للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عبد العزيز محمد


التدريج الفطري
في تعليم الرسم والخط والقراءة [١]

(٣٢) من الدكتور أراسم إلى زوجته في ١٨ إبريل سنة ١٨٥
تلقيت رسم (أميل) فاغتبطت به، ولله ما تفضلت بإضافته إليه من الشرح
الذي كان كالمفتاح لمغلقه، فلولاه لما نفذ ذهني في سر خطه البربائي، لا شك أن
هذه البقعة الكبيرة السوداء تمثل العاصفة والبحر المضطرب والسماء المظلمة
بالسحب، وهذه يدي رهن لمن شاء على أني أرى فيه السفينة الغريقة، وإن كانت
قوانين علم المرئيات لم تراع في الرسم بالتدقيق، وذلك الشيء الطافي على وجه
الماء لا بد أن يكون زورق النجاة، وأما هذا الوجه المصبوغ بالمداد فلا وجه للخطأ
في معرفته، فهو وجه قوبيدون، وكأني أرى بعين الارتياح في الصورة الصغيرة
الملقاة على الأرض تلك الفتاة المغمى عليها التي نجت من الغرق، أراك تجدينني
قد فهمت ذلك الرسم الذي لا أعرف من آثار ولدي سواه، وقد علقته هو وصورته
على جدار حجرتي.
إن صناعة الأطفال تذكرنا دائمًا بطفولية الصناعة، وإن تصوير بعض أشكال
هذا العالم الخارجي هو ملكة غريزية في نوعنا، وربما كانت هي التي تميزنا عن
غيرنا من سائر الحيوانات أجلى تمييز؛ فإن إنسان (الغاب) الوحشي الذي لا
تُعرف لغته ولا تاريخه قد عُلِم عنه اليوم أنه كان في زمن ما ينقش بالظِّران
(الحجارة المحددة) على الحجر، أو على قرن الأيل القطبي صورًا سمجة لا أثر
للإتقان فيها كصورة الفيل القديم ذي الفروة المسمى بالممُّوث، كما رسم بعض
الحيوانات الأوابد الغريبة التي كان يغالبها في التسلط على الآجام والغاب.
لدينا كذلك برهان على أن مجتمعات الإنسان الأولى مارست فنون التقليد من
قبل أن تضع لنفسها قوانين ثابتة تكفل لها حاجيات معيشتها.
أستنتج مما قدَّمته أن تعليم الأطفال ينبغي أن يبدأ فيه بالرسم، وهذه هي
الطريقة التي تتلمسينها لنقل الطفل من التصوير إلى الكتابة.
لقد أحسنت النظر إذ انتبهت إلى أن حروف كتابتنا لا صلة بينها وبين ما
وضعت للدلالة عليه بشكلها، وأنه ما ثمَّ إلا المواضعة والاصطلاح؛ فإن الطفل ما
رأى في الكون شيئًا هو (أ) أو (ب) ولكن اختراع هذه الحروف هو من أعظم
الآثار وضروب فوز العقل الإنساني المخلدة في صفحات تاريخه، واذكري أن الأمم
القديمة كانت قد استعدت من زمن طويل للحروف الهجائية بممارسة الرسم، ثم
انتقلت منه إليه، فقد استمد الفينيقيون حروفهم من الكهنوتي القديم، وأما أبناء هذا
العهد فإن هذا الاتصال بين الرسم والخط مقطوع في نظر الطفل الذي يتعلم القراءة
والكتابة بخطهم؛ فإنه ينتقل فجأة إلى عالم معنوي لا يجد فيه شيئًا يسترشد به، ولا
رابطة القياس والمماثلة، وبعد هذا يندهش معلمه من استثقاله ما يراه أمامه من
العقبات، ليس هو الذي يحق له المعارضة في مثل هذه الطريقة المضادة للعقل،
بل إن كل ذي ذوق سليم وحكم صحيح يحق له ذلك.
كل ما يتعلق بالخط يحملنا على اعتقاد أن الحروف الهجائية التي اختُرعت
أولاً قلما كانت إلا صورًا لبعض أشياء كانت تنسب إليها أكثر من غيرها، والخط
ابتدئ باختصار في الرسم، وليت شعري هل محيت تلك الآثار البربائية بتمامها من
الحروف الهجائية للغات الحديثة؟ أقول إن هذا الأمر محل للشك، وإنى أعرف
رجلاً كيسًا كان يُرجع أشكال حروف لغتنا المطبوعة إلى بعض الصور الخلقية،
نعم إن مضاهاته كانت أحيانًا تشف عن بعض التكلف؛ ولكني أود عن طيب نفس
اتباع طريقته للتوفيق في ذهن أميل بين طائفتين من الأشكال تظهران لأول نظرة
متباعدتين كأن بينهما بحرًا رهوًا، فإذا رسم مثلاً سطحًا مستديرًا يمثل به الشمس
أكتب في أسفل هذا الرسم اسم هذا الكوكب بالفرنساوية Soleil معتنيًا بإظهار حرف
O مكبرًا، فإذا كان الرسم منزلاً Maison، أو ثعبانًا Serpent، أو طريقًا متعرجًا
Zigzag، أو عينًا باصرة œil بذلت جهدي في بيان وجوه الشبه التي عساها توجد
بين الحرف الأول من هذه الكلمات والأشياء التي تمثلها في الذهن؛ فإن أميل يفهم
بهذه الطريقة أن الخط هو كيفية أخرى للرسم بها يبين الإنسان مراده بأوضح مما
يحاوله بالرسم، وفى زمن أقل.
إن الذي يحيِّر الطفل ويضله هو إلزامه باتباع طريقتنا في النظر بدل أن
نستدرجه من المعلوم إلى المجهول استدرجًا سهلاً، فتريننا نبادر إلى صب المعاني
العقلية في ذهنه صبًا على حين أنه لم يكتسب بعد ملكة تمييز هيئات الأشياء المادية،
نضطره إلى ذلك بفضل ما لنا عليه من الولاية المعنوية على اختلاف درجاتها فينا؛
ولكني أرى أننا بهذه الطريقة نجني على ذهنه جناية تقضي بالأسف؛ فإن إلزامه
بالتعلم وقهره عليه يسلبان معظم ميله إلى الملاحظة والتعلم بنفسه، إن ضرر
الاستبداد في البيوت لم يكن أقل من ضرر استبداد الحكومة.
أرى أن الرسم والكتابة والقراءة هي ثلاثة ضروب من التمرين مرتبط بعضها
ببعض، بحيث لا ينبغي التفريق بينها في التربية الأولى، على أن الرسم هو الذي
تجب البداءة به؛ فإن في ذلك مزايا كثيرة أولها كفاية الطفل مؤنة ما للدرس من
السآمة والملل في أول أمره؛ فإن معظم الأطفال يكرهون الكتب، ومن منهم لا
يميل إلى الصور؟ كلا إن فيهم دافعًا طبيعيًّا يحملهم في الغالب على أن يرسموا
بأيديهم ما يقع تحت أبصارهم، فالرسم عندهم ضرب من اللعب خصوصًا إذا
مارسوه بدعوة الغريزة، واجتهدوا من أنفسهم في أن يمثلوا أشد الأشياء استمالة لهم،
ولا أنكر أن ملكة التمثيل والمحاكاة لا يستوي فيها جميع الأطفال؛ ولكن التأسي
كافٍ في تنبيهها غالبًا.
ليت شعري هل وُلد الإنسان رسامًا؟ هذا ما لا أعلمه؛ وإنما الذي يثبته لنا
التاريخ أن فنون الرسم تقدمت في جميع الأمم تقدم الكتابة والعلوم، وإذا كان الأمر
كذلك فالتاريخ يعيد نفسه في الأطفال كل يوم بأعيننا، ومن مزايا الرسم أيضًا أنه
يربي القوة الحاكمة في نفس الطفل؛ فإن في فتح أبواب الكون له قبل فتح الكتب
أمامه مبادرة لإرشاده له إلى ينبوع العلم، فمحاكاة الجماد أو الحيوان أو النبات توجه
نظره دائمًا إلى الصفات المقومة لماهية ما يحاكيه، وإن جاء الرسم ناقصًا، الرسم
هو تمثيل أشكال الأشياء وحدودها بخطوط، فيجب أن يكون الراسم قد رآها وقام
في نفسه معنى ما يميزها عن غيرها من العلامات والصفات الأصلية، وأما
الكلمات المكتوبة؛ فإنها لا تقتضي هذا العمل في الملاحظة فإنه متى عرف الطفل
التهجية وتركيب الحروف يمكنه أن يسمى عددًا لا نهاية له من الكائنات الحية
والجمادات التي ليس له بها أدنى معرفة، وتوجد له بذلك ملكة غاشة متى قويت
وثبتت بالعادة أضلت معظم العقول البسيطة التي لا هم لها إلا القشور.
لا يوجد الاستقصاء والتعمق في معرفة الأشياء إلا حيث يوجد القياس
والمضاهاة، فإذا لم يَعْتَدْ الطفل التفكر فيما يرى وملاحظته، يكون قليل الاهتمام
جدًّا بتفهم ما يقرأه.
آخر ما أذكره من مزايا الرسم أنه إعداد أولي كبير النفع في تعلم الخط، فإن
أميل بتخطيط صور الأشياء التي يستملحها تخطيطًا حسنًا أو رديئًا يمرن أصابعه
على الحركة، ويكتسب نوعًا من الخفة والدقة لتكوين الخطوط التي منها تتألف
حروفنا الهجائية؛ ولكن الغرض إنما هو إعداد الذهن للانتقال من الرسم الذي هو
كتابة الصور إلى الخط الذي هو رسم المعاني، فلو أننا تيسر لنا أن نربط في حكم
أميل التمثيل الخطي للأشياء المشهورة بالعلامات المعنوية التي تقوم مقامها، نكون
كأننا وضعنا على البحر الفاصل بينهما جسرًا، على أنه لا شيء أيسر من تصغير
الرسم في العمل؛ فإن أميل كلما رسم شجرة أو ثمرة أو حيوانًا أقول له إنك قد
رسمت حروفًا من حيث لا تدري، غير أنه توجد حروف أخرى أصعب من هذه
رسمًا وقراءة يكتبها المتعلمون، فإذا هجت فيه بهذا القول داعية الشوق وحب
الإعجاب هيجًا شديدًا أكتب له الكلمة الموضوعة للشيء الذي رسمه، وأحرضه
على محاكاتها، أفعل ذلك كله وأنا أضحك.
سواء عندي نجح في ذلك أم لم ينجح، ما دام يجتهد في كتابة تلك الكلمة ولا
شك أنه يجتهد في ذلك إذا حُمِلَ عليه بالحذق والمهارة، ولابد من إعادة الكتابة عدة
مرات قبل أن يكتسب شيئًا من ممارستها؛ ولكن الأصل باقٍ على كل حال، وبهذه
الطريقة يعرف أميل من هذا الحين السبب في الكتابة، وكيف أن الناس قد استبدلوا
برسم الأشياء حروفًا اصطلاحية تدل على ما يدل عليه الرسم، وبفضله تكون
مساحتها أصغر ووقت وضعها أقصر، هاتان هما مزيتا الخط على الرسم فقط،
وهما اللتان أطيل له الشرح فيهما؛ لأنهما أقرب إلى فهمه، وأدنى من عمله.
إن الطفل يجري في تعلمه تكوين الحروف عادة كما يجري الدولاب، فما
أحسنها طريقة للدخول في عالم المعقول.
نعم إني عرفت بعضًا من المصورين كانوا لا يستصوبون مطلقًا ترك ملكة
المحاكاة والتقليد مطلقة بلا قيد في الطور الأول من الحياة، ويرون أن الطفل إنما
يرسم في الغالب بالهوى، لا بمقتضى الفطرة كما يعتقد، وهذا الإطلاق يُفسد عليه
عمل يده بما تعتاد من عدم النظام، وإذا صدقناهم يجب في تعليم الفنون الجميلة
الولاية والتأديب، هذه مسألة يمكن اختلاف آراء الناس فيها كغيرها من المسائل؛
ولكنها على كل حال ليست محل نظري، فإني أراهن بألف بإزاء واحد على أن
أميل لن يدَّعي استحقاق جائزة رومة على الرسم، فأي وجه لي في الخوف أو
الرجاء في أن يصير بعد مصورًا، إن جل ما أرغبه أن يكون رجلاً ولا شك في أن
الشعور بما يوجد في الكون يعين على إنماء العقل والطبع، ومهما كانت رداءة
رسومه؛ فإن أقل ما فيها أنها تشهد له ببعض التفات توجه إلى ما يحيط به من
الأشكال، وهذا يكفيني منه الآن، فإذا كان ممن لهم ملكة حقيقية في الفنون، فلا بد
أن تظهر هذه الملكة فيه يومًا ما، أليس من الشواهد التي تُذْكَر في هذا المقام ذلك
الراعي الصغير الذي كان تعلم الرسم بنفسه أثناء رعي نعاجه، ولما تُكَمَّل فيه بعدُ
بواسطة التعلم في المدرسة صار الأستاذ رفاييل.
إني أرى أيضًا أن تعليم الكتابة كان يجب أن يسبق القراءة، أو أن هذين
التمرينين يجب أن يتصل أحدهما بالآخر، إن إندروبل ذلك الرجل المستنير الفكر
جدًا الذي لا بد أن تكوني سمعت شيئًا من سيرته في إنكلترا كان يبحث من سنين
عديدة عن طريقة معقولة لتعليم القراءة والكتابة، ولما كان في الهند اتفق أنه رأى
يومًا من الأيام أمام مدرسة في ضواحي مدراس ثُلَّةً من أحداث الهنود يرسمون
بأصابعهم حروفًا على الرمل، فوقف يلاحظهم ملاحظة المتأمل، وبعد أن عرف
طريقتهم ضرب بيده على جبهته قائلاً: قد وجدت مطلوبي، ليت شعري كيف
كانت هذه الطريقة؟ هي ولا شك طريقة بسيطة جدًّا ذلك أن أطفال الهنود لما كانوا
أقرب منا إلى الفطرة، وكانوا لذلك أعمل بمقتضيات العقل، كانوا يبتدئون برسم
الكلمة التي يرونها مكتوبة، ثم يبحثون عن أسماء حروفها ويتهجون مقاطعها، ثم
ينتهون بقراءتها.
أخص فائدة أراها في هذه الطريقة أنها تشغل اليد والفكر؛ فإن الذي يتعب
الطفل ويسئمه عندما يقف أمام كتاب؛ إنما هو التفاته الذي يُطلب منه بلا بصيرة؛
فإن عمل الإنسان بنفسه وبحثه وتخمينه وسيره من المعلوم إلى المجهول طريقة
فضلى في مخاتلة الضمير وخداعه.
لست والحق أقول معجبًا كثيرًا بطرق التعليم المخترعة؛ فإنها تفوق الحصر،
ومعظمها خيالية لا تنطبق على ما في العالم الخارجي مطلقًا، يحضرني أن هولانديًا
أعرفه خطر بفكره أن يجمع مجموعة من النعال، وأراك تقولين ضاحكة: هذا
خاطر غريب، نعم إنه غريب؛ ولكنه وقع فإن الإنسان لا يكون هولانديًّا بلا شيء،
وقد وجدت في خزائنه المقفلة بالزجاج كثيرًا من الأنموذجات المفيدة ففيها من
جميع الأنواع، ومن جميع البلدان والأعصر من البابوج، ونعل المشخصين إلى
جرموق الصينيين، ومن نعل متوحشي أمريكا الشمالية إلى بابوج كبراء الترك،
ففي هذه المجموعة من النموذجات المتعلقة بطبقات التاريخ المختلفة قد نسي صناع
النعال شيئًا واحدًا، ألا وهو شكل قدم الإنسان، إذا صح ما أقول فربما دعاني إلى
توجيه مثل هذا اللوم إلى واضعي طرق التعليم، ذلك أنهم يتعلقون كما ينبغي
وبعضهم ليس مجردًا من ملكة الاختراع؛ ولكن ينقصهم شيء من التفصيل وهو في
الحقيقة هين، ألا وهو شكل عقل الإنسان في أطوار حياته المختلفة.
الطريقة الفذة التي أراها تلائم حالة التلميذ؛ إنما هي سلامة ذوق معلمه، ولا
أقصد بذلك أنه لا موصل غيرها يمكننا أن نسترشد به في التربية، بل إني أعتقد
أن كثيرًا من الطرق العلمية التي استعملتها الأجيال الفطرية، ولا يزالون
يستعملونها ربما استعملت استعمالاً مفسدًا في تعليم الأطفال، فلا شك أنك سمعت
الحديث عن آلة الحاسب الصناعي، وإنني لم أقف تمام الوقوف على مزية هذه
الآلة التي دخلت في بعض المدارس لتسهيل بعض عمليات الحساب على التلامذة
بواسطة استعمال كرات من العاج؛ ولكني على يقين من أننا أخذناها عن الصينيين
وهي الحاسب الكروي المسمى في مملكة السماء (سوان بان) .
وعلى كل حال أعوذ بالله أن أنتقد مثل هذا الأخذ، بل إني آسف من عدم
رجوعنا كثيرًا إلى الطرق الصناعية والممارسات العملية للأمم المتأخرة لتسهيل
الوصول إلى بعض العلوم الأولية على المبتدئين.
هؤلاء الأقوام المتأخرون هم أطفال التاريخ، وقد عرفت الآن بعض القوانين
التي جرى عليها في جميع جهات الأرض تكوُّن اللغات والكتابة والفنون والديانات
والصناعة، وإننا لم نقف عند حد معرفة منشئ العلوم فقط، بل إن البحث في
العلامات التي تظهر فيها المعاني في أثناء الأطوار الأولى للحضارة قد أدى بنا إلى
معرفة استعداد العقل البشري وطرق الكتاب في الوصول إلى العلوم، فإما أن أكون
مخطئ خطأ فاحشًا، وما إن يكون هذا الترتيب الطبيعي في التقدم هو الذي ينبغي
اتباعه في تربية الأحداث.
إن طرق التعليم عند الأمم التي وقفت فيها حركة الترقي والتقدم عبارة عن
شؤون دائمة، وحالة وجود ومعرفة مستمرة فلا ينبغي أن تكون إلا وسيلة وقتية
للطفل، فإنه وإن كان في الأصل جاهلاً مثل هؤلاء الأمم؛ لكنه يمتاز كل يوم عن
الوحشي والبربري بملكة التحويل، التي كأنها مرسومة في أعضائه، فهو يعرج
بسرعة على معارج حالت بين الأجيال الدنيئة وبينها عقبات كؤود، فلا يقف في
عروجه هذا إلا عند الحد الذي تضعه له استعداداته وملكاته الشخصية ونوع القوم
الذين يعيشون بينهم وتأثير الزمن فيه، إن نسبة طرق التعليم إلى التربية، كنسبة
الأوضاع والقوانين إلى المجتمع، فهي لا تلائم إلا حاجة وقتية من حاجات العقل،
فيجب اعتبارها جميعها وقتية، فيكون من الحمق حصر عقل التلميذ في بعض
الأشكال التعليمية، كما كان من الجور في القرن السادس رغبة إبقاء الأمم على
نظام القرون الوسطى وعقائدها.
((يتبع بمقال تالٍ))