الكؤول alcohol كلمة عربية الأصل، أصلها (كحول) وهي المادة الدقيقة اللطيفة التي يتكحل بها، وقد اقتبسها الإفرنج من اللغة العربية في العصور الوسطى وأطلقوها مجازًا على المادة اللطيفة المعروفة، ولم يتوصل الباحثون في كيمياء العرب إلى الآن إلى معرفة الزمن الذي اقتبست فيه، ولا الكتاب الذي اقتبست منه وأطلقت على هذه المادة، ولا أول من اقتبسها، وقد كتب في ذلك العالم الكيموي الشهير (بريتلوا) في كتابه المُعَنْوَن (كيمياء العصور الوسطى) والسبب في تسميتها (اسبرتو) هو أن الكحول كانت في الابتداء تستخرج من النبيذ؛ ولذلك كانت تسمى روح النبيذ uin aie Espit فأخذت الكلمة الأولى، وعربت (اسبرتو) بمعنى روح، والكحول هذه مائع شفاف لا لون له طعمه حامز قارص، عطري الرائحة ساطع، يلتهب ويغلي على درجة ٧٨ مئوية ووزنه النوعي ٠.٧٩ وتستخرج الكحول من تقطير الموائع السكرية والمخمرة، ومن المواد السكرية والنشوية على وجه العموم، وإذا التهب الكحول استحال إلى ماء وكربون، وإذا خلط بالأحماض الجاويك والكبريتيك والأزوتيك والفسفوريك تولد من خلطها موائع أخرى تسمى الأثيرات (جمع إثير) . وللكحول أنواع عديدة بحسب عدد جواهر الكربون والأيدروجين الموجودة فيه وتستعمل الكحول مذيبة لكثير من المحضرات الإفرباذينية كالأصباغ مثل صبغة اليود وغيرها كثيرًا جدًّا، وتستعمل كذلك في الأطلية والدهون وفي العطور، وهي مطهرة من الظاهر مانعة للعفونة وقابضة تقطع الأنزفة، ولها استعمالات أخرى كثيرة لا يستغنى عنها. * * * ملحق آخر للصيدلي محمد علي بك نصوحي الكؤول سائل يشبه الماء، شفاف خفيف قابل للالتهاب بسرعة سريع التبخر يستحصل عليه بواسطة الأنبيق (التقطير) من بعد اختمار العنب، والقصب والبلح، والخشب والبنجر، وجميع الأثمار المعروفة في العالم. نستعمل هذه المادة - أي الكؤول - في أكثر السوائل بل جميعها تقريبًا؛ لأن الصفات والخلاصات المستعملة في فن الطب لا يمكن استحضارها إلا بواسطة الكؤول. ويستعمل في دهانات اللوسز، أي على الأخشاب، وفي غالب الروخات الطبية التي تستعمل للتدليك وللدهان، وله منافع عديدة في فن الطب، والإفرباذين وكذا الأعطار التي من نوع الكلونيا المعروفة عند القريب والبعيد المتداولة في العالم.