للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


نموذج من إنجيل برنابا
(٣)

الفصل الرابع والتسعون [أ١]
(١) ولما قال يسوع هذا عاد فقال: (إني أشهد أمام السماء وأُشْهِد كل
ساكن على الأرض، أني بريء من كل ما قال الناس عني؛ من أني أعظم من بشر.
(٢) لأني بشر مولود من امرأة، وعرضة لحكم الله [ب١] ، أعيش كسائر
البشر عرضة للشقاء العام.
(٣) لعمر الله [ت١] الذي تقف نفسي بحضرته، إنك أيها الكاهن لقد أخطأت
خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته.
(٤) ليطف [ث١] الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه
الخطيئة) .
(٥) قال حينئذ الكاهن: (ليغفر لنا الله [ج١] . أما أنت فصل لأجلنا) .
(٦) ثم قال الوالي وهيرودس: (يا سيد، إنه لمن المحال أن يفعل بشر ما
أنت تفعله؛ فلذلك لا نفقه ما تقول) .
(٧) أجاب يسوع: إن ما تقوله لصدق، إن الله يفعل صلاحًا بالإنسان،
كما أن الشيطان يفعل شرًّا.
(٨) لأن الإنسان بمثابة حانوت من يدخله برضاه يشتغل ويبيع فيه.
(٩) ولكن قل لي أيها الوالي وأنت أيها الملك، أنتما تقولان هذا لأنكما
أجنبيان عن شريعتنا؛ لأنكما لو قرأتما العهد وميثاق إلهنا [١] ، لرأيتما أن موسى
حول بعصاه البحر دمًا، والغبار براغيث، والندى زوبعة، والنور ظلامًا.
(١٠) أرسل الضفادع والجرذان على مصر فغطت الأرض، وقتل الأبكار، وشق البحر وأغرق فيه فرعون.
(١١) ولم أفعل شيئًا من هذه.
(١٢) وكل يعترف بأن موسى إنما هو الآن رجل ميت.
(١٣) أوقف [٢] يوشع الشمس وشق الأردن وهما مما لم أفعله حتى الآن.
(١٤) وكل يعترف بأن يوشع إنما هو الآن رجل ميت.
(١٥) وأنزل إيليا النار من السماء [٣] عيانًا، وأنزل المطر [٤] ، وهما مما لم
أفعله.
(١٦) وكل يعترف بأن إيليا إنما هو بشر.
(١٧) كثيرون آخرون من الأنبياء والأطهار وأخلاء الله فعلوا بقوة الله
أشياء لا تبلغ كنهها عقول الذين لا يعرفون إلهنا [أ٢] القدير الرحيم المبارك إلى
الأبد) .
***
الفصل الخامس والتسعون [ب٢]
(١) وعليه فإن الوالي والكاهن والملك، توسلوا إلى يسوع أن يرتقي مكانًا
مرتفعًا ويكلم الشعب تسكينًا لهم.
(٢) حينئذ ارتقى يسوع أحد الحجارة الاثنى عشر، التي أمر يوشع الاثني
عشر سبطًا؛ أن يأخذوها من وسط الأردن عندما عبر إسرائيل من هناك، دون أن
تبتل أحذيتهم [٥] .
(٣) وقال بصوت عال: (ليصعد كاهننا إلى محل مرتفع حيث يتمكن من
تحقيق كلامي)
(٤) فصعد من ثم الكاهن إلى هناك.
(٥) فقال له يسوع بوضوح يتمكن كل واحد من سماعه (قد كتب في عهد
الله الحي [ت٢] [٦] وميثاقه أن ليس لإلهنا بداية [ث٢] ولا يكون له نهاية [ج٢] ) .
(٦) أجاب الكاهن: (لقد كتب هكذا هناك) .
(٧) فقال يسوع: (إنه كتب هناك أن إلهنا [ح٢] قد برأ كل شي بكلمته [خ٢] [٧]
فقط) .
(٨) فأجاب الكاهن: (إنه لكذلك) .
(٩) فقال يسوع: (إنه مكتوب هناك أن الله لا يُرى [أ٣] وأنه محجوب [ب٣]
عن عقل الإنسان؛ لأنه غير متجسد [ت٣] وغير مركب، وغير متغير [ث٣] ) .
(١٠) فقال الكاهن: (إنه لكذلك حقًّا) .
(١١) فقال يسوع: (إنه مكتوب هناك، كيف أن سماء السموات لا تسعه [٨]
لأن إلهنا غير محدود [ج٣] .
(١٢) فقال الكاهن: (هكذا قال سليمان النبي يا يسوع) .
(١٣) قال يسوع: (إنه مكتوب هناك أن ليس لله حاجة؛ لأنه لا يأكل،
ولا ينام، ولا يعتريه نقص [ح٣] ) .
(١٤) قال الكاهن: (إنه لكذلك) .
(١٥) قال يسوع: (إنه مكتوب هناك أن إلهنا في كل مكان وأن لا إله
سواه [خ] الذي يضرب ويشفي، ويفعل كل ما يريد [٩] ) .
(١٦) قال الكاهن: (هكذا كتب) .
(١٧) حينئذ رفع يسوع يديه وقال: (أيها الرب إلهنا [د٣] هذا هو إيماني
الذي آتي به إلى دينونتك، شاهدًا على كل من يؤمن بخلاف ذلك) .
(١٨) ثم التفت إلى الشعب وقال: (توبوا؛ لأنكم تعرفون خطيئتكم من
كل ما قال الكاهن، إنه مكتوب في سفر موسى عهد الله إلى الأبد.
(١٩) فإني بشر منظور، وكتلة من طين تمشي على الأرض، وفانٍ كسائر
البشر.
(٢٠) وإنه كان لي بداية وسيكون لي نهاية، وإني لا أقدر أن أبتدع خلق
ذبابة) .
(٢١) حينئذ رفع الشعب أصواتهم باكين وقالوا: (لقد أخطأنا إليك أيها
الرب إلهنا [أ٤] فارحمنا [ب٤] ) .
(٢٢) تضرع كل منهم إلى يسوع ليصلي لأجل أمن المدينة المقدسة؛
لكيلا يدفعها الله في غضبه؛ لتدوسها الأمم [ت٤] .
(٢٣) فرفع يسوع يديه وصلى لأجل المدينة المقدسة ولأجل شعب الله
وكل يصرخ: (ليكن كذلك آمين) .
***
الفصل السادس والتسعون [ث٤]
(١) ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: (قف يا يسوع لأنه
يجب علينا أن نعرف تسكينًا لأمتنا) .
(٢) أجاب يسوع: (أنا يسوع ابن مريم [ج٤] من نسل داود، بشر مائت
ويخاف الله، وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله) .
(٣) أجاب الكاهن: (إنه مكتوب في كتاب موسى أن إلهنا سيرسل لنا
مسيَّا [ح٤] الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله، وسيأتي للعالم برحمة الله.
(٤) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق: هل أنت مسيَّا [خ٤] الله الذي
ننتظره؟) .
(٥) أجاب يسوع: (حقًّا، إن الله وعد هكذا. ولكني لست هو؛ لأنه خلق
قبلي، وسيأتي بعدي [١٠] .
(٦) أجاب الكاهن: (إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي،
وقدوس الله.
(٧) لذلك أرجوك باسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حبًّا في الله، بأيَّة
كيفية سيأتي مسيَّا) .
(٨) أجاب يسوع: (لعمر الله [أ٥] الذي تقف بحضرته نفسي، أني لست
مسيَّا الذي تنتظره كل قبائل الأرض، كما وعد الله أبانا إبراهيم [١١] قائلاً: بنسلك
أبارك كل قبائل الأرض.
(٩) ولكن عندما يأخذني الله من العالم، سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة
الملعونة، بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله، وابن الله.
(١٠) فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي، حتى لا يكاد يبقى ثلاثون
مؤمنًا.
(١١) حينئذ يرحم الله العالم، ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله.
(١٢) الذي سيأتي من الجنوب بقوة [ب٥] وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام.
(١٣) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر.
(١٤) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به.
(١٥) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركًا) .
***
الفصل السابع والتسعون [ت٥]
(١) (ومع أني لست مستحقًّا أن أحل سير حذائه [١٢] قد نلت نعمة
ورحمة من الله لأراه) .
(٢) فأجاب حينئذ الكاهن مع الوالي والملك قائلين: لا تزعج نفسك يا يسوع
قدوس الله؛ لأن هذه الفتنة لا تحدث في زماننا مرة أخرى.
(٣) لأننا سنكتب إلى مجلس الشيوخ الروماني المقدس بإصدار أمر ملكي
أن لا أحد يدعوك فيما بعد: الله أو ابن الله) .
(٤) فقال حينئذ يسوع [أ٦] : (إن كلامكم لا يعزيني؛ لأنه يأتي ظلام حيث
ترجون النور.
(٥) ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيَّ
وسيمتد دينه ويعم العالم بأسره؛ لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم.
(٦) وإن ما يعزيني هو أن لانهاية لدينه [ب٦] لأن الله سيحفظه [ت٦]
صحيحًا) .
(٧) أجاب الكاهن: (أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله [ث٦] ؟) .
(٨) فأجاب يسوع: (لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله.
(٩) ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة، وهو ما يحزنني.
(١٠) لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله [ج٦] العادل، فيتسترون بدعوى
إنجيلي) .
(١١) أجاب هيرودس: (كيف أن مجيء هؤلاء الكافرين يكون بحكم الله
العادل؟) .
(١٢) أجاب يسوع: (من العدل أن من لا يؤمن بالحق لخلاصه يؤمن
بالكذب للعنته (١٣) لذلك أقول لكم [ح٦] : إن العالم كان يمتهن الأنبياء
الصادقين دائمًا وأحب الكاذبين، كما يشاهد في أيام ميشع وأرميا [١٣] لأن الشبيه
يحب شبيهه [خ٦] ) .
(١٣) فقال حينئذ الكاهن: (ماذا يسمى مسيّا؟ وما هي العلامة التي
تعلن مجيئه [أ٧] ؟) .
(١٤) أجاب يسوع: (إن اسم مسيَّا [ب٧] عجيب؛ لأن الله نفسه سماه لما
خلق نفسه، ووضعها في بهاء سماوي (١٥) قال الله: (اصبر يا محمد [ت٧] لأني
لأجلك [ث٧] أريد أن أخلق [ج٧] الجنة والعالم، وجمًّا غفيرًا من الخلائق التي أهبها لك،
حتى إن من يباركك يكون مباركًا، ومن يلعنك يكون ملعونًا.
(١٦) ومتى أرسلتك [ح٧] إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص، وتكون
كلمتك صادقة، حتى إن السماء والأرض تهنان. ولكن إيمانك لا يهن أبدًا.
(١٧) إن اسمه المبارك محمد) .
(١٨) حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: (يا اللهم، أرسل [خ٧] لنا
رسولك [د٧] يا محمد [ذ٧] تعال سريعًا لخلاص العالم!) .
***
الفصل الثامن والتسعون [ر٧]
(١) ولما قال هذا انصرف الجمهور مع الكاهن، والوالي مع هيرودس،
وهم يتحاجون في يسوع وتعليمه.
(٢) لذلك رغب الكاهن إلى الوالي أن يكتب بالأمر كله إلى رومية إلى
مجلس الشيوخ، ففعل الوالي كذلك.
(٣) لذلك تحنن مجلس الشيوخ على إسرائيل، وأصدر أمرًا أنه
ينهى ويتوعد بالموت كل أحد يدعو يسوع الناصري نبي اليهود - إلهًا أو ابن الله.
(٤) فعلق هذا الأمر في الهيكل منقوشًا على النحاس ... إلخ.