كتاب مجلة المنار

ربيع الأول - ١٣٣٣هـ - فصل الإحصاء من باب التاريخ - ج: 18 - ص: 66

الكاتب: محمد رشيد رضا

---

فصل الإحصاء من باب التاريخ

(مساحة المملكة العثمانية وعدد سكانها)
أصدرت الحكومة العثمانية في العام الماضي إحصاء لأملاكها، وعدد سكانها نشرته جريدة " الأهرام " قائلة إنها أخذته عن خريطة أركان الحرب العثمانية وهو كما ترى في الجدول الآتي:
اسم الولاية ... ... ... كيلو متر ... ... ... ... نفس
إستامبول ... ... ... ٧.٠٠٠ ... ... ... ١.١٣٦.٠٠٠
خداوندكار ... ... ٧٣.٨٠٠ ... ... ... ١.٦٢٦.٩٠٠
آيدين ... ... ... ٥٤.٠٠٠ ... ... ... ١.٣٩٦.٥٠٠
قونيه ... ... ... ١٠٢.٨٠٠ ... ... ... ١.٠٨٨.٠٠٠
أطنة ... ... ... ٣٧.٢٠٠ ... ... ... ... ٤٠٣.٤٠٠
أنقرة ... ... ... ٦٧.٥٠٠ ... ... ... ... ٨٩٢.٩٠٠
قسطموني ... ... ٤٩.٧٠٠ ... ... ... ١.٠١٨.٩٠٠
سيواس ... ... ... ٦٢.٨٠٠ ... ... ... ١.٠٨٦.٥٠٠
طرابزون ... ... ... ٣٠.٧٠٠ ... ... ... ١.٠٤٧.٧٠٠
أرضروم ... ... ٥١.٠٠٠ ... ... ... ... ٥٩٧.٠٠٠
معمورة العزيز ... ٣٤.٣٠٠ ... ... ... ... ٥٧٥.٣٠٠
بتليس ... ... ... ٢٦.٨٠٠ ... ... ... ... ٣٩٨.٦٠٠
ديار بكر ... ... ٣٥.٥٠٠ ... ... ... ٤٧١.٥٠٠
وان ... ... ... ٤٠.٢٠٠ ... ... ... ... ٤٣٠.٠٠٠
حلب ... ... ... ٧٨.٦٠٠ ... ... ... ... ٩٩٥.٨٠٠
بيروت ... ... ... ٣٠.٥٠٠ ... ... ... ٥٣٣.٨٠٠
سوريا ... ... ... ٦١.٧٠٠ ... ... ... ٩٥٥.٧٠٠
بغداد ... ... ١٤١.٢٠٠ ... ... ... ... ٨٥٠.٠٠٠
الموصل ... ... ٧٥.٧٠٠ ... ... ... ... ٧٠٠.٣٠٠
البصرة ... ... ٤٢.٧٠٠ ... ... ... ... ٣٠٠.٠٠٠
الحجاز ... ... ٢٥٠.٠٠٠ ... ... ... ... ٣٠٠.٠٠٠
اليمن ... ... ٢٠٠.٠٠٠ ... ... ... ... ٧٥٠.٠٠٠
جزائر البحر الأبيض ٧.١٠٨ ... ... ... ... ٣٢٥.٩٠٠
أزميد ... ... ... ١١.٢٠٠ ... ... ... ... ٢٢٢.٨٠٠
بيغا ... ... ... ٦.٨٠٠ ... ... ... ... ١٢٩.٤٠٠
الزور ... ... ٨٥.١٠٠ ... ... ... ... ١٠٠.٠٠٠
لبنان ... ... ٦.٥٠٠ ... ... ... ... ٣٩٩.٥٠٠
القدس ... ... ٢١.٣٠٠ ... ... ... ... ٣٣٣.٠٠٠
سيسام ... ... ... ٤٦٨ ... ... ... ... ٥٢.٨٠٠
قبرص ... ... ٩.٦٠٠ ... ... ... ٢٢١.٨٠٠
المجموع ... ... ١٧٠١٧٧٧ ... ... ... ١٩.٣٤٠.٠٠٠

(قالت الأهرام) فعدد الأهالي العثمانيين - إذن - هو ١٨ مليونًا و٨٣٩ ألف
و٨٠٠ نفس يخرج منهم أهالي قبرص، وهم حسب الإحصاء ٢٢١٨٠٠، وسيسام
وهم ٥٢٨٠٠، ولبنان وهم ٣٩٩٥٠، والحجاز وهم ٣٠٠ ألف، واليمن وهم
٧٥٠ ألفًا، وجزر البحر الأبيض وهم ٣٢٥٩٠٠؛ لأن هذه البلاد إما أنها لا تُكَلَّف
بالتجنيد، وإما أنها غير خاضعة لحكم الدولة كالجزر، وعدد أهاليها مليونان ٧٤١
ألفًا فيكون الباقي ١٦٧٦٥٧٠٠، فإذا أخرجنا منهم الكرد، واليزيدية، والطوائف
التي تدفع البدل، والتي تُعْفَى يكون الأهالي الذين يُجَنَّدُون نحو ١٤ مليونًا على
الأكثر، فإذا حسبنا أن الذين يُجَنَّدُون هم ٦ بالمائة يكون عدد الجيش الممكن جمعه
من الأمة العثمانية ٨٤٠ ألف مقاتل في وقت الحرب. اهـ.
إحصاء جزيرة العرب والولايات العربية
(المنار)
كنا رأينا هذا الإحصاء في الأهرام، ثم نقلناه عن جريدة أخرى نقلته عنها؛
ولكن رأينا الجمع غير صحيح، فأرسلنا الجدول إلى رئيس تحرير الأهرام فصححه
فلم يكن الجمع بعد تصحيحه صحيحًا أيضًا، بل بلغ عدد النفوس ١٩ مليونًا
و٣٤٠ ألف نفس.
إن الدولة لم تحص سكان بلادها إحصاء دقيقًا إلى اليوم، وهي تعني بهذا
الإحصاء أهالي البلاد الحضرية الخاضعين لقوانينها كلها، أو بعضها إلا ما يستثنى
كقبرص. أي ما تيسر لها معرفة عدده منهم، ولذلك لم تَذْكُر بلاد نجد مع أنها تعدها
تحت سيادتها، وجعلت أهل اليمن ثلاثة أرباع المليون على أن بعض وزرائها الذين
تولوا اليمن كحسين حلمي باشا كانوا يقولون: إن أهلها ستة ملايين أو يزيدون،
ورأيت بعض أهل اليمن يعتقدون أن سكان بلادهم، وبلاد حضرموت أكثر من
سكان القطر المصري.
هذا وإن سكان الولايات، والمتصرفيات العربية، وهي ١٢ ولاية ومتصرفية
بلغوا بحسب هذا الإحصاء ٦.٦٩٢.٠٠٠ فإذا كان في ديار بكر، والموصل،
وحلب زهاء مائتي ألف من غير العرب كالترك، والكرد، والأرمن يكون مجموع
العرب الخاضعين للدولة فعلاً نحوًا من ستة ملايين ونصف أو أقل، وهذا العدد أقل
من ثلث مجموع العرب في جزيرتهم وحدها دع ملحقاتها من العراق وما بين
النهرين وسوريا وفلسطين، ويمكن أن يعيش في هذه البلاد أكثر من مائة ألف
ألف بالسعة، فإن مساحتها أوسع من مساحة الهند الإنكليزية التي يعيش فيها أكثر
من ثلاث مائة ألف ألف. بل مساحة جزيرة العرب وحدها تقرب من مساحة الهند
إذ كل منهما تزيد على ثلاثة ملايين كيلو متر.
وقد قَدَّر صاحب (النخبة الأزهرية في تخطيط الكرة الأرضية) سكان جزيرة
العرب وحدها باثني عشر مليون نفس، وهو إنما يعتمد على كتب التقويم الأوربية
القديمة التي تعتمد على قاعدة البناء على الأقل، وحسبك نموذجًا من ذلك أنه يقول
إن سكان دمشق الشام ستون ألفًا، والمشهور أنهم أكثر من مائتي ألف، وإن سكان
طرابلس الشام ١٣ ألفًا وهم أكثر من تسعة وعشرين.
ويمكننا أن نقول إن عرب الولايات، والمتصرفيات العربية ما عدا اليمن،
والحجاز لا تقل عن خمسة ملايين ونصف بحسب إحصاء الدولة، وإذا قيل إن عدد
الأعاجم فيها أكثر مما قدرنا بنصف مليون قلنا إن البدو فيها لا يقلون عما نفرضه
من زيادة هؤلاء.
فإذا أضفنا إلى البدو المكتومين من الحضر زاد عدد العرب في تلك الولايات
على ستة ملايين، وقد نُشِر في عدد الأهرام الذي صدر في ٣ نوفمبر إحصاء آخر
لأحد المحررين فيها (ا. س. ن) عَدَّ فيه أهل ولاية بيروت ٧٠٠.٥٠٠
وبغداد ٩٥٠.٠٠٠ والبصرة ٢٥٠.٠٠٠ والقدس ٥٥٠.٠٠٠ ولبنان ٥٠٠.٠٠٠
وهذه زيادة تبلغ زهاء نصف مليون. فإذا فرضنا بعد ذلك أن سكان الجزيرة ١٢
مليونًا فقط كما يقول صاحب النخبة الأزهرية على سبيل التقريب كان عدد العرب
وحدهم في هذه البلاد كلها كعدد سكان المملكة العثمانية من جميع الأجناس كما
رأيت في الجدول.
ويقدر كثير من العارفين عدد العرب في تلك البلاد بعشرين مليونًا؛ ولكنهم
يستثنون من ذلك أهل حضرموت ونجد وعمان.
إحصاء شعوب الهند الإنكليزية
نشرت الحكومة الإنكليزية خلاصة إحصاء شعوب الهند في عام ١٩١٤.
ويؤخذ من هذا الإحصاء أن عدد أهالي الهند الإنكليزية ٣١٥.١٥٦.٣٩٦ وهم
٥.٧٨ بالمائة من الهنود، و ٥.٢٢ من رعايا الإمارات الهندية.
ومساحة بلاد الهند تعادل مساحة أوربا كلها ما عدا روسيا؛ ولكن عدد أهالي
الهند يزيد على أهالي أوربة ما عدا روسية، وهو يعادل ثلاثة أضعاف أهالي
الولايات المتحدة.
ومنذ ٣٩ سنة إلى اليوم زاد عدد أهالي الهند ٥٠ مليونًا. أما الذين يدينون
بدين الهند الأصليين (؟) فعددهم ٢١٧.٥٨٦.٨٩٢ وعدد المسيحيين ٢.٧٧٨.٢٠٤
والباقون من المسلمين.
(المنار)
نشرت هذا الإحصاء جريدة الأهرام في أثناء السنة الماضية، وتلك عبارتها
نقلناها بنصها. وإذا نحن طرحنا عدد الوثنيين، والنصارى من المجموع بقي
٩٤.٦٩٢.٣٠٠ وهو عدد المسلمين، وقد كنا سمعنا - من بعض كبراء الهند في أثناء
سياحتنا فيها عام ١٣٣٠ (١٩١٢م) - أن عدد المسلمين فيها تسعون مليونًا ونيف؛
ولكنني لا أزال أسمع الناس يقولون ويكتبون أن عددهم سبعون مليونًا، حتى أن
مثل هذا القول يُنْقَل عن بعض رجال السياسة من الإنكليز أنفسهم، ولما جاء هذا
الإحصاء مطابقًا لما سمعناه من أهل المعرفة في الهند تَرَجَّحَ عندنا أن هذه الأقوال
إما مبنية على إحصاء قديم علق بأذهان أولئك القائلين، وإما أن الإنكليز منهم
يستثنون بعض الإمارات المستقلة عند ذكر رعاياهم من مسلمي الهند، وغيرُهم يقلدهم
في أقوالهم.