قد أقام الأميركيون منارًا عجيب التركيب لمراقبة حركات الأعداء بحرًا في مكان يقال له ساندي هوك يصيّر الليل نهارًا، ويقصد بهذا المنار مشاهدة حركات الأعداء الحربية فيما لو تسنّى لها تعطيل كل أو بعض نساف الاستحكامات، ففي ظروف كهذه يعرّض سفن الأعداء ومراكبهم لنار مدفعية حامية السواحل التي بسببها يجبرون على التقهقر والخيبة. واخترعوا أن يعطوا إشارة بالمشاعيل من حصن لآخر (ما هو معروف عند العرب بنار الأسد، أو نار الحرب) . ولم يقصد بالمنار أولاً مراقبة حركات الأعداء، بل استعمل لنقل الرسائل بالإشارة لإبلاغ المرصد الفلكي النيويوركي من ذروة صرح في ساندي هوك، وقد تمكن بعضهم من قراءة كتاب على مسافة ثمانية أميال منه، وقوة نور المنار هي عبارة عن (١٩٤٠٠٠٠٠٠) شمعة، وبواسطة الكهربائية يمكن إخراج نور يغني عن مائتي مليون شمعة. فسُرَّ رجال الحرب من هذا الاختراع الذي هو من أكبر الوسائط في مراقبة حركات الأعداء ليلاً. فسبحان مَن علّم الإنسان بالقلم ما لم يعلم. ... ... ... ... ... ... ... ... ... كوكب أميركا