للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


جماعة الدعوة والإرشاد
(مكان إدارتها ومدرستها)
استأجرت هذه الجماعة القصر الشرقي من قصري الروضة بالمنيل من وقف
علي شريف باشا، الذي هو عن يمين كُبري الملك الصالح بالنسبة إلى المتوجه
إلى الجيزة؛ لتنشئ فيه مدرستها الكلية (دار الدعوة والإرشاد) ، ويكون مركز
إدارتها، وسيجلب إليه في الشهر الآتي كل ما يحتاج إليه من الفرش والمقاعد
والماعون، ثم ينشر نظام المدرسة، ويختار لها المعلمون والتلاميذ الداخليون
والخارجيون، وتفتح بعد رمضان الآتي إن شاء الله تعالى.
* * *
(الأعضاء المؤسسون)
أرسل إليّ الشيخ قاسم آل إبراهيم عضو الشرف الأول والسابق بماله إلى
التأسيس حوالة من باريس على أحد المصارف بمبلغ ألف جنيه إنكليزي، وهو
القسط الثاني من تبرعه، فجزاه الله أفضل الجزاء، وقد أثنت على هذا السخيّ
الكريم أشهر الصحف الإسلامية في مصر وسورية والآستانة وروسية والهند
وغيرها من الأقطار.
وقد تبرع للجماعة فقيد القطر وزيره الأكبر المرحوم مصطفى رياض باشا
بمائة جنيه مصري، وكان يرجى منه أن يوالي تبرعاته بمثل ذلك في كل عام،
فرحمه الله تعالى وأكرم مثواه.
وتبرع لها عبد الستار أفندي الباسل شيخ قبيلة الرماح بالفيوم بخمسة وعشرين
جنيهًا مصريًّا، وتبرع كل واحد من الفضلاء الذين نذكر أسماءهم هنا بعشرين
جنيهًا مصريًّا قبل مضي شهرين من إعلان نظام الجماعة الأساسي، فكانوا كلهم من
الأعضاء المؤسسين وهم عبد الله بك فائق مأمور عمل كسوة الكعبة المشرفة،
والدكتور عبده أفندي إبراهيم مفتش الصحة في السنبلاوين، ومحمد نجيب أفندي
المعاون الأول لمركز إمبابه، وإبراهيم بك الهلباوي المحامي الشهير بمصر،
وحنفي بك ناجي، وإبراهيم أفندي داود، كلاهما من وجهاء مصر، وإبراهيم بك
غزالي من أعيان أبنوب، وحسن بك عبد الرزاق المحامي الشهير بمصر، وكذلك
السيد محمد نصيف وكيل إمارة مكة بجدة تبرع بخمسة وعشرين جنيهًا إنكليزية.
وتبرع لها آخرون تبرعًا لم يكونوا به من الأعضاء المؤسسين، وقد نشرت
أسماء بعضهم في الجرائد اليومية، وستنشر أسماء الباقين، واشترك فيها بعض
أهل الغيرة اشتراكات سنوية، وستنشر أسماءهم كلهم في الجرائد اليومية أيضًا،
وتنشر أسماء الجميع في الكراسة التي تصدرها الجماعة في آخر سنتها، وقد وعد
كثيرون بالتبرع والاشتراك في الخريف الآتي، وهو موعد موسم القطن جعله الله
مباركًا.
((يتبع بمقال تالٍ))