للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الشيخ محمد مهدي

فُجع القطر المصري في الشهر الماضي فجأة بوفاة أخينا وصديقنا الكريم،
وولينا الحميم، الأستاذ محمد مهدي بك وكيل مدرسة القضاء الشرعي , والمدرس
في القسم العالي منها، فكانت وفاته زلزالاً عظيمًا، ورزءًا أليمًا، وخطبًا جسيمًا،
شعر بشدة وقعه عارفو فضله من العلماء والأدباء ولا سيما الذين تخرجوا به , أو
تلقوا عنه في المدارس الأميرية الابتدائية فالثانوية فالعالية - وآخرها دار العلوم
والجامعة المصرية ومدرسة القضاء الشرعي - والذين عاشروه وحظوا بنصيب من
آدابه النفسية واللسانية - فقد كان رحمه الله تعالى نادر المثل , ومنقطع النظير في
مجموعة أخلاقه وفضائله ومعارفه وآدابه. إنني أذكر من ترجمته بعض ما سمعت
ورأيت منه وما رويت عنه بالإيجاز , وأختص ما كان من أمره في حزب الإصلاح
ومريدي الأستاذ الإمام:
هو من عرق ألباني جاور في الأزهر سنين، وتخرج في مدرسة دار العلوم،
وكان ممن تلقوا عن الأستاذ الشيخ حسن الطويل أحد أفراد علماء الأزهر في هذا
العصر , في استقلال الفكر وسعة الاطلاع والجرأة على مخالفة الجماهير في الرأي،
وكان تلاميذه في الدرجة الثانية بعد تلاميذ الأستاذ الإمام الذين دخلوا هذه المدرسة
في أول العهد بتأسيسها، وأعني درجات الاستعداد للإصلاح. ولهذا كانوا أشد
خريجيها رغبة في الاتصال بالإمام في قيامه بالنهضة الأخيرة، وأكثرهم استفادة منه،
ولا غرو! فقد كان الشيخ حسن الطويل صديقًا للشيخ محمد عبده وأستاذاً له في
الأزهر قبل مجيء السيد جمال الدين إلى هذه البلاد، جمع بينهما الميل إلى العلوم
العقلية، والبحث عن غير ما يقرأ في الأزهر، وكانا أول من لقي السيد، وسمع منه
مباحث في تفسير بعض آيات القرآن الحكيم , لم يطرق آذانهما مثلها، جذبت إليه
ثانيهما , فانقطع عن كل شيوخه وانفرد بصحبته وكان الوارث الأكبر له.
كان الجامدون من أهل الأزهر لا يستطيعون فتح أبصارهم في نور حكمة
الأستاذ الإمام وعلمه الاستقلالي وآرائه الإصلاحية , بل كان بعضهم كالأعمى،
وبعضهم كالأعشى تجاه ذلك النور. وكان تلاميذ الطويل يصرفون أبصارهم إليه إذا
صرفت أبصار غيرهم عنه، فربما طرفت عين أحدهم عند النظرة الأولى، ولكنه
لا يلبث أن يعيدها مرة بعد أخرى، حتى تقوى على إدراك ذلك النور وإدراك
الحقائق به، وكذلك وقع للمهدي.
حدثني فقيدنا الكريم بأول عهده بمعرفة الأستاذ قال: ذهبت مع صديق لي إلى
دار سعد بك زغلول في (الظاهر) ليلة , فوجدت عنده الشيخ محمد عبده وقاسم
بك أمين وآخرين، وكانوا يتكلمون في سوء حال المسلمين وما ينتقد عليهم من
أمور دينهم ودنياهم، فرأيت أنهم مخطئون في بعض ما يقولون، وقد أردت أن
أجول معهم فيما رأيته خطأ من أقوالهم وما يقرره الشيخ فيوافقونه عليه , فألفيتني
عاجزًا عن الرد عليهم وضقت بهم ذرعًا، فرأيت من الدهاء أن أورطهم فيما يظهر
به خطأ رأيهم للناس , فقلت للأستاذ بعد جولة قصيرة معه: إذا كان المسلمون
بحيث تذكرون فما بالكم لا تبينون لهم ضلالهم، وتدلونهم على المخرج منه بمقالات
تنشرونها في الجرائد؟ - وكنت أمكر به؛ ليكتب فيتصدى للرد عليه من هم أقدر
مني على ذلك - فقال الأستاذ: قد صدرت هنا جريدة جديدة , لأجل هذه المباحث
فيحسن بك أن تقرأها؟ وذكر (المنار) .
كان هذا القول سبب اشتراك الفقيد في المنار منذ السنة الأولى , وتلا ذلك
تعارفنا وتآلفنا، وكان في أول العهد به يجادلني في بعض مباحث المنار التي يرى
فيها نظرًا أو خطأ، وكانت طريقته في المذاكرة أو المناظرة أنه يحفظ لنفسه خط
الرجعة غالبًا، فلا يظهر رأيه بصيغة الجزم، حتى إذا ظهر له أنه مخطئ لم يشق
عليه أن يعترف بالحق، وكان هذا دأبه طول عمره، وكان يسر بالفلج والإحسان
والإصابة، ويدل به فيبتسم وتبرق أساريره , فإذا جاراه جليسه وشاركه في تبسمه
ضحك، فإذا شاركه فيه أطال وأغرب، وكان يكتئب إذا أخطأ فتراه قد تخاوص
وقطب.
وقد حمد - رحمه الله تعالى - صحبتي وحمدت صحبته، ولما اقترحت على
الأستاذ الإمام عقد مجالس خاصة يتلقى عنه فيها الحكمة العالية بعض خواص
المستنيرين من أساتذة المدارس وغيرهم كان الشيخ مهدي أول من ذكرت له منهم
فقال لي: إن هذا من الجامدين. قلت: لا بل هو مستقل الفكر، حريص على
حقائق العلم. وكان سبب هذا الظن فيه سمره تلك الليلة معهم في دار سعد باشا
زغلول - ثم كان من أحظى الإخوان عند الإمام رحمهما الله تعالى.
كان الفقيد يحضر معنا دروس الأستاذ الإمام في الأزهر؛ رسالة التوحيد
والتفسير والمنطق والبلاغة، ولما خرجنا من الدرس الأول من دروس كتاب أسرار
البلاغة قال لي: إننا في هذه الليلة قد اكتشفنا معنى علم البيان. وكان يحضر
الدروس أو المجالس العالية الخاصة التي كان الأستاذ يلقيها على فئة مختارة في دار
أحمد بك تيمور (هو أحمد باشا تيمور عضو مجلس الشيوخ) في شارع درب
سعادة، ثم في داره هو بعين شمس - فبهذا كان الفقيد من خواص مريدي الأستاذ
الإمام الذين وردوا حوضه وشربوا نهلاً وعلاً، وأشربوا آراءه الإصلاحية، فنشروها
قولاً وفعلاً، إلا أنه لم يكن يتحرى الدعاية لها، ولم يكن يجهر بنضال الخصوم
دونه ودونها، بل كان يوردها في الأكثر من تلقاء نفسه ويجادل فيها على طريقته
التي بيناها آنفًا.
وكذلك كان شأنه في آراء المنار، كان معجباً بها ومظاهراً لي عليها، وكان
يقول لي: إننا نرى في كل جزء من المنار شيئًا جديدًا ما كنا نعلمه، وكان يحب نشر
ذلك والدفاع عنه بما بينا من أسلوبه وطريقته. فإذا تصدى له بعض خصوم الأستاذ
الإمام أو خصوم المنار منكرًا ومجادلاً تحرى في الدفاع أن يكون محايداً لا ضلع له
معنا، إلا أن يكون المنكر من تلاميذه أو ممن هم كتلاميذه في توقيره واحترام رأيه،
فقد يصرح حينئذ بالانتصار والثناء، وكان يرى أن هذا الأسلوب وهذه الطريقة
أقرب وسائل الإقناع، وهو الذي كان يخبرني بهذا عن نفسه، وكنت أرى أن هذا
من الضعف الناشئ عن تحاميه أسباب الانتقاد عليه والتخطئة له، فإنه لم يكن
يطيق هذا، فكان البون بيننا في هذه الخليقة واسعًا.
وكان بعض إخوانه يتهمه بحب الانفراد ولو تشبعًا. قال لي أستاذ في الذروة
منهم علمًا واستقلالاً وصراحة: فاجأنا أخونا فلان بآراء جديدة ومباحث طريفة،
يلقيها علينا في سامرنا لم نكن نعهدها منه، ونحن أعلم الناس به، فكنا نجادله فيها
ولم نعرف مصدرها , حتى اشتركنا في المنار (وكان اشتراك هذا الأستاذ في أثناء
السنة الثانية) . وعندي من النظر في إطلاق هذه التهمة أن الإنسان إذا اقنع بشيء
وتمكن من نفسه صار رأيًا له ومذهبًا، وصار يتحدث به من عند نفسه، فهي التي
تلقى على لسانه وتملى على قلمه، ما لعله في غفلة عن مصدره، وتكثر هذه الغفلة
إذا طال العهد على تلقي ذلك الشيء ولا سيما إذا كان من المسائل التي تتكرر
بالأساليب المختلفة؛ لأجل الإقناع بها وتعميم نشرها، دع ما كان من توارد
الخواطر، ووقع حافر في إثر حافر.
تلك المباحث الإصلاحية التي كانت جديدة في أول العهد بظهور المنار هي ما
أشرنا إليه في فاتحته، وشرحناه بالتدريج في المقالات المتسلسلة والمتفرقة كمقالات
منكرات الموالد , ومقالات الإصلاح الإسلامي التي أنحينا فيها على رؤساء الدين
والدنيا من الخلفاء والملوك والمتكلمين والفقهاء والمتصوفة، وأهمها مسألة التقليد
وتفرق المذاهب , ولما عزمت على بسط هذا البحث وإقامة الحجج عليه , ووصف
العلاج للتفرق بجمع الكلمة على المجمع عليه في الإسلام , وجعل المسائل الخلافية
في الدين كأمثالها في اللغة والعلوم والفنون البشرية، لا تقتضي تفرقًا ولا عداوة ولا
طعنًا في المخالف - كاشفت الفقيد بذلك فنصح لي بأن لا أصرح بذلك؛ لئلا تقوم
قيامة الشيوخ على المنار، فقلت له: سأكتب ذلك بصفة مناظرة بين مصلح ومقلد -
وأفتح باب الرد عليها لمن شاء. وقد نفذت ذلك في المجلدين الثالث والرابع
وجمعت تلك المقالات في كتاب (محاورات المصلح والمقلد) التي طبعت في كتاب
مستقل كان له في العالم الإسلامي تأثير عظيم , ولقد كنت أرجو عند إنشاء المنار
أن أجد من هؤلاء الداربين في مصر حزبًا كبيرًا يشد أزري في عملي , فلم أجد إلا
أفرادًا , كان الفقيد أبرهم وأوفاهم وأوصلهم - فجزاه الله خير الجزاء - وقد كان من
حبه لي أن سمى نجله الوحيد باسمي، فأسأله أن يجعله خير خلف له.
وجملة القول في نشأة الفقيد الأدبية الإصلاحية: إنه كان من خيرة الذين
تخرجوا في دار العلوم , وأرقاهم تحصيلاً وأحسنهم تعليمًا، ومن وسط المستعدين
للإصلاح، وأوائل الفئة التي اتصلت بالأستاذ الإمام في عهدنا , فأشربت طريقته
المعتدلة في الإصلاح ومذهبه الوسط الجامع بين هداية الدين على منهاج السلف
الصالح وتجديد حضارة الأمة , بما يقتضيه ترقي العلوم الكونية والفنون الحديثة.
ومن أكبر الآيات على ذلك تربيته وتعليمه لكريمته (أسماء) فقد رباها تربية
إسلامية فاضلة , وعلمها تعليمًا عصريًّا راقيًا. وكان من شجاعته الأدبية أن أرسلها
إلى إنكلترا؛ لإتمام تعلمها واثقًا بدينها وأدبها، فحقق الله ظنه فيها، وهي الآن ناظرة
لمدرسة من مدارس البنات الأميرية , تديرها أحسن إدارة.
ومسألة المرأة أهم مسائل تجديد الحضارة في الشرق , والمذاهب فيها ثلاثة:
مذهب ملاحدة المتفرنجين: وهو جعلها كالمرأة الإفرنجية حتى في الخلاعة
والرقص مع الرجال نصف عارية , ومعاقرة الراح معهم وما وراء ذلك من وقاحة
وإباحة. ومذهب الجامدين: وهو أن تكون جاهلة مظلومة مستضعفة. ومذهب حزب
الإصلاح والتجديد المعتدل: وهو أن تربى البنات على التدين والفضيلة والعفاف
والتقوى , وتعلم القراءة والكتابة بلغة أمتها وملتها وأمور الدين، وكل ما تحتاج إليه
للقيام بتكوين الأسرة ونظامها من أمور الصحة , وتربية الأطفال وتدبير المنزل إلخ
وأن لا يحرم المستعدات منهن للعلوم العالية منها ولا سيما الطب , وآكده ما يختص
منه بالنساء، وإدارة مدارس البنات، والملاجئ الخيرية للنساء، وكل ما تمس
إليه حاجة الأمة.
حسبك يا قارئ المنار في الآفاق أن تعرف مما ذكرنا أن الفقيد كان من مريدي
الأستاذ الإمام؛ أي: من الحزب الإسلامي المعتدل , الذي لا يرجى بدونه صلاح حال
المسلمين، وارتقاؤهم المدني والاجتماعي والسياسي , مع بقائهم مسلمين كما
شهد بذلك بعض أقطاب السياسة من الأوربيين أولي العلم والاختبار لأمور الشرق
الذين وصفوه بالحزب الوسط بين جمود السواد الأكبر , وبين غلاة المتفرنجين.
صرح اللورد كرومر بهذا في تأبينه للأستاذ الإمام في تقريره عن مصر سنة ١٩٠٥ ,
وسبقه إلى ذلك مراسل جريدة الطان الفرنسية بتونس.
بعد هذا أنقل إليك ما كتبه أحد تلاميذ الفقيد من دعاة التفرنج أنصار الجديد
أعداء القديم فيه من هذه الجهة.
***
رأي تلميذ له فيه
كتب الدكتور طه حسين مقالاً فيه نشره في جريدة السياسة , وهو أحد كتابها
ذكر فيه أن الأستاذ المهدي كان له تأثير عظيم في أنفس تلاميذه الكثيرين , وأنهم
كانوا يحبونه حبًّا شديدًا , وأن منهم كثيرًا من كبار المعلمين والقضاة والمحامين من
شيوخ مصر وشبانها ثم قال:
ولقد أريد أن أترك منه في هذه الكلمة صورة قريبة من الصدق، أريد أن
أكون مؤرخًا لا مداحًا ولا راثيًا، وأشعر بأن عمل المؤرخ في مثل هذا المقام ليس
بالشيء السهل.
(لم يكن الشيخ محمد مهدي من أنصار القديم , ولكنه لم يكن من أنصار
الجديد، وإنما كان وسطًا بين هاتين الطائفتين، كان يزدري أنصار القديم ويغلو
بعض الشيء في ازدرائهم، وكان يراهم خطرًا على الرقي العقلي وعلى الحياة
الصالحة، كما أنه لم يكن يحب الغلاة من أنصار الجديد , بل كان يتبرم بهم كثيرًا
ويراهم خطرًا على الحياة الاجتماعية والدينية بنوع خاص , كان شديد الإعجاب
بالأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده وبعض تلاميذه، بل كان إعجابه هذا لا حد له،
وكان سببًا من أسباب قصوره عن إدراك الحياة الجديدة، فكان يخيل إليه أن المثل
الأعلى من الرقي العقلي ومن الحرية العقلية , إنما هو ما وصل إليه الشيخ محمد
عبده، وأن الذين ينحرفون عن طريق الأستاذ الشيخ محمد عبده إلى ناحية الجمود
كالذين ينحرفون عن طريقه إلى ناحية التقدم، خطرون على الحياة الاجتماعية
والدينية والعقلية , أولئك يؤخرونها والتأخر شر، وهؤلاء يثبون بها والوثوب خطر.
ثم كان الأستاذ الشيخ مهدي يمثل جيلاً خاصًّا من الأساتذة والأدباء هو أقرب
الآن إلى أن ينتهي , ويترك مكانه لجيل من الشبان يخالفه المخالفة كلها. كان قد أدرك
ذلك العصر الذي لم تكن فيه حياتنا العقلية والأدبية راقية ولا مرضية، وكان من
الذين ظهر فيهم الرقي الجديد , فكان معجبًا بهذا الرقي مفتونًا به، وحفظ هذا إلى آخر
أيامه، فكان يرى نفسه خيرًا من غيره، وكان لا يتكلف الاحتياط في إخفاء ذلك أو
الاقتصاد فيه، وكان أصدقاؤه وتلاميذه الذين يحبونه ويميلون إليه يسمعون منه ذلك
راضين بل متفكهين، كانوا يبسمون له ويستعيدونه، فإذا انصرف عنهم الأستاذ
أعادوا ما سمعوا منه وضحكوا لا ضحك سخرية وازدراء بل ضحك عطف وحب)
اهـ.
(المنار)
هذا قول صريح من الدكتور طه حسين في رأيه ورأي أمثاله من غلاة التفرنج
في حزب الأستاذ الإمام , الذي بينا أساسه آنفًا. وإذا كان الدكتور طه يعد الفاسق
الخليع أبا نواس من المصلحين في عصره، فلا غرو أن يعد الأستاذ الشيخ محمد
مهدي ممن يضحك منهم في هذا العصر، ومن آرائهم في الإعجاب بالشيخ محمد
عبده ومبادئه في الجمع بين هداية الدين والترقي الدنيوي. وإننا نود من الدكتور
وشبان حزبه أن يبينوا لنا بمثل هذه الصراحة وجه تفضيل جيل الشبان الجديد على
جيل المعتدلين المصلحين , وهل منه أن السيدة أسماء كريمة المهدي التي تربأ
بشرفها ودينها أن تتعلم الرقص مع الرجال الذي شرحته لنا السياسة من عهد قريب؛
تعد من نساء العهد القديم الذين يدعون إلى القضاء عليه؟ أم تعد كأبيها ممن يضحك
منهن ويعطف عليهن؛ لأنهن تعبن في اقتباس العلوم العصرية ولم يقدرن أن يصلن
بها إلى الرقي الجديد، فوجب عليهن أن يتركن مكانهن لبنات الجيل الجديد اللواتي
يرقصن مع الرجال الأجانب , والوطنيين في مصر الجديدة وشارع عماد الدين كما
يرقص أخواتهن التركيات في مراقص غلطه وبيرا مع رجال الروم والإفرنج بإغواء ملاحدة المتفرنجين هنالك؟
إن شأن غلاة التفرنج في مصر لعجيب، وأعجب منه تفضيل مثل الدكتور
طه المدرس في الجامعة المصرية , والمحرر في جريدة السياسة هؤلاء الغلاة على
المعتدلين الذين يرشدون الأمة إلى كل نافع ويزجرونها عن كل ضار من قديم وجديد.
إن هؤلاء الغلاة في التفرنج أشد إفسادًا لأممهم من الجامدين على كل جديد ,
فهم الذين يبددون ثروتها في الفسق والفجور، وهم الذين يفسدون أخلاقها وآدابها
وأعراضها، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل من مقوماتها ومشخصاتها، فإن كانوا
على شيء من العقل والفضيلة؛ فليبينه لنا الدكتور طه وأمثاله لنقيم له ميزان
المناظرة، ونحكم فيه مصلحة الأمة.