للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


نابتة المدارس والمكاتب [*]

أناخ الصيف بكلكله، وضرب الحر بجرانه، فأنشأت المدارس والمكاتب
توصد أبوابها، وتنثر على البلاد أزاهر طلابها، وتهدي إليهم جَنَى جناتها، فمن
طلابها من يغادرها موقتًا لزيارة الوطن، وصلة الرحم، ويعود إليها جم النشاط،
وافر الاغتباط؛ ليتم المدة، ويكمل العدة، ومنهم من يودعها الوداع الأخير، بقلب
الحفيظ ولسان الشكور، وهم المتخرجون الذين تم فصالهم، وبلغوا في هذه المعاهد
رشدهم، وآن لهم أن يخدموا الملة والأمة بالاستقلال، ويطلبوا بالثبات في خدمتهم
درجة الكمال.
يرى الكثيرون من الناس أن الطالب الذي يغادر معهد العلم لأجل صلة الأهل
ومودة القربى لا يطلب منه في مدة الصلة إلا الراحة من تعب الدرس، وترويض
الجسم وترويح النفس، بما يباح له من اللعب والهو، وأن المتخرج قد استراح من
عهد التحصيل والتعلم، ودخل في طور الاستلال والتنعم، فما عليه إلا أن يهتم
بجمع المال، والتمتع بما يقدر عليه من الحلال، ومنهم من لا يرى قيد الحلال
ضروريًّا، ولكنه ربما يشترط المحافظة على عرف الكبراء، وعادات الأغنياء، فما
عرفوه من المنكرات كان عنده معروفًا، وما أنكروه من الفضائل والخيرات كان
عنده منكرًا.
لهذا كان سيرة الكثيرين من طلاب العلوم والفنون سيئة في اعتقاد الأمة،
وصورتهم المعنوية مشوهة في نظرها العقلي، فهي تتهم نابتة العلوم الدنيوية بتهمة
ونابتة العلوم الدينية بتهمة أخرى، وقد يكون لكل من الفريقين أنصار من الأهل
والأصدقاء، وأصحاب الحاجات والخلطاء، يعتزون بهم، ويقتنعون من الجاه
بعصبيتهم، فينصر أحدهم الآخر ظالمًا كان أو مظلومًا، ويؤيده لائمًا ومُليمًا،
فيسري بذلك دود الفساد في جسم الأمة حتى تكون من الهلكى، ويتعارض الجاه بين
رجال الدين ورجال الدنيا، فيتصادم حزباهما، ويقع الشقاق بينهما.
أيها النابتة الجديدة، قد آن لهذا التباين أن يزول، قد آن للمتعلمين أن يتجردوا
من الأهواء والحظوظ، قد آن لهم أن يعلموا أن للعلم فائدة فوق فائدة الحرفة، وثمرة
أشرف من ثمرة الكسب والتجارة، قد آن لهم أن يعلموا أن المدرس والحاكم،
(عامل الحكومة) والطبيب والمهندس، ووكيل الدعوى ومحرر الجريدة منكم إذا لم
يكن لهم غرض من عملهم إلا الكسب الذي يعيشون به؛ فلا فرق بينهم وبين الصائغ
والحائك والحداد والنجار والحمال، كل أولئك يعملون ما لابد للأمة منه لأجل أن
يعيشوا بثمرة عملهم.
تذكروا أن لكم وراء الكسب بعلمكم وعملكم عملاً تقدرون عليه ولا يقدر عليه
غيركم، ومقامًا عاليًا يسهل عليكم العروج إليه دون سواكم، تذكروا أنكم أنتم
المطالبون بإخراج أمتكم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ورفعها من حضيض
الفساد إلى أوج الرشاد، وإنقاذها من مضيق الفقر والفاقة، إلى بحبوحة الغنى
والثروة، أنتم المطالبون بذلك بمعرفتكم قيمة أنفسكم، وبحسن سيرتكم في خاصة
أنفسكم، وبتعارفكم وتآلفكم وتعاونكم فيما بينكم، وبهدايتكم وإرشادكم لغيركم، وعلى
كل من الراحلين إلى البلاد منكم واجبات، أذكركم بها بهذه الكلمات.
ينبغي أن يوطن كل واحد منكم نفسه على خدمة الأمة ورفع شأنها وأن يراها
أهلاً لذلك بما منحها الله من القوى إذا هو شكر الله عليها باستعمالها في ذلك، فمن
يوطن نفسه على ذلك ويحملها على الاستعداد له تعل همته، وتعظم مروءته،
وتتعلق آماله بمعالي الأمور، ويتنزه عن سفسافها، ومن لم يرج عن نفسه الإصلاح
كان جدير بأن لا يرجوه غيره منه، وأن لا يكون مصلحًا بعلمه ولا عمله، ومن لم
يكرم نفسه لا يكرم.
يشتبه على بعض الناس تكريم النفس وحملها على معالي الأمور بالعجب
والغرور، والفرق بينهما كالفرق بين الظلمات والنور، والظل والحرور، فالأول
يكون عالي الأخلاق حسن الأعمال مع التواضع والنزاهة والبراءة من التبجح
والدعوى فهو قدوة حسنة في أخلاقه وآدابه وأعماله، وأما الثاني فهو يدعي ما ليس
فيه، ولا تهمه إلا حظوط نفسه، ويحب أن يحمد بما لا يفعل، ويحتقر العاملين،
ويغمط الحقوق، فيكون قدوة سيئة في أخلاقه وأقواله وأفعاله.
إن المعجب المغرور يرى نفسه في مرآته جميلاً ولكنه في مرآة غيره دميم
مشوه، فهو لا يغش ولا يخدع إلا نفسه الخبيثة، وأما عالي الهمة وكبير النفس فإنه
يراها دائمًا مقصرة؛ لأنه لا يعمل عملاً إلا وهو يرى أن الواجب عليه والمستطاع له
أكثر منه وأكمل، ولا يحجبه عن اعتقاده هذا حمد الحامدين له، ولا ثناء الراضين
عن عمله، المعجبين بعلمه وأدبه، فإذا فطنتم أيها الأخوة لهذا الفرق فاجعلوه ميزانًا
لكم في محاسبة أنفسكم؛ لئلا تكونوا حسانًا في مرآة أنفسكم قباحًا في مرآة غيركم.
إن من الناس من يكون استعداده لمعالي الأمور والقيام بالمصالح العامة قويًّا،
ومنهم من يكون استعداده لذلك ضعيفًا، منهم من تحرك هذه الذكرى همته للعمل
الذي يقوي الاستعداد، ومنهم من لا يقيم لها وزنًا، ولا يفهم لها معنًى، فمن رأى
أنها هدته إلى كنز ما كان يعرفه، أو زادته شوقًا إلى شيء كان يحن إليه ويألفه،
فليحمد الله تعالى، وليبشر بأن سيكون ممن ترتقي بهم أمتهم، وتعتز بهم دولتهم،
وتعمر بهم بلادهم، ومن رأى أنها من لغو القول، أو من قبيل تكليف المشي على
الماء، أو العروج إلى السماء؛ فليعلم أنه خلق ليكون أجيرًا يعمل ليأكل فلا يغشن
نفسه بدعوى ما لم يخلق له.
ألا وإن العمل يقوي الاستعداد الضعيف، فمتى وضعتم هذا الغرض الشريف
(ترقية الأمة) نصب أعينكم ووطننتم أنفسكم على السعي له في طريقه والدخول عليه
من بابه، فإنكم في كل يوم تزدادون فضيلةً وهمةً وإقدامًا.
ألا وإن التخلية مقدمة على التحلية، فينبغي أن تطالبوا أنفسكم بأن يراكم قومكم
في منصرفكم هذا اليوم خيرًا مما فارقوكم عليه خلقًا وأدبًا ورأيًا وعملاً وقولاً، يجب
أن لا يروا منكم ما ينكرون، وأن لا يسمعوا منكم ما يكرهون، يجب أن يروا منكم
العفة والنزاهة والتقوى والصدق والغيرة والحماسة والفتوة، يجب أن لا تدعوا لهم
مجالاً للشك في دينكم، ولا إخلاصكم لأمتكم ودولتكم، فإن ارتفعت همتكم إلى ذلك
فأبشروا؛ فإن فوزكم فيما تريدون من إيقاظ الأمة وعزة الدولة سيكون قريبًا.
لا تظنوا أن من كان فاقدًا لشيء من تلك الفضائل، أو مبتلى بشيء من
المعايب، وتكلف إخفاء عيبه، وإظهار فضيلة ليست خلقًا له، يعد مرائيًا منافقًا،
فإن الرياء والنفاق هو أن يصر المرء على عيبه، ويرضى بالبقاء عليه، ويحاول أن
يوصف بضده، أو أن يعمل العمل أمام الناس ليقولوا: فلان عمل. وهولا يرغب في
ذلك العمل ولا في أن يكون من أهله، ولست في هذا أرغبكم بالرياء وإنما
أرغبكم في التكلف الذي هو طريق التخلق، فالحلم بالتحلم، كما أن العلم بالتعلم،
والترك داعية النسيان والهجر وسيلة السلوان، على أن من يتكلف الخير رياءً،
أقرب إلى الخير والكمال ممن يعمل السوء جهارًا، وقد قالوا: الرياء قنطرة
الإخلاص.
أراني أطلت عليكم في مسألة واحدة ما كنت أريد الإطالة فيها؛ كيلا يفوتني
القصد فيما يبنى عليها، وهو ما ينبغي أن تحثوا الناس عليه، وترغبوهم فيه، وإنني
أذكر منه ما خطر ببالي من المهمات.
أول ما تعنون به الترغيب في العلم في المكاتب والمدارس الرسمية والدينية
الأهلية على حسب الرغبة والميل وتيسر الأسباب.
لا حديث كحديث العلم والتعليم يجب التوسع فيه، والتبسط في أرجائه ومناحيه،
فبينوا للأمة فوائد التعليم الأهلي الوطني وأقنعوهم بأن ترقي الأمة لا يكون إلا به،
ورغبوهم أيضًا في مكاتب الحكومة، وبينوا لهم كيف يتوقف ترقي الدولة على
نابغي المتخرجين في مكاتبها الملكية والعسكرية والعلمية والقضائية وكيف تتزاحم
العناصر العثمانية فيها؛ لأن هذا العصر هو عصر المباراة بين العناصر.
من فروع أحاديث العلم أو أصوله مسألة اللغة فبينوا للأمة وجه الحاجة إلى
إتقانها لغتها، وجعلها هي القطب لترقيها في نفسها وبينوا لها وجهة توقف ترقية
الدولة على إتقانها لغتها، وجعلها هي القطب لترقيها في نفسها، وبينوا لها وجه
توقف ترقية الدولة على إتقان لغتيها: لغتها الرسمية المنسوبة إلى مؤسسها وهي
العثمانية، ولغتها الدينية من حيث هي أكبر دول الإسلام وهي العربية، التي تستمد
منها الدولة علوم الدين والأدب والقضاء.
ويحسن الانتقال من الترغيب في التعليم العسكري إلى الترغيب في الجندية
نفسها، حببوا هذه الخدمة الجليلة للأمة، بينوا لها الفرق العظيم بين الجندي البائس
الحقير الجائع العاري الحافي في زمن عبد الحميد، وبين الجندي العزيز الكريم
الشبعان الكاسي الذي خصص له في ميزانية الحكومة الدستورية أكثر من أربعة آلف
قرش في السنة؛ ليبين كل من العرب والأرنؤود لأهل بلادهم أنه لا يليق بهم أن
يكونوا أشد العناصر تقصيرًا في هذه الخدمة الشريفة من حيث هم أجدر العناصر
بالسبق إليها والتبريز فيها لما هم عليه من الشجاعة والحمية والإقدام.
أخبروا أهل كل مدينة وكل قرية وكل حلة وكل دار تحلون فيها عن همة أبناء
وطننا الأرمن أنهم يمرنون جميع أولادهم في جميع مكاتبهم ومدارسهم على التعليم
العسكري بلغتهم فسيكون جميع أفراد هذا الجيل الجديد من الأرمن جنودًا، سواء منهم
الغني والفقير والرفيع والوضيع، يقولون: من دخل من أبنائنا في جندية الدولة كان
متعلمًا متمرنًا لا يلقى تحكمًا ولا إهانة بل يكون سابقًا مقدمًا سريع الترقي، ومن لم
يدخل منهم لا يضره هذا التعليم الذي يروض بدنه ويعلي همته ويزيد نشاطه وقد
يفيد في يوم ما، فإذا رضي بعض قومكم بأن لا يكون للتعليم الأهلي عين في بلادهم
ولا أثر بعد العلم بأن التعليم عام في الأرمن شامل لجميع ذكرانهم وإناثهم، فهل
يرضون أيضًا أن يسبقوهم في ميدان الشجاعة والإقدام، كما سبقوهم في حلبة العلم
والعرفان، إن كانت قد مرضت عقولهم ولقست نفوسهم حتى رضوا بالأولى فهل
خمدت حميتهم وتضاءلت شجاعتهم فيرضوا بالأخرى؟ هذا ما لا يعترفون به أبدًا بل
لا يعترفون بالأولى أيضًا، وإنما يعتذورن عنها، فطالبوهم بإزالة العذر بالقول
والعمل.
من هذا الباب أدخلوا على قلوبهم، من هذه النافذة أشرفوا على خفايا الغيرة من
زوايا سرائرهم، بهذا الأسلوب من القول حركوا سواكن النجدة والحمية من نفوسهم،
ثم أقنعوهم بأن الإحصاء الدقيق لنفوسهم هو الوسيلة الأولى من وسائل الخدمة
العسكرية الشريفة، وأن للإحصاء فوائد أخرى أهمها تكثير عدد المبعوثين.
على ذكر المبعوثين أقول: إنني أعلم أنه لا بد لكم من الخوض في أمر
المبعوثين، وأعلم أن كثيرًا منكم يغلون أو يغرقون في تنقدهم فأوصيكم في هذا المقام
بثلاث:
١- أن يكون جل كلامكم في ذلك علميًّا كبيان معنى الحكومة النيابية، وما
ينبغي أن يكون عليه النواب المبعوثون من العلم بالمصالح العامة ومن الصفات
والأخلاق كاستقلال الرأي والإخلاص والشجاعة وحسن البيان وقوة العارضة، وما
يترتب على ذلك من ترقية الأمة وعمران بلادها، ومن إصلاح حال الدولة ورفعة
شأنها، فالبحث في هذا هو الذي يعد الأمة إلى حسن الاختيار في الانتخاب الآتي.
٢- أن تذكروا المحسن من المبعوثين بإحسانه والهمام بهمته؛ لتعرف الأمة
قدره وتكرمه؛ فيكون الشكر مدعاة المزيد من حسن خدمته والارتقاء فيها، وما
وجب شكر المحسن في الشرع وحسن في نظر العقل إلا ليكون مدعاة المزيد من
الإحسان، وليكون ذلك رافعًا لهمة المستعد الخامل وشجاعة الجبان المتوكل.
٣- أن تتنزهوا عن الطعن في الضعفاء العاجزين والذين رضوا أن يكونوا من
غيرهم كقدح الراكب، أو صدى الناعب، وحسبكم أن تكونوا أدباء نزهاء غير
غاشين ولا مخادعين، وأن تتحاموا بذلك إخراج الأضغان، وتأريث العداوة
والبغضاء، انظروا إلى الحسن وكبروه وأعلوا شأنه، وغضوا أبصاركم عن القبح
وادفنوه بالإعراض عنه والإهمال له.
ما وصلت إلى هذا الرجا من أرجاء القول إلا ورأيتني أمام ميدان واسع، ويأذن
لي ما بقي من المقال بالايجاف والإيضاع فيه، رأيتني أمام مسألة مقاومة الجامدين
والغافلين من الأمة لإصلاح المصلحين وتنفير العامة عنهم ليحبط عملهم أو يبطئ
نموه فتتأخر ثمراته، هذا مرض من أعضل أمراض هذه الأمة قد قوي في هذا
العصر باختلاف طرق التربية وأساليب التعليم، وقد أشرنا إلى هذا في أوائل المقال.
فعليكم أيها الشبان العقلاء أن تتبعوا في علاجه طريق التحصيل المنطقية في تمييز
الضروب المنتجة من الضروب العقيمة دون طريق الإسقاط. عليكم أن تعظموا
شأن الإصلاح والمصلحين ولا تذكروا خصومهم بسوء، عليكم ببيان الحق للأمة
فمتى بان وظهر زهق الباطل وإن لم تحاربوا أهله جهارًا، عليكم أن تكبروا قيمة
حرية الفكر واستقلال الرأي، وأن تدعوا المخالفين إلى المناظرة الأدبية بالكتاب،
دون السعاية والاغتياب، والتنابز بالألقاب، فمن أعرض عن ذلك ظهر عجزه،
وبطل كيده وسحره، {فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا
صَاغِرِينَ} (الأعراف: ١١٨- ١١٩) .
لا ترضوا بالترفع عما يزيد الشقاق في الأمة بل وجهوا عنايتكم للتأليف بين
العناصر المختلفة، والأديان والمذاهب المتعددة، اجمعوا ولا تفرقوا، بشروا ولا
تنفروا، يسروا ولا تعسروا، إن يد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم
القاصية، بذلك يقوى استعداد الأمة للإصلاح القريب، والعاقبة للمتقين.
عليكم أن تحثوا الأمة على النشاط في الكسب، رغبوها في ترقية الزراعة
وفي الاستعانة على ذلك بتعلم طرقها الحديثة في مدارس الحكومة، رغبوها في
إحياء الصناعة الوطنية والاستزادة منها، استعملوا المصنوعات الوطنية ورغبوا
الأغنياء والحكام في استعمالها؛ فإن هذه هي الطريقة المثلى لرواجها، رغبوا أهل
الوطن في الاشتراك المالي في الزراعة والصناعة والتجارة فإن هذا أقرب طرق
الألفة والاتحاد.
وأخص طلاب العلوم الدينية بأن يترفعوا عن الظهور بمظهر الفاقة، أو
يرضوا لأنفسهم بشيء من المهانة، وأذكرهم بأنهم أجدر الناس بعزة النفس وكرامتها،
والزهد فيما في أيديهم من حطامها، فعليهم أن يكونوا قدوة في أخلاقهم وفضائلهم،
لتقبل أقوالهم في الحث على الفضيلة والتقوى، علموا الناس السنة، نفروهم من
البدعة، فكل حديث في الدين بدعة سيئة، وأما الابتداع في أمور الدنيا فتعتريه
الأحكام الخمسة، ابنوا وعظكم دائمًا على آيات القرآن، وامزجوه بالأحاديث
الصحيحة مع عزوها إلى مخرّجيها، قاوموا دجل الدجالين، واجمعوا بين مصالح
الدنيا وحكمة الدين {وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ
الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ} (القصص: ٧٧) .