميع المكاتب المشهورة بمصر والإسكندرية وطنطا فنحث
على قراءته.
* * *
(شذا العرف في فن الصرف)
كتاب صنفه الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد الحملاوي مدرس العربية في مدرسة
دار العلوم سابقًا. وقد تصفحت بعض أوراقه ورأيت تقسيمه وتبويبه فظهر لي أنه
أحسن كتاب لتعليم هذا الفن. وكان طبع في سنة ١٣١٢ بإذن نظارة الداخلية بناء
على شهادة الإنبابي شيخ الجامع الأزهر لذلك العهد بصحته وخلوه من الخطأ. وقد
طبع في هذه السنة طبعة ثانية بالمطبعة الأميرية بعد تنقيح وإضافة كثير من
الأمثلة والشواهد وهذا من مزايا الكتاب فنحث كل طالب لفن الصرف على
قراءته.
* * *
(كتاب الحساب)
كتاب يؤلفه الفاضل عوض أفندي خليل، مؤسس وناظر مدرسة الاجتهاد
الوطنية ببولاق وصاحب مجلة السمير الصغير المدرسية. وقد أصدر الجزء
الأول منه وأودعه: ما هو مقرر للتعليم في السنة الأولى الابتدائية بحسب قانون
التعليم في المعارف (البروغرام) فنحث التلامذة على الاستفادة منه.
* * *
(المستظرفات)
كتاب وضعه الأديب إبراهيم أفندي زيدان جَمع فيه من كتب الأدب والتاريخ
كثيرًا من النوادر الأدبية والفكاهية والغرامية وطبع في مطبعة الهلال على نفقة
مديرها الهُمَام متري أفندي زيدان وثمن النسخة منه خمسة قروش ويطلب من مكتبة
الهلال وهو مما يَرْغب فيه الناس فلا حاجة إلى الترغيب فيه.
* * *
(كتاب رسائل إرشاد الأفكار إلى طريق الأبرار)
للشريف منصور أفندي رئيس جمعية التعاون الإسلامي. وقد كتب هذه
الرسائل في مسائل سُئِلَها فأجاب عنها بفهمه واجتهاده على طريقة المتصوفة وقد
تصفحنا بعض صفحاتها فعلمنا منها أننا نخالفه في بعض مسائلها ولا سعة معنا في
الوقت الآن لقراءتها وبيان ما نراه صوابًا وما نراه منتقدًا، وربما يسمح لنا الوقت
بذلك بعد.