للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


المجلة المصرية الفرنسية
ورأيها في المنار

يُصْدِرُ هذه المجلة المفيدة في القاهرة المسيو بول تريبيه مديرها، والمسيو
جاك لاويفر رئيس تحريرها، وقد ذكرت مجلة المنار في العدد الثاني وهذه ترجمة
ما قالته فيها:
أصدر الشيخ محمد رشيد رضا أول عدد من المنار منذ ١٥ عامًا فلم يمض
رَدَحٌ من الزمان حتى رفع مجلته إلى المكانة الرفيعة التي تشغلها بحق وسط العالم
الفكري الاجتماعي والعالم الديني الإسلامي بفضل الأفكار الحرة الإصلاحية التي لم
يفتر عن نثرها؛ وإذ كان الشيخ رشيد التلميذ المخلص الغيور لرجال الإصلاح مثل
الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده فقد أخذ على نفسه أن ينشر أفكار
وعقيدة هؤلاء المصلحين العظام. وأن يدافع عنها بكل غيرة وحمية، مناضلاً بكل
حزم وعزم التقليد الضيق والخرافات العديدة والمحافظة على القديم المحفوفة
بالوساوس وكل هذه الأمور التي ساءت عاقبتها فأخرت ترقي الأمم الإسلامية
وتسلقها مرقاة التقدم.
أهم باب يشغل صفحات مجلة المنار، شأن كل المجلات الإسلامية، هو
المختص بالاجتهاد وبالتالي علم تطبيق الأحكام القرآنية، وهذا العلم عَسِر ومعقد إلا
أنه يصعب أو يتعذر الاستغناء عنه لأجل النجاح في إدخال طرق الإصلاح بين
قوم تمسكوا حرفيًّا بظاهر الآيات على أن كل الأعمال التي يقوم بها المصلحون
المسلمون بين الطبقات الإسلامية ذات المدنية واهتمامهم الدائم متوقفة على توضيح
وبيان أن أحد الإصلاحات ينطبق على الأوامر السماوية، أو أن إحدى العادات هي
من قبيل إساءة تأويل الأحكام القرآنية والسنن النبوية، وأنه ينبغي نبذها أو تغييرها
فتكون منطبقة على حقيقة الدين الإسلامي القويم، وبناء على ما تقدم إذا كان مسلمو
العالم اتفقوا على الميل إلى الحكومات الدستورية وتطلعوا إليها في هذه الأيام فما
ذلك إلا لأن نخبة العقلاء منهم استطاعوا إقناعهم بأن المبدأ الدستوري ليس غير
مناف للعقيدة القرآنية فقط، بل إن القرآن يأمر المسلمين بالشورى وتبادل الآراء
لأجل إدارة الأشغال والمصالح العامة كما يتضح من آية: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران: ١٥٩) على أن الشورى هي أساس المبدأ الدستوري، وعلى هذا
النمط يجري المصلحون في الأمور الأخرى، اهـ. ثم أشارت إلى ما جاء في
بعض أعداد المنار من المباحث، وهي أوربة والإسلام، وامبراطورية ألمانية
والإسلام، ومقالة ترجمت من النوفي فريمية الروسية فيما قاله إمبراطور ألمانيا أمام
المبشرين الكاثوليك الألمانيين في إفريقية.