ورد إلينا من بعض أفاضل الكتاب في الباب العالي كتاب بليغ يقرّظ به (المنار) ، فعهدنا إلى بعض العارفين باللغة التركية من كتاب العربية البلغاء بترجمته، فترجمه ببعض تصرف لتناسب الترجمة الأصل في بلاغته، وإننا ننشرهما بنصهما لما فيهما من التنبيه. (الأصل) فضيلتبناه أفندم: منار واصل يد افتخار أولدي؛ محاكمة انتقاد أيله أو قودم، أو قدر بكندم كه ملكمزده هنوز مثلى نشر أو لنمد يغنه حكم ايتدم. بلاغتي حكمتله مزج ايدوب بر سحر حلال ابداع ايتمشسكزكه ذوق آشنيايان ومعنى شناساني مفتون ومسحور ايتمامك قابل دكلدر. ملتك احوالنه نظر حكمتله باقوب مصاب أولد يغمز وهن وانحطاط علت مهلكه سنك سببنى علاجني كشف ايتديكز تربية وتعلم كافل سعاد تمز درد يديكز بو حكمكز بك مصيبدر. اخلاقمز جدا فاسد در، تربيه يه محتاجز حقيقة جاهلز، تعلمه مفتقرز. سبزك كبي أولي الأبصار بزبيجاره لري نوم أصحاب الكهفى كجن موتى آكديران شوكرا بخواب غفلتدن ايقاظ ايتمليدرار. سائقه عماي نادانى ايله صايد يغمز شوكريوه ضلالتدن دوشد يكمز شوكرداب مذلتدن قورتاروب شهراه هدايته منهاج عزته ارشاد ايلمليدرار. اخلاقمز اوقدر فاسد دركه، وطن. حب وطن. حميت تعاون، ميل معالى نه در بيلميورز، أو قدر جاهلزكه معارف؛ زراعت، تجارت، صنعت، اقتصاد، ترقي، عمران، نه ديمكدر فهم ايتميورز، بويله شيلر له اشتغال ايدنلري استحقار ايدرز. بزكميز نه ايدك شمدى نه يز صكره نه أوله جغز بيخبرز بهايم كي سوق طبيعتله حركت ايديورز: الناس في غفلة عما يراد بهم ... كأنهم غنم في دار جزار منار ايجون اختيار بيورد يغكز منهج قويم بك مستقيمدر، بونده ثبات ايديكز كه جريدة فريدة كز زمانمزده كي غزته لره بكزه مسون. فساد نيت وسوء مقصد له نشر أو لنوب خيانت وخبائتي رداءت ودنائتي مرام ايدينان غزته لردن قطع نظر ظاهراً سلامت فاكار أو زرينه مؤسس أو لديفى ظن ايديلن غزته لربيله أغراض ايله أوغراشوب، وبعضاً اعراضه قدر تجاوز ايدوب مشاتمه دن جكنميورلر. شوني ده عاجزانه عرض أيده يم: مباحثاتده قانون مناظره دن زنهار آير لمايكز اعلاى مدعاية دل إظهار حقه جالشما ليسكزكه خدمتكز مبرور سعيكز مشكور خطيئتكز مغفور أولسون سرك كبي دهاة وهداته لا يق أولان بودر. باقي عرض احترام ومخابرة ده تمنئ دوام أفندم. (التعريب) سيدي الفاضل: تناولتُ مناركم الأغر وقرأته معملاً الفكر في تنقُّده، فذهب بي الإعجاب إلى أنه خير ما نشر في بلادنا من الصحف إلى الآن، ولقد مزجتم فيه البلاغة بالحكمة مزجاً يصف السحر ويختلب الفكر [١] ، صرفتم البصر تلقاء شؤون الأمة وأحوالها، وذهبتم إلى أن ما رهقها من الوهن ورزئت به من التقهقر ليس له علة سوى الجهل وفساد الأخلاق، وأن العلاج الناجع إنما هو تعميم التربية والتعليم الصحيح فهما الكفيلان بإسعاد الأمة، ولعمر الحق إنكم لم تتعدوا الحقيقة في هذا الحكم. لا يعترض الشك في فشو الجهل بين أفراد الأمة، وغلبة سوء الأخلاق على طباعها، فالأمة إذن في أمسّ الحاجة وأشد الافتقار للتربية والتعليم. لا يسأل أحد عن إهماله مثلما سئل ذوو البصائر عن تقاعدهم في سبيل تنبيهنا وإيقاظنا من سبات الغفلة التي تحكي نوم أهل الكهف، بل تكاد تكون موتًا. عليهم أن يرشدونا إلى جواد العزة وَلَاحِب المجد ويوضحوا لنا سبيل الهداية وينتاشونا من هوة المذلة التي سقطنا فيها، وشعاب الضلالة التي ساقنا إليها الجهل، وسفالة الأخلاق. كيف لا نكون في الدرك الأسفل من الأخلاق ونحن لا نعلم ما هو الوطن، ما هي الحمية، ما هي الفتوة، ما هو التعاون، وما هو الميل إلى المعالي. أم كيف لا نكون في أشنع الجهل ونحن لا نفقه للمعارف والزراعة والتجارة والصناعة والاقتصاد والترقي والعمران معنى، بل بلغ بنا السفه إلى أن ننتقص من يهتم بالسعي إلى هذه الأمور المقدسة، أعندنا علم بحقيقة أمرنا؟ أليس من العجب أن لا نتبصر فيما كنا عليه وما نحن عليه، وإلى ما نحن صائرون؟ وما أرانا إلا كالبهائم المرسلة تتقلب في تكاليف الحياة بسائق الفطرة وحادي الطبيعة. والناس في غفلة عما يراد بهم ... كأنهم غنم في دار جزار إن النهج الذي آثرتموه في إنشاء المنار لَمِنْ أمثل الطرق وأقصدها، فالزموا هذا النهج وثابروا على هذه الخطة، فتصبح صحيفتكم فريدة في بابها، منقطعة القرين بين نظرائها، غُضّ الطرف عن الأوراق التي نشرها مرضى القلوب ملوثين باسم الخيانة والشرارة، مسترسلين في الإفساد والدعارة، وألقِ أشعة بصرك نحو الصحف التي يزعم ذووها أنهم إنما أنشئوها خالصة للوطن، عاملة على نشله، متفانية في خدمته، لا جرم أنك تجدها تذهب مع الأغراض، وتصغي لوسوسة الأهواء، ولا ناهية لها عن البذاء والسباب، بل تتعدى تارة إلى نبش الأسرار، ونهش الأعراض، ومما يجدر بكم المضي عليه في صحيفتكم هذه أن لا تتنكبوا في مباحثاتكم عن أصول المناظرة، واحرصوا كل الحرص على أن يكون غرضكم إظهار الحقيقة، والأخذ بيد الحكمة، لا إثبات مدعاكم، وتأييد رأيكم كيف ما كان، هذا هو الأحجى بمن كان مثلكم من هداة الشعوب، وقادة أفكار الأمم، وبذلك تكون خدمتكم لوطنكم مبرورة، ومساعيكم لدى أهله مشكورة، وهفواتكم عند الله مغفورة. وفي الختام أقدم الاحترام وأتمنى مراسلتكم على الدوام. مولاي.