ألقى اللورد كرومر في ٤ يناير خطابًا في أم درمان على جمهور من عُمد السودان ومشايخه وأعيانه، حضره سعادة السردار وبعض الإنكليز وعدَ فيه السودانيين بأن حاكمهم من قِبل الحكومة الإنكليزية والحكومة الخديوية هو السردار؛ لأن جلالة الملكة وسمو الخديوي يثقان به، وأنه يكون مستقلاًّ في حكمه قال: فلا تساس بلادكم من مدينة القاهرة ولا من مدينة لندن، بل إن الذي يسوسكم هو السردار، ومنه تطلبون العدالة وحسن الأحكام، وأنا على يقين من أن أملكم لا يخيب، ثم بين لهم أن جلالة الملكة ورعاياها متعلقون بدينهم ويعلمون كيف يحترمون دين غيرهم، وأن المسلمين الذين تحكمهم، وهم أكثر من كل ما يحكمه غيرها من الملوك، يعيشون في الراحة والاطمئنان تحت حكمها الهنيء، وكذلك يكون السودان (فلا يتعرض لكم أحد في دينكم على الإطلاق) فقاطعه بعض المشايخ سائلاً: هل يتضمن هذا الوعد الجري على الشريعة؟ فقال اللورد: (نعم) ثم وعدهم بالعدالة والانتظام ومحو آثار العسف المصري القديم، وأنه لا يؤخذ منهم إلا الضرائب التي تضرب عليهم، وأن الموظفين من الإنكليز ستقيم في كل مركز لإجراء الأحكام طبق هذه المبادئ. خطب اللورد بالإنكليزية، وترجم خطابه سكرتيره حرفيًّا.