للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


مزية هذه الطبعة على الأولى

كان أول ما زدته لهذه الطبعة ما تراه بعد هذه الفاتحة، فصل خاص في
تعريف الوحي والنبوة والرسالة، وعصمة الأنبياء عند المسلمين، ووجه الحاجة إلى
الرسالة وهداية الوحي جعلته في أوله، وهو مكانه اللائق به، وأردت أن أكتب
فصولاً أخرى في بسط المسائل المطوية أو المجملة المختصرة في أثنائه، كأنباء
الغيب في القرآن، وبعض ما فيه من سنن الاجتماع والعمران، ومن المسائل
العلمية التي كانت مجهولة للبشر أو للعرب في ذلك الزمان، ومن مسائل صحة
الأبدان، وأن أجعل كل فصل منها في موضعه اللائق به من الكتاب، وأعززها
بفصل آخر في شهادات علماء الإفرنج الأحرار للإسلام، وللنبي عليه الصلاة
والسلام.
ثم بدا لي أن الزيادات الكثيرة في أثنائه تفسد على الذين يترجمونه عملهم،
وقد علمت قبل البدء بهذه الطبعة أن الترجمة الأوردية قد تمت أو كادت، فعزمت
على أن أجعل هذه الزيادات علاوات ملحقة بالكتاب. وأما الفصل الأول فقد كنت
أرسلته إلى بعض المشتغلين بالترجمة، ولكنني نقحته بعد ذلك وزدت فيه، وإعادة
ترجمته وحده أمر سهل، وزيادة هذه الفاتحة قبله أسهل.
وبدا لي أيضا في أكثر ما أزيده من إيضاح وتفصيل لبعض المسائل، أو
تفسير لبعض الغريب والمبهم أن أجعلها - كالإحالات التي في أثنائه أو التي تتجدد -
كلها حواشي له لا في صلبه، ليسهل إلحاقها بترجمتها قبل طبعها، وأن أرسل
نسخة من هذه الفاتحة والفصل الأول الذي يليها إلى كل من أذنت له بترجمته قبل
إتمام طبع الأصل العربي كله، لكي يتسنى لمن أتموا الترجمة أن يطبعوها بُعَيْد
طبع أصلها.
وما عسى أن يعرض لي في أثناء هذه الطبعة مما لم أذكره في هذه الفاتحة
فسأبينه في مقدمة التصدير، إن شاء الله تعالى.