للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


سَفر صاحب المجلة

سافر صاحب هذه المجلة من القاهرة قاصدًا سوريا لزيارة الأهل والأقربين،
والأصدقاء والمحبين، الذي حال بيننا وبينهم الاستبداد إحدى عشرة سنةً، كان ذكر
اسمه فيها خطرًا عليهم، يهددهم به من يستاء من أحد منهم، قائلاً: إما أن تفعلوا
كذا أو تتركوا كذا , وإما أن أبلغ الحكومة بأنكم تكتبون إلى صاحب المنار , أو
يكتب هو إليكم , أو أنكم على رأيه واعتقاده في حاجة الدولة والأمة إلى الإصلاح،
ونحو ذلك.
سافرنا قبل صدور هذا الجزء، وإننا نكتب هذا في القطار بين القاهرة
وبورسعيد. وسنقيم في تلك الديار إلى ما بعد عيد الفطر، ثم نعود منها، وندخل
مصر إن شاء الله آمنين.
وقد جعلنا أخًا لنا وكيلاً عنا في إدارة المجلة ومطبعتها، وعهدنا إلى إدارة
البريد المصري أن تعده وكيلاً عنا، وتدفع له كل ما يرد باسمنا من الرسائل
والدراهم. فعسى أن تكون غيرة قراء المنار الأخيار على إدارة المجلة في غيبتنا
أعظم مما كانت عليه أيام كنا فيها، وأن يرسلوا إليها ما وجب عليهم من قيمة
الاشتراك، فإن العمل فيها وفي المطبعة لا يزال مستمرًّا، وإنا لَنَعُدُّ مَن يرسل قيمة
الاشتراك إلى المجلة في غيبتنا، من أفضل أهل الذوق والوفاء لنا، بل نعد له ذلك
جميلاً يذكر، وفضلاً يشكر.