ترجمة محمد علي الهندي للقرآن س١٦من صاحب الإمضاء في سمبس برنيو (جاوه) بسم الله الرحمن الرحيم حضرة مولاي الأستاذ العلامة الجليل السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار الأغر نفعني الله والمسلمين بعلومه آمين. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فالمرجو من فضلكم وشفقتكم على الأمة الإسلامية الجواب عن هذا السؤال وهو: هل يجوز العمل بتفسير مولاي محمد علي الهندي الذي فسَّر به القرآن باللغة الإنكليزية أم لا؟ وقد ترجمه باللغة الملاوية الحاج عثمان جوكرو أمينوتو (IJokroaminoto) وقد صار النزاع بين الجاويين في أمر هذا التفسير فأكثرهم اعترضوا عليه، ولكن قال المترجم: إنه لم ير أحدًا بيَّن خطأ هذا التفسير، ولهذا أرجو أن تبدوا رأيكم فيه، نعم قد علمت أن مفتي مصر وبيروت لم يأذنا بإدخال هذا التفسير الإنكليزي فيهما، ولكن عدم إذن المفتيين في ذلك لم يكن كافيًا لإقناع الناس بعدم جواز العمل به، هذا وتفضلوا بقبول شكري وشكر الأمة سلفًا على جوابكم الشافي المنتظر، ودمتم سالمين وملجأ للمسترشدين. ... ... ... ... ... ... ... ... محمد بسيوني عمران (ج) الظاهر أنكم تريدون من العمل بهذا التفسير الاعتماد على ما بيَّن به معاني التنزيل من أحكام العبادات والمعاملات أو ما هو أعم من ذلك كالاعتماد عليه في العقائد الدينية، ولا يمكن أن يفتي بهذا إلا من قرأ هذا التفسير أو الترجمة التفسيرية كلها ورأى أن صاحبها لم يخرج فيها عن شيء من القطعيات التى أجمع عليها المسلمون أو جرى عليها جمهور السلف الصالح ولم يشذ عن مدلول الألفاظ العربية فيما ليس بقطعي، والمشهور أن صاحبه محمد علي هذا من القاديانية وأنه حرَّف بعض الآيات المتعلقة بالمسيح لأجل الاستدلال بها على كون ميرزا غلام أحمد القادياني هو المسيح المنتظر، هذا هو سبب منع شيخ الأزهر ومفتي بيروت لإدخال المصحف الشريف المطبوعة معه هذه الترجمة الإنكليزية إلى مصر وسورية لئلا يضل المسلمون بهذا التحريف، وقد ذكرت هذا في الجزء التاسع من تفسير المنار، والطائفة القاديانية مارقة من الإسلام تدعي الوحي لمسيحها الدجال وخلفائه، ولهم في تحريف القرآن مفاسد لم يسبقهم إليها دعاة الباطنية من زنادقة الفرس وغيرهم، ومنها أنهم يزعمون أن سورة الفاتحة تدل على استمرار الوحي الإلهي إلى آخر الزمان، وقد رددنا على دجالهم في حياته وبيَّنا ضلالهم بعد موته مرارًا في مجلدات المنار المتعددة. وعندي أنه لا ينبغي للمسلمين أن يعتمدوا على هذا الترجمة ولا غيرها في فهم القرآن والعمل به، وإنما ينتفع بهذه التراجم في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ممن لا يعرفون العربية ويعرفون لغة الترجمة، وراجعوا كتابنا (ترجمة القرآن) في هذا الموضوع فهو يغني عن الإطالة هنا في هذه المسألة. *** من استباح التزوج بأكثر من أربع (س١٧ -٢٠) ومنه أيضًا: مولاي الأستاذ السيد الأجل فخر الأنام، نفع الله تعالى بوجوده الإسلام. أرجو من فضلكم الجواب عن هذه الأسئلة وهي: هل قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} (النساء: ٣) نص على عدم جواز الزيادة على أربع زوجات أم لا؟ وهل يجوز لأحد أن يتزوج بأكثر من أربع نسوة تقليدًا لمن قال بتسع أو ثماني عشرة امرأة أم لا؟ وما حكم الأولاد الذين هم من النساء الزوائد مع حديث غيلان، الذي صحَّحه الحاكم وابن حبان، وهو (أمسك أربعًا وفارق سائرهن) وإذا فعل ذلك أحد من الكبراء (الأمراء والسلاطين) أو غيرهم فهل يجب على العلماء إنكار فعله عليه بالنصيحة له أم لا؟ هذا والمرجو منكم الجواب، ولكم مني الشكر ومن الله الثواب. ... ... ... ... ... ... ... ... محمد بسيوني عمران
(ج) الآية الكريمة نص على جواز نكاح الأربع بشرطه وعدم الزيادة عليها، ومن قال: إنها تدل على جواز ١٨ فهو محرف للنص بجهله باللغة أو بسوء القصد، وتقليده ممنوع بإجماع أهل الحق من المسلمين؛ ومن فعل ذلك عن جهل يُعْذَر به فأولاده مما زاد على الرابعة أولاد شبهة، ولا شك في أنه يجب على علماء المسلمين الإنكار على مَن يخالف هذا الإجماع المستَمَد من نص القرآن المؤيد بالسنة العملية والأحاديث الصحيحة أميرًا كان أو مأمورًا ملكًا كان أو سوقة فحكم الله واحد لا يختلف باختلاف المظاهر وغيرها، وإنما يختلف أسلوب إنكار المنكر والأمر بالمعروف، فيراعى فيه من الحكمة والموعظة الحسنة ما يُرْجَي به القبول. *** إمامة الجمعة وما يشترط فيها الشافعية (س٢٠-٢٢) وله أيضًا بسم الله الرحمن الرحيم حضرة العلامة الحجة، مولانا الأستاذ السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار الإسلامي أدامه الله تعالى للأمة إمامًا مصلحًا آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإني أرجو من فضلكم أن تتفضلوا بالجواب عن الأسئلة التى تتعلق بصلاة الجمعة فلم تزل أفهام الناس تختلف فيها باختلاف أقوال الفقهاء فيها ألا وهي: (١) قال بعض العلماء: يُشْتَرط أن يكون إمام الجمعة ممن سمع الخطبة، وإن زاد على الأربعين، فهل هذا القول صحيح أم لا؟ (٢) قال في الجمل على شرح المنهج: (فرع) لو خطب شخص وأراد أن يقدم شخصًا غيره ليصلي بالقوم فشرطه أن يكون ممن سمع الخطبة وينوي الجمعة إن كان من الأربعين وإلا فلا؛ إذ تجوز صلاة الجمعة خلف مصلي الظهر اهـ شوبري، فما معنى قوله: (وإلا فلا) فسِّروه لنا، وهل يشترط على الصبي أو العبد أو المسافر أو مصلي الظهر أن يسمع الخطبة إذا كان إمامًا للجمعة أو لا؟ إذ هم قد قالوا: إن أحد الأربعة يصح أن يكون إمامًا للجمعة، فإني لم أفهم اشتراطهم على الإمام أن يكون ممن سمع الخطبة، وإن زاد على الأربعين، فإنهم ليسوا من أهل الجمعة، وإن سمعوا الخطبة فسماعهم لها لم يجعلهم معدودين من العدد الذي تصح به الجمعة، ومع ذلك تصح إمامتهم، هذا والمرجو منكم الجواب عن هذه الأسئلة، ولو كانت عند أهل العلم من البديهات، ولكن الجواب عن أمثالها لا يخلو من حسن الإفادات. ... ... ... ... ... ... ... ... محمد بسيوني عمران (ج) الحق أن تشديد فقهاء الشافعية في أحكام صلاة الجمعة لا يطاق وهم يستنبطون من كل استباط أحكامًا، وإن كان الأصل الأول لا يقوم عليه دليل كاشتراط الأربعين الموصوفين بالصفات المعلومة في انعقاد الجمعة، وإذا كان هذا غير صحيح؛ لأن الأدلة قامت على خلافه سقط كل ما بُنِيَ عليه مما سألتم عنه هنا وغيره، والمتبادر من أحكام الإمامة عند جماهير العلماء أن من صحت إمامته لغير الجمعة صحت إمامته لها، وكل من صلى الجمعة وجب عليه أن ينويها، والشوبري ليس شارعًا لهذه الأمة ولا إمامًا مجتهدًا فيها، فمن كلَّف نفسه ما لم يكلفه الله من التعبد بآرائه وآراء أمثاله فحسبه ما يرهق به نفسه في الدنيا، والذي يجب على كل مسلم حضر الجمعة حيث تقام أن يصلي مع المسلمين كما يصلون، فإن كان ممن لا تجب عليه كالمسافر ذهبت رخصة السفر بدخوله فيها، وكانت صلاته كصلاة سائر المسلمين، ولا يجب عليهم أن يعدوا المصلين ويجعلوا لكل نوع منهم صلاة غير صلاة الآخرين. *** الماسونية س ٢٣ من صاحب الإمضاء بتونس: الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. حضرة الأستاذ رشيد رضا صاحب مجلة المنار الغراء، أقدم لجنابكم فائق احتراماتي وأحييكم تحية مخلص بار مستنهلاً من مواردكم العذبة غيث التحقيق فيما أرجو أن يخضل به روض تاموري وينعم عندي مرج التحقيق بإسفاركم لي عن مُحَيَّا الطائفة الماسونية، ومهيع سلوكها، والغاية التى ترمي إليها ومركزيتها في الكون ومحور دائرة أعمالها وكيفية ارتباط أعضائها وسلم تدرجهم في السعي، والسبيل الذي يمكن الاطلاع به على كل حقائق هيئتها، وهل في ذلك ضيرعلى الدين المحمدي، أو مساس بالعقائد حتى أكون ممن نهل ورد التحقيق، ولكم جزيل الشكر ووافر الامتنان من المخلوقين، وعظيم الأجر من رب العالمين، حرَّره راجي الإفادة. ... ... ... ... ... ... ... ... محمد الصالح رمضان (ج) ليس عندي من العلم ما أجيبكم به عن كل هذه الأسئلة وإنما أعلم بالإجمال أن الجمعية الماسونية قد أسست لأجل هدم الحكومة الدينية البابوية أولاً وبالذات، ثم هدم كل حكومة دينية وإقامة حكومة لا دينية مقامها، وحيثما تم لهم ذلك فإن الجمعية تكون رابطة أدبية وصلة تعارف وتعاون بين أهلها المؤلفين من أهل الملل المختلفة وأكثرهم لا يعرف منها الآن أكثر من ذلك. والواضعون لأساسها الأول هم اليهود وغرضهم الأساسي منها إعادة ملك سليمان الديني إلى شعبهم في القدس وإعادة هيكله إلى ما وضع له وهو المسجد الأقصى، فأعظم كيد لهم وجد في الأرض أنهم هدموا الحكومات المسيحية الدينية من أوربة غربيها فشرقيها والحكومة الإسلامية التركية والنطرنية الروسية، وبعد هذا كله ظهرت جمعيتهم الصهيونية تستغل خدمتهم للإنكليز في الحرب بالتوسل بها إلى إقامة حكومة دينية يهودية في فلسطين وإذا أردتم الاطلاع الواسع على شئون هذه الجمعية فعليكم بما كتبه فيها أشد خصومها في العالم وهم الجزويت، وليسوا لديكم بقليل. *** قراءة العامي للكتب الدينية (س ٢٤-٢٦) من صاحب الإمضاء ببيروت: حضرة صاحب الفضل والفضيلة العالم العلامة الأستاذ الجليل السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة (المنار) الغراء، دام محفوظًا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإني أرفع لسيادتكم ما يأتي راجيًا التكرم بالإجابة عليه. (١) هل يجوز للعامي الذي لا يعرف نحوًا ولا صرفًا مطلقًا أن يقرأ كتب تفسير القرآن الكريم والأحاديث القدسية والنبوية وشرحها وتفسيرها والتوحيد والفقه وغير ذلك، وهو يلحن فيها أم لا؟ (٢) هل يجوز للعامي أن يفتي غيره في المسائل الدينية الإسلامية التي يعرفها أم لا؟ (٣) أرجوكم أن تبينوا لنا أسماء وأصحاب الكتب الدينية الإسلامية الصحيحة المعتمدة في العبادات والمعاملات وغير ذلك، فتفضلوا بالجواب، ولكم الأجر والثواب. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... السائل ... ... ... ... ... ... ... ... ... عبد القادر البعلبكي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ببيروت أما الجواب عن السؤال الأول فهو أنه يجوز لمن يجهل النحو والصرف قراءة الكتب الدينية ومطالعتها ولا يضره اللحن فيها، وإنما يشترط عدم اللحن في تلاوة القرآن، ولكن ليس له أن يلقن الناس شيئًا من الأحاديث إلا إذا ضبطها على أحد العلماء. وأما الجواب عن الثاني فهو أنه لا يجوز للعامي أن يفتي غيره بما يفهمه من المسائل الدينية باجتهاد منه، وأما إذا حفظ مسألة من العلماء وكان على ثقة من حفظها وفهمها فله أن يذكرها لغيره، وليس لغيره أن يأخذ بما نقله له ويعتمد عليه في العمل. وأما الجواب عن الثالث فلا سبيل إليه؛ لأن الكتب الدينية وأصحابها كثيرون منهم المشهورون المستغنون عن الذكر كمالك والشافعي والبخاري ومسلم، ولكل أهل مذهب كتب مشهورة يسألون عن المعتمد منها. وقد ذكرنا في مباحث تفسير قوله تعالى من سورة المائدة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (المائدة: ١٠١) أشهر الكتب التى يُعْتَمَدُ عليها في الأمور الدينية من كتب السنة وشروحها وكتب الأحكام المؤيدة بدلائلها فتطلب من جزء التفسير الثامن ومن كتاب (يسر الإسلام) الذي صدر حديثًا.