أو العدل في القضاء عجيبة: مُغنية كانت في مصر على عهد السلطان الملك الكامل بن أيوب، ويذكر أن الكامل كان مع تصميمه بالنسبة إلى أبناء جنسه يحضرها إليه ليلاً وتغنيه بالجنك على الدف في مجلس يحضره ابن شيخ الشيوخ وغيره، وأولع محمد الكامل بها جدًّا ثم اتفقت قضية شهد فيها الكامل عند القاضي ابن عين الدولة وهو في دست ملكه، فقال ابن عين الدولة: السلطان يأمر ولا يشهد، فأعاد عليه السلطان الشهادة فأعاد القاضي القول، فلما زاد الأمر وفهم السلطان أنه لا يقبل شهادته قال: أنا أشهد أتقبلني أم لا؟ فقال: لا ما أقبلك، وكيف أقبلك وعجيبة تطلع إليك كل ليلة وتنزل ثاني كل يوم بكرة، وهي تتمايل على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك أعيا ما ينزل، فقال له السلطان: (يا كنواخ) وهي كلمة شتم بالفارسية، فقال له: ما في الشرع (يا كنواخ) اشهدوا عليَّ أني قد عزلت نفسي ومضى. فجاء ابن الشيخ إلى الملك الكامل وقال: المصلحة إعادته لئلا يقال: لأي شيء عزل القاضي نفسه وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة، فقال له: صدقت، ونهض إلى القاضي وترضاه، وعاد إلى القضاء، وهذه الحكاية سماها بعض الناس: (عجيبة عجيبة) وفيها بحث فقهي يراجع في طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي.