تقدم في حديث أمين بك الرافعي مع الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس القضاة بمكة المكرمة قول هذا: أن النجديين يعتقدون أن جميع العبادات التي تُهدى إلى الموتى تصل إليهم يعني ثوابها. وهذه المسألة خلافيَّة بين علماء الحنابلة وغيرهم من فقهاء المذاهب وأهل الحديث المستقلين، ووصول الثواب أو العمل أو انتفاع الإنسان بعمل غيره خلاف نص قوله تعالى {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} (النجم: ٣٩) وخلاف القياس المعقول، وقد يخصص بما ورد في السنة من استثناء دعاء الولد لوالديه أو حجه وصومه عنه، بل يصح أن يقال: إن هذا الأخير ليس استثناء لما ورد من أن الولد من كسب أبيه أي وأمه، وقد فصلنا هذه المسألة تفصيلاً واسعًا في تفسير قوله تعالى {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام: ١٦٤) من آخر سورة الأنعام، وقد نعود إلى نقل أقوال الفقهاء فيها عند الحاجة.