(الاجتماع الأسبوعي العام لجمعية شمس الإسلام) افتتحت الجمعية من نائب الرئيس، بسم الله وحمده والصلاة والسلام على نبيه والدعاء لمولانا أمير المؤمنين الأعظم، ثم لعزيز مصر المعظّم، ثم شنّف الأسماع فقيه الجمعية الفاضل بتلاوة قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} (الفرقان: ٦٢) إلى آخر السورة، ثم قام خطيب الجمعية منشئ هذه المجلة وخطب خطبة مطولة في بيان ما أرشدت إليه الآيات الكريمة من أسباب سعادة الدنيا والآخرة [*] تكلمت أولاً في المحافظة على الوقت وعدم تضييعه سدى، ثم في محاسبة الإنسان نفسه في الليل على عمل النهار وبالعكس، وعند ذلك يرى أحد أمرين إما أنه كان مقصرًا في أداء ما يجب عليه لربه أو لنفسه أو لأهله أو لأمته، وإما أنه كان مشمرًا وقام بما يجب وأدّى الحقوق، فإن كان الأول وجب عليه أن يذّكر تقصيره ونتائجه الوخيمة فيتعظ ويتدارك في الليل ما فاته في النهار وبالعكس: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيب} (النساء: ١٧) وإن كان الثاني وجب عليه أن يشكر لله فضله عليه بالتوفيق للجد والتشمير بأن يزداد ثباتًا، ثم بعد الإسهاب في معنى هذه الآية بينت أن الآيات التي بعدها شرعت لنا طلب سعادتي الدنيا والآخرة بالعمل، أما سعادة الدنيا فأركانها ثلاثة: الغنى والثروة وقرة العين بالأهل والذرية والجاه الرفيع بالحق، وقد شرع الله لنا طلب الركن الأول بمشروعية سببه وهو الاقتصاد حيث قال في أوصاف عباده المرضيين عنده: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} (الفرقان: ٦٧) وقلّما يفتقر مقتصد. وشرع لنا طلب الركنين الآخرين بقوله عز من قائل: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان: ٧٤) ولا جاه أعلى ولا شرف أرفع من كون الإنسان إمامًا وقدوة لخيار الناس وأفاضلهم وهم المتقون، وبينت أنه ليس المراد من الآية طلب هذين الأمرين الجليلين باللسان فقط، فإن الله تعالى لا يعبأ بدعاء من لا يوافق قلبُه وعملُه لسانَه، فيجب علينا أن نطلب كل شيء بصدق القصد من قلوبنا والعمل الذي تقتضيه الأسباب والسنن الإلهية في الكون ثم نطلب من الله بألسنتنا المترجمة عن قلوبنا أن يسهل علينا ما لا يناله كسبنا من أسباب ذلك. وأما سعادة الآخرة فهي رضوان الله تعالى ومثوبته في دار كرامته، وقد عبّر عنها بعد ذكر أسباب سعادة الدنيا والآخرة بقوله: {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً} (الفرقان: ٧٥) فجعل تحصيل سعادة الدنيا من أسباب سعادة الآخرة، وذكر من أسباب السعادتين أركان الدين الأربعة وهي: (١) التوحيد، ذكره بقوله: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} (الفرقان: ٦٨) و (٢) ترك المعاصي، ونبه عليها بذكر كبائرها، وهي القتل والزنا وشهادة الزور، و (٣) الآداب والفضائل، أرشد إلى مهماتها كالسكينة والتواضع ومتاركة الجاهلين والسفهاء والإعراض عنهم بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} (الفرقان: ٦٣) وكالاقتصاد، وقد ذكرنا آيته من قريب، وكاليقظة والاعتبار بآيات الله المسموعة والمشاهدة والانتفاع بالتذكير بها: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُماًّ وَعُمْيَاناً} (الفرقان: ٧٣) وكالإعراض عن اللغو وهو كل ما لا فائدة فيه: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان: ٧٢) وكالخوف من الله تعالى الذي يكبح النفس عن المعاصي، وإليه الإشارة بقوله: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ} (الفرقان: ٦٥) و (٤) الأعمال الصالحة ذكرها إجمالاً بقوله: {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً} (الفرقان: ٧١) إلخ، وخص منها بالذكر القيام بالليل للصلاة، وكل ما ذكر من الآداب آنفًا تتبعه أعمال تناسبه ويدخل في هذا تربية الأولاد، فإنهم لا يكونون قرة أعين إلا بالتربية الصحيحة. هذا مجموع المعاني التي كانت مدار خطبة هذا العاجز، رمزت إليها رمزًا من غير مراعاة ترتيب الآيات ولا ترتيب الإلقاء، ولو كتبت كل ما تذكرته منها لاستغرق عدد (المنار) كله، وقد أسهبت في ذم الإسراف والحث على الاقتصاد إسهابًا، وجاءت على لساني كلمات في ذلك استحسنها القوم استحسانًا، أذكر منها كلمتين: إحداهما أن معظم الأموال التي تفيض بها راحات أغنياء هذه البلاد إسرافًا وتبذيرًا تذهب إلى الأجانب، فالذنب فيها يضاعف ضعفين ربما كان أكبرهما هو الذي لا يلقي له أحد بالاً، وهو الإدلاء بثروة الأمة إلى الأجانب، ففيه إضعاف للأمة وتقوية لخصمائها في عمل واحد، و (الثانية) في الحث على حفظ رقبة البلاد في أيدي أهلها، قلت: إن فدانًا من الطين يبتاعه أجنبي من وطني يؤلمني ويمضني ما لا يؤلمني نزع أكبر وظيفة من وطني وتطويق الأجنبي بها؛ لأن رقبة البلاد إذا زالت من أيدينا إلى أيدي هؤلاء الغرباء الأغنياء وأمسينا فيها عمالاً وأجراء - فقدنا البلاد والسلطة معًا فقدًا لا يرجى له عود، وإذا فقدنا السلطة وبقيت لنا البلاد، فلا يبعد أن يأتي يوم من الأيام نكون فيها أمة متحدة لها قول يسمع ورأي عام يعمل به، فنقول: نحن أولى بحكم بلادنا من غيرنا، فلا يستطيع أحد أن يرد علينا، ولكن إذا ذهبت رقبة البلاد منا وفرضنا أنه يمكننا مع الفقر والفاقة أن نملأ هذه الأدمغة الجاهلة علمًا وحكمة، ونفرغ في هذه القلوب الفارغة حمية وهمة، ونجعل هؤلاء الأشتات شيئًا واحدًا، فبماذا تطالب الأمة والبلاد ليست بلادها؟ وأبنت بالأدلة والبراهين أن الاقتصاد فرض على المسلمين، وحسبك من الوعيد على تركه قوله تعالى: {إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} (الإسراء: ٢٧) وفندت قول بعض الشيوخ في مصر - ولم أذكر اسمه - أن الاقتصاد في المعيشة أمر مندوب لا واجب، وقد قال مثل ذلك في تدبير المنزل وتربية الأولاد! ! وبينت أننا ما دمنا نلتفت لهذه الأقوال الخادعة لا تقوم لنا قائمة، ثم قام في إثري الأستاذ الفاضل الذي وقف نفسه على الدعوة إلى الله ووعظ المسلمين وإرشادهم حيث كان - الشيخ علي أبو النور الجربي- وأفاض على الحاضرين من الحكم المأثورة، بل الدرر المنثورة ما أعجب به القوم إعجابًا، كيف وهو لم يترك ركنًا من أركان الدين الأربعة التي مر ذكرها إلا وحوّم عليه، وجاء بالمحاسن مما يذكر فيه: تكلم في التوحيد فأجاد، ثم انتقل إلى الوعظ فأفاد، ذكّر بالآخرة ولم يغفل نصيب الإنسان من الدنيا وحث على التوبة ورغّب فيها، وأثنى على الجمعية وحث عليها، وأظهر الأسف مما بلغه من وجود حزازة بين جمعية (شمس الإسلام) وجمعية (مكارم الأخلاق) . ولما فرغ من مقاله وهدأت شقائق ارتجاله، تعقبه كاتب هذه السطور فأبان للحاضرين أن منازع الجمعيات ومقاصدها إنما تعرف من قوانينها، وأننا قرأنا قانوني الجمعيتين، فلم نجد فيهما اختلافًا يوجب الحزازات أو الضغائن، بل وجدنا أن الغرض واحد وهو خدمة الملة والأمة، ثم قلت: إن الأستاذ معذور لأنه ما قال إلا ما سمع، ولكن كلام واحد أو آحاد من جمعية في أي شأن من الشؤون لا يجوز أن يحكم به على الجمعية، كما لا يجوز أن ينسب ذنب المسلم أو المسلمين إلى الإسلام نفسه، نعم إن أكثر الناس يتخذ كلام رئيس الجمعية حجة في مثل هذا المقام، وأن الأستاذ لم يجتمع برئيس جمعية (شمس الإسلام) قط. والصواب أن الرئيس والمرؤوس في هذا المقام سواء، ومقاصد الجمعيات إنما تعرف من قوانينها كما قلنا، وإننا نصرح على رءوس الأشهاد بأن جمعيتنا وجمعية (مكارم الأخلاق) سواء وكُلنا إخوان غرضُنا واحد، وتعقبته أيضًا بكلام وجيز في حقيقة التوبة، والسبب في إصرار الناس على المعاصي والرذائل، وما هو إلا فساد التربية والتعليم إلخ. ثم قام صديقنا الفاضل المهذب الشيخ أحمد المحمصاني وألقى خطابًا وجيزًا في تهذيب المرء نفسه، استشهد له بآثار السلف الصالح فأجاد وأفاد وحمده الحاضرون، ثم ختم الاجتماع كما افتتح بالحمد والصلاة والدعاء لأمير المؤمنين ولأمير هذه البلاد وتلاوة القرآن الشريف. *** (المجاعة في الهند) يقرب عدد الجائعين فيى الهند الذين تمونهم الحكومة من أموال إعانة المجاعة نحو ثلاثة ملايين، ولم يزل المطر منحبسًا، فالرجاء في غلة هذا الشتاء ضعيف، فنسأل اللطف من اللطيف. *** (انخفاض النيل وتوقع الجدب ووجوب الاقتصاد) اتفقت الكلمة وثبت رسميًّا عند الحكومة أن انخفاض النيل في هذه السنة لم يُعهد له نظير في تاريخ النيل، ولا يزال الهبوط مستمرًّا حتى امتنع سير السفن في بعض بلاد السودان، ويقال إن عمق الماء لا يزيد عن متر واحد قرب مروي , بل يقال: إن الانخفاض شوهد في بحيرة فيكتوريا منبع النيل الأكبر بدرجة لم تعهد من قبل، فإذا كانت العلة في المنبع فالأمر مخوف والخطر متوقع، والعياذ بالله تعالى، ولقد كانوا يتشاءمون في بعض المجالس العالية من سنين كسنيّ يوسف عليه السلام، وقد سخر الله تعالى في تلك السنين نبيًّا من أنبيائه عالج للمصريين ذلك الداء الدوي، ومن عساه يعالجه في هذه الأيام؟ نعم إن سهولة المواصلات في هذا العصر تمكن التجار من جلب الغلات إلى هذه الديار من جميع الممالك والأقطار، فلا يهلك الناس، ولكن التجار لا يرحمون فقيرًا ولا مسكينًا، فأين المال عند هؤلاء الفلاحين الذين هم الجزء الأكبر من سكان مصر، وإننا نراهم يبيعون أطيانهم ويرهنونها في وقت الرخاء والخصب. قدّر المقدّرون الأطيان التي لا يكون لها حظ من الريّ بسبب عدم وفاء النيل في هذه السنة بنحو ٣٠٠ ألف فدان؛ فاضطرب الناس لذلك اضطرابًا، فإذا لم يكن وفاء - ونسأل الله أن يكون - في السنة القابلة وزاد الهبوط والنزول، فماذا يكون من شأن الناس في هذه البلاد التي لا يدّخر أهلها الغلال ويعسر فيهاالادخار لرطوبة أرضها أي عسر؟ ثم ماذا يكون من أمرهم اذا دام ذلك سبع سنين كما كان في زمن يوسف لا قدّر الله ذلك؟ إنما غرضي من كتابة هذه الكلمات الثقيلة على السمع المؤلمة للنفس , حث الناس على غاية الاقتصاد في النفقات استعدادًا لما عساه يكون مخبوءًا لنا في المستقبل، فاذا وقع المحذور كان العلاج موجودًا، فإننا في زمان لا يموت فيه جوعًا صاحب المال إلا إذا عمّ القحط الدنيا كلها وإذا جاء - إن شاء الله - الخصب والإقبال، فلا تضرنا إضافة المال إلى المال، وقد كنت كتبت في (المؤيد) الأغر مقالة مخصوصة في تنبيه أهل الزراعة (وأكثر أهل مصر أهل زراعة) إلى وجوب الاقتصاد التام في النفقات والاستعداد لما هو آت، وهذه نبذة مذكرة بتلك {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} (البقرة: ٢٦٩) . *** (استعداد الدول الحربي ومطامعها) السياستان الخارجية والحرية في الدول هما مظهران للتمويه والخداع، ومجليان للمواربة والدهان، قيصر الروسيا هو الجدير بأن يسمى قيصر الحروب، ولكنه أحب أن يلقب بقيصر السلام، فطلب من الدول وهو مجدٌّ في الاستعدادات الحربية برية وبحرية أن يعقد مؤتمرًا للبحث في تقليل الاستعدادات الحربية وتخفيف نكبات الحرب ومصائبها، بل والبحث في منعها والالتجاء للتحكيم عند النزاع وما انفض المؤتمر إلا وزاد الاستعداد وقويت المطامع وامتدت، فإنكلترا اضطرت الترانسفال إلى الحرب الحاضرة لتستولي على بلادها، فأرادت الروسيا اغتنام الفرصة والاستفادة من اشتغال إنكلترا بالحرب بأخذ ميناء من مواني خليج العجم وإنشاب براثنها في أحشاء هرات، أو إنشاء وكالة روسية في بلاد أفغانستان وسكك حديدية في إيران، وقد ظهرت منها بوادر السعي لهاته الأماني في البر والبحر كإرسال العساكر إلى حدود أفغانستان، ولا ندري ماذا تكون أواخره، وقد شاع أنها استولت على جزيرة يابانية، وألمانيا قد زادت في ميزانيتها مبلغًا كبيرًا من المال لتقوية البحرية التي هي أكبر أماني إمبراطورها الحازم، وقد احتفلت أخيرًا بإنزال سفينتين عظيمتين إلى البحر اسم إحداهما (ديتشلاند) والأخرى (ألمانيا) وقد خطب وزير الخارجية بيلوف يوم إنزال هذه خطبة قال فيها: (ولقد علمت ألمانيا أن كل دولة ليس لها قوة بحرية تكون في مرسح العالم كالشخص الأخرس في مرسح التمثيل) واليابان تبذل أيضًا في هذه الأيام الأموال الكثيرة لجعل قوتها البحرية مساوية لقوى بعض الدول البحرية الكبرى في أوروبا فأوصت معاملها والمعامل الأجنبية بعدة مدرعات، وتجتهد أيضًا في تحسين أسلحتها وزيادة جيشها، وتقول إحدى الجرائد: إن الشهر الآتي موعد لنزول ٢٠ بارجة إلى البحر، قوة كل واحدة منها ستة آلاف حصان، وتسير في الساعة ثلاثين ميلاً لألمانيا منها عشر، ولإيطاليا ست، ولروسيا أربع، وفرنسا قررت أيضًا زيادة أساطيلها وتقوية موانيها، وتسعى في تعزيز مستعمراتها في إفريقيا والهند الصينية، وأما بريطانيا العظمى فقد اجتمع رأي ساستها على تحسين حال الجيش البري وتقويته لما أظهرته هذه الحرب فيه من الخلل والضعف وقال برسفورد ثاني قواد الأسطول الإنكليزي في البحر المتوسط: (إذا استمرت الدول الأوربية على زيادة أساطيلها استمررنا نحن أيضًا على الزيادة وسبقناها بمراحل؛ لأننا أسرع في بناء البوارج من مزاحمينا والأموال والرجال كثيرة عندنا جدًّا) وقد جعلت هذه الدولة أساطيلها القوية على قدم الاستعداد في كل آن إرهابًا للدول الطامعة التي ربما تنتهي بها الشماتة إلى العدوان. وقرأنا في جريدة (بيروت) أن نظارة بحريتها قد أصدرت أمرًا بمنع إخراج الفحم الحجري من المناجم الإنكليزية، وعدم إرساله بالمرة إلى فرنسا وروسيا وغيرهما، وأكثر مناجم الفحم للإنكليز، فلا تستغني عنها دولة أوربية، فلا جرم كانت هذه العقوبة شديدة.