للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الهدايا والتقاريظ

(الواسطة بين الخلق والحق ورفع الملام عن الأئمة الأعلام)
رسالتان جليلتان نافعتان من تأليف شيخ الإسلام وعلم الأعلام الإمام الحافظ
أبي العباس أحمد بن تيمية طبعا معًا في مطبعة الآداب والمؤيد , وسنبسط الكلام
عليهما في القسم الديني , ونكتفي الآن بأن نقول: ينبغي لكل مسلم بل ولكل محب
للعلم أن يطلع عليهما , وثمن النسخة الواحدة أربعة قروش , وتطلب من إدارة
المؤيد بمصر.
***
(دفاع بلفنا)
التاريخ كله عبر وفوائد , وأحقه بالدراسة وأجدره بالعناية ما يمثل لك حال
أمتك التي تنسب إليها , ودولتك التي تستظل برايتها. وأجدر أقسام التاريخ بالذكر.
وأحراها بالمجد والفخر القسم الحربي الذي تظهر به براعة الدولة في ميادين القتال
ومواطن النزال. ولقد كانت دولتنا العلية - ولا تزال - في مقدمة دول العالم
بالمهارة في فنون الحرب , والثبات في مواقع الطعن والضرب. وإنما كانت
حروبها الهائلة التي شابت لها النواصي. ودكت لها الحصون والصياصي. مع
الدولة الروسية. التي تهابها جميع الدول القوية. وأشهر وقائع حربهما الأخيرة
واقعة (بلفنا) الشهيرة , فلقد أفردت بالتأليف في لغات شتى إلا اللغة العربية. التي
كانت أولى وأحق بهذه الآثار النافعة. وقد لاحظ هذا صديقنا الهمام سليل الأمراء
الكرام حقي بك العظم أحد المدرسين في مدرستي التوفيقية والنصرية , فوضع كتابًا
في هذه الواقعة سماه (دفاع بلفنا) استمد مسائله من الكتب التركية والفرنسوية مع
التحري والتدقيق , وطبع الكتاب وألحق به خريطة البلاد التي فيها الدفاع , وطبعه
في مطبعة الترقي على ورق جيد ناعم , وجعل ثمن النسخة ستة قروش أميرية ,
وهو ثمن بخس أريد به تسهيل اقتناء الكتاب على كل أحد , وعسى أن هذا الكتاب
يروج جدًّا في هذه البلاد المحب أهلها للدولة العلية وفي سائر البلاد العربية.
***
(القوة الكهربائية)
كتاب بهذا الاسم صنفه صاحبنا الفاضل محمد زكي أفندي العريشي وكيل
تلغراف أَصوان. وجعله ستة فصول - الأول كلام عام على الكهربائية والاكتشاف
فيها , والثاني في البطاريات الكهربائية , والثالث في المغناطيسية , والرابع في
السيال الكهربائي وآلات التلغراف , والخامس في التليفون والمكروفون والفبراتور
والأجراس الكهربائية , والسادس في الموازين الكهربائية.
أما منهاج الكتاب فبيان الأعمال المقصودة من العلم والعمليات موضحة
بالرسوم في جميع الفصول. وأما عبارته فسهلة واضحة , وقد وقف صاحب هذه
المجلة على تصحيحه قبل الطبع , وقد روعي ذلك التصحيح لدى الطبع في الجملة ,
وربما لم يعدل عن شيء منه عمدًا إلا ما قصد به الوقوف عند الاصطلاحات
المشهورة مراعاة لسهولة الفهم. وأما طبعه فحسبنا أن نقول: إنه في مطبعة الترقي
وعلى أجود الورق فيها. وثمن النسخة منه عشرون قرشًا , فنحث محبي العلم على
قراءته , والاعتبار بهذه القوة التي ظهرت بها الخوارق , ودخل العالم في طور
جديد ولو مثلت للأمم الهمجية لوصفوها بالربوبية؛ لأنها أعظم ما في الأرض من
المظاهر الإلهية فسبحان الخلاق العليم.
***
(شقاء الأمهات)
أسطورة عذبة العبارة حسنة الموضوع كانت تنشر علاوة لمجلة أنيس الجليس
معربة بقلم صاحبة المجلة رصيفتنا الفاضلة ألكسندرة أفرينوه وناهيك باختيار عقائل
السيدات للقصص المتعلقة بالأمهات. والقصة مطبوعة على ورق جيد كورق مجلة
أنيس الجليس وثمن النسخة منها عشرة قروش فنحث الأدباء والأديبات بوجه أخص
على مطالعتها.
***
(زهرة الحب)
ثلاث رسائل غرامية من عاشق فرنساوي اسمه (سان بروه) إلى معشوقته
جوليا وثلاث رقاع من جوليا له أجاب عن ثنتين منها , ولا تبلغ رقعة، أو جواب
منها ثلاثة أسطر , وقد سمى المجموع (رواية) , والكاتب لها في الأصل جان
جاك روسو الشهير , وقد عربها الأديب اللبيب أحمد أفندي نجيب وطبعت من عهد
قريب.
***
(تحفة حميدية)
احتفل بالعيد الفضي لمولانا السلطان الأعظم في كثير من بلاد الهند العظيمة ,
ونظم الأدباء القصائد في مدحه وتهنئته , وقد جمع بعض أهل الغيرة كثيرًا من هذه
القصائد والخطب باللغات العربية والأوردية والإنكليزية ناسبًا كل قول إلى جماعة
المسلمين القائمين بالاحتفال في البلد المرسل منه القول , فنشكر لإخواننا مسلمي
الهند تعلقهم بالدولة العلية , ونسأل الله تعالى أن يوفق الفريقين للانتفاع من هذه
السلطة المعنوية والرابطة الدينية.
***
(المناظر)
لم ينس القراء أن هذا اسم لجريدة عربية سورية في البرازيل وهي أدبية
المنهج معتدلة السير، وتصدر في كل سنة مجلة في ٦ سمبتر (أيلول) تذكارًا
لصدور الفرمان السلطاني بما يسمونه (استثناء لبنان) وتسميه هي (استقلال لبنان)
تودعه القصائد الرنانة في الموضوع , وكثيرًا من الفوائد الأدبية والتهذيبية , وإننا
نعترف بأن هذه الجريدة نافعة لقارئيها , ونشكر لها ولرفيقاتها العناية بإحياء اللغة
العربية الشريفة في تلك البلاد , ونثني على أصحابها أطيب الثناء.
بيتان في بيتين ... وثالث لثالث الصفيين
اغتالت التقاريظ صفحات كنا أعددناها للنبذ الأدبية , وأنَّى لنا بقليل يغني عن
كثير؟ تفكرت في هذا فتذكرت بيتين لو وزنتهما بشعر العرب كله لرجحا في
نظري لواقعة لهما مخصوصة. وأثارة في الأدب منصوصة. وردا فيها مورد
التمثيل. من عالم جليل.
ذلك أن إمام اللغة والأدب ومفخر العجم والعرب. الأستاذ الشيخ محمد محمود
الشنقيطي تفضل بزيارتي في ٢٨ من شهر ربيع الثاني سنة ١٣١٧ , وأنشدني
البيتين الآتيين لأعرابية عشقت فتى في مكة , وحدثني أنه أنشدهما للشريف الأمير
عبد الله باشا عون عندما عاتبه في مكة على عدم زيارته فقال له الأستاذ: بيتكم
عندي هو البيت الثاني كما قالت الأعرابية:
للناس بيت يديمون الطواف به ... ولي بمكة لو يدرون بيتان
فواحد منهما لله أعظمه ... وآخر لي به شغل بإنسان
وقال لي الأستاذ بعد ذلك: وبيتك عندي هو البيت الثاني في مصر والبيت
الأول هو بيت الأستاذ الشيخ محمد عبده.
فحسبي هذه الكلمة فخرًا أنها من رجل هو بقية السلف في الصدق والبعد عن
التملق والنفاق. وأرجو أن يسمح لي القراء بهذين السطرين اللذين كتبتهما عن
نفسي فلي سطران أو أسطر ولهم المجلة كلها , ولا غبن ولا تغرير إن شاء الله
تعالى.