للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


التقريظ

(ميزان الأفكار)
كتاب في مهمات القوانين المنطقية وضعه (أحمد أفندي الهادي المقصودي)
أحد علماء قزان (روسيا) بأسلوب جديد في اللغة العربية، وترتيب وتبويب لم يعهد
في كتبها المنطقية، وأدخل فيه فوائد ومسائل ليست من هذا الفن ولكنها تتصل بنسبه،
وتدلي بسببه، وترغب فيه الباحثين، وتزيد نشاط المشتغلين. فقد أصبح المنطق في
العلوم العربية شبيهًا بالأعضاء الأثرية، تُقرأ مسائله، وتهمل في العمل تعاريفه
ودلائله؛ لأن العلوم العقلية التي وضع لها قد انطوى بساطها وتقلص ظلها.
بدأ المؤلف كتابه بتمهيد عنوانه (علم الروح وعلم المنطق) وبين بعده فائدة
المنطق وكونه فطريًّا في الإنسان، ووجه الحاجة إلى تعميمه وذكر أشهر علمائه
القدماء من اليونان والعرب والمتأخرين من الإفرنج، ثم تكلم في مقدمة الكتاب عن
الوجود والعدم والواجب والممتنع والممكن والجوهر والعَرَض ومقولات الأعراض
والعناصر والمواليد والحواس الظاهرة والباطنة والعلم وتحصيله بالتفكر والاستدلال
ثم انتقل إلى الدلالات، ومباحث الألفاظ ثم إلى سائر المباحث وجاء فيها بضروب
من التقسيم والبحث غير معهودة إلا في كتب الإفرنج. فالكتاب جامع بين المنطق
القديم والمنطق الحديث.
وقد طبع المؤلف كتابه وجعله ذكرى لمرور عشرين سنة على خدمة (إسماعيل
بك الغصفري) محرر جريدة (ترجمان) في بلدة (باغجه سراي) الروسية. فنثني
على المؤلف ونهنئ رصيفنا الكامل (إسماعيل بك) بلسان المنار (كما هنأناه بلسان
البرق) على خدمته للمسلمين بجريدته ومطبوعاته وبما وفق له من إنشاء المدارس
حتى كان ركن النهضة الإسلامية، في بلاد القِرْم بل في البلاد الروسية، ونسأل الله
تعالى أن يكثر في المسلمين من أمثاله.
***
(القصائد الهاشميات)
الكُميت بن يزيد الأسدي الكوفي أحد الشعراء والأدباء الأولين ولد سنة ٦٠
ومات سنة ست وعشرين ومئة وأحسن شعره (القصائد الهاشميات) التي سارت
بها الركبان. وقد عني في هذه الأيام الشيخ محمد شاكر الخياط النابلسي أحد مجاوري
الأزهر المجدين بطبعها بعد ما صححها على إمام أهل الأدب في هذا العصر الشيخ
محمد محمود الشنقيطي. ومن سوء الحظ أن عاثت المطبعة في ذلك التصحيح
فأفسدت فيه ما شاءت، ولكنه عاد فأصلح بعض غلط الطبع بالقلم فجزاه الله خير
الجزاء. أما الذي طبعه على نفقته فهو الشيخ محمد توفيق الخياط النابلسي أحد
المجاورين المجتهدين فنشكر للطابع وللمصحح عنايتهما بهذا الأثر النافع ويا ليتهما
يعيدان طبعه مصححًا. ونحث طلاب آداب العربية على حفظ هذه القصائد أو كثرة
قراءتها.
***
(هناك وهنا)
كان أحمد حافظ أفندي عوض قد كتب في جريدة المؤيد بعض مقالات عنوانها
(هناك وهنا) شرح فيها تاريخ استيلاء إنكلترا على الهند وسياستها فيها وعلاقة
مسلمي الهند ونهضتهم الأخيرة بالطوائف الأخرى ومن ذلك الكلام في المجاعات
وفي التجارة وفي النفقات الحربية والتعليم. وقد طبعت هذه المقالات على حدتها
بمطبعة الشعب فبلغت ٧٦ صفحة من القطع الصغير وهي جديرة بالمطالعة.
***
(القول السديد في حرب الدولة العلية مع اليونان)
كتاب جديد ألفه علي بك شاكر نجل المرحوم محمد شاكر باشا الفريق
الطوبجي، صفحاته زهاء مائتين وهو مزين برسوم القواد والمواقع الحربية، ولم
نوفق لمطالعة شيء منه ولكننا نظن أن الروح التي تجول فيه هي تعظيم شأن
الدولة العلية وتوجيه القلوب إلى حبها لأننا نرى المؤلف مغرمًا بدولته لاهجًا
دائمًا بمحاسنها ومدح مولانا السلطان عبد الحميد أيد الله دولته ووفقه لخدمة الإسلام.
وثمن الكتاب ٣٠ قرشًا صحيحًا إلا للجنود فثمنه لهم ٢٠ قرشًا، وهو يطلب من
مطبعة الموسوعات بمصر.
هذا ما كنا كتبناه لجزء مضى ولم يتيسر نشره إلا في هذا الجزء ثم رأينا في
بعض الجرائد أن المؤلف جعل الثمن ٢٠ قرشًا لجميع الناس ووعد بجعله إعانة
لسكة الحديد الحجازية، فصار يطلب لذاته وللإعانة معًا وكفى بذلك ترغيبًا.
***
(ألف ليلة وليلة)
أتمت مطبعة الهلال الجزء الثالث من هذا الكتاب مزينًا كسابقيه بالصور
والرسوم، منزهًا عن الفحش والمجون، وصفحاته ٢١٦ وثمنه ١٠ قروش وأجرة
البريد قرشان وهو يطلب من مكتبة الهلال بمصر.
***
(كتاب الخدمة المدرسية في تسهيل قواعد العربية)
ألف هذا الكتاب جرجس أفندي الخوري المقدسي (ب. ع) مدرس اللغة
العربية في المدرسة الأميركية بطرابلس الشام وطبع هناك وقد سلك فيه مسلك
السهولة وأكثر فيه من الأمثلة، فعسى أن يلتفت إليه نظار المدارس ويختاروه للتعليم
في مدارسهم إذا رأوه أمثل من الكتب التي فيها وأسهل.
***
(ارتياح الفكرة من جهة الكُلَره)
كتيب وضعه أحمد أفندي رفعت في الفيوم أيام وباء الهيضة من العام الماضي
وطبعه بعد ذلك، وعبارة الكتاب أقرب إلى العامية وإننا لم نقرأه ولكننا نذكر المسائل
التي يبحث فيها بعبارته لعل أحدًا يريد أن يعرف رأيه فيها وليعذرنا القراء في
حكمنا على عبارته قال: قد جئت بالبحث والإيضاح عن السبعة أوجه التي يهم كل
إنسان الوقوف على حقيقتها وهي:
أولاً: هل يوجد كلرا حقيقة كما يقولون؟ البعض بالإثبات والبعض بالنفي.
ثانيًا: هل ينفع فيها العلاج واستشارة الأطباء لتدارك الشفاء أم لا؟
ثالثًا: هل الاحتياطات الصحية في ذلك مما يجب مراعاته والأخذ به أم
طرحه ظهريًّا؟
رابعًا: هل مسألة الإصابة بالعدوى صحيحة أم غير صحيحة؟
خامسًا: هل سير رجال الصحة في عمل الاحتياطات موافق للشرع الشريف
أم مخالف له؟
سادسًا: هل ما يشاع من وجود من يقصدون تعمد وضع أشياء مسممة
للناس في الأطعمة والمياه حق أم باطل لا أصل له؟
سابعًا: هل أصدق بقولي إن الكلرا الثانية الآتي بيانها هي أشد وطئًا وأعبأ
ثقلاً على الناس أم لا؟ اهـ. بحروفه، وصفحات الكتيب ٧٢ ويطلب من أكثر
المكتبات الشهيرة.
***
(مسامرات الشعب)
صدرت القصة السابعة عشرة واسمها (اليتيم) ومؤلفها حافظ أفندي عوض
وقد كان طبعها الطبعة الأولى من نحو خمس سنين وقرأناها فحمدنا التأثير، وانتقدنا
التقصير في التحرير، وصدرت القصة الثامنة واسمها (شهداء الآباء) ومؤلفها
مصطفى أفندي إبراهيم وهي تمثل سوء عاقبة ما عليه أولاد الأغنياء في مصر من
فساد الأخلاق واتباع الشهوات. وفاتنا أن نذكر من قبل قصة (الفتاة اليابانية)
وهي قصة موضوعها مفيد قرأناه بارتياح وودنا لو يطالعها تلامذة المدارس
المصرية عسى أن يميزوا بين التعليم الحي وتعليم المحاكاة التقليدية، ومؤلفها حسن
أفندي رياض وهي القصة السادسة عشرة من المسامرات.