للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الصهيونية

(ننقل هذا الفصل من جزء نوفمبر سنة ١٩١٣ لمجلة الهلال المفيدة لاطّلاع
مَن لم يطّلع عليه من قرائنا في هذه الأيام التي كثر فيها الخوض في هذه
المسألة) .
تاريخها وأعمالها:
الصهيونية: دعوة اجتماعية سياسية؛ انتشرت في الأمة الإسرائيلية بأواخر
القرن الماضي، وكثر تحدث الناس فيها بالأعوام الأخيرة. وقد همَّنا
أمرها على الخصوص في أثناء رحلتنا بفلسطين. ولا بد لنا في بحثنا عن أحوال
تلك البلاد الاجتماعية والاقتصادية من الإشارة إلى هذه الدعوة وتأثيرها الشديد في تلك
الأحوال. فرأينا أن نأتي على خلاصة تاريخها وحقيقة غرضها؛ لزيادة الإيضاح
فنقول:
موضوعها:
قد تقدم في كلامنا عن تاريخ فلسطين في الهلال الماضي كيف تشتت اليهود
في أنحاء العالم بعد أن جاهدوا في الدفاع عن أورشليم دفاع الأسود. وقد مضى
عليهم في هذه الهجرة نحو ١٩ قرنًا وهم يندبون وطنهم ودولتهم وهياكلهم؛ ولا سِيَّما
هيكل سليمان الباقية آثاره في القدس إلى الآن كما سنبينه مصورًا في رحلتنا. وقد
حاولوا استرداد ذلك الوطن عبثًا، ونظموا الأشعار في رثائه. ولا يزالون إلى اليوم
يبكون ذلك المجد الذاهب كل أسبوع عند أحجار يعتقدون أنها من بقايا هيكل سليمان.
وقد حاول اليهود المهاجرون السعي في استرجاع ذلك الوطن غير مرة
بأساليب مختلفة، آخرها الحركة الصهيوينة التي نحن في صددها.
ولا بد لكل دعوة اجتماعية أو سياسية من غرض ترمي إليه، وغرض
الصهيوينة (جمع الشعب الإسرائيلي في فلسطين وجعلها وطنًا خاصًّا به) ، وهي
مبنية من الوجهة الدينية على آياتٍ جاءت في سفر أرميا الفصل ٣٠ عدد ١٠ حيث
يقول: (لا تخف يا عبدي يعقوب يقول الرب ولا تفزع يا إسرائيل فإني أخلصك
من الغربة وذريتك من أرض جلائهم، فيرجع يعقوب ويستقر في الراحة والخصب
ولا يرعبه أحد) . وفي حزقيال ٣٩ عدد ٢٨: (فيعلمون أني أنا الرب إلههم
بإجلائي إيّاهم إلى الأمم ثُم جمعي إياهم إلى أرضهم، بحيث لا أبقي هناك منهم أحدًا
من بعد) وفي عاموس قول صريح ص (٩: ١٤) : (وأردّ شعبي إسرائيل فيبنون
المدن المخربة ويسكنونها ويغرسون كرومًا يشربون من خمرها وينشئون جنات
يأكلون من ثمرها وأغرسهم على أرضهم فلا يقتلعون فيما بعد من أرضهم
التي أعطيتها لهم) .
وهناك نبوءات أخرى بهذا المعنى أو نحوه في زكريا وأشعيا وميخا وغيرها.
غير ما عندهم من الاعتقاد بالمسيح الذي سيأتي ويجمع بني إسرائيل حوله
ويزحف على القدس ويعيد العبادة للهياكل، وغير ذلك مما جاء في التلمود.
على أن هذه الأقوال وأمثالها لا تكفي لإجماع الأمة على العمل بها إن لم يتوقع
أصحابها نفعًا اقتصاديًّا أو سياسيًّا من ورائها، أو أن يدفعهم للعمل جوع أو اضطهاد
أو ظلم. وكم من اعتقاد يعتقده الناس ولا يجتمعون للعمل به؛ لعجزهم عن ذلك أو
لعدم الاضطرار إليه؟ وإنما يجتمعون للعمل في ما يرون لهم فيه مصلحةً حقيقيةً.
ويتذرّعون إلى الاجتماع غالبًا بأسبابٍ دينية يتوكؤون عليها ويأولونها إلى ما
يساعدهم على ذلك القيام.
ولا بد في مثل هذه الحال مِن محرّكٍ يبعث على النهوض، وقد بعث اليهود
على هذه الحركة أمران:
الأول: تمكن الروح الملّية من نفوسهم على أثر الارتقاء الاجتماعي والعلمي
في العالم المتمدن؛ فإن شيوع الحرية الشخصية ولّد في نفوس الأمم عصبية
عنصرية غلبت على الجامعات الأخرى، وبهذه العصبية يطلب المجر التخلص من
النمسا، ويحاول البلقانيون الخروج من سلطة تركيا. والبلقانيون أنفسهم يتحاربون
الآن باسم العنصرية مع أنهم من مذهب واحد وإقليم واحد.
والأمر الثاني: مبالغة الأمم النصرانية في امتهان اليهود باسم الأنتسميتزم
(antisemitism) ومعنى اللفظ: (مقاومة الساميين) ؛ لكنهم يريدون بهم
اليهود خاصة. فآل ذلك طبعًا إلى اجتماع كلمة اليهود بأوربا، وفيهم طائفة حسنة من
أصحاب الأموال ورجال الساسة والعلم وأهل الهمة والنشاط، فأخذوا يبحثون في
الدفاع عن أمتهم، وآنسوا في أنفسهم المقدرة على العمل بتلك الآيات، فوجّهوا
عنايتهم إليها؛ فأخذ كُتَّابُهم يحرّضون قومهم على الاستعمار في فلسطين للتخلص
من اضطهاد الأمم لهم. وقال بعضهم: إذا لم يكن ابتياع فلسطين ممكنًا فلنطلب
وطنًا في مكانٍ آخر على وجه هذه البسيطة.
ونشط آخرون لاستنصار الجمعيات الخيرية الإسرائيلية - كجمعية الاتحاد
الإسرائيلي - على القيام بهذا العمل سنة ١٨٦٣؛ ولكن هذه الجمعية غرضها الرئيسي
تهذيب الشبيبة اليهودية، وحاول غيرهم استنهاض جمعية اليهود الإنكليزية في لندن
وجمعيتهم في برلين، فترتب على ذلك تأسيس الجمعية العمومية الفلسطينية وجمعية
الاستعمار الفلسطيني؛ لكنَّ الدعوة لم تكن نضجت بعد فلم تأت هذه المساعي
بثمرة. فوجّهوا التفاتهم إلى وادي الفرات لعله يصح أن يكون مهجرًا لهم. وبذل
السياسي أولفانت الإنكليزي جهده في نيل امتياز خط حديدي في ذلك الوادي ليسكن
فيه مهاجرو اليهود من روسيا، واقترح إنشاء مهجر يهودي في فلسطين
بنواحي السلط، على أن تتألف جمعية رأس مالها عشرة ملايين فرنك تبتاع مليون
فدان يستثمرها يهود بولندا ورومانيا والأناطول فلم يأذن لهم السلطان، وقِسْ
على ذلك سائر مساعيهم في هذا السبيل.
لكن روح الصهيونية أخذت تتمكن من قلوب اليهود؛ وهم يزدادون تمسكًا
بالعنصرية كلما زاد مقاوموهم شدة، فكثرت الجمعيات التي تألفت لهذه الغاية.
وأول جمعية أفلحت في استثمار أرض فلسطينية نشأت سنة ١٨٧٩ ولما التأم
المؤتمر الإسرائيلي سنة ١٨٨٤ وأوشكوا أن يبلغوا غايتهم لكن العثمانيين انتبهوا
لأغراضهم فحالوا بينهم وبين ما يريدون. ولم يستقر عملهم على قواعد متينة إلا
بعد ظهور الدكتور تيودور هرتزل صاحب الدعوة الصهيونية.
وهو رجل نمساوي شديد الغيرة على العنصر الإسرائيلي عالي الهمة قوي
الحجة، كتب وهو في باريس سنة ١٨٩٥ كتابًا في استعمار اليهود سماه (الوطن
الإسرائيلي) ، لم يزعم أنه يستنهض به الهمم أو يستثير العزائم؛ بل قال: إنه كتبه
لنفسه ولإيقاف بعض أصدقائه على آرائه، ولكن الكتاب ما لبث أن طبع في فيينا
بالنمساوية حتى نقل إلى الفرنساوية والإنكليزية والعبرانية، وأعيد طبعه مرارًا وراج
رواجًا عظيمًا. وحرك الهمم فوق ما كان يتوقع الناس منه، وقد عارضه كثيرون،
لكن المجاري الاجتماعية اقتضت ظهور ثمره؛ لأن فكرة استعمار اليهود لفلسطين
كانت قد نضجت واستعدت لها الأذهان وتاقت إليها النفوس.
وخلاصة آراء هرتزل في ذلك الكتاب: (إن أعداء الساميين آخذون في
الازدياد، ولا يستطيع اليهود مقاومتهم لتشتت شملهم في الأرض، فهم في حاجة إلى
الاجتماع في وطنٍ خاص بهم) ؛ فاقترح إنشاء شركة يهودية اقتصادية رأسمالها
٥٠.٠٠٠.٠٠٠ جنيه مركزها لندن. وأن تتألف جمعية سياسية يهودية تدير أعمال هذه الشركة وتشير عليها بما ينبغي عمله.
واقترح للقيام بذلك ابتياع فلسطين أو الأرجنتين على أن ينتقل إليها اليهود
انتقالاً منتظمًا. ثُم عدل هرتسل رأيه هذا فحصر طلبه باستعمار فلسطين دون
سواها؛ لعلمه أن الناس لا يساقون بمثل الشعائر الدينية، واليهود هجروا فلسطين
وقلوبهم في هيكل سليمان.
ولم تمض سنة على نشر آراء هرتسل حتى أقبلت الجمعيات على الأخذ بها
وأول من فعل ذلك جمعية اليهود النمساوية؛ فوقع بضعة آلاف منهم سنة ١٨٩٦
على خطاب يطلبون فيه تأسيس جمعية يهودية في لندن، غير مَن أخذ برأيه وتعصب
له من الناشئة المتألمين من مقاومة اليهود. على أن طائفة كبيرة من الحاخامين في
روسيا وألمانيا والنمسا وإنكلترا عارضوه في بادئ الرأي؛ لأنه لم يعتبر الوجهة
الدينية من المسألة كما ينبغي؛ ولأن أتباعه أكثرهم من الشبان المتنورين [١]
واتهموهم بكل قبيح. وكان المسيحيون أشد عطفًا على الصهيونية من أولئك
الحاخامين فنصروها بأقلامهم وألسنتهم.
ومن جملة العقبات التي قامت في طريق الصهيونية مسألة التعليم؛ لأن
الحاخامين اعتبروا نشر العلوم العصرية من قبيل الخروج عن الآداب الدينية،
وأشاعوا أن الصهيونية من آلات الكفر؛ فلما انعقد المؤتمر الثاني رأى هرتسل من
الحكمة مسالمة رجال الدين؛ فاعترف أن الصهيونية تشمل السعي في إحياء شعائر
الدين فضلاً عن الاقتصاد والسياسة.
أعمال الصهاينة ووسائلها:
قد يستغرب القارئ نجاح هذه الدعوة في هذه المدة القصيرة؛ لكنه إذا علم
الغرض والوسيلة هان عليه ذلك.
دعا هرتسل الشعب اليهودي من أنحاء العالم المتمدن إلى مؤتمر اجتمع في
باسل سنة ١٨٩٧ حضره نيف ومئتا عضو بعضهم يمثلون جماعات. وكانت
الأذهان متأهبة لقبول الدعوة فلم يكتفوا بإعلانها - وهي إيجاد وطن شرعي للشعب
الإسرائيلي في فلسطين - بل بحثوا في الوسائل المؤدية إلى نشرها وتأييدها؛ فقرّروا
لذلك ثلاث وسائل من أرقى الوسائل المؤدية إلى النجاح وهي:
(١) إحياء آداب العبرانية ونشرها.
(٢) إنشاء مدارس لتعليم اللغة العبرانية.
(٣) إنشاء مالية مشتركة لليهود.
وأخذوا بعد انفضاض هذا المؤتمر في تأييد هذه القرارات بنشر الكتب وإلقاء
الخطب في اللغات العبرانية والألمانية والفرنسية والإنكليزية والعربية، وشكلوا عمدة
للاستعمار الإسرائيلي. فلما انعقد المؤتمر الثاني في فيينا ثم في باسل سنة ١٨٩٨
ظهر في التقارير التي تليت في ذلك الاجتماع أن الجمعيات الصهيوينة القائمة بذلك
العلم تضاعفت كثيرًا وأصبح عددها ١١٥٠ جمعية، فأخذ أعداؤها يتقرّبون منها،
وآمن بمبادئها كثيرون من رجال الدين. وتقرر في هذا المؤتمر تعيين جمعية خاصة
بالاستعمار غرضها توسيع نطاقه وأن تكون اللغة العبرانية هي لغة اليهود حيثما
وجدوا.
وقِسْ على ذلك ما جرى في المؤتمرات التالية. فانعقد المؤتمر الثالث في
باسل أيضًا وكانت أبحاثه أكثرها في نيل امتياز من السلطان عبد الحميد لم يسفر
عن نتيجة، وبلغ عدد الجمعيات الروسية فقط ٨٧٧ جمعية، وعدد المنتظمين في
عضوية الجمعية ٢٥٠٠٠٠ نفس. وانعقد المؤتمر الرابع في لندن سنة ١٩٠٠
والخامس في باسل سنة ١٩٠١، وفي هذا المؤتمر تقرر عقد مؤتمر عمومي كل
سنتين - غير المؤتمرات الفرعية في أثناء السنتين - وقرروا إنشاء مكاتب
للمطالعة ومدارس وتأليف دائرة معارف عبرانية. وانعقد المؤتمر السادس في باسل
سنة ١٩٠٣ وتقرر فيه إرسال لجنة إلى أوغندا تبحث في: هل تصلح تلك البلاد
للاستعمار. وقرر تخصيص ٢٠٠٠٠٠ جنيه لشراء أرض في فلسطين وسوريا.
وفي السنة التالية ١٩٠٤ تُوفي الدكتور هرتسل صاحب هذه الدعوة؛ فانتخبوا
مكانه الدكتور نوردو رئيسًا. وعرضت إنكلترا في ذلك العام على الصهيونيين
أرضًا في شرقي إفريقيا الإنكليزية على سكة حديد أوغندة بين نيروبي وماو؛
لأجل إنشاء مستعمرة يهودية مستقلة بأحكامها تحت رعاية الدولة الإنكليزية. فعينت
لجنة للبحث؛ فقررت أن البقعة ضيقة لا تكفي فرفضوها. وقِسْ على ذلك سائر
مؤتمرات الصهيونية وآخرها المؤتمر الحادي عشر الذي انعقد هذا العام في فيينا
برئاسة الموسيو ولنسن، وقد جاء فيه أن الصهيونية سائرة على قدم النجاح وأن
سلامتها مرتبطة بسلامة الدولة العثمانية؛ لأن المسألة اليهودية والمسألة العربية
متفقتان. وقرر أشياء أخرى أهمها إنشاء جامعة في أورشليم لتعليم العلوم العالية
باللغة العبرانية، وفي جملتها اللغات الشرقية والفلسفة القديمة والحديثة. غير
المؤتمرات الفرعية التي كانت تعقد في أنحاء العالم المتمدن، ومنها مؤتمر عقد في
زمارين من أعمال فلسطين حضره ٥٠ عضوًا وشرط للدخول في الجمعية خمسة
قروش يدفعها الطالب.
وقسموا فلسطين من حيث الصهيونية إلى ست مناطق وتقرّر تأليف جمعيات
وفروع للأخذ بناصرها.
ومن قرارات المؤتمر السابع - من حيث العمل في فلسطين - السعي في
التنقيب عن الآثار وترويج الزراعة والصناعة وتحسين سائر الأحوال الاقتصادية
وترقية الهيئة الاجتماعية اليهودية وغير ذلك. وبلغت الجمعيات الصهيونية الآن
ألُوفًا عديدة ترجع في أعمالها إلى قرارات المؤتمرات العامة.
وللجمعية مصارف مالية لترويج أغراضها منها: (المصرف اليهودي
الاستعماري) ؛ وغرضه سياسي، وهو أهم أدوات الجمعية في موضوعها الأساسي،
والغرض منه: (تنشيط الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين وسوريا وسائر أنحاء
تركيا وفي جزيرة سيناء وقبرص) . وهو بنك مساهمة؛ عدد المساهمين فيه نحو
١٣٥٠٠٠ وله شعبة في يافا باسم الشركة الإنكليزية الفلسطينية لها فروع في أكثر
مدائن فلسطين. وزاد رأس ماله على ١٢٠٠٠٠ جنيه. والبنك اليهودي الملّيّ؛
والغرض منه جمع رأس مال يكون ملك الصهيونية يستخدم لابتياع الأرضين في
فلسطين. واشترطوا أن رأس ماله لا يمسّ حتى يبلغ ٥٠٠٠٠ جنيه، وقد زاد الآن
على ١٢٠٠٠٠ جنيه.
غير ما أنشأته الجمعية من وسائل التعليم والتهذيب كالمكاتب والمدارس
والجمعيات الأدبية والصحية للرجال والنساء، وعزَّزُوا شأن المرأة وأعطوها حق
التصويت والانتخاب لعضوية المؤتمر؛ فألّفت الجمعيات النسائية الأدبية والتهذيبية
والاجتماعية.
وناهيك بما أنشأوه من الصحف الكبرى لخدمة أغراض الجمعية في روسيا
والنمسا وألمانيا وإيطاليا وإنكلترا ومصر وبلغاريا وغيرها. وانتشرت الدعوة
الصهيونية بذلك في أنحاء العالم المتمدن إلى الصين واليابان وتركستان وفيلبين
فضلاً عن ممالك أوربا وأميركا وغيرهما.
وأصبح أنصارهما يعدون بالملايين. وهي مؤلفة من أحزاب وفِرق تتناقش
وتتباحث سعيًا في المصلحة العامة وتأييد الغرض الأصلي المراد بها. فهي أشبه
بدولة ديموقراطية منها بجمعية سياسية اجتماعية. وقد اتخذت أحسن الوسائل
المؤدية إلى تقوية البدن وتوسيع العقل وتأييد المبدأ فأفلحت مساعيها. وأنشأت في
فلسطين مستعمرات يهودية في أطيب أرضها، وأكثرت مِن المدارس والمزارع
والجمعيات والمكاتب والمصارف والمعامل الصحيّة والطبية. وأهم تلك المساعي
من الوجهة الاجتماعية أحباء اللغة العبرانية وآدابها؛ ممّا سنأتي على أمثلة منه في
الكلام عن أحوال فلسطين الاقتصادية والاجتماعية من رحلتنا لهذا العام.