للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التاريخ الهجري الشمسي

يعلم القراء أننا شرعنا من بضع سنين بإحياء التاريخ الهجري الشمسي بذكر
سنينه في المنار بعد التاريخ الهجري القمري، وقبل التاريخ الميلادي، وقد كنا
نكتفي أولاً بذكر السنة تابعة للشهور الإفرنجية الشمسية، بدأنا بهذا في المجلد الثاني
عشر (سنة ١٣٢٧) ثم ارتأينا في أول السنة الخامسة عشرة - سنة ١٣٣٠ - أن
نذكر الشهور الشمسية الهجرية ونعتمد في تسميتها ما اختاره أحمد مختار باشا
الغازي في تقويم له بين فيه ذلك. وذلك أن تُسمى الشهور بأسماء الفصول مع
الوصف بالعدد، بأن يقال: الخريف الأول الخريف الثاني إلخ. لأن حفظ هذه
الشهور يَسْهُل على العوام كالخواص، ومن أسمائها يعرفون مواقعها من السنة من
أول العهد باستعمالها، وقد جرينا على هذا الحساب في جماعة الدعوة والإرشاد
ومدرستها، وكنا عازمين على طبع تقويم خاص للسنة الهجرية الشمسية.
ثم إننا رأينا أن بعض إخواننا من الفارسيين والأفغانيين يستعملون التاريخ
الهجري الشمسي؛ ولكنهم يُسَمُّون شهور السنة بأسماء بروج الشمس، فالشهر
الأول من السنة هو شهر الميزان وهو أول فصل الخريف الذي وصل النبي صلى
الله عليه وسلم في أول يوم منه إلى المدينة المنورة، ولما نبهنا الناس إلى إحياء هذا
التاريخ في مصر صار بعض أصحاب التقاويم المصرية يذكرونه في تقاويمهم،
وتبعوا الفرس والأفغان في تسمية الشهور.
لأجل هذا رأينا الآن أن نجاري هؤلاء وأولئك في هذه التسمية، وأن نكتفي
بالإشارة إلى تسمية الشهور بأسماء الفصول بالحروف المقطعة من أولها، وذلك
بجعل حرف خ رمزًا للخريف وحرف ش للشتاء وحرف ر للربيع وحرف ص
للصيف، ونضيف إلى هذه الحروف الأرقام الدالة على الأول والثاني والثالث.
فالقارئ يرى هذا الجزء مؤرخًا في ٢٥ من شهر الدلو (ش٢) أي الشتاء الثاني.