نشكر لحضرة الأستاذ الفاضل السيد علي الببلاوي نقيب السادة الأشراف عنايته في رمضان هذه السنة بمنع القُصّاص الجهلاء من التدريس في المسجد الحسيني , ومنع كثير من المنكرات الأخرى كالذين يخدعون العامة ببيع التعاويذ والتمائم ونحوها، أو بتلقين الأدعية التي لم تؤثر في أوقات الصلاة، ويخترعون لتعاويذهم وأدعيتهم فوائد ومنافع دينية ودنيوية ما أنزل الله بها من سطان ليأكلوا أموال الناس بالباطل، ولقد صدق هذا السيد الفاضل في قوله لنا: إن البدع والمنكرات العامة إنما تزال بالتدريج، والمرجوّ من غيرته أن يرتقي في هذا التدريج حتى يُمحى من المسجد كل ما يأتيه الناس من تلك البدع والمنكرات، وحبذا لو عين من قِبله رجلاً أو رجلين ممن طلب العلم ليتلقوا من يزور المقام الحسيني ولو في غير أوقات الزحام ويعلموهم الزيارة الشرعية الموافقة للسنة السنية، فيبطل بذلك هذا السجود مع الخضوع والخشوع وتقبيل الأعتاب والتمسح بعمود الرخام للاستشفاء والتبرك، وإذا صارت الزيارة في المقام الحسيني شرعية فإنها بعد زمن من قليل تعم مصر كلها، وإذا حصل مثل هذا أيضًا في المسجد الزينبي يكون الزمن أقل والمدة أقرب. قد ذكرت الآن أن لفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر العناية التامة بالمسجد الزينبي، وهو رئيس المدرسين فيه، فإذا أمر بعض الموظفين في المسجد أو أحدًا من غيرهم بأن يعلم الزائرين الزيارة الشرعية وآدابها، فليس هذا بكثير على غيرته على الدين القويم. وإذا طلب الشيخان من الأوقاف تعيين أجرة مخصوصة لمن يقوم بهذا العمل فلا نظن أن الأوقاف تتوانى في الإجابة، وإن الرجاء في الشيخين الجليلين فوق ما اقترحنا، وإن الله لمع المحسنين.