للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


آثار علمية أدبية

(السمير المفيد في شرح المواليد)
كتاب جديد وضعه إبراهيم أفندي ماجد الصيدلي الكيماوي لمستشفى القصر
العيني في علم المواليد أو التاريخ الطبيعي أو الأحياء كما يقال وهو جزآن: الأول
في علم الحيوان، وقد طبع في العام الماضي، والثاني والثالث في النبات والجماد
طُبعا معًا في هذا العام وهو أحسن كتاب رأيناه بالعربية لتعليم هذا الفن بسهولته
وحسن أسلوبه الذي يشوق القارئ ولا يمل السامع؛ إذ هو عبارة عن حكايات
ومحاورات في استجلاء محاسن الكائنات ومعرفة فوائدها وهو بما فيه من الصور
والرسوم يمثل للذهن هيئتها الحسية فيكون أقرب إلى فهم أوصافها وتمييز ما يتشابه
من أصنافها.
ومن محاسنها أنه لا يخلو من الفوائد الأدبية كبيانه عند ذكر البوم خطأ
الجاهلين الذين يتشاءمون به. وكنت أود لو لفت الأذهان عند ذكر ما في هذه
المخلوقات من الحِكم والأسرار إلى أنها من إبداع العليم الحكيم والرب الرحيم كي
يربي بذلك وجدان الإيمان في القلوب إذًا لكان كتابه أنفع من كتب العقائد المتداوَلة
ولجمع بين تربية العقل والروح ولعله يزيد فيه هذه الزيادة النافعة عند طبعه مرة
أخرى.
ولما تم طبع الجزء الأول في السنة الماضية ابتاعت منه نظارة المعارف
كثيرًا من نسخه وينتظر أن تبتاع منه معظم نسخ الثاني والثالث؛ إذ لا تجد مثل
هذا الكتاب في فنه. وإننا نحث طلاب الأزهر وغيرهم من القارئين الذين لم يتلقوا
هذا العلم على مطالعة هذا الكتاب؛ لأنه مما يمكن فهمه لأمثالهم بدون أستاذ.
***
(التاج المرصع بجواهر القرآن والعلوم)
للشيخ طنطاوي الجوهري المدرس بالمدرسة الخديوية طريقة حسنة في مزج
علوم الكون بعلوم الدين والجمع بين هداية القرآن وما ينفع الناس من شؤون
العمران وله في ذلك كتب مختصرة مفيدة كجواهر العلوم وميزان الجواهر مَن
طالعها يغذي عقله وروحه وخياله بقوتها وشجونها، وقد طبع له في هذا العام كتاب
جديد سمّاه بما رأيت وأهداه إلى إمبراطور اليابان ليعرضه على مؤتمر الأديان الذي
انعقد في عاصمة بلاده وهو مؤلَّف من ثنتين وخمسين جوهرة وفيه أبواب وفصول
كلها في محاسن الإسلام وحكمه وفضله وقد بدأه المؤلف بترجمة حال نفسه في
النظر والتحصيل وترقِّيه في ذلك وهذا مما ينكره عليه كثير من الناس، ولا بدع فإن
الطبع البشري ينفر من الدعوى ومظانها وإن أخلص صاحبها وصدق، ولكن رأينا
من هؤلاء الناس من يسرف في الإنكار حتى يغمط الحق ويعمى عن جميع المحاسن،
فعسى أن يحاسب مدَّعو الإنصاف من هذا الصنف أنفسهم.
طبع الكتاب الحاج محمد أفندي الساسي بمصر وهو يطلب منه، فعسى أن
يقبل الناس على مطالعته، فإنه من الكتب النافعة إن شاء الله تعالى.
***
(قانون ديوان الرسائل)
ديوان الرسائل هو ديوان الإنشاء للدولة الذي يضم كُتابها على اختلاف
أعمالهم، وكان أبو القاسم علي بن منجب بن سليمان الشهير بابن الصيرفي من
الكُتّاب في عهد الدولة الفاطمية، فألف كتابًا وجيزًا سمّاه: (قانون ديوان الرسائل) ؛
لأن يكون دستورًا يتبع في اختيار من يؤهل للتوظف في ديوان الرسائل رئيسًا
كان أو مرؤوسًا، وأن يخلد كتابه في الديوان ليقتدي به الموظفون ويأخذوا بالقراءة
فيه وتدبره؛ لأنه كالمعلم ولأخلاقهم كالمهذب، كذا قال في مقدمته.
عثر على نسخة خطية من هذا الكتاب في مكتبة كمبردج علي بك بهجت
وكيل دار الآثار العربية، فنسخها وطبعها وجعل لها مقدمة وهوامش مفيدة لعلها
تزيد عن ثلث الكتاب، فيها فوائد من تاريخ الفاطميين لا يُستغنى عنها، فنشكر له
عنايته وهمته.
***
(تاريخ التمدن الإسلامي)
صدر الجزء الخامس من هذا التاريخ المفيد منذ أشهر وهو (في نظام
الاجتماع وطبقات الناس والآداب الاجتماعية والمعيشة العائلية وحضارة المملكة
وآثار المدنية وأبهة الدولة ومظاهر العظمة والفخامة) وهو آخر أجزاء الكتاب
وأكثرها فكاهة. وقد ذكر في آخره أسماء الكتب التي ورد ذكرها فيه وفهرس عام
مرتب على حروف المعجم. وإننا لا نزال نرجو أن يتيح لنا القدَر مطالعة الكتاب
كله وإعطاءه حقه من التقريظ والانتقاد ولا يسعنا - والقدر لما يسعدنا على ذلك -
إلا أن ننوه بالكتاب ونثني على همة صديقنا مؤلفه واجتهاده في خدمة تاريخنا من
حيث قصرنا فيه.
***
(المذهب الاجتماعي في التشريع الجنائي)
ألقى علي بك أبوالفتوح المفتش بالنيابة العمومية خطابًا في نادي المدارس
العليا منذ بضعة أشهر موضوعه المذهب الاجتماعي في التشريع وأهدانا نسخة منه
مطبوعة قرأناها، فإذا هي مفيدة في بابها.
بيَّن فيها أن فلاسفة أوربا في القرن الثامن عشر قد شنوا الغارة على المذاهب
التي كانت متبعة في الجنايات متكئين على ما اعتادوا من الدلائل النظرية فأخطأوا
في علوم القضاء كما أخطأوا في علوم السياسة وكان همهم أن يقيدوا القضاة ويجعلوا
السلطان للقانون وحده لما رأوا من تأثير استبداد الحكام من الخراب والفساد.
أما فلاسفة القرن التاسع عشر فقد خالفوا مَن قبلهم في طرق البحث فجعلوا
أساسه التجربة والاختبار والمشاهدة، وصاروا يرون أن من الضرورة تقييد القضاة
بألفاظ القوانين في كل حال ومن الضرورة أن يكون القاضي أوسع سلطة مما كان
بحيث يناط كثير من الأمور باجتهاده ويوكل إلى رأيه واستقلاله. وهذا الرأي
الأخير يوافق الشريعة الإسلامية في أكثر أحكامها الجنائية فعسى أن يعتبر بذلك
الذين اتخذوا عبارات الفقهاء من قبيل الأمور التعبدية، على أن أكثرها مبني على
أمور نظرية، واتباعها ينافي ما قررته الشريعة من اشتراط الاجتهاد في القاضي.
وهذا المقام يحتاج إلى بسط وإيضاح يطول شرحه ولا يسع باب التقريظ أقله،
وفي الرسالة فوائد أخرى لا يحيط بها إلا من قرأها.
***
(تاريخ أساس الشرائع الإنكليزية)
ألَّف هذا الكتاب (دافد وطسن راني) بلغته الإنكليزية وترجمه بالعربية نقولا
أفندي الحداد وطبع الترجمة إبراهيم أفندي فارس صاحب المكتبة الشرقية بمصر
وهو يطلب منه، وثمن النسخة منه عشرة قروش صحيحة.
الكتاب من أنفع الكتب التي نُقلت إلى لغتنا، وأتمنى لو يقرأه أهل الأزهر
ومَن لي بأن أتمنى لو يقرأه أهل سوريا والعراق، بل والحجاز ليعلموا كيف
ارتقت هذه الأمة الإنكليزية التي تسوس وهي في جزيرتها المنتبذة في أقاصي
البحار نحو ربع البشر! عسى أن يعقلوا كيف يخرب الاستبداد العمران ويزيل
الدول ويذل الأمم وكيف يسود الناس بالعدل والسلطة المقيدة برأي الأمة ويعزوا
حتى يكون أدنى الأمة فيهم أعز من أعظم الأمراء من غيرهم. ولعلي أعود إلى
الكلام عن هذا الكتاب والنقل عنه.
***
(أنساب العرب القدماء)
رسالة في الرد على القائلين بالأمومة والطوتمية عن العرب الجاهلية لجرجي
أفندي زيدان. والأمومة أو الطوتمية مذهب جديد لبعض الإفرنج زعموا أن العرب
ليس لها أنساب متصلة إلى الآباء، وإنما ينتسبون إلى الطوتم، و (الطوتم) كلمة
أخذوها عن هنود أمريكا وهي تطلق عندهم على ما تعبده أو تقدسه القبيلة أو
الشخص من أنواع المخلوقات حيوانًا كان أو نباتًا أو جمادًا لاعتقادها أنه يحميها أو
يكف أذاه عنها، ويعد في عرف أهلها أبًا لها بانتسابهم إليه؛ إذ لا يعرف لهم أب
وإنما يعرفون أمهاتهم فقط. وقالوا: إنه ثبت لهم هذا المذهب مما عليه بعض
القبائل المتوحشة من هنود أمريكا وأوستراليا وزنوج أفريقية وألحقوا العرب بهم
بطريق القياس الذي استدلوا عليه بتأنيث لفظ (الأمة) وباشتقاقها من مادة الأم،
وبنسبة بعض القبائل إلى حيوانات معروفة كبني أسد. وقد رد عليهم جرجي أفندي
زيدان ردًّا داحضًا لمزاعمهم مفندًا لطريقتهم في جعل الجزئي قاعدة كلية والشبهة
برهانًا قاطعًا واعتمادهم على الاستقراء الناقص. وهذا شأن الإفرنج لا يكاد يوثق
بعلمهم النظري والعقلي؛ لأنهم لم يتقنوا إلا العلوم العلمية المبنية على التجربة
والحس.
ومن أراد أن يعرف تفصيل أقوالهم في هذا المذهب فعليه بكتاب (الأمومة
عند العرب) وهو يطلب من مكتبة المنار وثمن النسخة منه أربعة قروش، وأجرة
البريد نصف قرش، وحسبه في الرد على المذهب رسالة أنساب العرب القدماء،
وهي تطلب من مكتبة الهلال.
***
(ديوان تذكار راغب وصبري)
هو الديوان الثاني للشاب الذكي رشيد أفندي مصوبع وقد قدمه إلى إدريس
بك راغب رئيس الماسون في مصر وإسماعيل باشا صبري وكيل نظارة
الحقانية بافتتاحه بقصيدتين في مدحهما. ومن أحسن ما رأيناه له في هذا الديوان
قوله في استنكار سلوك بعض نساء الأغنياء:
عار على الغيد أن تزهو وتفتخرا ... وتبدي التيه في الأعطاف والأشرا
بأي عطف تميل الخود تائهة ... ويفخر العطف إمّا صِين واستترا
قدر الغواني بتحصين الجمال وإن ... تهتكت زال ذاك القدر واندثرا
لو تترك العاشق المسكين ملتهبًا ... شوقًا لها ظل ذاك الحسن معتبرا
ثم أطال في بيان سوء عاقبة هذا السلوك وما ذكرناه كافٍ لبيان أسلوبه.
***
(العباسة أخت الرشيد)
قصة تاريخية غرامية لجرجي أفندي زيدان صاحب الهلال وهي من القصص
التي لها أصل مروي في التاريخ، والمسائل التاريخية فيها أكثر من المسائل
الاختراعية، وفيها وصف الترف والإنفاق في عهد العباسيين، وفي ذلك من
الفكاهة ما فيه وهي تطلب من مكتبة الهلال وثمن النسخة منها عشرة قروش.
***
(الطفل المفقود)
اسم لقصة من قصص مسامرات الشعب الشهرية التي يصدرها خليل بك
صادق صاحب مكتبة الشعب، وهذه القصة من أحسن هذه القصص وضعًا وفائدة؛
لأن ما فيها من الكلام عن الحب الفاسد قليل يورد مقرونًا بالذم وما ينظر من سوء
العاقبة. وأما ما تشرحه عن الحب الصالح والعفة والمروءة والوفاء والسخاء
والصبر - فهو الكثير الطيب. وقد صدر من هذه القصة أربعة أجزاء لا يكاد
الإنسان يبدأ بقراءة جزء منها ويستطيع أن يتركه قبل أن يتمه.
فأنصح لصاحب المسامرات أن يختار أمثال هذه القصة بعد الآن للنشر، وإذا
استطاع أن ينشر قصصًا ليس فيها ذكر للرذائل مطلقًا فليفعل؛ فإن الرذيلة وإن
ذكرت مقرونة بالذم تؤثر في نفوس المستعدين لها حتى يزداد ميلهم إليها وجراءتهم
عليها، فما بالك إذا كانت تشرح الرذائل وتبين طرقها وغبطة أهلها بها وتفننهم في
تحصيلها!
ويظهر أن لمترجم القصة وهو نقولا أفندي رزق الله ذوقًا في حسن الاختيار،
كما أنه من أحسن مترجمي هذه القصص عبارة فعسى أن يراعي في الاختيار ما
ذكرنا لتكون هذه المسامرات من وسائل التهذيب كما أنها من وسائل التسلية.
***
(صحف جديدة)
فتاة الشرق
(مجلة أدبية تاريخية روائية لصاحبتها لبيبة هاشم) ولبيبة هاشم من أشهر
الفتيات السوريات المتعلمات في الأدب ولها آثار في بعض الصحف، وعبارتها
رشيقة منسجمة قريبة من أفهام القارئات بله القارئين، ورأينا فكرها قويمًا فيما كتبت
عن (واجبات الزوجة) في الجزء الأول، وعن (نساء الشرق والاقتصاد) ،
وهذه الموضوعات أنفع ما يكتب في مثل هذه المجلة.
تصدر فتاة الشرق مرة في الشهر وسنتها عشرة أشهر، وقيمة الاشتراك فيها
خمسون قرشًا، فعسى أن تجد من مساعدة الفضلاء ما يضمن لها طول البقاء.
تونس
مجلة عربية تصدر مرتين في كل شهر بتصاوير ورسوم تحتوي على مباحث
علمية أدبية فنية. لصاحبيها صالح بن محمود وجبرائيل إنكيري، ثمن الاشتراك
في المملكة التونسية ١٠ (فرنكا) في السنة، وفى الخارج ١٢ ف في السنة.
صدر العدد الأول من هذه المجلة في ٥ أكتوبر، وفيه أن أهم موضوع تبحث
فيه هو المباحث العلمية التي لها علاقة ما بالعلوم الطبيعية وما يتفرع عنها. وإنه
ليسرنا أن تكثر المجلات في تونس كما كثرت الجرائد ونتمنى أن توفق هذه المجلة
لخدمة العلم ونشره في ذلك القطر وغيره.
ترويح النفوس - المرشد
جريدتان أسبوعيتان صدرتا في تونس، صاحب الأولى (عزور بن أحمد
الخياري) وصاحب الثانية (سليمان الجادوي) فنرحب بالجريدتين، ونثني على
فضل الحريفين الجديدين، ونسأله تعالى أن يوفقنا وإياهما للخدمة النافعة.
التلميذ
جريدة أسبوعية عربية يصدرها في بطرسبرج عبد الرشيد أفندي إبراهيم
صاحب جريدة (ألفت) المفيدة، وقد سررنا بها جدًّا؛ لما نرجو لها من النفع
لطلاب العلم من مسلمي روسيا عامة، ورجاؤنا في هؤلاء الطلاب عظيم.