(رقي الأفغان بالصناعة الحربية وغيرها) نقلت بعض الجرائد العربية شيئًا من أحوال رقي الأمة الأفغانية عن جريدة (سراج الاخبار) الأفغانية التي تصدر في كابل عاصمة الأفغان في الصناعة الحربية وغيرها في تلك البلاد , ولخصته عنها جريدة الحقيقة , فأحببنا نقل ذلك التلخيص لقراء المنار. قالت جريدة سراج الأخبار: (إن كل أمة منقسمة إلى طبقات عديدة , كل طبقة لها وظيفة تؤديها نحو أمتها وكلما ارتقت القوة العسكرية فيها , وانتشرت المدنية سعدت الأمة ونالت حاجياتها , ووصلت إلى درجة من الرقي لا يتوصل التصور إليها. وما الصناعة إلا بحر خِضَمّ كثرت فيه الدرر، كلما ارتقت القوة المفكرة استخرجت منه تلك الدرر النفيسة التي لا مثيل لها , أو كصحراء واسعة لا نهاية لها , يسير فيها الإنسان سيرًا حثيثًا , وكلما مشى خطوة عثر على جوهرة يتيمة. ولا ريب أن العقول ما دامت مطلقة السراح لتجول في ميدان المخترعات فسيأتي زمن نرى فيه رءوسنا مملوءة بالمدهشات والغرائب. والأمة لا ترقى إلا على قدر رقي صنائعها من جميع الوجوه فثروتها وتجارتها على قدر رقيها في الصناعة. التفت أميرنا المعظم إلى الصناعة , فقدرها قدرها وأنزلها في المحل الذي هي أهله , ومنذ جلس على عرش الإمارة اعتنى بها اعتناء تامًّا حتى بلغت شوطًا بعيدًا. وأصبحت كابل تفتخر كما تفتخر أوربة وأميركة بصنائعها) . قالت (الحقيقة) : وقد افتخرت (سراج الأخبار) بأن تطلع قراءها على ما أخرجته المصانع الأفغانية بهمة أميرها المحبوب وإليك البيان: (الأسلحة الحربية) (أما الأسلحة الحربية التي تعملها المصانع الأفغانية فهي تنقسم إلى عدة أقسام: أسلحة ثقيلة مثل المدافع، وأسلحة خفيفة مثل البنادق، وأسلحة جارحة مثل السيوف والحراب والسنك. ولم يكن القصد من إنشاء تلك المصانع إلا استحضار الآلات الحربية , وقد أسسها المرحوم الأمير السابق , وجعلها تحت نظارته، ولما توفي خلفه ولده ووجه عنايته إليها فهي في رقي دائم) . (الأسلحة النارية) (١) المدافع الصحراوية. (٢) المدافع الجبلية. (٣) مدافع الاستحكامات والقلاع. (٤) مدافع زودفير غرابين. (٥) بنادق مرتين للجنود المشاة. (٦) بنادق نمرة ٣٠٣ للفرسان (السواري) والمشاة. (٧) بنادق لراكبي البغال. (٨) بنادق بثلاث عشرة رصاصة. (٩) بنادق بست رصاصات. (١٠) بنادق للصيد. (الأسلحة الجارحة) (١) حِراب حديدية للجنود. (٢) سيوف للفرسان (السواري) . (٣) حراب (سنك) لوضعها على البنادق. (٤) خناجر وحراب صغيرة وسكاكين للجنود عمومًا. (الذخائر الحربية) الرصاص المسمى (نيوز) و (كارديد) وهو من أحسن الأنواع التي اخترعت إلى اليوم. البارود الأسود وغيره وهما يعملان بمهارة عظيمة , كما أن المصنع مستعد لإخراج العدد اللازم من القنابل اللازمة للمدافع في أي وقت من الأوقات. ويصنع منه الشرابنل والقسم المسمى جودني. (الصنائع المختلفة) تصنع المصانع جميع الملابس اللازمة للجنود والضباط وما يلزمهم من الأوسمة (النياشين) وغيرها , وجميع لوازم الجيش البري من خيام وأعلام إلخ، كما أنها تصنع جميع الآلات الموسيقية اللازمة للجيش. (وهناك صناعات أخرى مثل تبييض الأرز , عمل السكر، النقش وسك النقود , استخراج الياقوت , الزمرد والمرجان من معادن الأفغان , النقش على المدافع والبنادق , دبغ الجلود وغير ذلك) . * * * بعد إثبات ما مر اطلعنا على مقالة للحاج ميرزا عبد المحمد مدير جريدة (جهره نما) الفارسية التي تصدر في مصر نشرها في (المقطم) تحت عنوان (أفغانستان وسمو أميرها) ملخصة عن جريدة (سراج الأخبار) ، وقد قدم لهذه المقالة مقدمة عمرانية ذكر فيها مختصر جغرافية الأفغان , فذكر حدودها الأربعة وهي شرقًا مملكة إيران وغربًا بلاد الهند وجنوبًا بلوخستان وشمالاً تركستان الروسية وإمارة بخارى، وذكر أن مساحتها ٢١٥٠٠٠ من الأميال المربعة , وأن عدد سكانها عشرة ملايين , وأنها تنقسم إلى سبع إيالات وهي كابل وفيها عاصمة الإمارة، والإيالة الثانية كافرستان في الشمال الغربي لكابل، والثالثة هزاره , وفيها تقطن طائفة هزاره، ورابعها قندهار , ومن ضواحيها كارات غليجائي وفرآه، وخامسها هرات وهي على ساحل هري رود وتوابعها سيزار واديه، وكرخ، وسادسها سيسان التي تتصل بسيسان إيران , ومن بلادها المعروفة لاس جنحانسون، وسابعها تركستان الواقعة على الحد الشمالي من جهة تركستان روسية، وذكر عناية الأفغان بالصناعة والعلم إلخ، مما يشبه ما مر عن الحقيقة , وزاد بأن أنواع البنادق منها نوعان من اختراع الأفغان أنفسهم , وأن من الأسلحة ما هو مرصع بالجواهر وأن آلات الصناعة تدار عندهم بالبخار , وأنهم بصنائعهم أصبحوا أغنياء عن جميع الممالك , بحيث إن كل ما يلزم لهم يصنع في مصانعهم , وأنواع المصنوعات الأفغانية تبلغ سبعة وعشرين نوعًا , ومنها استخراج الكحول (السبيرتو) ودبغ الجلود اهـ. (شيء من عوائد مسلمي الصين الدينية [١] ) لمكاتب جريدة (وقت) في منشورية عناية الله أحمدي (أئمة مسلمي الصين) تعيين الإمام للجامع عند مسلمي الصين يكون برضا الأهالي كما هو الشأن عند مسلمي روسية , ولكن لعدم وجود المحاكم الشرعية عندهم والقضاة والمفتين الذين يولون ويعينون الأئمة المنتخبين من طرف أهالي القرى والبلاد -يقتصرون في تعيين الإمام عندهم على رضا الأهالي فقط , ولا يضطرون إلى كثير من التعب. مسلمو الصين لا ينتخبون إمامهم مدة عمره (قيد حيات) كما هو الحال عند مسلمي روسية , بل ينتخبونه لمدة ثلاث سنوات فقط، فإذا لم يقصر الإمام في تلك المدة في أداء وظيفته ورضي الناس عنه , يمدون له ثلاث سنين أخرى , وإذ هم لم يريدوا ترْكه إمامًا لهم فإنهم يعطونه كتابًا من الأهالي , يطلبون فيه أن يترك البلدة لمدة شهر أو أكثر للسياحة. ولما كانت هذه العادة عامة في جميع مسلمي الصين , وكان الإمام يعرف أصل المسألة لا يستغرب أمرهم , بل يسافر عن البلدة كما يرغبون ويترك الأهالي وشأنهم، ويخبر بعنوانه في البلدة التي سافر إليها وبمدة إقامته فيها. بعد سفر الإمام بثلاثة أيام يجتمع الناس في الجامع ويتشاورون فيما بينهم في أمر الإمام , وفي كل بلدة من بلادهم يوجد كتاب يحفظ عند واحد من أعيانهم , فينسخون منه نسخة ويرسلونها إلى الإمام بعد أن يوقع عليها أعيان المحلة وكبارها , وفي هذا الكتاب بعد حمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسوله بيان ما أتى به الإمام من الخير والأعمال الطيبة , ويبينون بالكتابة أسباب اضطرارهم لتعيين إمام آخر لهم يقوم مقامه , ويرسلون إليه أيضًا مع كتابهم هذا شيئًا من الهدية. معيشة أئمة الصين مضمونة لهم، فمسلمو الصين سبقوا مسلمي روسية كثيرًا من هذه الجهة، توجد جمعية محلية للقيام بشئون الجامع والمدرسة في كل بلدة أو قرية فيها مسجد جامع , فالجمعية تبني الدكاكين والدور ذوات الريع للجامع والمدرسة , وتسلم أجورها كلها إلى الإمام , وهو ينفق منها كيفما يريد , ومعلمو الأولاد والمجاورون وكثير من المسافرين يعيشون أيضًا من دخل المسجد والمدرسة, ويوجد في الأئمة من يستأثر بتلك الأموال، والجمعية لا تحاسب الإمام إلا مرة واحدة مدة ثلاث سنين؛ لذلك نرى الأئمة ينفقون الأموال على مصالحهم الخاصة من غير اهتمام بشيء , ولا يكتبون ما أنفقوا , ويمشون على رأي المثل (المستقبل يهتم به الشيطان) وذلك يكون في كثير من الأوقات سببًا في حرمانهم من مناصبهم. إن مسلمي الصين يحترمون أئمتهم احترامًا لا مزيد عليه , والأئمة يحتفظون بمنزلتهم ومكانتهم , فلا يكلمون الناس فقيرهم وغنيهم إلا وقت الضرورة , ويعدون الكلام مع العامة نقصًا وحطة. وهم مع جهلهم متعصبون جدًّا حتى لو تصدق واحد من أهل المحَلة على إمام الجامع الآخر أو صلى العيد أو الجمعة في ذلك الجامع , يخوفونه بالتكفير , ويطردونه من المحلة إلا إذا تاب على يد إمام محلته , ووعد أن لا يعود لمثل ذلك. وعادتهم في تشييع الجنازة وقراءة القرآن على الميت والتصدق في مجالس العلماء كعادة مسلمي روسية , ولكن الأئمة لا يأخذون الصدقة بأيديهم , بل يأمرون بوضعها على منضدة معدة لذلك في بيوتهم , وكذلك في الأعياد لا يأخذون الصدقة بأيديهم , بل يضعون صندوقًا يلقي فيه كل واحد ما تسمح به نفسه من الصدقة , وهي للإمام والمؤذن ومعلمي الأولاد. وعلى كل حال فإن معيشة أئمة الصين أحسن بكثير من معيشة أئمة مسلمي روسية، ولو أصلحوا جمعياتهم المار ذكرها لكانت فائدتها أكبر للمكاتب والمدارس. * * * (مسلمو الصين أيضًا [٢] ) انعقدت جمعية عمومية لمسلمي بلدة فودزدن قرب مدينة خاربين وأخذوا صورة الحساب من إمامهم؛ ليعرفوا مقدار دخل الجامع وما أنفق منه مدة ثلاث سنين , ومقدار ما بقي لهم من الأموال، وامتدت جمعياتهم ثلاثة أيام بين نزاع وخصام , حضرها معظم مسلمي فودزدن من المعلمين والأغنياء والفقراء , وكان لهم ثلاثة أشخاص منتخبين لكتابة مقدار الدخل والنفقة , ولكن هؤلاء الثلاثة اكتفوا بجمع المال وتسليمه إلى الإمام , وهو أيضًا استرسل في إنفاقه على مصالحه الخاصة على ما يظهر من غير اهتمام بشيء. * * * (تجارة المواشي) تجارة المواشي في الصين كلها تقريبًا في يد المسلمين، وسكنة نواحي خاربين من مسلمي الصين اتفقوا فيما بينهم على دفع مقدار ٢٥ مليمًا عن كل بقرة و١٥ مليمًا عن كل شاة من أموال التجارة لفائدة الجوامع، فعلى هذا يبلغ دخل تلك الجوامع من المواشي في مدة ثلاث سنين عشرين ألف روبل تقريبًا , ومجموع دخلهم زهاء ثمانية وعشرين ألف روبل , ولا تزيد نفقتهم في تلك المدة على ثمانية عشر ألف روبل , ويظهر أن إمامهم هذا لم يتأخر كثيرًا في جمع الأموال عن إمامهم السابق الذي غادر فودزدن ومعه أموال كثيرة. * * * (إسلام يهوديين [٣] في بغداد) أو (عناية العرب والعلماء بالدين الإسلامي) قد عُرف الإسرائيليون بالعصبية الدينية وعدم الخضوع لغير شريعتهم حتى قيل: إن الإيمان لا يدخل قلب يهودي ولا خوذي. وربما كان ذلك مسببًا عن اضطهاد جهال المسلمين إياهم وسوء الصحبة معهم وإيذائهم وإهانتهم أنحاء الأذى والمهانة ... وبعد ما أضاء البلاد الإسلامية بدر المساواة وشمس الحرية , وقضى القانون على المسلم أن يتساهل مع اليهودي وسائر الذميين , تبدلت الغضاضة بالحنان , واستحال التباغض رأفةً وعطفًا , فلا غرابة والحالة هذه لو رأينا اليهودي وغيره يستشير المسلم ويسترشده في أمر دينه ودنياه، ويصغي إلى قوله بسمعه وقلبه، ويقبل منه الرأي المعزز بالدليل. زرت في آخر صفر من هذه السنة حضرات شيوخ العرب الكرام من آل فتله في سجن بغداد بمناسبة ما هم عليه من طيب الأخلاق والخدمات العظمى للحكومة الدستورية وترويج المعارف , فذكروا لي أن هنالك شابًّا يهوديًّا اسمه (خضوري) من أهالي (الموصل) يظهر حب الإسلام كثيرًا، فدعوته فإذا هو شاب يقرب عمره من العشرين وفي سيماه ملامح الصدق والنجابة وحسن الأخلاق , فسألته عن نسبه وأحواله وسبب ميله إلى الإسلام , فقال فيما قال: إن نظافة المسلمين وحسن شعائرهم الدينية قد أورثا في قلبي حبهم , وكنت أقول لأكابر قومي: إنني أرى المسلمين أضعاف عددنا بما لا يقاس , وبصيرتهم أقوى مما هو فينا فكيف يجوز أن يكون القسم الأعظم من عقلاء الناس على الخطأ , ونكون مع قلتنا وجهالتنا على الصواب والرشد؟ فأجابوني: إن أكثرية المسلمين من اليهود مختصة بولاية الموصل , وأما في ولاية بغداد وسائر البلاد فالأكثرية والترقي لنا معاشر اليهود. قال: فلما خرجت من الموصل إلى بلاد العراق لم أرَ مكانًا إلا وأخاله بحرًا يتموج بالمسلمين واشتد اعتقادي بكذب قومي. ثم جرى بعض المكالمات فسألني عن حقيقة الإسلام فقلت له: إن الإسلام هو أن تسلم قلبك لله تعالى , وتنوي فيه السلامة مع الناس بأن لا تظلمهم ولا تظلم نفسك , وتعطي كل ذي حقٍ حقه , وقد جاء في كتابنا المقدس (القرآن) : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} (النساء: ١٢٥) وقال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) فأظهر (خضوري) رغبته الشديدة إلى اعتناق الإسلام , فقلت له: ليس الإسلام أمرًا صعب المنال بل هو أسهل تحصيلاً لك من كل شيء , فإن الإسلام يريد منك عقيدة واحدة زائدة على عقائدك في حال يهوديتك قال: وما هي؟ قلت: اعتقادك بأن محمدًا نبي مطاع الكلمة مثل موسى النبي , قال: اعتقدت ذلك , قلت: يجب أن تعتقدها بقلبك مخلصًا , وتُجريها على لسانك , قال: اعتقدتها وحق النبي موسى لكن كيف أذكرها؟ فقلت له: قل (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن موسى كليم الله وأشهد أن محمدًا رسول منه واجب إطاعته) فذكرها عن قلب حر وباركنا له بإسلامه. ثم علمته بعض تعاليم الإسلام في خصوص تنظيف جسمه من الحدث والخبث أو تنظيف قلبه كالوضوء والصلاة , فاستعد لها بنشاط كامل , ثم وبخه بعض المسلمين وهدده بأن أخوالك من يهود بغداد يتربصون لإيذائك الفرص، فقال بكمال الجد: إنني أحب الإسلام والآن قد عشقته , ولا أبالي بكل أذى في سبيله ولو قتلوني شر قتلة , فإنني لا أرغب عنه وحق الله فلا أرجع عنه. فأكرمه بعد ذلك شيوخ العرب العِظام , وتعهد سمو الشيخ مبدر الفرعون الأفخم أن يقوم بتربيته وقضاء حوائجه وحراسته , وتعهد أخوه سمو الشيخ مزهر الأفخم بأن يزوجه إذا رجع إلى حيه , ثم أرسلوه إلى الحمام فتطهر مما كان عليه وبقي في خدمة الشيوخ. وهذا ثالث أجنبي دخل في مذهبنا (والحمد لله) . وبلغني أن يهوديًّا آخر أسلم بعده على يد هؤلاء الشيوخ الكرام وأكرموا مثواه ولا غرو فإن هؤلاء الذوات الرؤساء أصحاب الأيادي البيضاء في خدمة الدين والدولة وترويج المعارف. ولا سيما حضرة الشيخ مبدر وفقه الله لمرضاته , وصير مستقبل حاله خيرًا من ماضيه , وأخرجهم من كل هَمٍّ هُمْ فيه. ... ... ... ... ... ... ... ... هبة الدين الشهرستاني ... ... ... ... ... ... ... ... صاحب مجلة العلم ... ... ... ... ... ... ... ... ... النجف بالعراق (الدعوة إلى النصرانية في الروسية) إن بعض الروحانيين من الروس أرادوا تنصير ولد من القوزاق عمره ١٢ سنة يوم عيد الفِصْح في سوق شيلي بولاية أورالسكي , فسمع القوزاق المجتمعون في السوق هذا الخبر وأرادوا إنقاذ الولد منهم وتثبيته في الإسلام , وبحثوا عما يوصلهم إلى ما أرادوا من الأسباب واستعانوا أيضًا بالتتر من سكان السوق , وعند ذهاب الروس بالولد إلى الكنيسة لإجراء الرسم فيها , خرجت من بين المسلمين المترصدين لأمرهم امرأة وهي أسماء بيكه خانم قرينة ميرزا شيرين , وأخذت الولد من أيديهم واقتادته إلى بيتها وربته يومين، وفي تلك المدة وصل الخبر إلى أبي الولد وأقاربه , فجاءوا من محل إقامتهم (قره آغاج) التي تبعد عن سوق شيلي ٨٠ كيلو مترًا وأخذوه إليهم , ولكن بعد أن أخذت أسماء بيكه خانم الولد أرسل القسيس إلى بلدة لينافسكي , يخبر بوجود الفتنة بين المسلمين وطلب إعانة عسكرية , فجاءت كوكبة من الفرسان ولكنهم رجعوا من حيث أتوا؛ لعدم وجود الفتنة وبناء على نصح بعض المأمورين, ومع ذلك فقد كُتبت أسماء عدة أشخاص وعُدوا من المجرمين , وأُبلغ ذلك إلى والي أورالسكي , أما الذين كتبت أسماؤهم من التتار فهم: (١) أفلاطون (٢) صنعة الله (٣) صدر الدين (٤) ميراز شيرين (٥) أسماء بيكه خانم (٦) ظريف بن عارف (٧) ح. عرفان (٨) كمال (٩) تاش تيمر من القوزاق. وفي ١٤ إبريل سنة ١٩١٢ جاء المتصرف إلى سوق شيلي ومعه جماعة من الشرطة , وساق المذكورين بعد استجوابهم إلى أورالسكي تحت الحفظ , وأذن لأسماء بيكه خانم أن تلحق بأصحابها إلى أورالسكي على خيولها حرة من غير مراقبة الشرطة , وزوجها ميرزا شيرين كان غائبًا في مسكوف ولم يحضر , وكذلك ح. عرفان كان في بلدة إيلاك. ... ... ... ... ... ... ... ... ... عن جريدة وقت