للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات الجديدة

(الجزء الثالث من كتاب الأعلام)
سبق لنا تقريظ لهذا الكتاب بعد صدور الجزأين الأول والثاني منه، وقد بُدئ
هذا الجزء بحرف الكاف، وأتم بحرف الياء، فبلغت صفحات الأجزاء الثلاثة به
١١٨٧ صفحة، فحق على جميع كتاب العربية ولا سيما المصنفين والمؤرخين
ومحرري الصحف أن يشكروا لمؤلفه أديب الشام وشاعرها الأستاذ (خير الدين
الزركلي) الشهير هذه المنة التي لا يستغني عنها أحد منهم، فلعمري إن حاجتهم
إلى هذا الكتاب كحاجتهم إلى معجم من معاجم اللغة، وينبغي أن لا يخلو منه مكتب،
وأن يكون بين الأيدي بجانب أساس البلاغة والقاموس ونحوه، كذلك خزائن
الكتب العامة والخاصة ينبغي أن يكون في كل منها عدة نسخ من هذا الكتاب؛ لأنه
كما ادّعى واضعه في فاتحته - وصدق - قد ملأ فراغًا في الخزانة العربية قد تُرك له
مدة هذه القرون الطويلة، بجمعه أسماء أشهر الرجال والنساء من العرب
والمستعربين من عهد الجاهلية وأول الإسلام إلى هذا العصر ما عدا الأحياء من أهله،
وضبط الأسماء والألقاب وحدد سني الوفاة لمن عُرفت سنة وفاته وهم الأكثرون
بالتاريخين الهجري والميلادي، وبيَّن أهم المزايا والكتب التي صنَّفها المصنفون منهم
مع الرمز إلى ما طُبع منها وما لم يُطبع، وأنه قد لخَّص ترجمة أعظم رجل ذُكر فيه،
بل أعظم رجل خلقه الله (محمد رسول الله وخاتم النبيين) في ٣ صفحات وبضعة
أسطر فقط.
وقد وعد بوضع جزء رابع يستدرك به ما فاته في هذه الأجزاء، ولما كان قد
دعا قراء الكتاب إلى نقده، فالمرجو من قرائه من أهل العلم وأصحاب الاطلاع
على المطبوعات أن يبينوا له ما يعثرون عليه من سهو أو غلط ليدونه في جزء
المستدرك ليتم به ضبط الكتاب بالدقة اللائقة به.
وأذكر من ذلك أنه غلط في ترجمة الأستاذ الإمام (الشيخ محمد عبده) فذكر
أنه وُلد في عين شمس وهو إنما سكنها في بضع السنين الأخيرة من عمره، وذكر
من مؤلفاته (تفسير القرآن الحكيم) وقال: إنه لم يتمه، والصواب أنه ليس له إلا
تفسير (جزء عم) فقط، وله كتب أخرى لم يذكرها، أشهرها كتاب (الإسلام
والنصرانية مع العلم والمدنية) و (رسالة الواردات) ومنها حاشيته على عقائد
الجلال الدواني وكلها مطبوعة.
وقد راجعت أخيرًا ترجمة الحافظ الذهبي فرأيته يضع عند ذكر كتابه (ميزان
الاعتدال) حرف (خ) للإشارة إلى أنه مخطوط لا مطبوع، والصواب أنه قد طُبع
في الهند ثم في مصر، ولعل هذا من غلط الطبع ولابد من تصحيحه في المستدرك.
***
صحف إسلامية عربية
يسرنا أن تكثر الصحف الإسلامية الرشيدة في أوطاننا العربية في هذا العصر
الذي طغى فيه طوفان الإلحاد، واستشرى وباء الفساد، وكثرت صحفهما في البلاد،
وجهر كُتَّابهما بالدعوة، مساعدة للمبشرين على نكث فتل الأمة، وتقطيع روابط
الملة، وإننا نذكر المهم من هذه الصحف:
(مجلة الشبان المسلمين)
(مجلة إسلامية علمية تهذيبية تصدرها جمعية الشبان المسلمين مرة في
الشهر، ويحررها نخبة من أعضائها، رئيس التحرير المسئول: الدكتور يحيى
أحمد الدردير) وإنه ليسرنا أن يوفق الله تعالى هذه الجمعية النافعة لإصدار
مجلة إسلامية تكون أكبر عون لها على ما تقصد من تأسيسها وهو التهذيب
الإسلامي مع العلم العصري والتربية الملية الوطنية، وهذا ضرب من التجديد
النافع المطلوب، المقاوم لتجديد الإلحاد والفسق والفجور، الذي تَنَحَّلَه أفراد مكنتهم
فوضى الآداب وحرية الفساد من انتحال لقب التجديد لأنفسهم، وهم لا يبغون منه
إلا الكسب بإفساد الشعب.
وإنه ليسرنا أن يكون صديقنا الدكتور أحمد يحيى الدردير رئيس التحرير لهذه
المجلة النافعة، فقد عرفناه من اختلافنا إلى نادي الجمعية لإلقاء بعض المحاضرات،
أو رد الشبهات، أو لسماع مثل ذلك، أو لمحض الزيارة والمذاكرة، أنه خير
أهل لهذه الخدمة بما له من الاطلاع الواسع على العلوم والفلسفة، ولا سيما علم
النفس والتربية، مع البصيرة والوجدان في الدين واليقين فيه، والغيرة عليه، وإنه
ليسرنا أيضًا أن تبارى أقلام خيار الكُتَّاب المسلمين في تحرير هذه المجلة، في
العلوم والأعمال المختلفة، فهي بذلك قد استكملت الأسباب العلمية الأدبية لها،
وقيمة الاشتراك السنوي في مصر ٢٥ قرشًا لعضو الجمعية، و٣٠ قرشًا لغير
العضو، وفي غير مصر ٣٠ لعضو الجمعية، و٤٠ لغير العضو، وهو مبلغ قليل
فنحث المسلمين كافة وطلاب العلوم وطوالبها خاصة على الإقبال على هذه المجلة
والاشتراك فيها وعلى الاشتراك في جمعيتها أيضًا.
وبهذه المناسبة يسرنا أن نعلن للعالم الإسلامي أنه صار لدينا بمصر ثلاث
مجلات لجمعيات إسلامية، تؤازرها مجلات أخرى في سائر الأقطار، وهي:
(مجلة مكارم الأخلاق)
وهي أقدمها لأنها تناهز عمر المنار في نشأتها الأولى، وقد جدد شبابها
تولي الأستاذ الشيخ محمود محمود من أستاذي مدرسة المعلمين العليا رياسة
تحريرها، وناهيك به علمًا وفضلاً وغيرة، فهي الآن خير مما كانت منذ وجدت،
و (مجلة الهداية) .
ولدينا في خارج مصر (مجلة الإصلاح) الحجازية و (مجلة الكويت) وقد
دخلتا مع مجلة الهداية جميعًا في السنة الثانية فنهنئهن بذلك، و (مجلة الشهاب)
الجزائرية و (جريدة الإصلاح) الجزائرية.
(الجامعة الإسلامية)
(صحيفة إسلامية: علم. أخلاق. أدب. تاريخ) تصدر في حلب مرتين في الشهر موقتًا، مديرها ومحررها الأستاذ محمد علي الكحال، قيمة الاشتراك السنوي فيها أربعون قرشًا مصريًّا ولطلاب العلم وطوالبه ٣٢ قرشًا، وإنا لنتمنى لهذه الجريدة النجاح والفلاح.
(المستقبل)
(صحيفة نقد وأدب وفن ودعاية لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ إبراهيم
صالح شاكر) تصدر مرتين في الشهر في مدينة بغداد، وعسى أن يُقْبِل عليها قراء
العربية في جميع البلاد، فإنها تعنى بالدعاية العربية، بلغة فصيحة عربية، يتغلغل
الإخلاص للوحدة العربية في أحشائها، ويفيض من جميع جوانبها، وعسى أن تجد من
الإقبال ومن الحرية ما يمكِّن صاحبها الغيور من جعلها أسبوعية، ثم من تكبير حجمها
مع بقائها أسبوعية، ومن إبقاء اشتراكها على ما هو الآن: عشر روبيات في العراق
و١٥ روبية في سائر الآفاق.