لا يجهل أحد من قراء (المنار) صلتنا بالأستاذ الإمام، ولا حاجة لأنْ نقول: إن مرضه قد شغلنا عن كل شيء؛ فقد كنا نزوره في مصر كل يوم ونمكث عنده ما شاء الله أن نمكث، ولما سافر إلى الإسكندرية سافرنا معه وأقمنا أيامًا رأينا فيها حاله حسنت بعض الحسن، فعدنا إلى القاهرة وكتبنا بعض الجزء الثامن، ثم جئنا الإسكندرية فأقمنا عنده أيامًا كان آخرها خيرًا من أولها، فعدنا إلى القاهرة وأتممنا الثامن، وكتبنا بعض التاسع، ثم جئنا الإسكندرية وعدنا مرة بعد مرة ولم نصدر الجزء الثامن؛ لأنه لم يتم إلا وقد جاء موعد التاسع فعزمنا على إصدارهما معًا، وقد مر على الموعد أيام والعذر ظاهر، ولا شك أن تأخير هذين الجزئين يستتبع تأخير ما بعدهما أيضًا وهو تأخير لا يضر؛ لأن ما يُكتب في (المنار) لا يخلقه تأخر الزمان؛ لأنه ليس من الأخبار الطارئة التي تسبقنا الجرائد إليها فتغني القراء عما نكتبه، وبهذا قد ظهر عذرنا للذين كتبوا إلينا من بلاد كثيرة فلم نجبهم، ولعله لا يضيع عندنا شيء إن شاء الله تعالى.