للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


سكنى الشيطان في بدن الإنسان

(س٦) : محمد فؤاد أفندي بأنشاص الرمل:
جاء في كتاب (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) صحيفة ٦٠ التابعة
للقول في تمهيد للأصل الأول من القسم الثاني من الكتاب في الإسلام ما يأتي:
قال الأستاذ الإمام في ص ٥٩: معجزة القرآن أجمع من القول والعلم وكل
منهما مما يتناوله العقل بالفهم، إلى أن قال ص ٦٠: فهي معجزة أعجزت كل
طوق أن يأتي بمثلها، ولكنها دعت كل قدرة أن تتناول ما تشاء منها، وأما معجزة
موت حي بلا سبب معروف للموت أو حياة ميت أو إخراج شيطان من جسم.. إلخ.
فهل يسكن الشيطان جسم الإنسان؟ فإن كان الأمر كذلك وكما فهمته أنا من هذه
العبارة السابقة فيصدق قول من قالوا بالزار فإنهم يعتقدون بأن العفاريت إِبَّان
هيجانها تقف عن حدها بدق الطبول. فالأمل تفسير هذا المقال ولكم الشكر الجزيل
منها.
(ج) يشير الإمام الحكيم بعبارته تلك إلى أنواع المعجزات المعزوَّة في
التواريخ الأربعة التي تسمى الأناجيل إلى المسيح عليه السلام فهو يذكرها على
سبيل الحكاية ولا يستلزم ذلك إثباتها ولا نفيها؛ بل ربما فُهم من العبارة التعريض
بأن تلك الكتب تسند إلى المسيح ما لا يصح إسناده إليه، ونحن - المسلمين - لا
نعتقد بمعجزة للمسيح وراء ما أثبته له القرآن العزيز. على أننا إذا سلّمنا بأن
بعض الشياطين دخلت في أجسام بعض الناس وأنها خرجت على يد المسيح معجزة له
فلا يلزم من ذلك أن نقيس خرافات عجائز (الزار) على معجزات الأنبياء المصطفَيْن
الأخيار.