على الممالك الإسلامية (تابع) أشرنا في عدد سابق إلى تنازع الدول الأوروبية على الممالك الإسلامية وخصصنا بالذكر وداي وبرنو وعمان، وقد كتبنا ملخص ما جرى في شأن هذه الممالك وفاتنا أن ننشره في العدد الأسبق وهو: أما عمان فقد انتهى النزاع فيها الآن ورضيت إنكلترا بأن تأخذ فرنسا محطة في ميناء مسقط بشرط أن لا تضم إليها أرضًا أخرى؛ وذلك بعد أن أجبرت أمير مسقط على الرجوع بقوله فرجع. وأما وداي فقد جاءنا البرق من أيام بخبر اتفاق الدولتين أيضًا في مسألة بحر الغزال، وهو: (من لندرا في ٢٢ مارس - أُمْضِيَ أمس الاتفاق بين إنكلترا وفرنسا فكان ذيلاً ملحقًا باتفاق النيجر. وقد أخذت إنكلترا بموجبه بحر الغزال ودارفور وأخذت فرنسا وادي وبقرمي والبلاد الواقعة شرقي بحيرة تشاد وشماليها، واعترفت إنكلترا بأن الأراضي التي في غربي الخط الممتد من جنوبي كانين على طول صحراء ليبيا حتى الدرجة ١٥ من خطوط العرض الشمالي واقعة في منطقة النفوذ الفرنسوي، وقد اتفق الفريقان على أن الحقوق التجارية بينهما متساوية في الجهات التي بين النيل وبحيرة تشاد من الخط الخامس من خطوط العرض إلى الخط ١٥، فصار بذلك لفرنسا منفذ إلى النيل. وقد تعاهدت الدولتان على أن لا تدعي واحدة منهما بحقوق سياسية أو ملكية في الأراضي الخارجة عن الحدود المرسومة في هذه العهدة) . مساحة وداي وبقرص نحو ١٧٢ ألف ميل مربع وسكانهما نحو الثلاثة ملايين ومساحة كانم ٣٠ ألف ميل مربع وسكانها مائة ألف نفس. وفي الجوائب الأخيرة أن الدولة العلية احتجت على هذا الاتفاق؛ لأنه يمس حقوقها لا سيما في طرابلس الغرب. جاء في رسالة برقية من طنجة أن حكومة مراكش خنعت لبلاغ ألمانيا؛ فدفعت التعويض الذي طلبته منها وهو ٦٠ ألف مارك.