من أخبار حلب أن الحكومة السَّنية أرسلت شرذمة من زبانيتها ليلاً إلى سوق الباذستان، وهي التي تباع فيها العاديات والأمتعة المستعملة، وفيه كثير من الأسلحة العتيقة، فأحاط الزبانية بمائة دكان، وأرسلوا إلى أصحابها فحضر بعضهم وفتحوا لهم دكاكينهم فأخذوا ما فيها من السلاح، ومن لم يحضر كسروا دكانه وأخذوا ما فيها فاعتقد الناس أن الحكومة خائفة وجلة من رعيتها تحذر أن يقتدوا بالروسيين فيقوموا عليها طالبين تغيير شكل الحكومة المطلقة وإقامة العدل وإباحة العلم وإطلاق الحرية للناس، ولولا هذا العمل لم يكن يخطر ببال أحد شيء من ذلك. ونحن نعتقد أن هذه الأعمال سيندم عليها فاعلوها؛ إذ تأتي بضد ما أرادوا منها وسيظهر لهم ذلك إذا استمروا عليها، وإننا نود من صميم قلوبنا أن تترك دولتنا محاربة رعيتها وتنزع من ذهنها وساوس الجرائد الإفرنجية التي تخدعها بإيهامها أن البلاد مستعدة للخروج عليها لتصرفها بذلك عن اغتنام فرصة انكسار روسيا واشتغال أوربا بالمنازعات لإصلاح بلادها. وقد نصحنا للدولة مثل هذه النصيحة في فتنة نجد فظهر صدق قولنا، وتبين بعد الحرب والخصام أن اللين في المعاملة هو الذي يأتي بالخير ويجمع الكلمة والله الموفق.