للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المصنفات

(كتاب روح الحياة)
أهديت إلينا من بضعة أشهر رسالة بهذا الاسم مؤلفة من ٣٢ صفحة , وقد
كتب عليها بعد اسم الكتاب: (الدعوة الأولى) من قلم تحرير جمعية الدعوة
الإسلامية , ثم كتب بعد ذلك: (تأليف محمد حافظ صاحب مدرسة نور الإسلام
الأهلية) ففهمنا منها أن هناك جمعية للدعوة , ولكننا لم نسمع لهذه الجمعية قبل
الرسالة ولا بعدها خبرًا، ولم نر لها أثرًا، وقد اعتدنا أن نرى كثيرًا من هذه
المصنفات الحديثة الضخمة الألقاب، فنحوم عليها نبغي الورود فيتبين لنا أنها
سراب، حتى صرنا نرغب عن قراءة أكثر المصنفات الحديثة التى لا نعرف
لأصحابها شهرة في العلم لئلا نضيع وقتنا في غير المفيد. وقد كنا ظننا أن هذه
الرسالة من هذا القبيل قبيل المتهجمين على التأليف , وطبع ما يكتبون وإن كان
لغوًا إلا أننا أمسكناها لننظر فيها لأنها نسبت إلى جمعية موضوعها الدعوة الإسلامية ,
فلم يتح لنا ذلك إلا اليوم. تصفحنا بعض صفحاتها , وقرأنا جملاً من مسائلها
فرأيناها كتبت بعقل واشتملت على حكم وعظات نافعة أكثر مما كنا ننتظر , ولكننا
لم نر فيها دعوة إلى شيء معين محدود يدل على أن وراءه ما هو أرقى منه كما
يتبادر الى الذهن من كلمة (الدعوة الأولى) إذ تفهم الكلمة أن هناك أمورًا مرتبة
يتوقف بعضها على بعض قد شرعت الجمعية في بيانها لإقناع الناس بها. ومواعظ
الرسالة في تقسيم الحياة إلى وجودية وشهوانية واجتماعية , وفي العوامل الحيوية
في الشخص والعائلة والقوم والوطن , وفيها فصل في الدين وتأثيره وفضل الإسلام،
وطريقتها في البحث فلسفية. وجملة القول أن الرسالة نافعة نود أن يطالعها
الشبان المصريون الذين لا هم لهم في حياتهم إلا اللذة , ونشكر للمؤلف والجمعية
هذا العمل ونتمنى أن يزيد نجاحًا ونباتًا.
***
(الحبس في التهمة والامتحان على طلب الإقرار)
رسالة لشيخ الإسلام سعد الدين الخالدي المعروف بابن الديري نقلت من
إحدى مكاتب الآستانة واعتنى بإيضاحها وطبعها محمد روحي أفندي الخالدي المقدسي
باش شهبندر الدولة العلية في مدينة بردو الفرنسية , وفيها مباحث لا تكاد توجد
مجموعةً في كتاب. بدأها بما ورد في الحبس من نصوص الكتاب والسنة , وخرج
الأحاديث التى أوردها وذكر عللها وهو ما لم يعهد من فقهاء الحنفية إلا قليلاً , ثم
ذكر أقوال الفقهاء في ذلك. ومن مسائلها بيان أصل اعتبار غلبة الظن ,
ومراعاة ظواهر الأحوال , والكلام في الحدود ودرئها والمعافاة منها قبل الوصول
الى الحاكم وعدم العمل فيها بكل اعتراف. والكلام في حبس أرباب التهم وضربهم
لأجل الإقرار، وفي تحكيم القلب في الأمور , وهو ما يعبرون عنه اليوم بالضمير.
وفي آخرها ترجمة المؤلف وما قاله العلماء فيه ونقلوه عنه. وصفحات الرسالة
تزيد على ٨٠ فنشكر فضل من سعى بطبعها ونشرها.
***
(علم قراءة اليد)
كتاب حديث موضوعه ما يسميه الناس عندنا علم الكف , وذلك أننا نسمع منذ
الصغر أن من العرافين من يعرف مستقبل الإنسان من النظر في كفه وقراءة ما فيها
من الخطوط الدالة على معاني لا يعرفها إلا أهلها. والعقلاء يعدون هذا ضربًا
من الدجل والاحتيال على الرزق كضرب الرمل والودع والحصى , ولا تكاد
تجد من يعتقد بأن الكف يدل حقيقة على أحوال الإنسان إلا النساء والجهلة. وما
كنا نظن أن الأوربيين عُنُوا بهذا الأمر ووضعوا فيه المصنفات الموضحة بالرسوم ,
وتصوير تقاطيع الكف وخطوطه حتى ظهر هذا الكتاب.
نقل الكتاب وجمعه من اللغات الأجنبية نجيب أفندي كاتبه رئيس القلم
الإفرنجي بالسكة الحديدية السودانية. واعتنى بضبط لغته الصاغ قولاسي محمد
أفندي فاضل أركان حرب السكة الحديدية السودانية. وهو جزآن أحدهما في فراسة
اليد , وثانيهما في أسرار الكف , وفيهما أبواب وفصول كثيرة وتسعة وعشرون
شكلاً. وصفحات الكتاب تقرب من مائتين وثمن النسخة منه ٢٠ قرشًا أو ٥
فرنكات وأجرة البريد قرش أو ٣٠ سنتيمًا ويطلب من المكاتب الشهيرة.
***
(تاريخ اليهود)
وضع هذا التاريخ حديثًا شاهين بك مكاريوس الواسع الاطلاع في
التاريخ, وهو مؤلف من فصول في نسب اليهود وأصلهم , وفي انتشارهم
وتاريخهم قبل الخروج من مصر وبعده , وفي تفرقهم في الأرض شرقها وغربها ,
وفي ديانتهم وشريعتهم وفرقهم وعوائدهم وأشهر متقدميهم ومتأخريهم وجمعياتهم
ونوابغهم ووجهاء المعاصرين في العصر. وطريقة المؤلف وعادته في كلامه عن
الطوائف والملل النظر إلى الحسن والتنويه به , وعدم الالتفات إلى ضده بالمرة ,
فهو لا يذكر أمرًا منتقدًا لا على طريقة الاستحسان والرضى ولا على سبيل الرد
والنقض. وقد قرظ كتابه بعض فضلاء اليهود , واستحسنوا تدريسه في مدارسهم
الابتدائية لاختصاره وسهولته.
(تاريخ إيران) وقد أهدانا المؤلف مع كتابه الحديث المذكور تاريخه لإيران
الذي ألفه من عدة سنين وقدمه للشاه مظفر الدين وهو أكبر من تاريخ اليهود وأكثر
فائدة منه.
***
(الحقائق الأصلية في تاريخ المسونية العملية)
وأهدانا أيضًا هذا الكتاب من تأليفه , ويعني بالعملية ما ينسب إلى الجمعية من
المباني والآثار الأدبية لا أعمالها السياسية السرية التي كانت من أعظم أسباب
الانقلاب السياسي في أوربا. وفي الكتاب فوائد كثيرة عن هذه الجمعية لا يستغني
الباحثون عن معرفتها , ولعلنا نتكلم عن شيء من مسائل هذا الكتاب بعد مطالعته.
فنشكر للمؤلف هديته. وهذه الكتب تطلب كسائر مؤلفاته من إدارة المقطم بمصر.
***
(عود على بدء)
صدر الجزء الثاني من هذه القضية المتممة لقصة الفرسان الثلاثة , وفيها
فوائد جمة عن أخلاق الملوك المستبدين وأحوالهم , وأهمها أنه لا يؤمن جانبهم ولا
يرجى ودهم , وفيها من غرائب دسائس اليسوعيين وبراعتهم في السياسة ما
يمثل لك عظمة هذه الجمعية السرية وهول مستقبلها. وأعظم العبر فيها ما كان
من خبر بعض الحراس الثلاثة مع الملك لويس الرابع عشر في مواجهته ببيان
فساد أخلاقه وسوء تصرفه مما يدل على أن أصحاب الأخلاق العالية في كل
زمان ومكان هم الملوك الحقيقيون الذين يحتقر كل أحد نفسه أمامهم وإن كابر وتكبر.
وعتا وتجبر، وثمن الجزء الواحد ستة قروش كما تقدم ويطلب من مكتبة المعارف
بمصر.
***
(شارل وعبد الرحمن)
هي القصة الثامنة من القصص التى وضعها جرجي أفندي زيدان في تاريخ
الإسلام وهي تتضمن فتوح العرب في بلاد فرنسا إلى ضفاف نهر لوار بجوار
تورس وما كان من تكاتف الإفرنج هناك على دفعهم بقيادة شارل مارتل والأسباب
التي دعت إلى فشل العرب ونجاة أوربا منهم , أما هذه الأسباب التي شرحها
فهي ترجع إلى أمرين: أحدهما قلة العرب في الجيش وكثرة البربر وغيرهم
من الشعوب التى دخلت في الإسلام , ولم يتمكن من قلوبهم الإيمان , ولا عرفوا
حقيقة ما يأمر به هذا الدين من العدل وعدم الاعتداء في الحرب , وتحريم التعرض
لمن لا يقاتل كالرهبان والنساء. فكان هؤلاء الدخلاء لا هم لهم إلا السلب
والنهب , فتنكرت النفوس التي كانت مالت إلى المسلمين منهم , وساءت بذلك
سيرتهم. وثانيهما اجتماع كلمة الأوربيين بعد تفرقهم , وهو أضعفهما.
وثمن النسخة من القصة ١٠ قروش , وتطلب من مكتبة الهلال بمصر.
***
(نبراس المشارقة والمغاربة)
جريدة ظهرت في مصر مديرها السيد مصطفى بن إسماعيل وهي جريدة لا
كالجرائد التى تظهر كل آن في مهاب الأهواء المتناوحة في مصر فتعلو وتسفل ,
وتيمن وتشأم , وتمين وتصدق , بل هي جريدة تحالف فيها القول مع الاعتقاد ,
وتآخى الاعتقاد مع الدين , وجرى الدين كعادته مع حسن النية فهي تأمر بالمعروف
وتنهى عن المنكر في الأمور العامة بحسب ما يصل إليه علم من يكتبها وفهمه. وقد
انتقدنا عليها إطالة الكلام في المسألة الواحدة كالكلام في العرب ومراكش ولو
نوعت المباحث لكانت أحب , وهي تصدر في الشهر ثلاث مرات , وقيمة
الاشتراك فيها ٥٠ قرشًا في مصر و١٠ روبيات في الهند وزنجبار و١٦ فرنكًا في
سائر البلاد. فنسأل الله أن يهديها طريق الرشاد، ويهبها الثبات والسداد، إن الله
بصير بالعباد.
***
(سيف العدالة)
جريدة سياسية أدبية انتقادية إرشادية فكاهية أسبوعية موقتًا لصاحبها حسن
أفندي لبيب البري ومحمد توفيق أفندي البحري , ولما كان أحد صاحبيها بريًّا
والآخر بحريًّا , , وكان موضوعها الانتقاد , فيتوقع أن يبينا فيها ما ظهر من الفساد
في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس , ويلبسا ذلك ثوب الانتقاد، ليكون ذلك من
جزاء أولئك الأفراد. {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الرعد: ٣٣) , وقيمة
الاشتراك في الجريدة ٨٠ قرشًا عن سنة في مصر و٣٥ عن ٣ أشهر و٣٠ فرنكًا
في الخارج , فنتمنى لها التوفيق والنجاح.