أرسلها المجاهد الكبير سعادة محمد عز الدين باشا الحلبي من النبك حضرات أصحاب السعادة رئيس وأعضاء اللجنة الموقرة لتأبين الأستاذ الكبير المرحوم الإمام العلاَّمة السيد محمد رشيد رضا - القاهرة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فإنا نشاطركم الأسى على رزء الفقيد العظيم العلاَّمة السيد محمد رشيد رضا رحمه الله، فلقد فقدنا به ركنًا عظيمًا من أركان العرب والإسلام، وعلمًا فذًّا من أعلام العلم والتقوى، وبطلاً مقدامًا من أبطال نهضتنا الذائدين عن حياضها والمتفانين في سبيل إعلاء شأنها ورفع كلمتها، وكيف لا يكون رزؤه عظيمًا وهو العلم المفرد بعلمه وصلاحه وإخلاصه لأمته ووطنه وهيهات أن يجود الزمان بمثله؟ ! إن الزمان به لبخيل. فلو يمكننا فداؤه لفديناه بالنفوس وبكل غالٍ ورخيص وبكل جبان لم يحذ حذوه في الجهاد الوطني الصحيح ولم يكن على غراره بعزة النفس وحب الحرية والكرامة، ولئن كرمته الأمة فإنما تكرم به البطولة والصدق والإخلاص. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وجعل خلفه خير خلف السلف، وألهمنا جميل الصبر والسلوان، وحيّا الله القائمين بحفلة تأبينه من عظماء الأمة، وكرامها الشاعرين بشعوره الحي، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ... ... ... ... ... عن النبك - وادي السرحان ٧ و ١ و ٩٣٦ ... ... ... ... ... باسم مجاهدي الصحراء وأحد أصدقاء الفقيد ... ... ... ... ... ... ... محمد عز الدين الحلبي